بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربٍّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوت رحمةً للعالمين ،نبينا محمد الصادق الأمين ،وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
خرّج ألبخارى من حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى ألله من هذه الأيام،يعنى أيام العشر.قالوا:يارسول الله !ولا الجهاد فى سبيل ألله؟ قال:ولا الجهادفى سبيل الله،إلارجل خرج بنفسهِ ومالهِ ،ثم لم يرجع من ذلكَ بشىء).. البخارى:696.
وقد دلَّ هذا الحديث على أن العمل فى أيامهِ أحب إلى الله من ألعمل فى أيام الدنيا من غيرإستثناء شىء منها،وإذا كان أحب إلى الله فهوا أحب عنده وقد ورد هذا الحديث بلفظ:(ما من أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر).
(وروى عن بعض أزواج النبى صلى ألله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام كان لايدع صيام تسع ذى الحجة)..صححه الألبانى فى صحيح النسائى.
وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
وأما قيام ليالى العشر فمستحب فقد كان سعيدبن جبيررضى ألله عنه وهوالذى روى عنه أنه قال :
لاتطفؤا سرجكم ليالى العشر!تعجبه العبادة.
أما إستحباب الإكثار من الذكر فيها فقد دلَّ عليه قول الله عز وجل((ويذكروا إسم الله فى أيام معلومات))..الحج28 فإن الأيام المعلومات هى أيام العشر عند جمهور العلماء.
وخرّجَ البزَّار وغيره من حديث جابر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:(( أفضل أيام الدنيا أيام العشر،قالوا يارسول الله،ولامثلهن فى سبيل الله ؟قال :ولامثلهن فى سبيل الله،إلا من عفروجهه فى التراب))..صححه ى الألبانى فى صحيح الجامع:1133.
ومن فضائل العشر ذى الحجة أن الله أقسم بها جملةً وببعضها خصوصاً قال تعالى:((و الفجروليال عشر ٍ))والليالى العشرهى عشر ذى الحجة،هذا هوا الصحيح الذى عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم ،وهو الصحيح عن إبن عباس رضى الله عنهما.
ومن فضائله:أنه خاتمة الأشهر المعلومات،أشهر الحج التى قال الله تعالى فيها: ((الحج أشهر معلومات))البقرة:197وهى شوال وذوالقعدة وعشر ذى الحجة،وروى ذلك عن عمر وأبنه عبد الله،وعلى،وابن مسعود ،وابن عباس،وابن الزبير وغيرهم،وهو قول أكثرالتابعين ،ومذهب الشافعى وأحمد وأبى حنيفة وأبى يوسف وأبى ثور وغيرهم.
وروى عن أبى موسى الأشعرى أن الأيام المعلومات هى تسع ذى الحجة غير يوم النحر،وأنه قال:لايرد فيهن الدعاء.
قال بعضهم :
ليالى العشر أوقات ألإجابة... فبادررغبة تلحق ثوابه
ألا لا وقت للعمال فيه... ثواب الخيرأقرب للإصابة
من أوقات الليالى العشرحقا... فشمر واطلبن فيها الإنابة
ومن فضائل عشرذى الحجة أن فيها يوم عرفة:
وفى الصحيحين عن عمربن الخطاب رضى الله عنه أن رجلًا من اليهود قال:ياأمير المؤمنين آيةٌ فى كتابكم لو علينا-معشر اليهود-نزلت،
لاتخدنا ذلك اليوم عيداً.فقال:أى آية؟قال:((اليوم أكملت لكم دينكموأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا)).فقال عمر:إنى لأعلم
اليوم الذى نزلت فيه،والمكان الذى نزلت فيه،نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بعرفة يوم جمعة))البخارى:45،ومسلم:3017.
ومن فضائل يوم عرفة :
ماجاء فى حديث عقبة بن عامرعن النبى –صلى الله عليه وسلم –أنه قال،((يوم عرفة ويوم النحر،وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب))..صحيح الجامع :8192 للألبانى رحمه الله.
ولهذا لايشرع لأهل الموسم (أى الحجاج)صوم يوم عرفة لأنه أول
أعيادهم وأكبر مجامعهم ،وقد أفطره النبى- صلى الله عليه وسلم-بعرفة والناس ينظرون إليه))البخارى 1989-أما حديت نهى النبى –صلى الله عليه وسلم-عن صوم يوم عرفة)فهو حديت ضعيف ضعفه الالبانى رحمه الله في ضعيف أبي داود:539.
والحاصل أن يوم عرفة له فضائل متعددة...
منها: أنه يوم إكمال الدين وتمام النعمة كما قال عمر بن الخطاب،وعبدالله ابن عباس-رضي الله عنهما..
ومنها:أنه الشاهد الذي أقسم الله تعالى به كما سبق.
ومنها:أنه عيد لأهل الأسلام،كما قال في كتابه فقال تعالى (وشاهدومشهود) البروج:3.
ففي المُسند عن أبي هريرة-رضي الله عنه-مرفوعاً وموقوفاً والصحيح الموقوف(الشاهد يوم عرفة والمشهُود يوم الجمعة).. خرجهُ الحاكم في المُستدرك2/564 واحمد في المُسند2/298 ومثله خرجه الطبراني في المعجم الكبير3/298 وحسنهُ الألباني في صحيح الجامع:8200.
ومنها:أنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوزُ عنها والعتق من النار والمباهاة
بأهل الموقف كما ثبت ذلك من حديث عائشة-رضي الله عنها- حيث قال عليه الصلاة والسلام :(مامن يوم أكثرمن أن يعتق الله فيه عبيداً من النَّار من يوم عرفة وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) صحيح مسلم 1348..
الأصل فى الأضحية انها مشروعة فى حق الأحياء،كما كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه يضحون عن أنفسهمم وأهليهم،وأما مايظنه بعض العامة من اختصاص
الأضحية بالأموات فلا أصل له،والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:
الأول:أن يضحى عنهم تبعاَ للأحياء مثل أن يضحى الرجل عنه وعن أهل بيته،وينوى بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبى –صلى الله عليه وسلم-عنه وعن أهل بيته
وفيهم من قد مات من قبل.التانى:بـأن يُضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيداً لها وأصل هذا قوله تعالى:((فمَن بَدَّلهُ بَعدَمَا سَمِعَهُ فإنّمَا إثمُهُ على الذينَ يُبَدِلُونَهُ إنَّ الله سَمِيع عَلِيم))..البقرة-181-...
الثالث:أن يُضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء،فهذه جائزة.وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه،ولكن لانرى
أن تخصيص الميت بالأضحية من السنة،لأن النبى –صلى الله عليه وسلم-لم يضحي عن
أحد من أمواته بخصوصه ،فلم يضح عن عمه حمزة،وهوَمن أعزّ أقارِبه عنده،ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته،وهنَّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار،ولاعن زوجته
خديجة،وهى من أحب نسائه،ولم يرد عن أصحابهِ فى عهده أن أحداً منهم ضحى عن
من أمواته.
ونرى أيضاً من الخطأ مايفعله بعض النّاس،يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)،ويعتقدون أنه لايجوز أن يُشرك معه فى ثوابها أحد ،أو يضحّون
عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم،ولا يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا
أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لم
عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.
إذا أراد أحد يضحي ودخل شهر ذى الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذى القعدة ثلاثين
يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخد شياً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته،
لحديت أم سلمة –رضى الله عنها-أن النبى –صلى الله عليه وسلم-قال:(( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره))..رواه أحمد ومسلم،وفى لفظ:(( فلا يمسّن من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحى))
و إذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولاإثم عليه فيما أخده قبل النية..
والحكمة فى هذا النهى أنَّ المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب
إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر
ونحوه،وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخدوا فى أيام العشر من شعورهم
وأضفارهموأبشارهم.....
وهذا الحكم خاص بمن يضحّي ،أما المضحّي عنه فلا يتعلق به.، لأن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:((وأراد احدكم أن يضحّى.........)) ولم يقل :أو يضحّي عنه، ولأن
النبي –صلى الله عليه وسلم-كان يضحّي عن أهل بيته ، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم
بالإمساك عن ذلك.
و إذا أخد من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو أظفره أو بشره فعليه أن يتوب إلى الله
ولايعود ، ولا كفارة عليه ، ولايمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.
وأذا أخد شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا أثم عليه،وإن أحتاج
إلى أخده فله أخده ولاشيء عليه،مثل أن ينكسر ظفره فيؤديه فيقصّه ،أو ينزل الشعر
فى عينه فيزيله،أو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه...
المراجع:
1- لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لإبن رجب الحنبلي رحمه الله..
2-أحكام الأضحية للعلاَّمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله..
الحمدلله ربٍّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوت رحمةً للعالمين ،نبينا محمد الصادق الأمين ،وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فضل عشرة ذى الحجة
خرّج ألبخارى من حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى ألله من هذه الأيام،يعنى أيام العشر.قالوا:يارسول الله !ولا الجهاد فى سبيل ألله؟ قال:ولا الجهادفى سبيل الله،إلارجل خرج بنفسهِ ومالهِ ،ثم لم يرجع من ذلكَ بشىء).. البخارى:696.
وقد دلَّ هذا الحديث على أن العمل فى أيامهِ أحب إلى الله من ألعمل فى أيام الدنيا من غيرإستثناء شىء منها،وإذا كان أحب إلى الله فهوا أحب عنده وقد ورد هذا الحديث بلفظ:(ما من أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر).
(وروى عن بعض أزواج النبى صلى ألله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام كان لايدع صيام تسع ذى الحجة)..صححه الألبانى فى صحيح النسائى.
وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
وأما قيام ليالى العشر فمستحب فقد كان سعيدبن جبيررضى ألله عنه وهوالذى روى عنه أنه قال :
لاتطفؤا سرجكم ليالى العشر!تعجبه العبادة.
أما إستحباب الإكثار من الذكر فيها فقد دلَّ عليه قول الله عز وجل((ويذكروا إسم الله فى أيام معلومات))..الحج28 فإن الأيام المعلومات هى أيام العشر عند جمهور العلماء.
وخرّجَ البزَّار وغيره من حديث جابر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:(( أفضل أيام الدنيا أيام العشر،قالوا يارسول الله،ولامثلهن فى سبيل الله ؟قال :ولامثلهن فى سبيل الله،إلا من عفروجهه فى التراب))..صححه ى الألبانى فى صحيح الجامع:1133.
ومن فضائل العشر ذى الحجة أن الله أقسم بها جملةً وببعضها خصوصاً قال تعالى:((و الفجروليال عشر ٍ))والليالى العشرهى عشر ذى الحجة،هذا هوا الصحيح الذى عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم ،وهو الصحيح عن إبن عباس رضى الله عنهما.
ومن فضائله:أنه خاتمة الأشهر المعلومات،أشهر الحج التى قال الله تعالى فيها: ((الحج أشهر معلومات))البقرة:197وهى شوال وذوالقعدة وعشر ذى الحجة،وروى ذلك عن عمر وأبنه عبد الله،وعلى،وابن مسعود ،وابن عباس،وابن الزبير وغيرهم،وهو قول أكثرالتابعين ،ومذهب الشافعى وأحمد وأبى حنيفة وأبى يوسف وأبى ثور وغيرهم.
وروى عن أبى موسى الأشعرى أن الأيام المعلومات هى تسع ذى الحجة غير يوم النحر،وأنه قال:لايرد فيهن الدعاء.
قال بعضهم :
ليالى العشر أوقات ألإجابة... فبادررغبة تلحق ثوابه
ألا لا وقت للعمال فيه... ثواب الخيرأقرب للإصابة
من أوقات الليالى العشرحقا... فشمر واطلبن فيها الإنابة
ومن فضائل عشرذى الحجة أن فيها يوم عرفة:
وفى الصحيحين عن عمربن الخطاب رضى الله عنه أن رجلًا من اليهود قال:ياأمير المؤمنين آيةٌ فى كتابكم لو علينا-معشر اليهود-نزلت،
لاتخدنا ذلك اليوم عيداً.فقال:أى آية؟قال:((اليوم أكملت لكم دينكموأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا)).فقال عمر:إنى لأعلم
اليوم الذى نزلت فيه،والمكان الذى نزلت فيه،نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بعرفة يوم جمعة))البخارى:45،ومسلم:3017.
ومن فضائل يوم عرفة :
ماجاء فى حديث عقبة بن عامرعن النبى –صلى الله عليه وسلم –أنه قال،((يوم عرفة ويوم النحر،وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب))..صحيح الجامع :8192 للألبانى رحمه الله.
ولهذا لايشرع لأهل الموسم (أى الحجاج)صوم يوم عرفة لأنه أول
أعيادهم وأكبر مجامعهم ،وقد أفطره النبى- صلى الله عليه وسلم-بعرفة والناس ينظرون إليه))البخارى 1989-أما حديت نهى النبى –صلى الله عليه وسلم-عن صوم يوم عرفة)فهو حديت ضعيف ضعفه الالبانى رحمه الله في ضعيف أبي داود:539.
والحاصل أن يوم عرفة له فضائل متعددة...
منها: أنه يوم إكمال الدين وتمام النعمة كما قال عمر بن الخطاب،وعبدالله ابن عباس-رضي الله عنهما..
ومنها:أنه الشاهد الذي أقسم الله تعالى به كما سبق.
ومنها:أنه عيد لأهل الأسلام،كما قال في كتابه فقال تعالى (وشاهدومشهود) البروج:3.
ففي المُسند عن أبي هريرة-رضي الله عنه-مرفوعاً وموقوفاً والصحيح الموقوف(الشاهد يوم عرفة والمشهُود يوم الجمعة).. خرجهُ الحاكم في المُستدرك2/564 واحمد في المُسند2/298 ومثله خرجه الطبراني في المعجم الكبير3/298 وحسنهُ الألباني في صحيح الجامع:8200.
ومنها:أنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوزُ عنها والعتق من النار والمباهاة
بأهل الموقف كما ثبت ذلك من حديث عائشة-رضي الله عنها- حيث قال عليه الصلاة والسلام :(مامن يوم أكثرمن أن يعتق الله فيه عبيداً من النَّار من يوم عرفة وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) صحيح مسلم 1348..
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها... للعلامة ابن عثيمين رحمهالله.....
الأصل فى الأضحية انها مشروعة فى حق الأحياء،كما كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه يضحون عن أنفسهمم وأهليهم،وأما مايظنه بعض العامة من اختصاص
الأضحية بالأموات فلا أصل له،والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:
الأول:أن يضحى عنهم تبعاَ للأحياء مثل أن يضحى الرجل عنه وعن أهل بيته،وينوى بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبى –صلى الله عليه وسلم-عنه وعن أهل بيته
وفيهم من قد مات من قبل.التانى:بـأن يُضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيداً لها وأصل هذا قوله تعالى:((فمَن بَدَّلهُ بَعدَمَا سَمِعَهُ فإنّمَا إثمُهُ على الذينَ يُبَدِلُونَهُ إنَّ الله سَمِيع عَلِيم))..البقرة-181-...
الثالث:أن يُضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء،فهذه جائزة.وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه،ولكن لانرى
أن تخصيص الميت بالأضحية من السنة،لأن النبى –صلى الله عليه وسلم-لم يضحي عن
أحد من أمواته بخصوصه ،فلم يضح عن عمه حمزة،وهوَمن أعزّ أقارِبه عنده،ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته،وهنَّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار،ولاعن زوجته
خديجة،وهى من أحب نسائه،ولم يرد عن أصحابهِ فى عهده أن أحداً منهم ضحى عن
من أمواته.
ونرى أيضاً من الخطأ مايفعله بعض النّاس،يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)،ويعتقدون أنه لايجوز أن يُشرك معه فى ثوابها أحد ،أو يضحّون
عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم،ولا يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا
أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لم
عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.
فيما يجتنبه من أراد الأضحية
إذا أراد أحد يضحي ودخل شهر ذى الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذى القعدة ثلاثين
يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخد شياً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته،
لحديت أم سلمة –رضى الله عنها-أن النبى –صلى الله عليه وسلم-قال:(( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره))..رواه أحمد ومسلم،وفى لفظ:(( فلا يمسّن من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحى))
و إذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولاإثم عليه فيما أخده قبل النية..
والحكمة فى هذا النهى أنَّ المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب
إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر
ونحوه،وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخدوا فى أيام العشر من شعورهم
وأضفارهموأبشارهم.....
وهذا الحكم خاص بمن يضحّي ،أما المضحّي عنه فلا يتعلق به.، لأن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:((وأراد احدكم أن يضحّى.........)) ولم يقل :أو يضحّي عنه، ولأن
النبي –صلى الله عليه وسلم-كان يضحّي عن أهل بيته ، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم
بالإمساك عن ذلك.
و إذا أخد من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو أظفره أو بشره فعليه أن يتوب إلى الله
ولايعود ، ولا كفارة عليه ، ولايمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.
وأذا أخد شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا أثم عليه،وإن أحتاج
إلى أخده فله أخده ولاشيء عليه،مثل أن ينكسر ظفره فيؤديه فيقصّه ،أو ينزل الشعر
فى عينه فيزيله،أو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه...
المراجع:
1- لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لإبن رجب الحنبلي رحمه الله..
2-أحكام الأضحية للعلاَّمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله..
تعليق