العلامة الفقيه الزاهد الورع : محمد بن صالح العثيمين - أسكنه الله فسيح جنانه - .
أما الصنف الثالث: فهو من يقضي هذه الإجازة بالرحلات إلى البر للأنس مع إخوانه وإذهاب الملل والكلل عنهم وهذا من الأمور الجائزة، ولكني أوجه الخطاب إلى هؤلاء بالأمور التالية:
- أولاً: أن تكون الرفقة على سن متقارب، فإنهم إذا كانوا على فارق بيّن في السن لا يحصل بينهم التئام وتناسق لتفاوت ما بينهم في المستوى العقلي والفكري والعلمي والبدني فيكون الضعفاء عالة على الكبار وربما أدى ذلك إلى مفاسد وانحدار في الأخلاق.
- ثانياً: أن يحرصوا على أداء الواجبات الشرعية كالطهارة بالماء والصلاة جماعة في أوقاتها، فيتوضئوا من الحدث الأصغر ويغتسلوا من الحدث الأكبر كالجنابة، وينبغي أن يتخذوا مكاناً خاصاً لقضاء الحاجة والاستنجاء يكون مستوراً ومكاناً آخر خاصاً ساتراً مصوناً من عواصف الرياح للاغتسال، وأن يخصصوا خيمة للصلاة فيها ويحسن أن يجعلوا فيها مصاحفاً وكتباً لمن أراد قراءة القرآن أو المطالعة.
- ثالثاً: أن يتأدبوا بالآداب الشرعية عند نزول المنزل والأكل والشرب فيقولوا إذا نزلوا منزلاً: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» فإن من قالها عند نزوله «لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله»، وأن يسموا الله عند الأكل والشرب، ويحمدوه إذا فرغوا من الأكل والشرب، وألا يحملهم البطر والأشر على امتهان النعمة والسخرية بها كما يفعله بعض السفهاء.
- رابعاً: أن يتحاشوا ما يخل بالدين والأخلاق، فلا يستمعوا إلى الأغاني المحرمة، ولا يتلفظوا بالألفاظ البذيئة أو الساقطة، ولا يأتوا بحركات بينهم لا تليق بالمؤمن الرجل العاقل، ولا حرج أن يترفهوا بالمسابقة على الأقدام أو المصارعة أو اللعب بكرة القدم أحياناً بشرط ألا تشغلهم عن واجب، وأن يكون عليهم سراويل تستر ما بين السرة والركبة، وألا يأتوا بكلمات نابية عند الغالبية أو المغلوبية.
- خامساً: أن يجعلوا عليهم أميراً يحرصون على أن يكون من أدينهم وأفهمهم وأعقلهم؛ من أجل أن يرتب أمورهم وينزل كل إنسان فيما يليق به من عمل الرحلة وليكن الأمير قوي الشخصية؛ حتى لا يغلب على أمره، فإن بعض الناس يكون عنده من الدين والعقل ما عنده لكنه ضعيف الشخصية فيغلب على أمره، ولكن لا حرج إذا كان الإنسان قيم الدين وافر العقل لكنه ضعيف الشخصية لا حرج عليه أن يستعين بنائب أو وزير يكون قوي الشخصية؛ لتجتمع الأمانة والقوة، فإن خير من استأجرت القوي الأمين.
من موقعه الرسمي