بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الجواد الكريم، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه. وبعد:
فأسأل الله أن يبارك لنا إتمام شهر الخيرات وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يعيده علينا أعواما عديدة ويجعلنا من الفائزين فيه دوما.. آمين.
وبمناسبة إتمام هذه النعمة من الكريم الجواد -سبحانه- أهدي إليكم هذه الكلمات التي وصلتني عبر البريد سائلة الله المجيب أن يهدنا وإياكم سواء السبيل.
***
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الجواد الكريم، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه. وبعد:
فأسأل الله أن يبارك لنا إتمام شهر الخيرات وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يعيده علينا أعواما عديدة ويجعلنا من الفائزين فيه دوما.. آمين.
وبمناسبة إتمام هذه النعمة من الكريم الجواد -سبحانه- أهدي إليكم هذه الكلمات التي وصلتني عبر البريد سائلة الله المجيب أن يهدنا وإياكم سواء السبيل.
***
إنما يتقبل الله من المتقين
بعد أن مضى شهر رمضان شهر الصيام والقيام، شهر أقبلت فيه أنفس بجدٍ واجتهاد على العبادة والتقرب إلى الله بأنواع الطاعات وشتى القربات، لا ندري من هو المقبول فنهنيه ومن هو المحروم فنعزيه .
1. كان السلف الصالح يجتهدون في إكمال العمل وإتمامه وإتقانه ثم يهتمون بالقبول ويخافون من رده {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهو الرجل يزني ويشرب الخمر؟ قال: ( لا يابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه ).
2. وعن الحسن قال: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال : يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم .
3. وقال الحسن أيضاً: إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمناً، ثم تلا الحسن {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [سورة المؤمنون] وقال المنافق: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}
4. وحكى ابن جرير قول سعيد بن جبير: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} يفعلون ما يفعلون وهم يعلمون أنهم صائرون إلى الموت وهي من المبشرات.
أي أنها علامة القبول للأعمال الصالحات، فالخوف والوجل من أن يرد العمل دليلٌ على حقيقة إيمان العبد بوعد الله ووعيده، وهي أيضاً أعمال صالحة يُثاب عليها العبد كما يثاب على أعمال الجوارح، والخوف والوجل عندما يأتي بعد عمل صالح تكون من باب إلحاق العمل الصالح بعمل صالح آخر وهي علامة أخرى على قبول العمل .
أي أنها علامة القبول للأعمال الصالحات، فالخوف والوجل من أن يرد العمل دليلٌ على حقيقة إيمان العبد بوعد الله ووعيده، وهي أيضاً أعمال صالحة يُثاب عليها العبد كما يثاب على أعمال الجوارح، والخوف والوجل عندما يأتي بعد عمل صالح تكون من باب إلحاق العمل الصالح بعمل صالح آخر وهي علامة أخرى على قبول العمل .
فيا أهل الصيام تذكروا أنكم إلى ربكم راجعون ويا أهل القيام تأملوا ..! هل بلغ بكم من الخوف والوجل بعد رمضان ما يجعلكم من أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون، مواصلة العبادة بعد رمضان، دوام على القيام والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن .
بعد انقضاء شهر رمضان شهر القرآن وشهر الغفران والعتق من النيران، ماذا عن الخوف من أن ترد الأعمال على صاحبها؟ هل تحقق الخوف والوجل الدافع لدوام العمل .
1. تأمل قول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً من العمل، ألم تسمعوا قول الله عز وجل {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27) .
2. سئل الإمام أحمد عن معنى المتقين في هذه الآية فقال: يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له .
3. وعن أبي الدرداء قال: لإن أستيقن أن الله تقبل مني صلاةً واحدةً أحب إليّ من الدنيا وما فيها إن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.
4. وقال علي رضي الله عنه: لا يَقِلّ عمل مع تقوى وكيف يَقِلّ ما يُتقبل .
5. كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها ولا غيرها ولا يرحم إلا عليها ولا يثيب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل .
6. سئل موسى بن أعين عن قوله{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} فقال: تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسماهم متقين .
7. دخل سائل على ابن عمر رضي الله عنه فقال لابنه اعطه ديناراً فاعطاه، فلما انصرف قال ابنه: تقبل الله منك يا أبتاه فقال: لو علمت أن الله تقبل مني سجدةً واحدةً أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت تدري ممن يتقبل الله {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} .
8. وروى ابن جرير عن عامر بن عبدالله العنبري أنه حين حضرته الوفاة بكى، فقيل له ما يبكيك فقد كنت وكنت ؟ فقال يبكيني أني أسمع الله يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.
فمن منا أشغله هذا الهاجس!! قبول العمل أو رده، في هذه الأيام؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان؟
قال عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟
وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من رمضان: ياليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه.
أيها المقبول هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك، فإذا فاته ما فاته من خير رمضان فأي شيء يدرك؟ ومن أدركه فيه الحرمان فماذا يصيب؟
كم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن حظه فيه الخيبة والخسران ؟
فمن منا أشغله هذا الهاجس!! قبول العمل أو رده، في هذه الأيام؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان؟
قال عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟
وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من رمضان: ياليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه.
أيها المقبول هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك، فإذا فاته ما فاته من خير رمضان فأي شيء يدرك؟ ومن أدركه فيه الحرمان فماذا يصيب؟
كم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن حظه فيه الخيبة والخسران ؟
فابكوا على ما مضى من العمر واغتنموا ***** ما قد بقي فهو حق عندكم جاري