بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيب مباركا فيه ، والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على المبعوث رحمة للعالمين القائل :<< إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق >> وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الأخيار ، ووعلى من تبعهم بإحسان من عباد الله الأبرار إلى دار القرار .
أما بعد : لقد قرأت حديثا عمن أرسله الله بشيرا ونذيرا فأعجبني كثيرا، كثيرا ، واستوقفني وقتا طويلا ليس يسيرا ،أقلب النظر فيه تفكيرا وتدبيرا ،وارجع البصر إلى حال إخواننا الذين دمروا الأخلاق تدميرا ،فسألت الله أن يجعلني موصوفا بما فيه إنه كان بي قديرا ، وأن يوفق إخواننا الذين حبرته لهم تحبيرا إلى التمسك بما فيه تعظيما وتقديرا فإنه سبحانه عليه ليس عسيرا ،فهو المؤثر في القلوب بالحب جمعا وتأثيرا ،والمؤلف بينهم كبيرا وصغيرا ، والولي لنا جميعا نعم المولى ونعم النصيرا ،فالمؤمن مألفة بالحب والسرور والحبورا ، ولا خير فيمن نفر عن إخوانه نفورا ...
لفظ الحديث :قال صلى الله عليه وسلم:<< المؤمن مألفة. ولا خير فيمن لا يألفولا يؤلف >>.
تخريج الجديث :
أخرجه أحمد[5/335] والخطيب [11/376] من حديث سهل بن سعد / مرفوعا / وأورده الهيثمي في المجمع في موضعين [8/87، 10/
273] وبلفظ :<<المؤمن يألف ويؤلف ولا..>> والحديث صححه الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة [426] وذكر له شاهدا [ح 427]من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
رواه الدارقطني في الأفراد والضياء المقدسي في المختارة وفيه زيادة :<< وخير الناس أنفعهم للناس >>وحكم عليها بالصحة.
شرح الحديث ، وما فيه من فوائد:
يبين هذا الحديث العظيم صفة من صفات المؤمن التي يلزمه القيام بها والانتباه إليها، وهو أن يكون (مألفة) أي يتألف الناس ويألفونه، ولا يكون هذا إلا بمحبته للناس وبشاشته معهم، وصدقه وحفظه لحقوقهم وأسرارهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يصف المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، فالمؤمن مألفة ، أي موضع للإجتماع والألفة ، فهو كالجسد الواحد ، الذي تجتمع فيه الأعضاء ، أي مجمع الأعضاء التي تجتمع على الحب لهذا الجسد ، وتتداعى له عندما يشاك ، أو يشتكي فالعبد المؤمن بجسده الواحد يتآلف معه ولا يرضى أن تشوكه الشوكة في أي عضو منه ، ويحب جسده حبا متساويا لجميعه ،فأي أمر خارجي عنه يصيب بعض الأعضاء فإنه يتأثر له جميع الجسد ،ويتداعى فيما بينه لنصرة ذلك العضو الذي اشتكى من الضرر الحاصل له من ذلكم المؤثر الخارجي ،فهكذا ينبغي أن يكون المؤمن ، وهكذا ينبغي أن يكون جميع المؤمنين، ولذلكم في هذا الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يرشد إلى خصلتين تؤهل المؤمن أن يكون كذلك ..مع إخوانه وبينهم .
ويشتمل هذا الحديث على خلقين عظيمين، هما :
أولاً:يألف : وهذا فعل يصدر منه، لسلامة قلبه وسعة صدره يتطلب منه المخالطة والتودد للناس.
ثانيا:يؤلف: وهذا متعلق بغيره نتيجة ما يصدر عنه من حسن الكرم ومكارم الأخلاق، ويتطلب صدور أقوال وأفعال منه لغيره، بحيث تحفزهم وتدفعهم إلى القرب منه.
ولكن لا يعني هذا مداهنة الناسعلى ما عندهم من الفساد أو الفسق،أو البدعة ، وغض الطرف عن ذلك ،ومحاباتهم ومسايرتهم على الباطل لاكتساب تآلفهم عليه. فهذا لا يقوم به الدين ولا تستقيم به المؤآلفة.وهذا أيضا يهدم الحب والبغض في الله ، ويضعف الولاء والبراء، ولكن كل يعطى بقدر قربه وبعده عن الله تعالى والتمسك بكتابه وسنة رسوله،أنزلوا الناس منازلهم.
ولا تتحقق المؤآلفة بمعاداتهم أيضاً ، والسوء إليهم ، ولكن بالتلطف معهم ابتداء على ما عندهم من الخير، ومناصحتهم فيما عندهممن الشر، بالتي هي أحسن للتي هي أقوم رجاء عودتهم للحق ،{{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم }} أما من أبي إلا البدعة ، وركوب الأهواء فيبغض ويعادى ولاكرامة ، فسبحان من يجعل العدو البعيد حميما، والصديق القريب فاجرا لئيما !!.
والألفة من صفات المؤمن ..
قال صلى الله عليه وسلم:<< إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله >> رواه أحمد وهو صحيح مخرج في صحيح الجامع [281] والسلسلة الصحيحة [777].
ولفظ مألفة، يعني موضع للألفة، وموضع للاجتماع، فالمؤمن يجتمع عليه الإخوان، المؤمن يجمع بين الإخوان يؤلف بينهم،سماه مألف، موضع الائتلاف، موضع الاجتماع.
هكذا هي صفة أهل الإيمان، أهل السنة والقرآن ، لا يفرق بين أهل الحق، يجمع القلوب يقارب بينها يصلح يجتهد في إصلاح ذات البين ، فلا يهدأ له بال، ولا يستقر له حال ، ولايطمئن حتى يجتمع إخوانه ويزول الدغل ،بين أهل الإستقامة على الصراط المستقيم بفهم سلف الأمة الرعيل الأول .
ولعظم هذا الأمر جاز الكذب بل شرع لأجل الإصلاح بين الناس،
كما في الصحيحين:قال صلى الله عليه وسلم <<ليس الكذاب الذي يقول خيرا أو ينمي خيرا >>مع أن صفة الكذب من أقبح الصفات التي تنزه عنها حتى أهل الجاهلية مروءة كما في حديث أبي سفيان في قصته مع هرقل وهي في البخاري ومسلم ، فالكذب ليس من صفات المومن بل هي من صفات المنافقين ، ولكن في الإصلاح من أجل التأليف بين المتشاحنين المتخاصمين فهي صفة مندوحة ،فهي من صفات المؤمن ، فالمؤمن مؤلفة ،يألف ، ويؤلف ..
نعم فالمؤمن مألفة لأنه مجمع محاسن الأخلاق ،ومحضنة الخير باتفاق ،فالبصر إليه حادق والقلب في ميله إليه صادق ،والنفوس إليه تشتاق، لأنه لطعم الإيمان ذاق، ذاق، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه،فلا اختلاف عنده على الحق ولا افتراق، إلا التمسك بالحق ومحاسن الأخلاق ، لين هين سهل قريب من الألفة والاتفاق ،وإصلاح ذات البين من أعظم الأخلاق الحسنة التي فاقت الصلاة والصيام والعتاق .يبين هذا حديث من أمرنا الله بطاعته وقبول ما جاء به : <<ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة ؟قالوا: بلى . قال: إصلاح ذات البين . قال : وفساد ذات البين هي الحالقة >> رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وهو في صحيح الترمذي [ح 2037] .
نعم فالمؤمن مألفة ،لأنه غر كريم ، سهل قريب ، قال صلى الله عليه وسلم>> : المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم<< صحيح سنن أبي داود [4790]وقال حسن ، وصحيح سنن الترمذي [1964]وقال حسن ، وصحيح الترغيب والترهيب[2609]وتخريج المشكاة [5014]وقال هناك: صحيح لغيره .
فالمؤ من المحمود من طبعه الغرارة والتغافل ، وقلة الفطنة للشر بين إخوانه المؤمنين وترك البحث عنه ،من التحسس والتجسس واتباع العورات ، وليس ذلك منه جهلا ، ولكنّه كرم وحسن الخلق ، فهو يتغافل لسلامة صدره وحسن ظنه ، فترى الناس منه في راحة -وإن كان هو منهم في عناء- لايتعدى إليهم منه شر ،والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وقد قال النبي لأبي ذر لما قال له :فإن لم استطع ؟ قال:أن تمسك شرك عنهم : أو كما قال .فالمبادر لهذه الخصال العظيمة ،فهو الذي جمع الخير في نفسه ، وسعى به بين إخوانه المؤمنين ، ولا خير فيمن لايألف ولايؤلف ،لأنه ليس موضع للاجتماع والتألف الذي حث الله تعالى عليه ورغب فيه أيما ترغيب ،ألم يقل سبحانه :{{ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم }}فلا يمكن الصلح إلا بأن يكون موضع الألفة ،والغرارة ، والكرم ، وترك الشحناء والشح ، وإلا كان فاجرا لئيما ، من أخلاق المروؤة عديما .
فالمؤمن كذلك لأنه يتطلع يكتمل إيمانه في الدنيا ، وأن ينال بذلك محبة النبي والقرب منه يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم :<< أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا >> أخرجه الترمذي [2615]وقال عليه الصلاة والسلام << إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا >>أخرجه الترمذي [2019].
و صل اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..اللهم اجعلني وإخواني المؤمنين مألفة: يألف ويؤلف على الوجه الذييرضيك ياربنا.
وكتب : أبو بكر يوسف لعويسي
أما بعد : لقد قرأت حديثا عمن أرسله الله بشيرا ونذيرا فأعجبني كثيرا، كثيرا ، واستوقفني وقتا طويلا ليس يسيرا ،أقلب النظر فيه تفكيرا وتدبيرا ،وارجع البصر إلى حال إخواننا الذين دمروا الأخلاق تدميرا ،فسألت الله أن يجعلني موصوفا بما فيه إنه كان بي قديرا ، وأن يوفق إخواننا الذين حبرته لهم تحبيرا إلى التمسك بما فيه تعظيما وتقديرا فإنه سبحانه عليه ليس عسيرا ،فهو المؤثر في القلوب بالحب جمعا وتأثيرا ،والمؤلف بينهم كبيرا وصغيرا ، والولي لنا جميعا نعم المولى ونعم النصيرا ،فالمؤمن مألفة بالحب والسرور والحبورا ، ولا خير فيمن نفر عن إخوانه نفورا ...
لفظ الحديث :قال صلى الله عليه وسلم:<< المؤمن مألفة. ولا خير فيمن لا يألفولا يؤلف >>.
تخريج الجديث :
أخرجه أحمد[5/335] والخطيب [11/376] من حديث سهل بن سعد / مرفوعا / وأورده الهيثمي في المجمع في موضعين [8/87، 10/
273] وبلفظ :<<المؤمن يألف ويؤلف ولا..>> والحديث صححه الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة [426] وذكر له شاهدا [ح 427]من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
رواه الدارقطني في الأفراد والضياء المقدسي في المختارة وفيه زيادة :<< وخير الناس أنفعهم للناس >>وحكم عليها بالصحة.
شرح الحديث ، وما فيه من فوائد:
يبين هذا الحديث العظيم صفة من صفات المؤمن التي يلزمه القيام بها والانتباه إليها، وهو أن يكون (مألفة) أي يتألف الناس ويألفونه، ولا يكون هذا إلا بمحبته للناس وبشاشته معهم، وصدقه وحفظه لحقوقهم وأسرارهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يصف المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، فالمؤمن مألفة ، أي موضع للإجتماع والألفة ، فهو كالجسد الواحد ، الذي تجتمع فيه الأعضاء ، أي مجمع الأعضاء التي تجتمع على الحب لهذا الجسد ، وتتداعى له عندما يشاك ، أو يشتكي فالعبد المؤمن بجسده الواحد يتآلف معه ولا يرضى أن تشوكه الشوكة في أي عضو منه ، ويحب جسده حبا متساويا لجميعه ،فأي أمر خارجي عنه يصيب بعض الأعضاء فإنه يتأثر له جميع الجسد ،ويتداعى فيما بينه لنصرة ذلك العضو الذي اشتكى من الضرر الحاصل له من ذلكم المؤثر الخارجي ،فهكذا ينبغي أن يكون المؤمن ، وهكذا ينبغي أن يكون جميع المؤمنين، ولذلكم في هذا الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يرشد إلى خصلتين تؤهل المؤمن أن يكون كذلك ..مع إخوانه وبينهم .
ويشتمل هذا الحديث على خلقين عظيمين، هما :
أولاً:يألف : وهذا فعل يصدر منه، لسلامة قلبه وسعة صدره يتطلب منه المخالطة والتودد للناس.
ثانيا:يؤلف: وهذا متعلق بغيره نتيجة ما يصدر عنه من حسن الكرم ومكارم الأخلاق، ويتطلب صدور أقوال وأفعال منه لغيره، بحيث تحفزهم وتدفعهم إلى القرب منه.
ولكن لا يعني هذا مداهنة الناسعلى ما عندهم من الفساد أو الفسق،أو البدعة ، وغض الطرف عن ذلك ،ومحاباتهم ومسايرتهم على الباطل لاكتساب تآلفهم عليه. فهذا لا يقوم به الدين ولا تستقيم به المؤآلفة.وهذا أيضا يهدم الحب والبغض في الله ، ويضعف الولاء والبراء، ولكن كل يعطى بقدر قربه وبعده عن الله تعالى والتمسك بكتابه وسنة رسوله،أنزلوا الناس منازلهم.
ولا تتحقق المؤآلفة بمعاداتهم أيضاً ، والسوء إليهم ، ولكن بالتلطف معهم ابتداء على ما عندهم من الخير، ومناصحتهم فيما عندهممن الشر، بالتي هي أحسن للتي هي أقوم رجاء عودتهم للحق ،{{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم }} أما من أبي إلا البدعة ، وركوب الأهواء فيبغض ويعادى ولاكرامة ، فسبحان من يجعل العدو البعيد حميما، والصديق القريب فاجرا لئيما !!.
والألفة من صفات المؤمن ..
قال صلى الله عليه وسلم:<< إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله >> رواه أحمد وهو صحيح مخرج في صحيح الجامع [281] والسلسلة الصحيحة [777].
ولفظ مألفة، يعني موضع للألفة، وموضع للاجتماع، فالمؤمن يجتمع عليه الإخوان، المؤمن يجمع بين الإخوان يؤلف بينهم،سماه مألف، موضع الائتلاف، موضع الاجتماع.
هكذا هي صفة أهل الإيمان، أهل السنة والقرآن ، لا يفرق بين أهل الحق، يجمع القلوب يقارب بينها يصلح يجتهد في إصلاح ذات البين ، فلا يهدأ له بال، ولا يستقر له حال ، ولايطمئن حتى يجتمع إخوانه ويزول الدغل ،بين أهل الإستقامة على الصراط المستقيم بفهم سلف الأمة الرعيل الأول .
ولعظم هذا الأمر جاز الكذب بل شرع لأجل الإصلاح بين الناس،
كما في الصحيحين:قال صلى الله عليه وسلم <<ليس الكذاب الذي يقول خيرا أو ينمي خيرا >>مع أن صفة الكذب من أقبح الصفات التي تنزه عنها حتى أهل الجاهلية مروءة كما في حديث أبي سفيان في قصته مع هرقل وهي في البخاري ومسلم ، فالكذب ليس من صفات المومن بل هي من صفات المنافقين ، ولكن في الإصلاح من أجل التأليف بين المتشاحنين المتخاصمين فهي صفة مندوحة ،فهي من صفات المؤمن ، فالمؤمن مؤلفة ،يألف ، ويؤلف ..
نعم فالمؤمن مألفة لأنه مجمع محاسن الأخلاق ،ومحضنة الخير باتفاق ،فالبصر إليه حادق والقلب في ميله إليه صادق ،والنفوس إليه تشتاق، لأنه لطعم الإيمان ذاق، ذاق، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه،فلا اختلاف عنده على الحق ولا افتراق، إلا التمسك بالحق ومحاسن الأخلاق ، لين هين سهل قريب من الألفة والاتفاق ،وإصلاح ذات البين من أعظم الأخلاق الحسنة التي فاقت الصلاة والصيام والعتاق .يبين هذا حديث من أمرنا الله بطاعته وقبول ما جاء به : <<ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة ؟قالوا: بلى . قال: إصلاح ذات البين . قال : وفساد ذات البين هي الحالقة >> رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وهو في صحيح الترمذي [ح 2037] .
نعم فالمؤمن مألفة ،لأنه غر كريم ، سهل قريب ، قال صلى الله عليه وسلم>> : المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم<< صحيح سنن أبي داود [4790]وقال حسن ، وصحيح سنن الترمذي [1964]وقال حسن ، وصحيح الترغيب والترهيب[2609]وتخريج المشكاة [5014]وقال هناك: صحيح لغيره .
فالمؤ من المحمود من طبعه الغرارة والتغافل ، وقلة الفطنة للشر بين إخوانه المؤمنين وترك البحث عنه ،من التحسس والتجسس واتباع العورات ، وليس ذلك منه جهلا ، ولكنّه كرم وحسن الخلق ، فهو يتغافل لسلامة صدره وحسن ظنه ، فترى الناس منه في راحة -وإن كان هو منهم في عناء- لايتعدى إليهم منه شر ،والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وقد قال النبي لأبي ذر لما قال له :فإن لم استطع ؟ قال:أن تمسك شرك عنهم : أو كما قال .فالمبادر لهذه الخصال العظيمة ،فهو الذي جمع الخير في نفسه ، وسعى به بين إخوانه المؤمنين ، ولا خير فيمن لايألف ولايؤلف ،لأنه ليس موضع للاجتماع والتألف الذي حث الله تعالى عليه ورغب فيه أيما ترغيب ،ألم يقل سبحانه :{{ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم }}فلا يمكن الصلح إلا بأن يكون موضع الألفة ،والغرارة ، والكرم ، وترك الشحناء والشح ، وإلا كان فاجرا لئيما ، من أخلاق المروؤة عديما .
فالمؤمن كذلك لأنه يتطلع يكتمل إيمانه في الدنيا ، وأن ينال بذلك محبة النبي والقرب منه يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم :<< أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا >> أخرجه الترمذي [2615]وقال عليه الصلاة والسلام << إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا >>أخرجه الترمذي [2019].
و صل اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..اللهم اجعلني وإخواني المؤمنين مألفة: يألف ويؤلف على الوجه الذييرضيك ياربنا.
وكتب : أبو بكر يوسف لعويسي
المصدر
اخوكم في لله أبو عبد المصور
"اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر, اللهم اجعلنا ممن تحيى بهم السنن وتموت بهم البدع
اخوكم في لله أبو عبد المصور
"اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر, اللهم اجعلنا ممن تحيى بهم السنن وتموت بهم البدع