الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد الأمين, وآله الطيبين, وصحبه أجمعين,والسائرين على منهاجهم إلى يوم الدين.
أما بعد:فهذه بدع متعلقة بعاشوراء أحببت أن أنبه عليها,حتى لا يُغترَّ بها .وهاهي دونكم :
1-ذبح الدجاج,اعتقادا منهم أن إراقة الدماء,مطلوبة في عاشوراء{العواشير}كما يقولون. وبعضهم يقول من لم يذبح في عيد الأضحى يجزئ عنه أن يذبح في عاشوراء,وهذه بدعة لم يأت بها شرع ولا نطق بها سمع.
2-طبخ الحبوب:ويسمى في بعض الجهات عندنا{الشَّرْشَمْ}قال ابن الحاج:"وأما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها,ومن لم يفعل ذلك عندهم فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم,وكذلك طبخهم فيه الحبوب,وغير ذلك,ولم يكن السلف رضوان- الله عليهم-يتعرضون في هذه المواسم,ولايعرفون تعظيما إلا بكثرة العبادة والصدقة واغتنام فضيلتها,لا بالمأكول بل كانوا يبادرون إلى زيادة الصدقة وفعل المعروف ا.هـ المدخل[1/289].
3-صنع { الرقاق}وهو من الأطعمة التي يخصصها الناس- عندنا- بعاشوراء,قال شيخ الإسلام ابن تيمية:وأما سائر الأمور مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة,إما حبوب أو غير حبوب,أو تجديــد لباس,أو توسيع نفقة,أو اشتراء حوائج العام,أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به,أو قصد الذبح,أوالتزاور,أو زيارة المساجد والمشاهد,ونحو ذلك,فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم,ولا خلفاؤه الراشدون,ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين,لا مالك ولا ولا الثوري ولا الليث بن سعد ولا أبو حنيفة ولا الأوزاعي ولا الشافعي ولا أحمد بن حنبل,ولا إسحاق بن راهويه,ولا أمثال هؤلاء من أئمة المسلمين.}مجموع الفتاوى [25/312].
4-التوسيع على الأهل والعيال في عاشوراء واعتقاد أن من فعل ذلك وسع الله عليه سائر السنة,و لهم في ذلك حديث{....ووسعوا على أهليكم فيه[أي في عاشوراء]فإنه من وسع على أهله من ماله يوم عاشوراء,وسع الله عليه سائر سنته....}وهو حديث طويل موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم,قال السيوطي موضوع ورجاله ثقات,والظاهر أن بعض المتأخرين وضعه وركبه على هذا الإسناد]اللآلئ المصنوعة[2/109-110].
5-الإكتحال وهذا موروث عن النواصب إذ كانوا يظهرون الفرح والسرور يوم قتل الحسين,ويروون في ذلك حديثا موضوعا وهو ما روي عن ابن عباس[من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا]قال البيهقي:إسناده ضعيف بمرة,وقال الألباني:موضوع,الضعيفة [2/82] رقم{624}.ومثله لا يصح حتى يلج الجمل في سم الخياط.
6-تأخير ما وجب من الزكاة إلى عاشوراء.المدخل لابن الحاج[1/289].
7-زيارة القبور خاصة في هذا اليوم.[نفس المرجع].
8-استعمال النساء للحناء في هذا اليوم خاصة.
9-صلة الأرحام في هذا اليوم اعتقادا منهم أن هذا الأمر له مزية على سائر الأيام.
10-قراءة سورة الإخلاص ألف مرة.
11-تخصيص تقليم الأظافر بعاشوراء.هذه البدع ذكرها كلها العلامة ابن الحاج في المدخل.[1/289].
12-بدع الرافضة:-قبحهم الله-قال الشيخ محمد عبد الستار التونسي:إن الشيعة يعقدون محافل ومجالس للمآتم والنياحة,ويعملون المظاهرات العظيمة في الشوارع والميادين في ذكرى استشهاد الحسين-رضي الله عنه-باهتمام بليغ في العشر الأوائل من المحرم كل عام,معتقدين أنها من أجل القربات,فيضربون خدودهم بأيديهم,وصدورهم وظهورهم,ويشقون الجيوب,ويبكون ويصيحون بهتا فات يا حسين...يا حسين وخاصة في اليوم العاشر من كل محرم فإن ضجيجهم المليء بالولايات يبلغ أوج الكمال....إلى أن قال:وهذه مشائن من دين الشيعة منذ الزمن البعيد.إبطال عقائد الشيعة[101/102ي].
هذه بعض البدع التى أحببت أن أنبه عليها قبل يوم عاشوراء,ثم شعلت عنها بمشاغل حتى اليوم ولله الأمر من قبل ومن بعد والحمد لله رب العالمين.
وكتبه محمد رحيل بوادي التاغية-حرسها الله وسائر بلاد المسلمين-يوم13/محرم/1432هـ