جاء في مقالة للشيخ عبد المجيد جمعة - حفظه الله - عنوانها :
كشف الوجه الصّبيح في فوائد قصّة الذبيح
نشر في مجلة الإصلاح العدد العشرين
هذه الفائدة
الفائدة السابعة عشر
وفيه جواز تسمية المخلوق ببعض أسماء الخالق، لقوله: ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ )، وقوله: ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ )، ومن أسمائه سبحانه «الحليم» و«العظيم»، قال تعالى: ( وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ )[البقرة: 263]، وقال سبحانه: ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) [البقرة 255]؛ ومثله: أنّ الله عز وجل سمَّى نفسه عليما كما في قوله: ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الأنعام115 ]، وسمَّى بعض عباده عليمًا كما في قوله تعالى:( وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) [الذاريات 28]، ووصف نفسه بأنَّه رؤوف رحيم، قال:( إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [النّحل7 ]، ووصف نبيَّنا عليه الصلاة و السلام بذلك فقال: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التّوبة 128 ]، ونحو ذلك كثير، ومعلوم أنَّ الاسم في حقِّ الخالق يقصد به إطلاق الوصف، أمَّا في حقِّ المخلوق فهو على سبيل التَّقييد وما يناسب وصفه، فالاشتراك في الأسماء لا يستلزم التَّشبيه، فليس المسمَّى كالمسمَّى، فليس الحليم كالحليم، وليس العظيم كالعظيم، وليس العليم كالعليم وهكذا في سائر الأسماء، والحاصل أنَّ من أسمائه تعالى ما يسمَّى به غيرُه، ومنها مالا يسمَّى به غيره كاسم «الله» و«الرَّحمن» و«الخالق» و«الرَّازق» ونحو ذلك.........