اتحاف الزائر ببعض الفوائد المنتقاة من كتاب تاريخ الجزائر
للشيخ العلامة المؤرخ
مبارك بن محمد الميلي رحمه الله تعالى
قال الشيخ مبارك الميلي - رحمة الله عليه - : " وأما الحمامات الطبييعية فهي كثيرة و موجودة بجميع جهات الوطن الجزائر.منها بعمالة وهران حمام بوحجر، حمام بن حنيفية. وبعمالة الجزائر حمام ألوان، حمام ريغة. وبعمالة قسنطينة حمام أولاد زاير غرب ميلة ، حمام بني هارون شمالها، حمام المسخوطين قرب قالمة. حمام بسكرة.
و العجائز ومن في معناهن من ضعفة العقول و معبدي الجهل يعتقدون أن لهذه الحمامات ميزة و فيها سرا إلاهيا فيدعونها حمامات الصالحين و يقصدنها للتبرك؛ و العواقر يستحمن بها رجاء النسل. ومن سخافة عقول هؤلاء المساكين - رجالا ونساء - اعتقادهم أن الجن هم الذين يتولون تسخين تلك المياه ليستحم فيها سليمان عليه السلام لجهلهم موته. والقرآن ذكر أن الجن جهلوا موت سليمان ثم علموه عندما أكلت دابة الأرض من منساته وخر على الأرض. ولكن الجهال ينسبون إلى الجن كل ما جهلوا أصله من الأمراض و غيرها".(1/51-52)
***********
وقال - رحمه الله تعالى - : "سيادة تبنى على الدسائس لا بد أن ينهار صرحها لأول ضعف يبدو في الدولة..". (2/71)***********
***********
وقال - رحمه الله تعالى - :" أما الديانة التي عرفها الأثريون لقدماء الجزائر فهي عبادة الشمس و القمر (وهما من معبودات المصريين) ، وعبادة بعض الحيوانات منها القرد و الثور و الكبش و التيس.وجد بجبل راشد تمثال يدعى ((أتون)) كانوا يتخذونه إلهاً وهو صورة تيس على رأسه دائرة الشمس.
وكانوا يعظمون العيون و الأشجار والجبال، ويحترمون الأموات يشيدون لهم قبورا ضخمة.
وقد وقع شعبنا فيما يقرب من هذه الوثنية ((و التاريخ يعيد نفسه)) فمن آثار عبادتهم للشمس أن الولد حينما يثغر و تسقط سنه يرمي بها إلى الشمس، ويقول لها في بعض الجهات الشمالية ((أعطيتك فضة أعطني ذهب)) وفي بعض الجهات الجنوبية ((أعطيتك سن حمار أعطيني سن غزال)).
ومن تعظيمهم لبعض العيون أنهم يتبركون بمياهها و يستشفون بالشرب منها و يرجون منها النسل و يقربون لها القرابين الدجاجية.
ومن تعظيمهم لبعض الأشجار أنهم يجتنبون قطعها و احتطاب ما سقط من عيدانها و يعلقون بها الخيوط رجاء أن تقضي حاجاتهم، كما يعلق أحدنا بإصبعه خيطا كي يذكر به ما يخشى نسيانه.
ومن تعظيمهم للجبال تقديم النذر من الأطعمة و النعام لبعض الكهوف و زيارتها زرافات ووحدانا. وتطييب رائحتها بالبخور ومياه الرياحين.
وقد يتأولون ذلك بأن أحد الصلحاء مر بهذا الكهف أو جلس عنده. وعلاوة على كون هذا التأويل غير مبرر لفعلهم فإن الصلحاء جلسوا في غير الكهوف أيضا و مشوا في السهول و البسائط.
أما تشييد القبور الضخمة للأموات و اتخاذ الحرم لها فقد بالغوا فيه أكثر مما تقدم وأربوا في ذلك عن كل أمة حتى صاروا يشيدون القباب لا على الضريح ولا على أثر من مواقع أقدام صلحائهم. وشرح هذا المقام يوسع دائرة خروجا عن موضوع الكلام.
وكان قدماء الجزائر يعتقدون بحياة أخرى غير الحياة الأولى، ويرون أن الميت في قبره أكمل منهم علما.
يدل على ذلك ما تقم من أن منهم من يضع الميت في قبره جالسا ملتصقا بفخذيه ولحاه بركبتيه، يمثلون بهذا الوضع هيئة الجنين في بطن أمه. كأنه يموه ولد في عالم آخر، ولذلك يضعون معه أطعمة وأشياء من الزينة، وإذا أهمهم أمر لم يهتدوا على وجهه استشار و الموتى من أسلافهم: ينام أحدهم على قبر سلفه وما رآه في منامه عمل بمقتضاه في يقظة وللجزائريين اليوم حظ وافر من هذه العقيدة المباركة على الانحطاط و التقهقر". (1/75-76)
************
وقال :"رب حيلة أنفع من قبيلة".(2/102)
*****************
وقال - رحمه الله - :"استولى أبو عبد الله الشيعي على دولة تيهرت بكل سهولة، لأنه وجد امة بلا حكومة و حكومة بلا أمة، وفي ذلك درس مفيد لكل حكومة أجنبية تعتمد على أجانب مثلها و تقصي أهل الوطن عن ساحة الحكم، وفي ذلك أيضا درس جليل الفائدة لكل شعب يكون قليل الانقياد لحكومته كثير الثورات عليها من غير أن يرسم لطريق جهاده خطة معينة و يلتف على زعيم قوي مرضي يحسن السير به إلى غاية واضحة".(2/8
********************
الشيخ مبارك الميلي - رحمه الله تعالى - في كتابه السابق الذكر: "البربر ما أتوا بشيء من باب الاختيار إلا قبلوه و أخذو منه".(1/293)
وقال - رحمه الله تعالى - :"أثبت الباحثون وحققوا وجود طائفة من اليهود بين البربر من قديم، حتى إنهم لقدمهم لا يعرفهم قدماء مؤرخي الإسرائيليين. و معابدهم مخالفة تماما لمعابد سائر اليهود. وللعلامة شلوش اليهودي في هذا الموضوع كلام في غاية التحقيق".(1/8
*****************
وقال :"وإن أرقى أمة اليوم في العلم و أعرقها في الحضارة لم تزل تفتك بها الأغراض الشخصية في الانتخابات العمومية".(2/20)
**************
وقال :"لم تمت فكرة الخوارج بالنهروان شأن الأفكار لا تبلى بلاء الأجسام ولا يقضي عليها سنان ولا حسام، بل ظهرت من بعد ، وكانت لأهلها مع خصومهم حروب شهيرة و معارك مذكورة مع الأمويين و العباسيين".(2/56)
********************
وقال :"هذا وحروب الخوارج بالمغرب كثيرة ، وذكروا أنها بلغت منذ حصار طبنة خمسا و سبعين وثلاثمائة حرب، وذلك يوضح قوة الخارجية و سعة انتشارها و عدم استسلامها و صعوبة قيادها".(2/59-60)
********************
وقال:"..الخوارج إنما يعنون بالثورة على الحكومات الإسلامية، ويرون ملوكها جائرين على الإطلاق".(2/83)
*******************
وقال :" فربما نشأ عن الحقير انقلاب كبير".(2/153)
******************
وقال - رحمه الله تعالى - :"العامي ليس معه من العلم ما يفرق به بين المذهبين ، فتجتمع لديه المتناقضات من حيث لا يشعر، ولو تجرد عالم مفكر لدرس وسطنا مثلا من حيث المعتقدات لألفى بين جنبي الواحد عقائد مختلفة كان أهلها يتقاتلون من أجلها ثم هو لا تحارب أجزاؤه بعضها بعضا".(2/169)
********************
وقال:"وإن عقبة بن نافع لجدير بأن يخص بالتأليف فإنه من أعظم أبطال التاريخ، غزا الروم بحرا من مصر، وافتتح غذامس و ذهب منها إلى ودان ففزان، وانتهى على السودان و فتح كورامنه، كل هذا قبل أن يشرع في حرب إفريقية، وأن من نظر إلى أبعاده في الغزو و انتصاره على العدو مع تماثل السلاح و فقد وسائل النقل و الإطلاع إذ لم تكن لهم آلات هذا العصر و خرائط الجغرافية-من نظر إلى ذلك مع تلك الحال أكبر عقبة أيما إكبار، وأكبر تغافلنا عن تاريخ عظمائنا، الأمر الذي جرأ كثيرا من خونة التاريخ أو الجاهلين به المتطفلين به عليه على تشويه ماضينا ودوس حاضرنا".(2/2
********************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " تَفقِد الأمم استقلالها متى فقدت من بنيها كفؤا لجمع كلمتها ووجد من بينها خونة لا يهمهم مستقبلها ولا ينظرون لأبعد من خيال مصلحتهم الخاصة".(2/292)
*******************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " ومن مشاهير الصوفية الذين عرفتهم الجزائر أبو مدين شعيب الأندلسي دفين تلمسان المتوفى سنة 591 أو 594 قرأ بفاس على ابن حزرهم وغيره و أخذ التصوف عن أبي يعزى و عرف في عرفة بالشيخ عبد القادر الجيلاني و أخذ عنه و استوطن بجاية يقرئ بها رسالة القشيري و غيرها، وكثر أتباعه فاستقدمه يعقوب المنصور إلى مراكش فلما بلغ تلمسان توفي بها ودفن برابطة العباد، وضريحه مشهور يتبرك به.
زمن كلامه : ((بفساد العامة تظهر ولاة الجور و بفساد الخاصة تظهر دجاجلة الدين الفتانون)) وقال : ((احذر محبة المبتدعين فهو أبقى على دينك، واحذر محبة النساء فهو أبقى على قلبك))".(2/247)
*******************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى – بعد أن ذكر مشاهير الصوفية الذين عرفتهم الجزائر: "..هذا وقد اتخذ دجاجلة الصوفية الانتساب على سني صوفي عظيم سببا للأرزاق و خلبوا عقول العوام بالظواهر و الدواعي، وغمروها بالخرافات و الأضاليل فأوردوها موارد و صدوها عن سبل الهدى، ولله عبد الحق الإشبيلي أستاذ بجاية إذ يقول:
لا يخدعن عن دين الهوى نفر:::لم يرزقوا في التماس الحق تأييدا
عمي القلوب عروا عم كل فائدة:::لأنهم كفروا بالله تقليدا ".(2/348-34
******************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " وأعظم آفات الملوك عبيدها".(2/423)
**************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " وقد عرفت الجزائر التصوف زمن بني عبيد، لكن العلماء أنكروا عليهم و كفروهم حتى قال محمد بن عمار الكلاعي الميروقي يوصي ابنه من قصيدة:
وطاعة من إليه الأمر فالزم:::وإن جاروا وكانوا مسلمينا
فإن كفروا ككفر بني عبيد:::فلا سكن ديار الكافرينا".(2/247)
***************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " إفريقية الشمالية لا تحتمل أكثر من دولة واحدة، ولا تصلح إلا بإدارة قوية متحدة..".(2/412)
*************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: "و انتشار الصوفية بين العامة في عصر دليل على تقصير علمائه في كتاب الله و على ضعف الحكومة عن بسط نفوذها في الأمة مباشرة، أو تقول أن سيادة المتصوفة دليل على انحطاط الأمة سياسيا وعلميا ودينيا.. ".(2/49
********************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " العبرة بالإقتداء لا بالانتماء".(2/49
***********************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " تلسمان بكسرتين فسكون، علم زناتي مركب من ( تلم ): تجمع و ( سان ) : بمعنى اثنين ، يعنون أنها تجمع بين اثنين التل و الصحراء وهي فس سفح جبل بني ورنيد جنوبها ويسمى قبالتها بالصخرتين، ينحدر منه نهر سطفسيف (كذا: ولعلها نهر الصفصيف الذي يمر ببلدة تلمسانية في شرقها تسمى الآن الصفصيف بالصاد، والله أعلم/عبد الحق)المار شرقيها، إلى أن يلتقى بنهر يسر ثم بنهر تافنا..
وتلسمان مدينتان احداهما قديمة عرف بأقادير أسسها بنو يفرن قبل الإسلام و الثانية أحدثها يوسف بن تاشفين سنة474 بمعسكره المحاصر لأقادير، وسماها تاقرارت باسم المعسكر في لسانهم..".(2/444-445)
عبد الحق/ وللتذكير فدولة يوسف بن تاشفين - رحمه الله تعالى - دولة سلفية كما أخبر بذلك الشيخ المحدث العلامة حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى – أنظر المجموع في ترجمته للشيخ عبد الأول الأنصاري.
*******************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " وما دام التعليم الحر في الأمة فلن يضيرها التعليم الحكومي".(2/492)
******************
وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: ".من العلماء من دينه إرضاء شهوات السلاطين، وإن من السلاطين من دينه احترام ما تحترمه العامة من عادة أو قبر أو شيخ مشهور بالولاية..".
(2/496)
المصدر هنا