نصيحة للنساء المسلمات ـ لفضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ـ حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
هذه النصحية نشرت من قبلُ على هذه الشبكة المباركة ، وكذا بدأت النصيحة :
نصيحة للنساء المسلمات ـ لفضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ـ حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا:
)) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
)) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
أما بعد :
فإن الله خلق الخلق لعبادته وربط سعادتهم في الدنيا والآخرة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى)) :إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون , ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )).
وقال تعالى: ((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )) .
فقد وصف الله المؤمنين في الآية الأولى بالسمع والطاعة لربهم ولرسول ربهم المبلغ عنه ما أمر بتبليغه والمراد بالسمع هنا المقترن بالطاعة والإنقياد والإذعان لله ولرسوله فمن فعل ذلك استحق أن يكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , فمن انقاد إلى طاعة ربه واتبع الهدى المنزل منه ضمنت له السعادة في الدنيا بأن يحيا حياة طيبة وفي الآخرة بالنجاة من النار ودخول الجنة قال تعالى في سورة طه مخاطبا آدم وإبليس : (( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )) .
وقال تعالى في سورة النحل : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) . ومن ما ذكر نعلم أن سعادتنا نحن المسلمين ذكورا وإناثا في الإلتزام بشريعة ربنا عقيدة وسلوكا ومنهج حياة فيما يجب علينا نحو ربنا وفيما يجب علينا نحو بعضنا بعضا وفي الإلتزام الشخصي في أزيائنا ولباسنا ونومنا و يقضتنا وأخذنا وإعطائنا وأكلنا وشربنا وفي كل شيء منا ابتداء بالتوحيد والصلاة وانتهاء بأصغر شيء من أمورنا وبذلك نكون مسلمين حقا نسعى في إرضاء مولانا جل وعلا ونستجيب لندائه حيث يقول تعالى : (( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير )) , وحيث يقول تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) .
يا معشر المسلمات اتقين الله واخشين عذابه واحرصن على كسب مرضاته ونيل جنته في حياة لا نهاية لها ونعيم لا انقطاع له , يا معشر المسلمات إنه لا يصح شرعا ولا عقلا أن نتلقى من الله الصلاة والصوم ونتلقى من الغرب أو من الشرق اللباس والأزياء والموضات إن الذي أنزل قوله تعالى : (( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) وأنزل قوله تعالى : (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قا نتين )) هو الذي أنزل قوله تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أونسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )).
والمقصود أن الذي تَعَبَدَ خلقه بالتوحيد والصلاة والصوم هو الذي تعبدهم بالحجاب والآداب في اللباس والأزياء وفي الأكل والشرب والنوم واليقظة حتى في آداب الخلاء والأكل والشرب وغير ذلك .
يا معشر المسلمات إن الواجب على كل مسلمة أن تؤدي عبادة ربها امتثالا لقوله تعالى : (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون , الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) .
إن العبادة بمعناها الشامل أن توحد المرأة ربها وأن تصلي خمسها وأن تؤدي زكاة مالها وأن تصوم شهرها وأن تحج بيت ربها على نحو ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وأن تتعامل مع والديها ومع زوجها وأولادها وذوي الأرحام من أهلها وجيرانها وسائر المسلمين بما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فحق الله على عباده التوحيد وأن يفرد بالعبادة من دعاء ورجاء ورغبة ورهبة واستعاذة واستعانة فمن دعا غيره عند النوائب أو لجأ إلى غيره عند الشدائد فقد أشرك به شركا أكبر موجبا للخلود في النار , قال تعالى : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) , وفي حديث معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم . قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ... الحديث .
فإن فعلوا كان حقا عليه ألا يعذبهم ومن ترك الصلاة من ذكر أو أنثى ممن بلغ سن التكليف عامدا فقد كفر لما ثبت في ذلك من الأدلة كقوله صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " وهكذا سائر العبادات يجب على المسلم أن يؤديها لربه طائعا مختارا وأن يتعامل مع الناس على نحو ما شرع الله عبودية لله وأداء لما افترض واعترافا بالمعروف والجميل لأهله فحق الوالدين على الولد ذكرا كان أو أنثى أن يبرهما ويحسن إليهما لأن الله قرن حقهما بحقه فقال تعالى : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر إحداهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)) .
وحق الزوج هو الحق الثاني بعد حق الوالدين قال تعالى : (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) فالواجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيما لم يكن معصية لله وأن تقوم بخدمته وحفظ نفسها وبيته وتربية أولاده تربية صالحة وأن لا تؤذيه بلسانها وعصيانها فإن فعلت ذلك لم يكن بينها وبين الجنة إلا الموت وفي الحديث : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها " , وفي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال : " واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ا هـ . البداية والنهاية 5\152 .
أيتهن الأخوات المسلمات : إن الله لا يستحي من الحق وإن الواجب على الداعي إلى الله أن يحذر السامعين من أشد المعاصي خطرا على الفرد والمجتمع وإن من أخطر الغرائز على الشباب والشابات الشهوة الجنسية من أجل ذلك فقد حرم الله الزنا وحرم كل سبب يوصل إليه فقال : (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )) .
ذلك لأن فطرة الإنسان تختلف تماما عن فطرة الحيوان فالإنسان خلقه الله عاقلا وأراد منه أن يكون معروف النسب يعود إلى فصيلة وعشيرة وقبيلة ولا يكون كذلك إلا إذا كان التوالد بالطريقة الشرعية الصحيحة , أما التوالد بدون نظام فهو فطرة الحيوانات التي خلت عن المسؤولية , أما الإنسان فلا بد أن يكون له أب يكون مسؤولا عنه ومكلفا بالإنفاق عليه ومن أجل كون الزنا محرم حرم الله كل سبب يوصل إليه فحرم النظر المقصود فقال : (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) وفي الحديث الصحيح : " " العين تزني وزناها النظر " وفي الحديث أيضا " كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله "
وفي حديث آخر فيه مقال : " إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ومن تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه " .
ومن أجل ذلك حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلوة بالأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء , قال رجل من الأنصار فالحمو يا رسول الله , قال الحمو " الموت " أي أن خطر الحمو عظيم كخطر الموت وهذا ينافي ما عليه عادة كثير من الناس من التساهل في قريب الزوج كأخيه وعمه وابن أخيه وما أشبه ذلك لأنه يدخل ويخلو بزوجة قريبه من غير نكير أما الأجنبي فيستنكر والخلوة مؤكد خطرها إلا من سلم الله وفي الحديث " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " أخرجه في الترغيب 3\39 وسنده ضعيف .
وفي الحديث الآخر :" لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم " أخرجه الترمذي رقم 935 .
وإذا كان الشيطان ثالثهما فالشر متوقع والمسلم لا يُسَلمُ أغلى ما يملكه وهم محارمه ولا يفرط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها . ومن المناكر الشائعة في هذا الزمن خلوة صاحب البيت بالخادمة التي في بيته وخلوة السائق الأجير بأهل البيت الذين يستأجرونه وكم يترتب على هذا الوضع المشين المخالف للشريعة الإسلامية من مصائب ومناكر يندى لها الجبين ويغضب منها الله في سماه ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته " ومن أجل ذلك حرم الله عز وجل الإختلاط بين الرجال والنساء وجعل لكل منهما بيئة تميزه عن الجنس الآخر حتى في الصلاة التي هي آكد العبادات فجعل صفوف الصلاة هكذا أولا صفوف الرجال ثانيا صفوف الغلمان ثالثا صفوف النساء وجعل شر صفوف النساء أولها لقربه من الرجال وشر صفوف الرجال آخرها لقربه من النساء وأمرالنبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الخروج من المسجد حتى ينفذ النساء وأمر النساء أن يمشين في حافات الطريق كي لا يحققن الطريق على الرجال فكانت المرأة تجنح عن الطريق حتى تلصق بالجدار .
ومن أجل ذلك حرم الله على النساء أن يبدين زينتهن إلا للمحارم الذين ذكرهم الله في سورة النور فقال جل من قائل : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن .... )) إلى آخر الآية .
فأمر النساء أن يرخين الجلابيب على الوجوه وأن تظهر العين اليسرى فقط لتبصر الطريق وأمر أن تسدل المرأة خمارها على جيبها والجيب هو فتحة الدرع الذي يسمي الآن بالثوب حتى لا يظهر شيء من صدرها من خلال فتحة الثوب وعائشة رضي الله عنها تخبر بأنهن كن يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات فيكشفن عن وجوههن فإذا قابلن الركبان أسدلن خمرهن على وجوههن وفي هذا دليل على وجوب ستر الوجه لأنه من أهم الزينة التي أمر الله بسترها وحرم إبداءها ومن أجل ذلك نهى الله عز وجل أي من أجل المحافظة على العفة نهى الله عز وجل النساء عن الخضوع في القول وتمييعه حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض الشهوة شهوة الزنى فقال : (( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )) .
ومن هنا نعلم أن الإتصالات الهاتفية التي لا داعي لها ولا حاجة إليها إلا تبادل عبارات الحب والعشق والغرام حرام وأنه يترتب عليها فساد كبير ممن لا يخافون الله ولا يؤمنون برقابته وكم قد سمعنا وقرأنا عن ضحايا قتلن أو انتهكت عفتهن وديس شرفهن ورمين بعد ذلك في عالم النسيان كان السبب فيما حصل لهن الإتصال الهاتفي وتصديقهن ذئاب الشهوة وإني أدلكن وأحثكن أن تقرأن كتاب إحذري التليفون يا فتاة الإسلام إنه كتاب صغير الحجم ولكنه عظيم الفائدة جزى الله المدرسة التي كتبته خير الجزاء , ومن أجل المحافظة على العفة حرم الله التبرج فقال : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا )) .
أيها الأخوات في الله : ما أعظم هذه الآداب التي أدب الله بها نساء نبيه وسائر المؤمنات . فأول هذه الآداب أن الله أمر النساء بالإستقرار في البيوت وعدم الخروج لغير حاجة , لأن الخروج لغير حاجة نقص على المرأة في دينها وعفتها وكرامتها وإلقاء بنفسها في حبائل الشيطان وتعرض لفتنة كانت في غنى عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " صحيح الترمذي رقم 936 .
ومعنى استشرفها الشيطان أي زينها في نظر الرجال وقيل نظر إليها ليغويها ويغوي بها ومن هذا نعلم أن خروج المرأة إلى السوق أو إلى الخياط وهي تجد من يكفيها أمرها لا ينبغي وثاني هذه الآداب التي أدب الله بها إماءه نهي عن التبرج والتبرج هو خروج المرأة مظهرة لزينتها ومعجبة بنفسها وعارضة لمحاسنها كأنها تقول انظروا هلموا وإن من التبرج إظهار الوجه والذراعين وبعض الساقين أو كلها بتقصير الثياب حتى يظهر بعض أجزاء بدنها أو شق الثوب من وراء الساق لتظهر بشرة الساق لكل من ينظر إليها .
ومن العجيب والعجائب كثيرة أن الشيطان أغرى بعض ذكور الشباب بالإسبال وأغرى بعض الإناث الشابات بتقصير الثياب في معظم بلدان العالم الإسلامي ولقد قلت في ذلك متعجبا من هذا الصنيع الذي أوقع الشيطان الشباب به في معاكسة أمر الله وعدم المبالات بأسباب غضبه محتالا عليهم بأن ذلك هو التقدم قلت :
يا معشر المسلمات : إنها لوصمة عار في جبين الأمة الإسلامية أن يتبع شبابها ذكورا وإناثا دعاة الماسونية والحاقدين من يهود على هذه الأمة أن يتبعوا دعاة التعري والتهتك والإ نحلال والرذيلة ويتركوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخلاقيات الإسلام التي سار عليها سلفنا الصالح مجتمع الطهر والعفاف والفضيلة فضربوا أروع مثل في تأريخ الأمم للطهر والعفاف والإنصاف بالفضيلة والبعد عن الرذيلة .
يا أمة الله يجب أن تعلمي أن الله يريد منك أن تكوني محجبة متسترة ويريد الشيطان وحزبه منك أن تكوني متهتكة عارية ويريد الله منك أن تكوني حيية عفيفة ويريد الشيطان وحزبه منك أن تكوني وقحة فاجرة , يريد الله منك أن تحتفظي بكرامتك في بيتك ولتكوني شريكة مخلصة للزوج وسائسة ناصحة في البيت ومربية ماهرة للأولاد وخازنة أمينة في بيت زوجك فتحظين بالتبجيل والتكريم من زوجك وأهلك وعشيرتك وتكوني عضوا صالحا في مجتمعك , ويريد الشيطان وحزبه منك أن تكوني شريرة فاسقة تخادنين الرجال وتخالطينهم في الإدارة والمعمل والفندق والمقهى , وتلهثين وراءهم لإشباع شهوتك التي يزيد استعارها كلما خالطت الرجال حتى تصبحي كأنك جيفة تأتيها الكلاب وتنهش منها ثم تذهب أو كفريسة حاقت بها ذئاب في مكان خال فما ظنك أن تفعل بها وهذه أبيات من أرجوزة كتبتها قبل عشرين سنة تقريبا في التحذير من تقليد الأوروبيين في أخلاقهم وعاداتهم قلت فيها :
يا أمة الله اتقي الله أن تقفي بين يديه يوم القيامة وأنت تحملين جريمة التبرج أو الزنى الأصغر أو الأكبر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" العين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها الإستماع , واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي واللسان يزني وزناه الكلام والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " . فإن العضو الذي تكشفينه من جسدك ليراه الرجال سيحرقه الله عز وجل بالنار إلا أن تتوبي فإن كنت قد فعلت شيئا من ذلك فتوبي إلى الله ما دامت الفرصة مواتية والوقت ممكن فإنك لا تدرين متى ينزل بك الموت . ومن أجل المحافظة على العفة شرع الله الإستئذان وبين كيفيته وآدابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ونظم أحوال المجتمع بأحكام لم يسبق لها مثيل فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون , فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم , ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون )) .
قال ابن كثير رحمه الله هذه آداب شرعية أدب الله بها عباده المؤمنين وذلك في الإستئذان أمرهم ألا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم حتى يستأنسوا أي يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده وينبغي أن يستأذن ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف ثم أورد حديث أبي موسى الأشعري في الإستئذان ثلاثا وإنكار عمر رضي الله عنه عليه وشهادة أبي سعيد الخذري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف إلى أن قال ثم ليعلم أنه ينبغي للمستأذن على أهل المنزل ألا يقف تلقاء الباب بوجهه ولكن ليكن الباب عن يمينه أو عن يساره ثم أورد حديثا من سنن ابي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر إلا أن الحديث في سنده بقية بن الوليد وقد صرح بالتحديث ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ إلا أن هذا من آداب الإستئذان المتفق عليها وقد أيد هذا الحديث أحاديث أخرى منها ما رواه أبو داود أيضا من طريق هزيل قال جاء رجل فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن فوقف مستقبل الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا عنك فإنما الإستئذان من النظر وقد رواه أبو داود الطيالسي عن سفيان الثوري عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن رجل عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسند الأول مرسل لأنه عن هزيل وهزيل هو ابن شرحبيل الأودي الكوفي ثقة مخضرم من الثانية وفي الطريق الثاني رجل مجهول وبمجموع الطرق يتأيد الحديث ويبلغ إلى درجة الإحتجاج لا سيما وقد ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن امرأ اطلع عليك بغير أذنك فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح " .
وفيهما أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيته يرجل رأسه بمدراة فرأى رجلا ينظر من خلل الباب , فقال : " لقد هممت أن أفقأ عينك ولو فقأتها لهدرت " فهذه الأحاديث كلها تدل على تحريم الهجوم بالنظر على بيوت الناس , وأن من الآداب الإسلامية أن تقف عن يمين الباب أو عن يساره ولا تستقبله استقبالا لأن في ذلك كشف عل أهل البيت وهذا لا يجوز كما تقدم .
فبالله ما أعظم تعاليم الإسلام , وأنقاها وما أروعها وأنفعها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :" فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود " .
لفضيلة الشيخ العــلامة أحمد بن يحيى آل شبير النجمي - حفظه الله ووفقه - .
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
هذه النصحية نشرت من قبلُ على هذه الشبكة المباركة ، وكذا بدأت النصيحة :
نصيحة للنساء المسلمات ـ لفضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ـ حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا:
)) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
)) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
أما بعد :
فإن الله خلق الخلق لعبادته وربط سعادتهم في الدنيا والآخرة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى)) :إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون , ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )).
وقال تعالى: ((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )) .
فقد وصف الله المؤمنين في الآية الأولى بالسمع والطاعة لربهم ولرسول ربهم المبلغ عنه ما أمر بتبليغه والمراد بالسمع هنا المقترن بالطاعة والإنقياد والإذعان لله ولرسوله فمن فعل ذلك استحق أن يكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , فمن انقاد إلى طاعة ربه واتبع الهدى المنزل منه ضمنت له السعادة في الدنيا بأن يحيا حياة طيبة وفي الآخرة بالنجاة من النار ودخول الجنة قال تعالى في سورة طه مخاطبا آدم وإبليس : (( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )) .
وقال تعالى في سورة النحل : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) . ومن ما ذكر نعلم أن سعادتنا نحن المسلمين ذكورا وإناثا في الإلتزام بشريعة ربنا عقيدة وسلوكا ومنهج حياة فيما يجب علينا نحو ربنا وفيما يجب علينا نحو بعضنا بعضا وفي الإلتزام الشخصي في أزيائنا ولباسنا ونومنا و يقضتنا وأخذنا وإعطائنا وأكلنا وشربنا وفي كل شيء منا ابتداء بالتوحيد والصلاة وانتهاء بأصغر شيء من أمورنا وبذلك نكون مسلمين حقا نسعى في إرضاء مولانا جل وعلا ونستجيب لندائه حيث يقول تعالى : (( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير )) , وحيث يقول تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) .
يا معشر المسلمات اتقين الله واخشين عذابه واحرصن على كسب مرضاته ونيل جنته في حياة لا نهاية لها ونعيم لا انقطاع له , يا معشر المسلمات إنه لا يصح شرعا ولا عقلا أن نتلقى من الله الصلاة والصوم ونتلقى من الغرب أو من الشرق اللباس والأزياء والموضات إن الذي أنزل قوله تعالى : (( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) وأنزل قوله تعالى : (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قا نتين )) هو الذي أنزل قوله تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أونسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )).
والمقصود أن الذي تَعَبَدَ خلقه بالتوحيد والصلاة والصوم هو الذي تعبدهم بالحجاب والآداب في اللباس والأزياء وفي الأكل والشرب والنوم واليقظة حتى في آداب الخلاء والأكل والشرب وغير ذلك .
يا معشر المسلمات إن الواجب على كل مسلمة أن تؤدي عبادة ربها امتثالا لقوله تعالى : (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون , الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) .
إن العبادة بمعناها الشامل أن توحد المرأة ربها وأن تصلي خمسها وأن تؤدي زكاة مالها وأن تصوم شهرها وأن تحج بيت ربها على نحو ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وأن تتعامل مع والديها ومع زوجها وأولادها وذوي الأرحام من أهلها وجيرانها وسائر المسلمين بما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فحق الله على عباده التوحيد وأن يفرد بالعبادة من دعاء ورجاء ورغبة ورهبة واستعاذة واستعانة فمن دعا غيره عند النوائب أو لجأ إلى غيره عند الشدائد فقد أشرك به شركا أكبر موجبا للخلود في النار , قال تعالى : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) , وفي حديث معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم . قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ... الحديث .
فإن فعلوا كان حقا عليه ألا يعذبهم ومن ترك الصلاة من ذكر أو أنثى ممن بلغ سن التكليف عامدا فقد كفر لما ثبت في ذلك من الأدلة كقوله صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " وهكذا سائر العبادات يجب على المسلم أن يؤديها لربه طائعا مختارا وأن يتعامل مع الناس على نحو ما شرع الله عبودية لله وأداء لما افترض واعترافا بالمعروف والجميل لأهله فحق الوالدين على الولد ذكرا كان أو أنثى أن يبرهما ويحسن إليهما لأن الله قرن حقهما بحقه فقال تعالى : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر إحداهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)) .
وحق الزوج هو الحق الثاني بعد حق الوالدين قال تعالى : (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) فالواجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيما لم يكن معصية لله وأن تقوم بخدمته وحفظ نفسها وبيته وتربية أولاده تربية صالحة وأن لا تؤذيه بلسانها وعصيانها فإن فعلت ذلك لم يكن بينها وبين الجنة إلا الموت وفي الحديث : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها " , وفي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال : " واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ا هـ . البداية والنهاية 5\152 .
أيتهن الأخوات المسلمات : إن الله لا يستحي من الحق وإن الواجب على الداعي إلى الله أن يحذر السامعين من أشد المعاصي خطرا على الفرد والمجتمع وإن من أخطر الغرائز على الشباب والشابات الشهوة الجنسية من أجل ذلك فقد حرم الله الزنا وحرم كل سبب يوصل إليه فقال : (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )) .
ذلك لأن فطرة الإنسان تختلف تماما عن فطرة الحيوان فالإنسان خلقه الله عاقلا وأراد منه أن يكون معروف النسب يعود إلى فصيلة وعشيرة وقبيلة ولا يكون كذلك إلا إذا كان التوالد بالطريقة الشرعية الصحيحة , أما التوالد بدون نظام فهو فطرة الحيوانات التي خلت عن المسؤولية , أما الإنسان فلا بد أن يكون له أب يكون مسؤولا عنه ومكلفا بالإنفاق عليه ومن أجل كون الزنا محرم حرم الله كل سبب يوصل إليه فحرم النظر المقصود فقال : (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) وفي الحديث الصحيح : " " العين تزني وزناها النظر " وفي الحديث أيضا " كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله "
وفي حديث آخر فيه مقال : " إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ومن تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه " .
ومن أجل ذلك حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلوة بالأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء , قال رجل من الأنصار فالحمو يا رسول الله , قال الحمو " الموت " أي أن خطر الحمو عظيم كخطر الموت وهذا ينافي ما عليه عادة كثير من الناس من التساهل في قريب الزوج كأخيه وعمه وابن أخيه وما أشبه ذلك لأنه يدخل ويخلو بزوجة قريبه من غير نكير أما الأجنبي فيستنكر والخلوة مؤكد خطرها إلا من سلم الله وفي الحديث " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " أخرجه في الترغيب 3\39 وسنده ضعيف .
وفي الحديث الآخر :" لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم " أخرجه الترمذي رقم 935 .
وإذا كان الشيطان ثالثهما فالشر متوقع والمسلم لا يُسَلمُ أغلى ما يملكه وهم محارمه ولا يفرط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها . ومن المناكر الشائعة في هذا الزمن خلوة صاحب البيت بالخادمة التي في بيته وخلوة السائق الأجير بأهل البيت الذين يستأجرونه وكم يترتب على هذا الوضع المشين المخالف للشريعة الإسلامية من مصائب ومناكر يندى لها الجبين ويغضب منها الله في سماه ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته " ومن أجل ذلك حرم الله عز وجل الإختلاط بين الرجال والنساء وجعل لكل منهما بيئة تميزه عن الجنس الآخر حتى في الصلاة التي هي آكد العبادات فجعل صفوف الصلاة هكذا أولا صفوف الرجال ثانيا صفوف الغلمان ثالثا صفوف النساء وجعل شر صفوف النساء أولها لقربه من الرجال وشر صفوف الرجال آخرها لقربه من النساء وأمرالنبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الخروج من المسجد حتى ينفذ النساء وأمر النساء أن يمشين في حافات الطريق كي لا يحققن الطريق على الرجال فكانت المرأة تجنح عن الطريق حتى تلصق بالجدار .
ومن أجل ذلك حرم الله على النساء أن يبدين زينتهن إلا للمحارم الذين ذكرهم الله في سورة النور فقال جل من قائل : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن .... )) إلى آخر الآية .
فأمر النساء أن يرخين الجلابيب على الوجوه وأن تظهر العين اليسرى فقط لتبصر الطريق وأمر أن تسدل المرأة خمارها على جيبها والجيب هو فتحة الدرع الذي يسمي الآن بالثوب حتى لا يظهر شيء من صدرها من خلال فتحة الثوب وعائشة رضي الله عنها تخبر بأنهن كن يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات فيكشفن عن وجوههن فإذا قابلن الركبان أسدلن خمرهن على وجوههن وفي هذا دليل على وجوب ستر الوجه لأنه من أهم الزينة التي أمر الله بسترها وحرم إبداءها ومن أجل ذلك نهى الله عز وجل أي من أجل المحافظة على العفة نهى الله عز وجل النساء عن الخضوع في القول وتمييعه حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض الشهوة شهوة الزنى فقال : (( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )) .
ومن هنا نعلم أن الإتصالات الهاتفية التي لا داعي لها ولا حاجة إليها إلا تبادل عبارات الحب والعشق والغرام حرام وأنه يترتب عليها فساد كبير ممن لا يخافون الله ولا يؤمنون برقابته وكم قد سمعنا وقرأنا عن ضحايا قتلن أو انتهكت عفتهن وديس شرفهن ورمين بعد ذلك في عالم النسيان كان السبب فيما حصل لهن الإتصال الهاتفي وتصديقهن ذئاب الشهوة وإني أدلكن وأحثكن أن تقرأن كتاب إحذري التليفون يا فتاة الإسلام إنه كتاب صغير الحجم ولكنه عظيم الفائدة جزى الله المدرسة التي كتبته خير الجزاء , ومن أجل المحافظة على العفة حرم الله التبرج فقال : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا )) .
أيها الأخوات في الله : ما أعظم هذه الآداب التي أدب الله بها نساء نبيه وسائر المؤمنات . فأول هذه الآداب أن الله أمر النساء بالإستقرار في البيوت وعدم الخروج لغير حاجة , لأن الخروج لغير حاجة نقص على المرأة في دينها وعفتها وكرامتها وإلقاء بنفسها في حبائل الشيطان وتعرض لفتنة كانت في غنى عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " صحيح الترمذي رقم 936 .
ومعنى استشرفها الشيطان أي زينها في نظر الرجال وقيل نظر إليها ليغويها ويغوي بها ومن هذا نعلم أن خروج المرأة إلى السوق أو إلى الخياط وهي تجد من يكفيها أمرها لا ينبغي وثاني هذه الآداب التي أدب الله بها إماءه نهي عن التبرج والتبرج هو خروج المرأة مظهرة لزينتها ومعجبة بنفسها وعارضة لمحاسنها كأنها تقول انظروا هلموا وإن من التبرج إظهار الوجه والذراعين وبعض الساقين أو كلها بتقصير الثياب حتى يظهر بعض أجزاء بدنها أو شق الثوب من وراء الساق لتظهر بشرة الساق لكل من ينظر إليها .
ومن العجيب والعجائب كثيرة أن الشيطان أغرى بعض ذكور الشباب بالإسبال وأغرى بعض الإناث الشابات بتقصير الثياب في معظم بلدان العالم الإسلامي ولقد قلت في ذلك متعجبا من هذا الصنيع الذي أوقع الشيطان الشباب به في معاكسة أمر الله وعدم المبالات بأسباب غضبه محتالا عليهم بأن ذلك هو التقدم قلت :
يا معشر المسلمات : إنها لوصمة عار في جبين الأمة الإسلامية أن يتبع شبابها ذكورا وإناثا دعاة الماسونية والحاقدين من يهود على هذه الأمة أن يتبعوا دعاة التعري والتهتك والإ نحلال والرذيلة ويتركوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخلاقيات الإسلام التي سار عليها سلفنا الصالح مجتمع الطهر والعفاف والفضيلة فضربوا أروع مثل في تأريخ الأمم للطهر والعفاف والإنصاف بالفضيلة والبعد عن الرذيلة .
يا أمة الله يجب أن تعلمي أن الله يريد منك أن تكوني محجبة متسترة ويريد الشيطان وحزبه منك أن تكوني متهتكة عارية ويريد الله منك أن تكوني حيية عفيفة ويريد الشيطان وحزبه منك أن تكوني وقحة فاجرة , يريد الله منك أن تحتفظي بكرامتك في بيتك ولتكوني شريكة مخلصة للزوج وسائسة ناصحة في البيت ومربية ماهرة للأولاد وخازنة أمينة في بيت زوجك فتحظين بالتبجيل والتكريم من زوجك وأهلك وعشيرتك وتكوني عضوا صالحا في مجتمعك , ويريد الشيطان وحزبه منك أن تكوني شريرة فاسقة تخادنين الرجال وتخالطينهم في الإدارة والمعمل والفندق والمقهى , وتلهثين وراءهم لإشباع شهوتك التي يزيد استعارها كلما خالطت الرجال حتى تصبحي كأنك جيفة تأتيها الكلاب وتنهش منها ثم تذهب أو كفريسة حاقت بها ذئاب في مكان خال فما ظنك أن تفعل بها وهذه أبيات من أرجوزة كتبتها قبل عشرين سنة تقريبا في التحذير من تقليد الأوروبيين في أخلاقهم وعاداتهم قلت فيها :
يا أمة الله اتقي الله أن تقفي بين يديه يوم القيامة وأنت تحملين جريمة التبرج أو الزنى الأصغر أو الأكبر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" العين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها الإستماع , واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي واللسان يزني وزناه الكلام والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " . فإن العضو الذي تكشفينه من جسدك ليراه الرجال سيحرقه الله عز وجل بالنار إلا أن تتوبي فإن كنت قد فعلت شيئا من ذلك فتوبي إلى الله ما دامت الفرصة مواتية والوقت ممكن فإنك لا تدرين متى ينزل بك الموت . ومن أجل المحافظة على العفة شرع الله الإستئذان وبين كيفيته وآدابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ونظم أحوال المجتمع بأحكام لم يسبق لها مثيل فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون , فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم , ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون )) .
قال ابن كثير رحمه الله هذه آداب شرعية أدب الله بها عباده المؤمنين وذلك في الإستئذان أمرهم ألا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم حتى يستأنسوا أي يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده وينبغي أن يستأذن ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف ثم أورد حديث أبي موسى الأشعري في الإستئذان ثلاثا وإنكار عمر رضي الله عنه عليه وشهادة أبي سعيد الخذري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف إلى أن قال ثم ليعلم أنه ينبغي للمستأذن على أهل المنزل ألا يقف تلقاء الباب بوجهه ولكن ليكن الباب عن يمينه أو عن يساره ثم أورد حديثا من سنن ابي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر إلا أن الحديث في سنده بقية بن الوليد وقد صرح بالتحديث ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ إلا أن هذا من آداب الإستئذان المتفق عليها وقد أيد هذا الحديث أحاديث أخرى منها ما رواه أبو داود أيضا من طريق هزيل قال جاء رجل فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن فوقف مستقبل الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا عنك فإنما الإستئذان من النظر وقد رواه أبو داود الطيالسي عن سفيان الثوري عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن رجل عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسند الأول مرسل لأنه عن هزيل وهزيل هو ابن شرحبيل الأودي الكوفي ثقة مخضرم من الثانية وفي الطريق الثاني رجل مجهول وبمجموع الطرق يتأيد الحديث ويبلغ إلى درجة الإحتجاج لا سيما وقد ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن امرأ اطلع عليك بغير أذنك فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح " .
وفيهما أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيته يرجل رأسه بمدراة فرأى رجلا ينظر من خلل الباب , فقال : " لقد هممت أن أفقأ عينك ولو فقأتها لهدرت " فهذه الأحاديث كلها تدل على تحريم الهجوم بالنظر على بيوت الناس , وأن من الآداب الإسلامية أن تقف عن يمين الباب أو عن يساره ولا تستقبله استقبالا لأن في ذلك كشف عل أهل البيت وهذا لا يجوز كما تقدم .
فبالله ما أعظم تعاليم الإسلام , وأنقاها وما أروعها وأنفعها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :" فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود " .
لفضيلة الشيخ العــلامة أحمد بن يحيى آل شبير النجمي - حفظه الله ووفقه - .
تعليق