إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

نمودج لادب العلماء في التوجه الى ولاة الاموربالنصح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نمودج لادب العلماء في التوجه الى ولاة الاموربالنصح


    مقالة لفضيلة الشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي
    -رحمه الله-


    ما هي الدواعي التي تدعو أمير المؤمنين جلالة الحسن الثاني أيده الله إلى نصر السنة لمحمدية ونشرها وحمايتها؟




    أولا هذه الدواعي كثيرة أعد منها ولا أعددها.

    قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) دلت هذه الآية الكريمة على أن محبة الله للعبد وهي أشرف المطالب لا تحصل ولا تنال إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتم اتباع الرسول إلا بنصر سنته ونشرها والعمل على إحيائها والعمل بها وتكثير متبعيها، أخرج الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدها كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض»، وروى الإمام مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا، كتاب الله وسنتي، وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فحث على كتاب الله ثم قال : وعترتي أهل بيتي لا تتخذوهم غرضا من بعدي، وفيه ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، هذا معنى الحديث. فالعترة التي وصى بهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنهم لا يفترقون مع الكتاب حتى يلقوه على الحوض جديرون باتباع سنته بعد كتاب الله وجديرون بأن يحبهم المؤمنون بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى في صفة المستحقين لرحمته : (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي إلى أن قال، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) ثم قال بعد ذلك، واتبعوه لعلكم تهتدون (سورة الأعراف) 157 إلى 158، نفهم من الآيتين أن رحمة الله وإن كانت وسعت كل شيء فإنها لا تنال إلا بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الفلاح وهو النجاة من كل مرهوب والظفر بكل مرغوب لا ينال إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن صادق برئ من النافق يرغب في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يعرف كيف يتبعه إلا إذا كان عالما بسنته وهديه ولا يكون عالما بذلك إلا إذا كانت السنة منصورة منشورة قد رفعت أعلامها ووضحت أحكامها، فهذا من البواعث والأسباب التي حملت جلالة الحسن الثاني على العناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ... وقال تعالى في سورة النساء(59): ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا). أمر الله جميع المؤمنين في كل زمان ومكان بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي وكرر الفعل ليبين لعباده أن من أطاع رسوله فقد أطاعه ومن عصى رسوله فقد عصاه كما صرح بذلك فيما بعد بقوله عز من قاتل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) ثم عطف أولي الأمر وهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يجمعون كلمة المسلمين ويحافظون على شريعة الإسلام وينفذون أحكامها ويدافعون عنها بدون إعادة الفعل وهو (أطيعوا) وفي ذلك نكتة لطيفة كشف الغطاء عنها علماء الكتاب والسنة، وهو أن طاعة الله ورسوله مطلقة لأن الله هو الشارع ورسوله هو المبلغ وهو معصوم من الخطأ فيما بلغه، أما أولوا الأمر فليسوا كذلك لأن طاعتهم مقيدة بأن يأمروا بمعصية وقد جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار فيما يتعلق بطاعة الأمير وتقييدها رأيت أن أتحف القراء بذكرها لأن أكثر الناس في هذا الزمان عنها غافلون.

    الحديث الأول في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني.

    الحديث الثاني عن أبي ذر رضي الله عنه قال أن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف (هو المقطوع الأذن والأنف أو اليد ونحوها) وفي رواية البخاري ولو لعبد كأن رأسه زبيبه.


    الحديث الثالث وفي الصحيحين على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.


    الحديث الرابع عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية وفي رواية خلع ربقة الإسلام من عنقه.


    الخامس عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما.


    السادس عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خير أئمتكم الذين تحبونهم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشر أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم، فقلنا يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك، قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولى عليه وآل قرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من المعصية ولا ينزع يدا من طاعته، قال شارح العقيدة الطحاوية بعد أن ساق أحاديث من هذا الباب فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية ثم قال وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا فإنه يترتب على الخروج عليهم من المفسدة أضعاف ما يحصل من جورهم، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، قال تعالى : (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم متليها فلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم)، فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم، وعن مالك بن دينار أنه جاء في بعض كتب الله يقول الله تعالى: أنا مالك الملك قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك لكن توبوا أعطفهم عليكم.

    « توضيــح لمـا تقـدم»

    الأول : قوله وإن كان عبدا حبشيا مجدوع الأطراف أي وإن كان الأمير الأدنى عبدا حبشيا ولاه أمام المسلمين عملا من أعماله أو جعله أمير على بلد يجب على الناس طاعته وإن كانوا من إشراف العرب ولا يجوز لهم أن يتنكفوا ويندفعوا مع النخوة والحمية الجاهلية فيقولوا نجن من أشراف العرب وأوسطهم فكيف يولي علينا هذا العبد، لأن طاعتهم لذلك الأمير العبد هي طاعة للإمام الذي ولاه وليس المقصود بذلك أن يكون الإمام عبدا لأن إمام المسلمين يجب أن يكون حرا ولا يجوز أن يكون عبدا، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الأئمة من قريش ما أقاموا الدين لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه في النار، وفي رواية في الصحيح: الخلافة في قريش ما بقي في الناس اثنان، فلهذا قلنا أن المراد يكون الأمير عبدا الأمير الأدنى.


    الثاني : قول النبي صلى الله عليه وسلم فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة، هذا من فضائل الإسلام الذي هو دين الله الحق وهو ملة إبراهيم ودين جميع الأنبياء والرسل خالص صافي لم يصبه تبديل ولا تحريف، وقد تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، قال تعالى في سورة الحجر : (إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون) سورة الحجر رقم 9، وهذه معجزة خالدة باقية إلى يوم القيامة لا يزيدها تطاول الزمان وتوالي العصور إلا جدة وقوة، بشرى للمؤمنين وحسرة على الكافرين فإنك تجد القرآن الكريم في البلاد الشيوعية الجاحدة لا يستطيع أحد أن يغير منه حرفا ولا نقطة وتجده في البلاد التي تدين بالنصرانية محفوظا كذلك وتجده كذلك في البلاد التي تدين بالوثنية محفوظا من التغيير مع شدة عداوتهم له ولا تجد كتابا مقدسا لأي طائفة من البتر قد تكفل الله بحفظه كما تكفل بحفظ القرآن، فتحريف الكتب المقدسة عند الأمم المختلفة واضح لأهل العلم لا يخفى على باحث، وكذلك تكفل سبحانه بحفظ السنة المحمدية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهليين فسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن لها ما للقرآن من الحفظ فإن الله تكفل بتقييض رجال علماء أمناء ينفون عنها كلما أدخله المبطلون فيها فهي في كل زمان سهلة التناول من طلبها وجدها عند الطائفة المنصورة عذبة الموارد صافية المشارب، وهذا الملك الذي سدده الله وحبب إليه نصرها ونشرها أحد أنصارها في هذا الزمان وسأذكر برهان ذلك فيما بعد. ونفهم من الحديث الذي نحن بصدد إيضاحه أن الإسلام ليس فيه طاعة عمياء فمهما بلغ الرئيس من علو المنزلة وسمو المكانة لا يطاع إطاعة مطلقة بل متى أمر بمخالفة الكتاب والسنة فلا طاعة لأمره. فالكتاب والسنة هما الحاكمان على الأمير والمأمور والرئيس والمرؤوس، ولهم اليد الطولى على الجميع وهذا سر بقاء الإسلام صافيا محفوظا من التغيير إلى يوم القيامة.

    الثالث : قوله عليه الصلاة والسلام فاقتلوا الآخر منهما إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخليفة الثاني لأنه شق عصا الطاعة الواجبة عليه لإمام المسلمين وفتح باب فتنة على المسلمين لا يمكن الاحتراز منها إلا بقتله فإنه كالعضو المتسمم من الجسد، لا تمكن سلامة الجسد من التلف المحقق إلا ببتره، ومن المعلوم أن المسلمين كما جاء في الحديث الصحيح في توادهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

    الرابع : قوله عليه الصلاة والسلام خير أئمتكم يعني الخلفاء والأمراء تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم . الصلاة هنا على معناها الوضعي اللغوي لا على المعنى الشرعي فإن الصلاة في اللغة الدعاء، قال الأعشى :
    وصهبـاء طـاف يهـوديهـا** وأبرزهـــا وعليهــا ختــــم
    وقابلهـــا الريـح في دنهـا **وصلـى علـى دنها وارتسـم
    فقوله وصلى على دنها أي دعا للخمر أن لا تحمض ولا تفسد والدن هو الذي يسمى بالعامية «البرميل» تحفظ فيه الخمر ..

    وقال تعالى يخاطب نبيه الكريم في سورة التوبة رقم (103) « خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم، إن صلواتك سكن لهم» فمعنى صل عليهم أدع لهم، وقوله تعالى أن صلواتك أي أن دعواتك رحمة لهم وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه سبحانه فكان يصلي على من جاءه بالزكاة وفي حديث ابن أبي أوفى أنه قال أعطاني أبي صدقة ماله فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم صل على آل أبي أوفى. قال في اللسان : قال الأزهري هذه الصلاة عندي الرحمة-

    وقوله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك يعنون أفلا نقاتلهم ونشق عصا طاعتهم إذا تعدوا حدود الله بارتكاب الظلم والمعصية حتى لعنتهم الرعية ولعنوها فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمنع ما داموا يقيمون الصلاة التي هي عنوان التمسك بالإسلام لأن الخروج عليهم فيه من الشر والفساد أضعاف ما في جورهم وظلمهم، وقد قرأنا تاريخ الخوارج أنفسهم وعلى المسلمين وكلام شارح الطحاوية في ذلك واضح لا يحتاج إلى شرح.


    الخامس : بيان معنى قوله تعالى (أولما أصابتكم مصيبة) قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية وهي ما أصيب منهم يوم أحد من قتل السبعين منهم (قد أصبتم مثليها) يعني يوم بدر فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا (قلتم أنى )هذا أي من أين جرى علينا هذا (قل هو من عند أنفسكم) قال ابن أبي حاتم بسنده إلى عمر بن الخطاب قال لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الغداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثيلها قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم) يأخذكم الفداء وهكذا رواه الإمام أحمد اهـ. فإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير هذه الأمة علما وعملا وأبرها وأتقاها لله عوقبوا بسبب ميلهم إلى أخذ الفدية من السبعين أسيرا الذين أسروا في غزوة بدر وفضلوا أخذ الفدية منهم وإطلاق سراحهم على قتلهم والاستراحة من شرهم عوقبوا بقتل سبعين منهم في غزوة أحد وهزيمتهم وفرارهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من شر عملهم ما تقدم ذكره من كسر سنه وتخضيب وجهه الكريم بالدم فما بال أهل هذا الزمان الذين ملئوا الأرض جرائم وآثاما يستقربون ويتعجبون مما أصابهم من البلاء على يد الاستعمار المدبر والصهيونية الحاضرة فلسان الحال أيديهم ويعفو عن كثير فتوبوا من آثامكم وأنيبوا إلى ربكم يعطيكم من العزة والنصر فوق ما تؤملون أما إنكم تصرون على ما أنتم عليه وتريدون أن ينصركم الله وقد خذلتم دينه فقد غرتكم الأماني والأحلام (إن الأماني والأحلام تضليل) فأنتم تريدون حصادا بلا زرع ولآليء بلا غوص وفي الحديث (الكيس من دان نفسه وعمل لما يعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) رواه أحمد والترمذي وغيرهما من حديث شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم والآيات التي تحض على الاتباع ونصر السنة أكثر من أن تحصى وكذلك الأحاديث.

    الثاني- تقدم مسلم في الوصية بالعترة وهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنهم لا يفترقون مع الكتاب والمعنى بذلك هم الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم وقد جمعهم بعض العلماء في بيت واحد، فقال :
    علي وعبـاس عقيل وجعفر ** وحمزتهم آل النبـي بلا نكر
    وهؤلاء هم الذين تحرم عليهم الزكاة في مذهب مالك رحمه الله ويرى الشافعي رحمه الله زيادة بني المطلب، أما المحبة فتشمل الجميع ولا شك أن ذريتهم إذا تبعوهم بإحسان لهم نصيب وافر من هذه المنقبة : واتباعهم بإحسان يقتضي نصر سنة النبي ونشرها، ولما كان جلالة الحسن الثاني من ذرية هذه العترة فلا غرو أن يسير على نهجهم في نصر السنة ونشرها لينال أوفر نصيب من هذه الخصوصية.

    الثالث- أن آباءه الأكرمين منذ حلوا بالمغرب بنوا أمرهم على طاعة الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته فإن جده الأعلى الإمام عليا الشريف كان من أهل العلم والورع والجهاد في سبيل الله فحذت ذريته حذوه حتى اختارهم الله لجمع شتات أهل المغرب وتوحيد كلمتهم في دولة واحدة حفظت ثغور المغرب وحدوده من عدوان المعتدين وغارات الإفرنج المغتصبين وطهرت ما أصابه رجسهم من البلاد كطنجة والعرائش وغرهما في الزمان السابق ثم طهرت المغرب برمته من رجس الاستعمار إلا قليلا منه على يد الإمام المفرد العلم محمد الخامس نصر الله وجهه في الجنة وشاركه في ذلك وآزره الإمام الحاضر أبو محمد الحسن الثاني زاده الله نصرا وقوة وتوفيقا وأطال بقاءه وأدام في سماء المعالي ارتقاءه حتى يطهر ما بقي فإنه مع اشتغاله بالسياسة الداخلية والخارجية للمغرب وتحمل ثقل أعبائها وحل مشاكلها لم يهمل جانب السنة المحمدية الكريمة وسار على سنن أسلافه وزاد عليهم بما خصه الله به كتأسيس دار الحديث التي هي غرة في جبين عهده الزاهر وكإحياء الكنز الثمين وإخراجه من صدفه إلى حيز الوجود وانتفاع الناس به ألا وهو نشر كتاب التمهيد. وهنا أتوقف هنا قليلا لأبين ما شاهدته في جميع البلاد الإسلامية وغيرها من تلهف أهل العلم على سرعى إنجاز هذا العلم العظيم لأن أهل العلم في أشد الحاجة إليه لتطمئن نفوسهم ولا يطيب لهم عيش حتى يروه كاملا قد صفت مجلداته بعضها إلى بعض كاللآلئ البهية والدراري المضية تشهد لهذا الملك الهمام بإدراك ما قصر عنه الأولون من الفضل والإحسان وفي مثل هذا يقال : كم ترك الأول لآخر.
    والطل قد يبـدو أمام الوبـل ** والفضل للوابل لا للطـل
    وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،،
    ومن حسن المصادفات أني لما بدأت في كتابة هذا المقال ورد علينا العالم الأديب والفطحل الأريب الذي يقل في هذا الزمان نضيره وقد ملأ أرجاء العالم نشره وعبيره (أبو أحمد محمد ابن أبي مدين) الشنقيطي الموريتاني فأنشدنا قصيدته الغراء التي مدح بها جلالة الملك الحسن الثاني أيده الله حين زار موريتانيا قبل مدة وجيزة فاستنسخت هذه القصيدة وبدا لي أن أرصع هذا المقال بنبذة منتخبة من أبياتها ثم أضع عليها حاشية توضح معاني ألفاظها لأن أكثر القراء لا ترتفع مداركهم إلى مستواها وأبعثها أيضا إلى مجلة دعوة الحق لتنشر مع حاشيتها :
    النبــذة المنتخبـة
    مدينـة العلم والباب الذي دخــلا ** منـه إلى العلـم من للعلم قد وصـلا([1])
    هي الرسـول الذي أنواره سطعـت **فعـم نور سنـاها السهــل والجبـــــلا
    وباب تلـك أبو السبطيـن حيـدرة **مجيـب كل عويـص حكمـــه جهـــلا
    هذان جـدا أمام الوقـت سيدنــــا **خليفة العـدل بالديـــن الــذي نــزلا
    منيـر صبح الهدى من بعد ظلمته **جالي دجنة ليل الجهل وابن جـلا([2])
    إن يعطك اليوم لا يمنعـك في غده **أو يبذل الفضل لم يمنــن بــما بـــذلا
    إن سيـل سالت على العافين راحته **كما يسيل وإن لم يلف مــن سألا([3])
    ما زال يراب ثأيا طالما عبثـت **به الوشاة فرم الثــأي والخـلـلا([4])
    فأصبح الشمل شمل الكل ملتئما ** جراء إصـلاحه والحبـــل متصــلا
    بنى له السؤدد العـادي كل أب **أبقاه يرفع من بيت العـــلا القلـــــلا
    حث المطابع حتى أبرزت كتبا **مرت عصورعليها وهي رهن بلــى
    قد أدركت سبتة منها مداركـها ** بعد البلا وبه التمهيد قد حصــلا ([5])
    كما المساجد تزهو من أعانتــه ** بالا خمصين على اليفوخ من زحلا([6])
    يا حائز المجد من عرب ومن عجم **يا من هو اليوم في جيد الزمان حـلا
    يا بضعة البضعة الزهراء فاطمة **يابن الخلائف من سادتنا الفضـــلا
    لازلت في درجات المجد مرتقيا**يحوطك الحفظ والتوفيق كل مـلا([7])



    ************************************************

    [1] - يشير بذلك إلى ما رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أنا مدينة العلم وعلي بابها).


    [2] - ابن جلا يشير بذلك إلى قول الشاعر :
    ( أنا ابن جلا وطلاع الثنايا **متى أضع العمامة تعرفوني)
    يريد أن جلالة الملك الحسن الثاني طائر الصيت يضرب به المثل في الشهرة.

    [3] - يقول إن سئل معروفا سالت على السائلين يده بالاحسان كماء يسيل وإن لم يجد سائلا بحث عنه حتى يجده.


    [4] - يريد ما قام به جلالة الحسن الثاني من الإصلاح وإزالة الوحشة التي كانت بين المغرب وموريتانيا وإبدالها بالأخوة والمحبة والتعاون وذلك من أجل مناقبه العبقرية.


    [5] - يعني أن كتاب المدارك الذي ألفه القاضي عياض السبتي أدرك ما يؤلمه من الطبع والنشر على يد جلالة الحسن الثاني حفظه الله.

    [6] - يشير بهذا البيت إلى المسجد الجامع العظيم الذي بناه جلالته في نواكشوط عاصمة موريتانيا وهذا المسجد يفتخر ويطأ بقدميه فوق رأس زحل وهو أحد الكواكب السيارة.

    [7] - كل ملا أي كل ليل ونهار فإن الملوين الليل والنهار ..

    المصدر : مكتبة الشيخ
يعمل...
X