بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفضل بالإنعام، المكرم هذه الأمة بخير الأنام، المرتضي لها شريعة الإسلام، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان، وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار، وعلى تباعهم والمقتفين لآثارهم إلى يوم الدين :
أما بعد : فيا أيها العضو الكريم:
اعلم وفقني الله وإياك أنك حين تسجل نفسك في مثل هذا الموقع، فإنما أنت أحد رجلين : إما عالم أو متعلم، وأعيذك بالله أن تكون الثالث الهالك، وسواء كنت الأول أو الثاني فإن حقك علينا قول ربنا : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، ولتعلم أني لست الرجل الأول، ولا أزعم أني بلغت معشار الثاني، ولكنها كلمات إذا لم تنفعك لم تضرك، فأقول مستعينا بالله:
1ـ أيها العضو الكريم:
إذا كنت عالما فاعلم رحمك الله أن العلم ما استعملك واليقين ما حملك، وأنك لما خلف الأنبياء وارث وفي مزارعهم حارث، واذكر قول الله تعالى : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة"، فإنما يوزن من الأعمال خواتيمها، فتصدق من فيض الله عليك.
أما إن كنت متعلما، فاعلم علمني الله وإياك أن طلبك العلم هو وسيلتك إلى الله وطريقك إلى الجنة، فعن صفوان بن عسال أنه قال : " يا رسول الله جئت أطلب العلم، قال : مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب " ، فهذا طريق سلكته وخطى مشيتها فمتى أخلصت النية بلغت الغاية ، واذكر أخي أنه ما ينبغي لك أن تطلب العلم لتحدث به ولكن لتعمل به ، وقد قال الماضون أن للعلم آفات منها أن لا يُعمل به أو أن يراد به غير وجه الله، فالعلم شجرة والعمل ثمرة، فأحسن أخي نيتك تبلغ مقاصدك، فقد قال الثوري رحمه الله : ما عالجت شيئا أشد من نيتي".
2ـ أيها العضو الكريم :
إن كنت عالما، فلا يضق صدرك بصغير السؤال، ولا تتذمر من سهله، واعلم أنك إن أوليت صغير السؤال عنايتك فتحت للمتعلم أبواب العلم فكان حسنة من حسناتك يسرك أن تجدها في صحيفتك يوم القيامة، وإن سهل السؤال له ما بعده، فإنك لا تدري أن للسائل غاية من استسهاله السؤال، فتحرمه زكاة تحاسب عليها يوم القيامة .
وأنت أيها المتعلم، ما رزق طالب العلم خلقا أفضل من الأدب، فانظر إلى موسى عليه السلام وهو من هو كيف كان سؤاله الخضر، فتعلم يرحمك الله طريقة السؤال، وعما تسأل وكيف تسأل، وإياك والإلحاح في السؤال، فيفوتك الخير الكثير، ولا تسأل قبل أن تستفرغ جهدك، فإنك إن اعتدت السؤال دون جهد لم تستطعم حلاوة التعلم، ولا تعمد إلى عظيم أبواب المسائل فتسأل عنها وأنت لم تستجمع مقدماتها بعد، فإنك إن فعلتأتعبت نفسك ولم تبلغ غايتك.
3ـ أيها العضو الكريم:
إن كنت عالما ، فالحلم الحلم ،وتذكر قول الله تعالى:" كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم"، فلا تنس بادئ أمرك، وانظر إلى نفسك كيف كنت, واذكر من جلست إليهم فاصبر على سائلك صبرهم عليك، ولولا ذاك منهم لكنت الآن مضيعا، فألزم نفسك قضاء دينها الذي عليها، فما علموك إلا لتعلم غيرك.
وأنت أيها المتعلم: فالصبر الصبر، إذا سألت فانتظر الجواب، ولا تكثر الاعتراض، ولا تستعجل ما لم يذكر بعد ، ألم تقرأ قول الخضر لموسى عليه السلام: " فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا"، فكثرة اعتراضاتك واستباقك الأمور يفوت عليك علما كثيرا ولربما ورد جواب أمرك ولم تنتبه إليه.
والصبر الصبر أخي أحيانا على خشونة قد تصدر من مجيب لك، يقول بعض السلف: "لا تهربوا من خشونة كلامي ، فما رباني إلا الخشن من الكلام في دين الله عز وجل ، ومن هرب منى ومن أمثالي لا يُفلح "، قال الشاعر:
اصبر لدائك إن جفوت طبيبه ... و اصبر لجهلك إن جفوت معلما
4ـ أيها العضو الكريم :
إن كنت عالما، فلا تغفل عن قوله تعالى: " واخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين"، واذكر قول النبي عليه السلام: " لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه"، وهاك قول عمر رضي الله عنه : " تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تعلمون وليتواضع لكم من تعلمونه ، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم".
وإن كنت متعلما: فلست أفضل من موسى عليه السلام وهو من هو إذ قال للخضر: " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا"، فالعلم لا ينال إلا بالتواضع وإلقاء السمع.
5ـ أيها العضو الكريم:
إن هذا الموقع صدقة من إخوانك عليك، وقربة إلى الله عز وجل، فلا أقل من أن تكون لهم على الخير عونا، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم، فليسوا يألون جهدا في النصح لك، ولربما بدر من بعضهم ما تشعر أنه لا يليق بك، ومع ذلك إن تناسيت مساوئهم دامت لك مودتهم، ولربما تصرفت الإدارة تصرفا ترى أنه لا حق لها فيه، لكن التماس الأعذار مظنة سلامة الصدور، فالمؤمن طالب عذر إخوانه والمنافق طالب عثراتهم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله في أول الأمر وآخره
منقول للفائدة..
الحمد لله المتفضل بالإنعام، المكرم هذه الأمة بخير الأنام، المرتضي لها شريعة الإسلام، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان، وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار، وعلى تباعهم والمقتفين لآثارهم إلى يوم الدين :
أما بعد : فيا أيها العضو الكريم:
اعلم وفقني الله وإياك أنك حين تسجل نفسك في مثل هذا الموقع، فإنما أنت أحد رجلين : إما عالم أو متعلم، وأعيذك بالله أن تكون الثالث الهالك، وسواء كنت الأول أو الثاني فإن حقك علينا قول ربنا : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، ولتعلم أني لست الرجل الأول، ولا أزعم أني بلغت معشار الثاني، ولكنها كلمات إذا لم تنفعك لم تضرك، فأقول مستعينا بالله:
1ـ أيها العضو الكريم:
إذا كنت عالما فاعلم رحمك الله أن العلم ما استعملك واليقين ما حملك، وأنك لما خلف الأنبياء وارث وفي مزارعهم حارث، واذكر قول الله تعالى : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة"، فإنما يوزن من الأعمال خواتيمها، فتصدق من فيض الله عليك.
أما إن كنت متعلما، فاعلم علمني الله وإياك أن طلبك العلم هو وسيلتك إلى الله وطريقك إلى الجنة، فعن صفوان بن عسال أنه قال : " يا رسول الله جئت أطلب العلم، قال : مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب " ، فهذا طريق سلكته وخطى مشيتها فمتى أخلصت النية بلغت الغاية ، واذكر أخي أنه ما ينبغي لك أن تطلب العلم لتحدث به ولكن لتعمل به ، وقد قال الماضون أن للعلم آفات منها أن لا يُعمل به أو أن يراد به غير وجه الله، فالعلم شجرة والعمل ثمرة، فأحسن أخي نيتك تبلغ مقاصدك، فقد قال الثوري رحمه الله : ما عالجت شيئا أشد من نيتي".
2ـ أيها العضو الكريم :
إن كنت عالما، فلا يضق صدرك بصغير السؤال، ولا تتذمر من سهله، واعلم أنك إن أوليت صغير السؤال عنايتك فتحت للمتعلم أبواب العلم فكان حسنة من حسناتك يسرك أن تجدها في صحيفتك يوم القيامة، وإن سهل السؤال له ما بعده، فإنك لا تدري أن للسائل غاية من استسهاله السؤال، فتحرمه زكاة تحاسب عليها يوم القيامة .
وأنت أيها المتعلم، ما رزق طالب العلم خلقا أفضل من الأدب، فانظر إلى موسى عليه السلام وهو من هو كيف كان سؤاله الخضر، فتعلم يرحمك الله طريقة السؤال، وعما تسأل وكيف تسأل، وإياك والإلحاح في السؤال، فيفوتك الخير الكثير، ولا تسأل قبل أن تستفرغ جهدك، فإنك إن اعتدت السؤال دون جهد لم تستطعم حلاوة التعلم، ولا تعمد إلى عظيم أبواب المسائل فتسأل عنها وأنت لم تستجمع مقدماتها بعد، فإنك إن فعلتأتعبت نفسك ولم تبلغ غايتك.
3ـ أيها العضو الكريم:
إن كنت عالما ، فالحلم الحلم ،وتذكر قول الله تعالى:" كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم"، فلا تنس بادئ أمرك، وانظر إلى نفسك كيف كنت, واذكر من جلست إليهم فاصبر على سائلك صبرهم عليك، ولولا ذاك منهم لكنت الآن مضيعا، فألزم نفسك قضاء دينها الذي عليها، فما علموك إلا لتعلم غيرك.
وأنت أيها المتعلم: فالصبر الصبر، إذا سألت فانتظر الجواب، ولا تكثر الاعتراض، ولا تستعجل ما لم يذكر بعد ، ألم تقرأ قول الخضر لموسى عليه السلام: " فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا"، فكثرة اعتراضاتك واستباقك الأمور يفوت عليك علما كثيرا ولربما ورد جواب أمرك ولم تنتبه إليه.
والصبر الصبر أخي أحيانا على خشونة قد تصدر من مجيب لك، يقول بعض السلف: "لا تهربوا من خشونة كلامي ، فما رباني إلا الخشن من الكلام في دين الله عز وجل ، ومن هرب منى ومن أمثالي لا يُفلح "، قال الشاعر:
اصبر لدائك إن جفوت طبيبه ... و اصبر لجهلك إن جفوت معلما
4ـ أيها العضو الكريم :
إن كنت عالما، فلا تغفل عن قوله تعالى: " واخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين"، واذكر قول النبي عليه السلام: " لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه"، وهاك قول عمر رضي الله عنه : " تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تعلمون وليتواضع لكم من تعلمونه ، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم".
وإن كنت متعلما: فلست أفضل من موسى عليه السلام وهو من هو إذ قال للخضر: " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا"، فالعلم لا ينال إلا بالتواضع وإلقاء السمع.
5ـ أيها العضو الكريم:
إن هذا الموقع صدقة من إخوانك عليك، وقربة إلى الله عز وجل، فلا أقل من أن تكون لهم على الخير عونا، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم، فليسوا يألون جهدا في النصح لك، ولربما بدر من بعضهم ما تشعر أنه لا يليق بك، ومع ذلك إن تناسيت مساوئهم دامت لك مودتهم، ولربما تصرفت الإدارة تصرفا ترى أنه لا حق لها فيه، لكن التماس الأعذار مظنة سلامة الصدور، فالمؤمن طالب عذر إخوانه والمنافق طالب عثراتهم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله في أول الأمر وآخره
منقول للفائدة..
تعليق