بسم الله الرحمن الرحيم
إن الانسان مركب من نفس وبدن وكل منهما متحرك نامي متقلب الاحوال من الصبا للشباب للكهولة للشيخوخة كما قال تعالى: (ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) [الحج 5] وقال تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبةيخلق ما يشاء وهو العليم القدير)[الروم 54] وقال: (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون)[يس 68] فإذا كان الانسان يمر بمراحل مبدأها من ضعف ومآلها إلى ضعف فهل يستطيع ان يجدد حياته ويعيش سعيدا منشرح الصدر هادئ البال مستقر النفس متجدد الروح؟
* نعم قد أمكن الله له ذلك وفتح بابه على عبده ولكن اكثر الناس لايعلمون وحرم من ذلك اعداءه ووكلهم الى انفسهم وجعل العذاب في قلوبهم ونفوسهم .
قال الله تعالى: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) [الانعام-] هذا انسان ميت القلب معدوم الايمان فأحياه الله وشرح صدره للاسلام والايمان كما قال الله تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) [الانعام-] وبين سبب تلك الحياة فقال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل 97] يحييه الله في الدنيا حياة طيبة سعيدة كما قال تعالى: (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) [النحل 30]
فإذا كان ذلك ممكناً فجدد أيها العاقل حياتك ويمكن ذلك في امور:
1- جدد ايمانك: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "جددوا إيمانكم، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال "أكثروا من قول لا إله إلا الله"، رواه أحمد والحاكم والنسائي والطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه
2- جدد حياتك بالتوبة: فإنها سبب للقوة والسعادة كما قال تعالى: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) والمعنى: استغفروا ربكم من الشرك والاثام ثم توبوا إليه بالطاعة يكافئكم على ذلك فيمتعكم في الدنيا متاعا حسنا بطيب عيش وسعة رزق وذلك المتاع مستمر إلى أجل مسمى وهو الموت ما دمتم مستغفرين تائبين وقال تعالى على لسان رسوله النبي هود ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) فالتوبة والاستغفار سبب لزيادة القوة وتجديد النشاط والحياة
3- جدد حياتك بكثرة الذكر لله: فإنه منشط ومعين على القوة فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" رواه الترمذي وقال حديث حسن
فهذا الرجل شكى الضعف عن استيعاب ابواب الخير والنوافل فأراد بابا يتمسك به فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى دواء مقوٍ وذي مفعول عالٍ يكون سبباً لأن يجدد نشاطه فيقوى على استيعاب ابواب الخير
4- جدد احتساب الاجر على ما اصابك: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ان من أصيب بمصيبة فذكرها ولو بعد مدة طويلة فجدد لها استرجاعا وصبرا جدد الله له ثوابا وأجرا فقد روى الإمام أحمد في المسند عن الحسين بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها , وإن طال عهدها - وفي لفظ , وإن قدم عهدها - فيحدث لذلك استرجاعا إلاجدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب بها"
5- جدد حياتك بالتفاؤل وحسن الظن بالله وطرد الضعف عن نفسك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة. وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبنى الفأل" قالوا وما الفأل قال "كلمة طيبة" متفق عليه وفي رواية يعجبني الفأل الصالح والفأل الصالح الكلمة الحسنة". وعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتى بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك" حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. 5- جدد حياتك بقوة الارادة والتوكل على الله وبذل الاسباب المشروعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم .
فالمؤمن القوي بإيمانه وإرادته وهمته أحب إلى الله من الضعيف في ذلك فجدد حياتك واستعن بربك (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
كتبه
سعد بن شايم الحضيري
إن الانسان مركب من نفس وبدن وكل منهما متحرك نامي متقلب الاحوال من الصبا للشباب للكهولة للشيخوخة كما قال تعالى: (ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) [الحج 5] وقال تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبةيخلق ما يشاء وهو العليم القدير)[الروم 54] وقال: (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون)[يس 68] فإذا كان الانسان يمر بمراحل مبدأها من ضعف ومآلها إلى ضعف فهل يستطيع ان يجدد حياته ويعيش سعيدا منشرح الصدر هادئ البال مستقر النفس متجدد الروح؟
* نعم قد أمكن الله له ذلك وفتح بابه على عبده ولكن اكثر الناس لايعلمون وحرم من ذلك اعداءه ووكلهم الى انفسهم وجعل العذاب في قلوبهم ونفوسهم .
قال الله تعالى: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) [الانعام-] هذا انسان ميت القلب معدوم الايمان فأحياه الله وشرح صدره للاسلام والايمان كما قال الله تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) [الانعام-] وبين سبب تلك الحياة فقال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل 97] يحييه الله في الدنيا حياة طيبة سعيدة كما قال تعالى: (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) [النحل 30]
فإذا كان ذلك ممكناً فجدد أيها العاقل حياتك ويمكن ذلك في امور:
1- جدد ايمانك: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "جددوا إيمانكم، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال "أكثروا من قول لا إله إلا الله"، رواه أحمد والحاكم والنسائي والطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه
2- جدد حياتك بالتوبة: فإنها سبب للقوة والسعادة كما قال تعالى: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) والمعنى: استغفروا ربكم من الشرك والاثام ثم توبوا إليه بالطاعة يكافئكم على ذلك فيمتعكم في الدنيا متاعا حسنا بطيب عيش وسعة رزق وذلك المتاع مستمر إلى أجل مسمى وهو الموت ما دمتم مستغفرين تائبين وقال تعالى على لسان رسوله النبي هود ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) فالتوبة والاستغفار سبب لزيادة القوة وتجديد النشاط والحياة
3- جدد حياتك بكثرة الذكر لله: فإنه منشط ومعين على القوة فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" رواه الترمذي وقال حديث حسن
فهذا الرجل شكى الضعف عن استيعاب ابواب الخير والنوافل فأراد بابا يتمسك به فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى دواء مقوٍ وذي مفعول عالٍ يكون سبباً لأن يجدد نشاطه فيقوى على استيعاب ابواب الخير
4- جدد احتساب الاجر على ما اصابك: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ان من أصيب بمصيبة فذكرها ولو بعد مدة طويلة فجدد لها استرجاعا وصبرا جدد الله له ثوابا وأجرا فقد روى الإمام أحمد في المسند عن الحسين بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها , وإن طال عهدها - وفي لفظ , وإن قدم عهدها - فيحدث لذلك استرجاعا إلاجدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب بها"
5- جدد حياتك بالتفاؤل وحسن الظن بالله وطرد الضعف عن نفسك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة. وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبنى الفأل" قالوا وما الفأل قال "كلمة طيبة" متفق عليه وفي رواية يعجبني الفأل الصالح والفأل الصالح الكلمة الحسنة". وعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتى بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك" حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. 5- جدد حياتك بقوة الارادة والتوكل على الله وبذل الاسباب المشروعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم .
فالمؤمن القوي بإيمانه وإرادته وهمته أحب إلى الله من الضعيف في ذلك فجدد حياتك واستعن بربك (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
كتبه
سعد بن شايم الحضيري