الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد ، فمن العلماء الذين كان لهم جهد كبير في نشر العلم ومحاربة البدع والمحدثات والتصدي لأصحابها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . فقد كان له
أثر كبير في حياته وبعد وفاته وكان له طلاب ساروا على طريقته في نشر العلم والتصدي للمحدثات وأشهرهم ابن القيم رحمه الله تعالى الذي بلغ من تأثره بشيخه أنه لقي من
العنت على يد خصومه كما لقي شيخه رحمة الله عليهما وقد نفع الله عز وجل به كما نفع بشيخه .
وقد كان ابن القيم يجل شيخه ويبجله ونقل عنه في ثنايا كتبه عدة أخبار رأيت جمعها في هذا الموضوع لعلها تكون
نبراساً لطلاب العلم في توقير مشايخهم والثناء عليهم ونقل فضائلهم للناس قصداً للنفع ونشر الخير لا للتعصب ولا للحمية والله المستعان .
قال رحمه الله وهو يتكلم عن الاستعاذة :
و قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه و نوَّر ضريحه يومًا : إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ،
و مدافعته ، و عليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب ، و يكفيكه. أهـ
( الكتاب : أسرار الصلاة و الفَرق و الموازنَة بين ذَوق الصَّلاة و السَّماع )
وقال وهو يتكلم عن التأويل الباطل :
ولا جرى على شيخ الإسلام ابن تيمية ما جرى من خصومه بالسجن وطلب قتله أكثر من عشرين مرة إلا بالتأويل فقاتل الله التأويل الباطل وأهله وأخذ حق دينه وكتابه ورسوله وأنصاره
منهم فماذا هدموا من معاقل الإسلام وهدوا من أركانه وقلعوا من قواعده ولقد تركوه أرق من الثوب الخلق البالي الذي تطاولت عليه السنون وتوالت عليه الأهوية والرياح ولو بسطنا
هذا الفصل وحده ما جناه التأويل على الأديان والشرائع وخراب العالم لقام منه عدة أسفار وإنما
نبهنا تنبيها يعلم به العاقل ما وراءه وبالله التوفيق أهـ
( الكتاب : الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)
وقال عن الفلاسفة :
ثم نابغة [ كذا ولعلها : نبغت ] طائفة منهم في رأس القرن الثامن فأقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية قدس الله روحه فأقام على غزوهم مدة حياته باليد والقلب
واللسان وكشف للناس باطلهم وبين تلبيسهم وتدليسهم وقابلهم بصريح المعقول وصحيح المنقول وشفى واشتفى وبين
مناقضتهم ومفارقتهم لحكم العقل الذي به يدلون وإليه يدعون وإنهم أترك الناس لأحكامه وقضاياه فلا وحي ولا عقل فأرداهم في حفرهم ورشقهم بسهامهم وبين أن صحيح معقولاتهم
خدم لنصوص الأنبياء شاهدة لها بالصحة . وتفصيل هذه الجملة موجودة في كتبه فمن نصح نفسه ورغب عن قوله :
" إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
[ الزخرف : 23 ]
يتبين له حقيقة الأمر
" ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " [ النور : 40 ] أهـ
( الكتاب : الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)
وقال وهو يتكلم عن إنكار المنكر :
وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد وإلا كان تركهم على ذلك خيراً من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك
فكان ما هم فيه شاغلاً لهم عن ذلك وكما إذا كان الرجل مشتغلاً بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر فدعه وكتبه الأولى وهذا باب واسع .
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول : مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار
بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له : إنما حرم الله الخمر لأنها تصد
عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبئ الذرية وأخذ الأموال فدعهم أهـ
( الكتاب : إعلام الموقعين عن رب العالمين )
وقال ابن القيم رحمه الله :
ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه....
كتاب للرعاف: كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكتب على جبهته:
" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ " [هود: 44].
وسمعته يقول: كتبتها لغير واحد فبرأ، فقال: ولا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس،
فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى. أهـ
( الكتاب : زاد المعاد في كلامه على الطب النبوي )
وقال عن فوائد الذكر :
( السادسة عشرة )
أنه يورث حياة القلب وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟
( السابعة عشرة )
أنه قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار
ثم التفت إلي وقال : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا وقال لي مرة :
لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه . أهـ
وقال أيضاً :
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة وقال لي مرة :
ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة
وإخراجي من بلدي سياحة . وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله . وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه .
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال :
" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشًا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل
ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا
وأقواهم قلبًا وأسرهم نفسًا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله
وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه
وفتح لهم أبوابها في دار العمل
فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها أهـ
( الكتاب : الوابل الصيب من الكلم الطيب )
أثر كبير في حياته وبعد وفاته وكان له طلاب ساروا على طريقته في نشر العلم والتصدي للمحدثات وأشهرهم ابن القيم رحمه الله تعالى الذي بلغ من تأثره بشيخه أنه لقي من
العنت على يد خصومه كما لقي شيخه رحمة الله عليهما وقد نفع الله عز وجل به كما نفع بشيخه .
وقد كان ابن القيم يجل شيخه ويبجله ونقل عنه في ثنايا كتبه عدة أخبار رأيت جمعها في هذا الموضوع لعلها تكون
نبراساً لطلاب العلم في توقير مشايخهم والثناء عليهم ونقل فضائلهم للناس قصداً للنفع ونشر الخير لا للتعصب ولا للحمية والله المستعان .
قال رحمه الله وهو يتكلم عن الاستعاذة :
و قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه و نوَّر ضريحه يومًا : إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ،
و مدافعته ، و عليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب ، و يكفيكه. أهـ
( الكتاب : أسرار الصلاة و الفَرق و الموازنَة بين ذَوق الصَّلاة و السَّماع )
وقال وهو يتكلم عن التأويل الباطل :
ولا جرى على شيخ الإسلام ابن تيمية ما جرى من خصومه بالسجن وطلب قتله أكثر من عشرين مرة إلا بالتأويل فقاتل الله التأويل الباطل وأهله وأخذ حق دينه وكتابه ورسوله وأنصاره
منهم فماذا هدموا من معاقل الإسلام وهدوا من أركانه وقلعوا من قواعده ولقد تركوه أرق من الثوب الخلق البالي الذي تطاولت عليه السنون وتوالت عليه الأهوية والرياح ولو بسطنا
هذا الفصل وحده ما جناه التأويل على الأديان والشرائع وخراب العالم لقام منه عدة أسفار وإنما
نبهنا تنبيها يعلم به العاقل ما وراءه وبالله التوفيق أهـ
( الكتاب : الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)
وقال عن الفلاسفة :
ثم نابغة [ كذا ولعلها : نبغت ] طائفة منهم في رأس القرن الثامن فأقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية قدس الله روحه فأقام على غزوهم مدة حياته باليد والقلب
واللسان وكشف للناس باطلهم وبين تلبيسهم وتدليسهم وقابلهم بصريح المعقول وصحيح المنقول وشفى واشتفى وبين
مناقضتهم ومفارقتهم لحكم العقل الذي به يدلون وإليه يدعون وإنهم أترك الناس لأحكامه وقضاياه فلا وحي ولا عقل فأرداهم في حفرهم ورشقهم بسهامهم وبين أن صحيح معقولاتهم
خدم لنصوص الأنبياء شاهدة لها بالصحة . وتفصيل هذه الجملة موجودة في كتبه فمن نصح نفسه ورغب عن قوله :
" إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
[ الزخرف : 23 ]
يتبين له حقيقة الأمر
" ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " [ النور : 40 ] أهـ
( الكتاب : الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)
وقال وهو يتكلم عن إنكار المنكر :
وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد وإلا كان تركهم على ذلك خيراً من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك
فكان ما هم فيه شاغلاً لهم عن ذلك وكما إذا كان الرجل مشتغلاً بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر فدعه وكتبه الأولى وهذا باب واسع .
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول : مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار
بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له : إنما حرم الله الخمر لأنها تصد
عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبئ الذرية وأخذ الأموال فدعهم أهـ
( الكتاب : إعلام الموقعين عن رب العالمين )
وقال ابن القيم رحمه الله :
ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه....
كتاب للرعاف: كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكتب على جبهته:
" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ " [هود: 44].
وسمعته يقول: كتبتها لغير واحد فبرأ، فقال: ولا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس،
فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى. أهـ
( الكتاب : زاد المعاد في كلامه على الطب النبوي )
وقال عن فوائد الذكر :
( السادسة عشرة )
أنه يورث حياة القلب وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟
( السابعة عشرة )
أنه قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار
ثم التفت إلي وقال : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا وقال لي مرة :
لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه . أهـ
وقال أيضاً :
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة وقال لي مرة :
ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة
وإخراجي من بلدي سياحة . وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله . وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه .
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال :
" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشًا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل
ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا
وأقواهم قلبًا وأسرهم نفسًا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله
وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه
وفتح لهم أبوابها في دار العمل
فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها أهـ
( الكتاب : الوابل الصيب من الكلم الطيب )
تعليق