بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السائر على منهج السلف الصالح قد تحصل لك جفوة من إخوانك وتشتد بك الغربة فأوصيك بالصبر والاستمساك بدينك وأحذرك من كيد عدوك وإيثار العاجلة فقد يوسوس لك شيطان ويزين لك ما ترى من ألفة بين أهل الباطل وربما دعوك ورغبوك فأذكرك بقصة كعب بن مالك رضي الله عنه ." انظر على أهل الشرّ ينتهزون الفرص !
فعندما قال : من يدلني على كعب بن مالك ؟ قلت أنا هو , فأعطاني الورقة , وكنت كاتباً .....
يقول : " فقرأت الكتاب فإذا فيه :أما بعد فقد بلغنا أن صاحبك جفاك – يعني رسول عليه الصلاة والسلام , وكان هذا الملك : ملك غسان كافراً - وإنك لست بدار هوان ولا مضيعة يعني : لا تبقى في الدار في ذل وضياع وهوان فتعال إلينا -الحق بنا نواسيك – يعني : تعال إلينا نواسيك بأموالنا وربما نواسيك بملكنا .
ولكن الرجل رجل مؤمن بالله تعالى ورسوله ومحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال : وهذا من البلاء , يعني هذا من الامتحان . وصدق رضي الله عنه , رجل مجفو لا يكلم مهجور منبوذ حتى من أقرب الناس إليه , لو كان في قلبه ضعف إيمان لانتهز الفرصة بدعوة هذا الملك وذهب إليه , ولكن عنده إيمان راسخ .
....... ثم ذهب إلى التنور فسجره فيه : يعني أوقدها بالتنور ."
شرح رياض الصالحين الشيخ ابن عثيمين ص146