كلام الأتقياء وشرحهم على حديث {إن العلماء ورثة الأنبياء}
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وصحبه ومن والآه
أما بعد:
قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الله بن داود سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة يحدث عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبى الدرداء فى مسجد دمشق فجاءه رجل فقال يا أبا الدرداء إنى جئتك من مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحديث بلغنى أنك تحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جئت لحاجة. قال فإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول {من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من فى السموات ومن فى الأرض والحيتان فى جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر }1.
قال المناوي رحمه الله:لأن الميراث ينتقل إلى الأقرب وأقرب الأمة في نسبة الدين العلماء الذين أعرضوا عن الدنيا وأقبلوا على الآخرة وكانوا للأمة بدلا من الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين العلم والعمل وحازوا الفضيلتين الكمال والتكميل اهـ"فيض القدير "[4/374]ط/المكتبة التجارية الكبرى .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:فيجب على المسلمين -بعد موالاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم- موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن. خصوصا العلماء, الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم, يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر.
وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم.
إذ كل أمة -قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم- فعلماؤها شرارها, إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم؛ فإنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته, والمحيون لما مات من سنته. بهم قام الكتاب, وبه قاموا, وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا.
وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة -المقبولين عند الأمة قبولا عاما- يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته ؛ دقيق ولا جليل.
فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك, إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه, فلا بد له من عذر في تركه اهـ "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"ص[11ـ12]ط/المكتب الإسلامي.
وقال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب فإن القمر يضيء الأفاق ويمتد نوره في أقطار العالم وهذه حال العالم وأما الكوكب فنوره لا يجاوز نفسه أو ما قرب منه وهذه حال العابد الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيره وإن جاوز نور عبادته غيره فإنما يجاوزه غير بعيد كما يجاوز ضوء الكوكب له مجاوزة يسيرة ومن هذا الأثر المروي {إذا كان يوم القيامة يقول الله للعابد ادخل الجنة فإنما كانت منفعتك لنفسك ويقال للعالم اشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للناس}2.وروى ابن جريج عن عطاءعن ابن عباس رضى الله عنهما {إذا كان يوم القيامة يؤتى بالعابد والفقيه فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للفقيه: اشفع تشفع }3 وفي التشبيه المذكور لطيفه اخرى وهو ان الجهل كالليل في ظلمته وجنسه والعلماء والعباد بمنزلة القمر والكواكب الطالعة في تلك الظلمة وفضل نور العالم فيها على نور العابد كفضل نور القمر على الكواكب .
وأيضا فالدين قوامه وزينته واضاءته بعلمائه وعباده فإذا ذهب علماؤه وعباده ذهب الدين كما ان السماء اضاءتها وزينتها بقمرها وكواكبها فإذا خسف قمرها وانتشرت كواكبها اتاها ماتوعد وفضل علماء الدين على العباد كفضل ما بين القمر والكواكب.
فإن قيل: كيف وقع تشبيه العالم بالقمر دون الشمس وهي اعظم نورا قيل فيه فائدتان إحداهما :أن نور القمر لما كان مستفادا من غيره كان تشبيه العالم الذي نوره مستفاد من شمس الرسالة بالقمر اولى من تشبيهه بالشمس.
الثانية: أن الشمس لا يختلف حالها في نورها ولا يلحقها محاق ولا تفاوت في الاضاءة واما القمر فإنه يقل نوره ويكثر ويمتليء وينقص كما ان العلماء في العلم على مراتبهم من كثرته وقلته فيفضل كل منهم في علمه بحسب كثرته وقلته وظهوره وخفائه كما يكون القمر كذلك فعالم كالبدر ليلة تمه وآخر دونه بليلة وثانية وثالثة وما بعدها إلى آخر مراتبه وهم درجات عند الله .
فإن قيل :تشبيه العلماء بالنجوم أمر معلوم كقوله صلى الله عليه و سلم {أصحابي كالنجوم ..}4ولهذا هي في تعبير الرؤيا عبارة عن العلماء فكيف وقع تشبيههم هنا بالقمر؟ قيل:أما تشبيه العلماء بالنجوم فإن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذلك العلماء والنجوم زينة للسماء فكذلك العلماء زينة للآرض وهي رجوم للشياطين حائلة بينهم وبين استراق السمع لئلا يلبسوا بما يسترقونه من الوحي الوارد إلى الرسل من الله على أيدي ملائكته وكذلك العلماء رجوم لشياطين الانس والجن الذي يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا فالعلماء رجوم لهذا الصنف من الشياطين ولولاهم لطمست معالم الدين بتلبيس المضلين ولكن الله سبحانه أقامهم حراسا وحفظه لدينه ورجوما لاعدائه واعداء رسله فهذا وجه تشبيههم بالنجوم وأما تشبههم بالقمر فذلك كان في مقام تفضيلهم على أهل العبادة المجردة وموازنة ما بينهما من الفضل والمعنى أنهم يفضلون العباد الذين ليسوا بعلماء كما يفضل القمر سائر الكواكب فكل من التشبهين لائق بموضعه والحمد لله.
وقوله :{إن العلماء ورثة الأنبياء} هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياءخير خلق الله فورثتهم خير الخلق بعدهم ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته أذهم الذين يقومون مقامه من بعده ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما ارسلوا به إلا العلماء كانوا أحق الناس بميراثهم .
وفي هذا تنبيه على أنهم اقرب الناس اليهم فإن الميراث إنا يكون لاقرب الناس إلى الموروث وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم فكذلك هو في ميراث النبوة والله يختص برحمته من يشاء .
وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعهم، واحترامهم ، وتعزيزهم وتوفيرهم، وإجلالهم، فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم.
وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين الأنبياء وبغضهم مناف للدين كما هو ثابت لموروثهم .
وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم قال على كرم الله وجهه ورضى عنه محبة العلماء دين يدان به.
وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل {من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة}5وورثة الأنبياء سادات أولياء لله عز و جل.
وفيه تنبيه للعلماء على سلوك هدى الأنبياءوطريقتهم في التبليغ من الصبر والاحتمال ومقابلة إساءة الناس اليهم بالاحسان والرفق بهم واستجلابهم الى الله باحسن الطرق وبذل ما يمكن من النصيحة لهم فإنه بذلك يحصل له نصيبهم من هذا الميراث العظيم قدره الجليل خطره وفيه ايضا تنبيه لاهل العلم على تربية الأمة كما يربى الوالد ولده فيبربونهم بالتدريج والترقي من صغار العلم إلى كباره وتحميلهم منه ما يطيقون كما يفعل الاب بولده الطفل في ايصال الغذاء اليه فإن ارواح البشر بالنسبة الى الانبياء والرسل كالاطفال بالنسبة الى آبائهم بل دون هذه النسبة بكثير ولهذا كل روح لم تربها الرسل لم تفلح ولم تصلح لصالحه كما قيل:
ومن لا يربيه الرسول ويسقـه ... لبانا له قد در من ثدي قدســه
فذاك لقيط ماله نسبــة الولا ... ولا يتعدى طور ابناء جنســـــه
اهــ "مفتاح دار السعادة "[1/66]ط/دار الكتب العلمية .
قال الإمام العلامة بن باز رحمه الله:فالعلماء هم ورثة الأنبياء , وهم أئمة الناس بعد الأنبياء يهدون إلى الله , ويرشدون إليه , ويعلمون الناس دينهم . فأخلاقهم عظيمة , وصفاتهم حميدة . علماء الحق , علماء الهدى , هم خلفاء الرسل , الذين يخشون الله ويراقبونه ويعظمون أمره , وهو من تعظيمه سبحانه . هؤلاء أخلاقهم أرفع الأخلاق وأسماها ؛ لأنهم سلكوا مسلك الرسل , وساروا على نهجهم وطريقهم في الدعوة إلى الله على بصيرة , والتحذير من أسباب غضبه والمسارعة إلى ما عرفوا من الخير قولا وعملا , والابتعاد عما عرفوا من الشر قولا وعملا , فهم القدوة , والأسوة بعد الأنبياء , في أخلاقهم العظيمة , وصفاتهم الحميدة , وأعمالهم الجليلة , وهم يعملون ويعلمون , ويوجهون طلابهم إلى أسمى الأخلاق وخير السبل اهـ"مجموع الفتاوى"[2/372]ط/الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.
وسئل العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: ما مكانة وفضل أهل العلم في الإسلام؟
فأجاب بقوله: مكانة أهل العلم أعظم مكانة؛ لأنهم ورثة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام-، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله ما لا يجب على غيرهم، وهم في الأرض كالنجوم في السماء، يهدون الخلق الضالين التائهين ويبينون لهم الحق، ويحذرونهم من الشر، ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله، ويجب على أهل العلم من العمل والأخلاق
والآداب ما لا يجب على غيرهم؛ لأنهم أسوة وقدوة فكانوا أحق الناس وأولى الناس بالتزام الشرع في آدابه وأخلاقه اهـ "مجموع الفتاوى"[26/41]ط/دار الوطن .
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:فعلماء هذه الأمة لهم منزلة وفضل بعد الصحابة؛ لأنهم ورثة الأنبياء؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: {العلماء ورثة الأنبياء} والمراد بهم : علماء أهل السنة والجماعة، أهل العلم والنظر والفقه، وأهل الأثر، وهم أهل الحديث .
ثم قال:فالعلماء قاموا بما أوجب الله عليهم من حماية الدين والعقيدة، فبينوا الأحكام، والمواريث، والحلال والحرام، وبينوا أيضاً فقه الكتاب والسنة، فجعلوا للأمة ثروة عظيمة يستفاد منها ويقاس عليها ما يجد من مشاكل اهـ "التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية"[1 /236ـ237]ط/العاصمة.
وقال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله :{العُلَمَاء وَرَثَةُ الأنبيَاء، وأنَّ الأنبيَاء لم يورِّثوا دينارا ولا درهما وإنَّما ورَّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحضٍ وافر} فكان هذا شأن علماء هذه الأمَّة من الصحابة ومن تبعهم ، هم الوُرَّاث الذين وَرِثوا هذا الحق والهدى وهذا العلم النافع الذي يتناقله كلّ من جاء بعدهم ويستفيد من علمهم ويذكرهم بالخير ويُثني عليهم ويدعو لهم ويأجره الله عزَّ وجلَّ بالعمل بهذا العلم النَّافع الذي أخذه عن طريقهم ويأجرهم الله عزَّ وجلَّ بمثل ما أثاب به هذا الذي استفاد هذا الحق الهدى من طريقهم، فصار هؤلاء العلماء من الصحابة ومن بعدهم هم الوُرَّاث الذين ورثوا هذا العلم النافع وهو ميراث النبوة فإن العلماء الذين يشغلون أوقاتهم في تحصيل العلم النَّافع وفي بذله وفي نشره وتدوينه هذا هو الذي يبقى لهم بعد وفاتهم وهذا الذي يكونون به أحياء بعد وفاتهم، فإنَّ النَّاس إذا ماتوا إذا لم يُخلِّفوا علماً ولم يُخلفوا شيئاً من هذا الميراث وهو ميراث النبوة، فإنَّهم يُنسوْن ولا يذكرون بعد فترة وجيزة من وفاتهم ولكن هؤلاء تمضي السنين والأعوام وهم أحياء على ألسنة الناس وفي أذهنة الناس وفي قلوب الناس وهذا هو الذكر الحسن الذي يبقيه الله عزَّ وجلَّ لأوليائه اهـ شريط مفرغ بعنوان"توقير العلماء والاستفادة من علمهم".
وقال العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله:الذين يبينون الهدى من الضلال هم العلماء لأنهم ورثة الأنبياء ، المراد بالعلماء : العلماء بالعلم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنواع العلم كثير ولكن في هذا المقام المراد بالعلم : العلم الشرعي ، العلم الذي جاء به محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي يعالج هذه المشاكل ويحل المشكلات ويطمئن العباد في السير على الخط المستقيم اهـ "الشريط الرابع من شرحه على التدمرية".
وقال العلامة عبيد الجابري حفظه الله:تأمَّلوا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {وإنَّ العلماء وَرَثة الأنبياء}، وما بعدها، أكرِم بهذه التَّرِكة؛ لأنَّ صاحبها هو خير عباد الله - محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم -، فالحديث شاهدٌ على أنَّ علماء كلِّ أمَّة هم ورثة نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم، فعلماء الشَّرع مِن أمَّة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم هم وُرَّاثه، وهذا:
مِن جهة: تشتدُّ به العزيمة، وتجعل المرء - مِن طلَّاب العلم وطالباته - يشتدُّ ساعده، ويستفرغ وُسعه في تحصيل.. في التَّحصيل مِن ميراث محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، فهو ميراثٌ لا ميراث أفضل منه أبداً.
ومِن جهةٍ أخرى: فإنَّه يُشعِر بعِظَم المسئوليَّة، أنت تحمَّلت ما تحمَّلت عن نبيِّك محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الميراث؛ فما زكاة هذا الميراث؟ بذله، نشره في النَّاس، مع العمل به، ولكن؛ مَن رُزق: الإخلاص، وحُسن النيَّة، ومحبَّة الخير لعباد الله، ومحبَّة الهُدى لعباد الله؛ فإنَّ الله يهوِّن عليه ذلكم، يهوِّن عليه ذلكم، ويجعله يسيراً عليه، لأنه يبتغي بذلك وجه الله عزَّ وجلّ، وهِمَّته أولاً وآخراً: إصلاح نفسه وإصلاح غيره مِن عباد الله، ولهذا؛ تجدون أهل السُّنَّة هم أحرص النَّاس على هُدى النَّاس، كما قال ذلكم شيخ الإسلام أحمد ابن عبد الحليم ابن عبد السَّلام، المعروف بابن تيمية رحمه الله، قال: [أهل السُّنَّة هم أعرف النَّاس بالحقّ، كما أنَّهم أرحم النَّاس بالخَلق]، رُحماء على عباد الله، يحرصون على هداية النَّاس، ولهذا يبذلون الوقت ويبذلون ما عندهم في سبيل أنْ يهتدي مَن شاء الله هدايته، فهذا هو سمْت أهل السُّنَّة اهـ شريط مفرغ بعنوان"أهمية العلم".
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
جمع:أبو المقداد ربيع بن علي بن عبد الله الليبي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وصحبه ومن والآه
أما بعد:
قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الله بن داود سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة يحدث عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبى الدرداء فى مسجد دمشق فجاءه رجل فقال يا أبا الدرداء إنى جئتك من مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحديث بلغنى أنك تحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جئت لحاجة. قال فإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول {من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من فى السموات ومن فى الأرض والحيتان فى جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر }1.
قال المناوي رحمه الله:لأن الميراث ينتقل إلى الأقرب وأقرب الأمة في نسبة الدين العلماء الذين أعرضوا عن الدنيا وأقبلوا على الآخرة وكانوا للأمة بدلا من الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين العلم والعمل وحازوا الفضيلتين الكمال والتكميل اهـ"فيض القدير "[4/374]ط/المكتبة التجارية الكبرى .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:فيجب على المسلمين -بعد موالاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم- موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن. خصوصا العلماء, الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم, يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر.
وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم.
إذ كل أمة -قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم- فعلماؤها شرارها, إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم؛ فإنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته, والمحيون لما مات من سنته. بهم قام الكتاب, وبه قاموا, وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا.
وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة -المقبولين عند الأمة قبولا عاما- يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته ؛ دقيق ولا جليل.
فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك, إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه, فلا بد له من عذر في تركه اهـ "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"ص[11ـ12]ط/المكتب الإسلامي.
وقال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب فإن القمر يضيء الأفاق ويمتد نوره في أقطار العالم وهذه حال العالم وأما الكوكب فنوره لا يجاوز نفسه أو ما قرب منه وهذه حال العابد الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيره وإن جاوز نور عبادته غيره فإنما يجاوزه غير بعيد كما يجاوز ضوء الكوكب له مجاوزة يسيرة ومن هذا الأثر المروي {إذا كان يوم القيامة يقول الله للعابد ادخل الجنة فإنما كانت منفعتك لنفسك ويقال للعالم اشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للناس}2.وروى ابن جريج عن عطاءعن ابن عباس رضى الله عنهما {إذا كان يوم القيامة يؤتى بالعابد والفقيه فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للفقيه: اشفع تشفع }3 وفي التشبيه المذكور لطيفه اخرى وهو ان الجهل كالليل في ظلمته وجنسه والعلماء والعباد بمنزلة القمر والكواكب الطالعة في تلك الظلمة وفضل نور العالم فيها على نور العابد كفضل نور القمر على الكواكب .
وأيضا فالدين قوامه وزينته واضاءته بعلمائه وعباده فإذا ذهب علماؤه وعباده ذهب الدين كما ان السماء اضاءتها وزينتها بقمرها وكواكبها فإذا خسف قمرها وانتشرت كواكبها اتاها ماتوعد وفضل علماء الدين على العباد كفضل ما بين القمر والكواكب.
فإن قيل: كيف وقع تشبيه العالم بالقمر دون الشمس وهي اعظم نورا قيل فيه فائدتان إحداهما :أن نور القمر لما كان مستفادا من غيره كان تشبيه العالم الذي نوره مستفاد من شمس الرسالة بالقمر اولى من تشبيهه بالشمس.
الثانية: أن الشمس لا يختلف حالها في نورها ولا يلحقها محاق ولا تفاوت في الاضاءة واما القمر فإنه يقل نوره ويكثر ويمتليء وينقص كما ان العلماء في العلم على مراتبهم من كثرته وقلته فيفضل كل منهم في علمه بحسب كثرته وقلته وظهوره وخفائه كما يكون القمر كذلك فعالم كالبدر ليلة تمه وآخر دونه بليلة وثانية وثالثة وما بعدها إلى آخر مراتبه وهم درجات عند الله .
فإن قيل :تشبيه العلماء بالنجوم أمر معلوم كقوله صلى الله عليه و سلم {أصحابي كالنجوم ..}4ولهذا هي في تعبير الرؤيا عبارة عن العلماء فكيف وقع تشبيههم هنا بالقمر؟ قيل:أما تشبيه العلماء بالنجوم فإن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذلك العلماء والنجوم زينة للسماء فكذلك العلماء زينة للآرض وهي رجوم للشياطين حائلة بينهم وبين استراق السمع لئلا يلبسوا بما يسترقونه من الوحي الوارد إلى الرسل من الله على أيدي ملائكته وكذلك العلماء رجوم لشياطين الانس والجن الذي يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا فالعلماء رجوم لهذا الصنف من الشياطين ولولاهم لطمست معالم الدين بتلبيس المضلين ولكن الله سبحانه أقامهم حراسا وحفظه لدينه ورجوما لاعدائه واعداء رسله فهذا وجه تشبيههم بالنجوم وأما تشبههم بالقمر فذلك كان في مقام تفضيلهم على أهل العبادة المجردة وموازنة ما بينهما من الفضل والمعنى أنهم يفضلون العباد الذين ليسوا بعلماء كما يفضل القمر سائر الكواكب فكل من التشبهين لائق بموضعه والحمد لله.
وقوله :{إن العلماء ورثة الأنبياء} هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياءخير خلق الله فورثتهم خير الخلق بعدهم ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته أذهم الذين يقومون مقامه من بعده ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما ارسلوا به إلا العلماء كانوا أحق الناس بميراثهم .
وفي هذا تنبيه على أنهم اقرب الناس اليهم فإن الميراث إنا يكون لاقرب الناس إلى الموروث وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم فكذلك هو في ميراث النبوة والله يختص برحمته من يشاء .
وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعهم، واحترامهم ، وتعزيزهم وتوفيرهم، وإجلالهم، فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم.
وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين الأنبياء وبغضهم مناف للدين كما هو ثابت لموروثهم .
وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم قال على كرم الله وجهه ورضى عنه محبة العلماء دين يدان به.
وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل {من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة}5وورثة الأنبياء سادات أولياء لله عز و جل.
وفيه تنبيه للعلماء على سلوك هدى الأنبياءوطريقتهم في التبليغ من الصبر والاحتمال ومقابلة إساءة الناس اليهم بالاحسان والرفق بهم واستجلابهم الى الله باحسن الطرق وبذل ما يمكن من النصيحة لهم فإنه بذلك يحصل له نصيبهم من هذا الميراث العظيم قدره الجليل خطره وفيه ايضا تنبيه لاهل العلم على تربية الأمة كما يربى الوالد ولده فيبربونهم بالتدريج والترقي من صغار العلم إلى كباره وتحميلهم منه ما يطيقون كما يفعل الاب بولده الطفل في ايصال الغذاء اليه فإن ارواح البشر بالنسبة الى الانبياء والرسل كالاطفال بالنسبة الى آبائهم بل دون هذه النسبة بكثير ولهذا كل روح لم تربها الرسل لم تفلح ولم تصلح لصالحه كما قيل:
ومن لا يربيه الرسول ويسقـه ... لبانا له قد در من ثدي قدســه
فذاك لقيط ماله نسبــة الولا ... ولا يتعدى طور ابناء جنســـــه
اهــ "مفتاح دار السعادة "[1/66]ط/دار الكتب العلمية .
قال الإمام العلامة بن باز رحمه الله:فالعلماء هم ورثة الأنبياء , وهم أئمة الناس بعد الأنبياء يهدون إلى الله , ويرشدون إليه , ويعلمون الناس دينهم . فأخلاقهم عظيمة , وصفاتهم حميدة . علماء الحق , علماء الهدى , هم خلفاء الرسل , الذين يخشون الله ويراقبونه ويعظمون أمره , وهو من تعظيمه سبحانه . هؤلاء أخلاقهم أرفع الأخلاق وأسماها ؛ لأنهم سلكوا مسلك الرسل , وساروا على نهجهم وطريقهم في الدعوة إلى الله على بصيرة , والتحذير من أسباب غضبه والمسارعة إلى ما عرفوا من الخير قولا وعملا , والابتعاد عما عرفوا من الشر قولا وعملا , فهم القدوة , والأسوة بعد الأنبياء , في أخلاقهم العظيمة , وصفاتهم الحميدة , وأعمالهم الجليلة , وهم يعملون ويعلمون , ويوجهون طلابهم إلى أسمى الأخلاق وخير السبل اهـ"مجموع الفتاوى"[2/372]ط/الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.
وسئل العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: ما مكانة وفضل أهل العلم في الإسلام؟
فأجاب بقوله: مكانة أهل العلم أعظم مكانة؛ لأنهم ورثة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام-، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله ما لا يجب على غيرهم، وهم في الأرض كالنجوم في السماء، يهدون الخلق الضالين التائهين ويبينون لهم الحق، ويحذرونهم من الشر، ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله، ويجب على أهل العلم من العمل والأخلاق
والآداب ما لا يجب على غيرهم؛ لأنهم أسوة وقدوة فكانوا أحق الناس وأولى الناس بالتزام الشرع في آدابه وأخلاقه اهـ "مجموع الفتاوى"[26/41]ط/دار الوطن .
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:فعلماء هذه الأمة لهم منزلة وفضل بعد الصحابة؛ لأنهم ورثة الأنبياء؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: {العلماء ورثة الأنبياء} والمراد بهم : علماء أهل السنة والجماعة، أهل العلم والنظر والفقه، وأهل الأثر، وهم أهل الحديث .
ثم قال:فالعلماء قاموا بما أوجب الله عليهم من حماية الدين والعقيدة، فبينوا الأحكام، والمواريث، والحلال والحرام، وبينوا أيضاً فقه الكتاب والسنة، فجعلوا للأمة ثروة عظيمة يستفاد منها ويقاس عليها ما يجد من مشاكل اهـ "التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية"[1 /236ـ237]ط/العاصمة.
وقال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله :{العُلَمَاء وَرَثَةُ الأنبيَاء، وأنَّ الأنبيَاء لم يورِّثوا دينارا ولا درهما وإنَّما ورَّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحضٍ وافر} فكان هذا شأن علماء هذه الأمَّة من الصحابة ومن تبعهم ، هم الوُرَّاث الذين وَرِثوا هذا الحق والهدى وهذا العلم النافع الذي يتناقله كلّ من جاء بعدهم ويستفيد من علمهم ويذكرهم بالخير ويُثني عليهم ويدعو لهم ويأجره الله عزَّ وجلَّ بالعمل بهذا العلم النَّافع الذي أخذه عن طريقهم ويأجرهم الله عزَّ وجلَّ بمثل ما أثاب به هذا الذي استفاد هذا الحق الهدى من طريقهم، فصار هؤلاء العلماء من الصحابة ومن بعدهم هم الوُرَّاث الذين ورثوا هذا العلم النافع وهو ميراث النبوة فإن العلماء الذين يشغلون أوقاتهم في تحصيل العلم النَّافع وفي بذله وفي نشره وتدوينه هذا هو الذي يبقى لهم بعد وفاتهم وهذا الذي يكونون به أحياء بعد وفاتهم، فإنَّ النَّاس إذا ماتوا إذا لم يُخلِّفوا علماً ولم يُخلفوا شيئاً من هذا الميراث وهو ميراث النبوة، فإنَّهم يُنسوْن ولا يذكرون بعد فترة وجيزة من وفاتهم ولكن هؤلاء تمضي السنين والأعوام وهم أحياء على ألسنة الناس وفي أذهنة الناس وفي قلوب الناس وهذا هو الذكر الحسن الذي يبقيه الله عزَّ وجلَّ لأوليائه اهـ شريط مفرغ بعنوان"توقير العلماء والاستفادة من علمهم".
وقال العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله:الذين يبينون الهدى من الضلال هم العلماء لأنهم ورثة الأنبياء ، المراد بالعلماء : العلماء بالعلم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنواع العلم كثير ولكن في هذا المقام المراد بالعلم : العلم الشرعي ، العلم الذي جاء به محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي يعالج هذه المشاكل ويحل المشكلات ويطمئن العباد في السير على الخط المستقيم اهـ "الشريط الرابع من شرحه على التدمرية".
وقال العلامة عبيد الجابري حفظه الله:تأمَّلوا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {وإنَّ العلماء وَرَثة الأنبياء}، وما بعدها، أكرِم بهذه التَّرِكة؛ لأنَّ صاحبها هو خير عباد الله - محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم -، فالحديث شاهدٌ على أنَّ علماء كلِّ أمَّة هم ورثة نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم، فعلماء الشَّرع مِن أمَّة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم هم وُرَّاثه، وهذا:
مِن جهة: تشتدُّ به العزيمة، وتجعل المرء - مِن طلَّاب العلم وطالباته - يشتدُّ ساعده، ويستفرغ وُسعه في تحصيل.. في التَّحصيل مِن ميراث محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، فهو ميراثٌ لا ميراث أفضل منه أبداً.
ومِن جهةٍ أخرى: فإنَّه يُشعِر بعِظَم المسئوليَّة، أنت تحمَّلت ما تحمَّلت عن نبيِّك محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الميراث؛ فما زكاة هذا الميراث؟ بذله، نشره في النَّاس، مع العمل به، ولكن؛ مَن رُزق: الإخلاص، وحُسن النيَّة، ومحبَّة الخير لعباد الله، ومحبَّة الهُدى لعباد الله؛ فإنَّ الله يهوِّن عليه ذلكم، يهوِّن عليه ذلكم، ويجعله يسيراً عليه، لأنه يبتغي بذلك وجه الله عزَّ وجلّ، وهِمَّته أولاً وآخراً: إصلاح نفسه وإصلاح غيره مِن عباد الله، ولهذا؛ تجدون أهل السُّنَّة هم أحرص النَّاس على هُدى النَّاس، كما قال ذلكم شيخ الإسلام أحمد ابن عبد الحليم ابن عبد السَّلام، المعروف بابن تيمية رحمه الله، قال: [أهل السُّنَّة هم أعرف النَّاس بالحقّ، كما أنَّهم أرحم النَّاس بالخَلق]، رُحماء على عباد الله، يحرصون على هداية النَّاس، ولهذا يبذلون الوقت ويبذلون ما عندهم في سبيل أنْ يهتدي مَن شاء الله هدايته، فهذا هو سمْت أهل السُّنَّة اهـ شريط مفرغ بعنوان"أهمية العلم".
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
جمع:أبو المقداد ربيع بن علي بن عبد الله الليبي
1:أخرجه أبو داود في سننه (3/317رقم3641) ، والترمذي في سننه (5/48رقم2682) وصححه العلامة الألباني.
2:رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه {1/20}عن ابن عباس مرفوعاً وفي سنده محمد بن مروان السُّدي وهو متروك.
3:أنظر ما قبله.
4:رواه ابن عبد البر في {الجامع}[2/91] وانظر "السلسلة الضعيفة"{رقم58}.
5:أخرجه البخاري{6502}وقال العلامة الحافظ الألباني رحمه الله :صحيح لإخراج البخاري [6502]إياه ، وإسناده قوي لغيره ،له طرق وشواهد عدة خرجتها في (الأحاديث الصحيحة) (1604)،لكن لفظ المبارزة ليس عند البخاري،وإنما هو عند غيره من حديث أبي أمامة بسند فيه ضعيفان،كما بينته هناك .وقد كنت توقفت فيه قبل سنين،ثم يسر الله لي جمع كثير من طرقه ،وحققت الكلام عليها ،فتبين لي أنه صحيح بمجموعها ،وأودعت تفصيل ذلك في الموضع المشار إليه ،وعليه استجزت إيراده في كتابي الكبير (صحيح الجامع الصغير وزياداته) (1782)"العقيدة الطحاوية"[ص264]ط/المكتب الإسلامي.
2:رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه {1/20}عن ابن عباس مرفوعاً وفي سنده محمد بن مروان السُّدي وهو متروك.
3:أنظر ما قبله.
4:رواه ابن عبد البر في {الجامع}[2/91] وانظر "السلسلة الضعيفة"{رقم58}.
5:أخرجه البخاري{6502}وقال العلامة الحافظ الألباني رحمه الله :صحيح لإخراج البخاري [6502]إياه ، وإسناده قوي لغيره ،له طرق وشواهد عدة خرجتها في (الأحاديث الصحيحة) (1604)،لكن لفظ المبارزة ليس عند البخاري،وإنما هو عند غيره من حديث أبي أمامة بسند فيه ضعيفان،كما بينته هناك .وقد كنت توقفت فيه قبل سنين،ثم يسر الله لي جمع كثير من طرقه ،وحققت الكلام عليها ،فتبين لي أنه صحيح بمجموعها ،وأودعت تفصيل ذلك في الموضع المشار إليه ،وعليه استجزت إيراده في كتابي الكبير (صحيح الجامع الصغير وزياداته) (1782)"العقيدة الطحاوية"[ص264]ط/المكتب الإسلامي.