بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا مقطع صوتي للشيخ محمد بن هادي المدخلي _حفظه الله_ أخذته من محاضرة له بعنوان {الحث على الإعتناء بالسنة والدعوة إليها}
التي كانت في اليوم الرابع من شهر رجب عام 1431هـ
وسميته :
الرد على المخالف نصيحة له وللمسلمين ورحمة به
السؤال
وهذا يسأل يقول: هناك أحد الدعاة يقول انتقادات الشيخ ربيع لايعمل بها لأنه شديد في انتقاداته ،فهل هذا يخرجه من السلفية؟
الجواب
نقول : إن كان قد قال هذا القول تقليداً فلا ، و أما إن كان يريد بهذا الطعن في الشيخ فالله عند كل قلب قائلاً ولسانه
ونحن نقول له أنت الآن قد حكمت فهلا أريتنا ما بنية عليه الحكم؟ أوقفنا على الشدة مما قاله مما زعمت أنه تشدد فيه حتى نريك ونرى معك فإن كان كلامك حقّاً اتبعناك وقلنا للشيخ يجب عليك أن ترجع ، وإن كان هذا الكلام قد أخذته عن غيرك فاعلم أن هذا لا ينفعك والذي نعرفه من الشيخ أنه من ألطف الناس ولكن في السنة لا يجامل أحداً وهذا الذي يريد اليوم كثير من الناس فيه المجاملة وهذا قد قال الله فيه لرسوله – صلى الله عليه وسلم - {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) [سورة القلم]}فإن المجاملة هي المداهنة: أن تدع الإنسان على ما عليه من الخطأ أما أن تنصح له فهذا لا يريده بعض الناس اليوم وإذا أخطأ وكان خطأه شائعاً ذائعاً منتشراً ولم يترجع عنه ما يريد أحد يرد عليه !! هذا لابد منه لابد من التصحيح لعباد الله المؤمنيين لأننا نحن جميعاً ننطلق من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - { الدين النصيحة فلما قيل له لمن يا رسول الله ؟ قال لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم[ أخرجه مسلم من حديث أبي رقية تميم الداري برقم205] } فالذي يخطئ الخطأ ينقل عنه الرد عليه نصيحة للمسلمين ورحمة بهم لأن الله جل وعلا يقول: { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25)[سورة النحل]} فحين ما يحمل هذا وزره و وزر من جاء بعده هذه مصيبة فحينما تصحح للناس فلا يتبعونه تقل التبعة ولهذا لما كُلِّم يوسف بن اسباط حينما حذّر من بعض من وقع في بعض البدع والأهواء قيل أما تخاف أن يكون خصمائك هؤلاء الذين قد ماتوا ولقوا الله تبارك وتعالى قال: ياهذا أنا أرحم بهؤلاء من ءابائهم أو قال من ءابائهم وأمهاتهم
لأنه إذا بين حذِر الناس الخطأ الذي أخطأ فيه هؤلاء وتجنبوه فحينئذٍ تخف التبعة عليهم فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامة المسلمين واجبة على كل أحد بحسبه بحسب ما يستطيع فبيان الحق لابد منه للخلق لاسيما فما شاع و داع وانتشر بين الناس فالمصلح العامة مقدمة على المصلحة الخاصة ينصح له بعد ذلك بعد أن يصحح للناس فإن قبل فذلك وإلا كان قد أُدي النصيحة للناس فلا يتبعوه على خطأه وانحرافه، أما إذا كان الخطأ مخصوص مختصر ومقتصر عليه أو على طائفة من الناس مخصوصة لا يعلمها أحد فهذا الواجب المناصحة له فيما بينك وبينه ، أما إذا شاع الخطأ وهذا الآن الخطأ الذي يوقع فيه ويقع فيه كثير من الناس يشيع الخطأ شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وأكثر من ذلك في المعمورة كلها مع هذه الأدوات والوسائل التي يسرت الإتصال كالشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية يخطأ فيه على رؤوس الملاء فيحمل عنه الخطأ ألوف بل مائة الألوف و ربما ملايين ويقال اسكتوا!! هذا غير صحيح ، النصحية هنا واجبة ومتحتمة على كل من علم هذا وكان يستطيع أن يبين وجه الحق ونحن نقول إذا كان بين الحق يُزْعِلْ بعض الخلق فإنه -ان شاء الله – يرضي خالق الخلق{ومن أرضى الله -سبحانه وتعالى بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس } وانظروا إلى قوله(وارضى عنه الناس ) فإن الناظر فيها يستدل منها أو يشم منها أنه قد لا يرضى عنه الناس أو بعض الناس ابتداء فالله سيرضى هؤلاء ولو بعد حين حينما يتبين لهم أنه قال حقّاً ويرجعون أنفسهم { رضي الله عنه وأرضى عنه الناس } ، { ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس } وتأمل في هذه الكلمة ، بعض الناس الآن يرى كلامك حق ويبقى يعميه عنه معرفته والتدبر فيه الهوى الذي قد جمح به وأغلق على عقله وقلبه ولبه لكنه بعد مرور مدة بعد هدوء جموح العاطفة به ربما يتأمل فيجد كلاماً الناقل صحيح فينقلب ساخطًا على الأوّل ويعود حامدًا للثاني الذي بين الحق فالواجب أن يراعى النصحية لوجه الله تبارك وتعالى لايقصد بها رضى فلان ولا رضى علان من الناس وإنما يقصد بها احقاق الحق وأرشاد الخلق وإبطال الباطل والرد عن من أخطأ هذه سنة هذه سنة متقررة يقول الإمام مالك -رضي الله عنه- { ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى الحجرة- رحمه الله تعالى-} فالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو الذي يأخذ منه قوله كله وأما من عاده من البشر فلابد منه أن يرد ويرد عليه لكن العاقل صاحب العقل هذا الذي يقبل الرد عليه فما أخطأ لاسيما فيما انتشر خطأه
انتقد الحافظ عبد الغني الأزدي الحاكم- رحمه الله- النيسبوري وهو في نسابور في بعض الأوهام التي وقعت له وكتب إليه بذلك كتاباً فأخذ الحاكم هذا الكتاب وجعل يقرأه على الناس ويدعو لعبد الغني ويقول أنه رجل عاقل ويثني عليه ، يقرأ كتاب فيه ردّ عليه يقرأه على الناس وما كان قد أخطأ فيه يقول أخطأت فيه- جزاه الله خيراً- كان رجلا عاقلا يعني عنده علم يبين لي من يصل بالله إلى هذه الدرجة؟!! الآن بعض الناس ما يريد أن تقول أخطأت بس ، ما يريد أن يسمع الحجة منك ، فهؤلاء نبلوا-رحمهم الله- بتجردهم للحق ونصحيتهم وحبهم إلى إصال الحق للخلق
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمع إلى القول فيتبع أحسنه وأن يثبتنا وإياكم على الحق حتى نقاله وإلا يجلعه ملتبساً علينا فنضل إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
قام بتفريغ المقطع الصوتي
أبو إسحاق أنس بن محمد بن عامر
بالقاهرة أجاره الله من الفتن
صبيحة يوم الخميس التاسع عشر من شهر رجب عام 1431هـ
لتحميل المقطع الصوتي اضغط هنا
للإستماع اضغط هنا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا مقطع صوتي للشيخ محمد بن هادي المدخلي _حفظه الله_ أخذته من محاضرة له بعنوان {الحث على الإعتناء بالسنة والدعوة إليها}
التي كانت في اليوم الرابع من شهر رجب عام 1431هـ
وسميته :
الرد على المخالف نصيحة له وللمسلمين ورحمة به
السؤال
وهذا يسأل يقول: هناك أحد الدعاة يقول انتقادات الشيخ ربيع لايعمل بها لأنه شديد في انتقاداته ،فهل هذا يخرجه من السلفية؟
الجواب
نقول : إن كان قد قال هذا القول تقليداً فلا ، و أما إن كان يريد بهذا الطعن في الشيخ فالله عند كل قلب قائلاً ولسانه
ونحن نقول له أنت الآن قد حكمت فهلا أريتنا ما بنية عليه الحكم؟ أوقفنا على الشدة مما قاله مما زعمت أنه تشدد فيه حتى نريك ونرى معك فإن كان كلامك حقّاً اتبعناك وقلنا للشيخ يجب عليك أن ترجع ، وإن كان هذا الكلام قد أخذته عن غيرك فاعلم أن هذا لا ينفعك والذي نعرفه من الشيخ أنه من ألطف الناس ولكن في السنة لا يجامل أحداً وهذا الذي يريد اليوم كثير من الناس فيه المجاملة وهذا قد قال الله فيه لرسوله – صلى الله عليه وسلم - {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) [سورة القلم]}فإن المجاملة هي المداهنة: أن تدع الإنسان على ما عليه من الخطأ أما أن تنصح له فهذا لا يريده بعض الناس اليوم وإذا أخطأ وكان خطأه شائعاً ذائعاً منتشراً ولم يترجع عنه ما يريد أحد يرد عليه !! هذا لابد منه لابد من التصحيح لعباد الله المؤمنيين لأننا نحن جميعاً ننطلق من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - { الدين النصيحة فلما قيل له لمن يا رسول الله ؟ قال لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم[ أخرجه مسلم من حديث أبي رقية تميم الداري برقم205] } فالذي يخطئ الخطأ ينقل عنه الرد عليه نصيحة للمسلمين ورحمة بهم لأن الله جل وعلا يقول: { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25)[سورة النحل]} فحين ما يحمل هذا وزره و وزر من جاء بعده هذه مصيبة فحينما تصحح للناس فلا يتبعونه تقل التبعة ولهذا لما كُلِّم يوسف بن اسباط حينما حذّر من بعض من وقع في بعض البدع والأهواء قيل أما تخاف أن يكون خصمائك هؤلاء الذين قد ماتوا ولقوا الله تبارك وتعالى قال: ياهذا أنا أرحم بهؤلاء من ءابائهم أو قال من ءابائهم وأمهاتهم
لأنه إذا بين حذِر الناس الخطأ الذي أخطأ فيه هؤلاء وتجنبوه فحينئذٍ تخف التبعة عليهم فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامة المسلمين واجبة على كل أحد بحسبه بحسب ما يستطيع فبيان الحق لابد منه للخلق لاسيما فما شاع و داع وانتشر بين الناس فالمصلح العامة مقدمة على المصلحة الخاصة ينصح له بعد ذلك بعد أن يصحح للناس فإن قبل فذلك وإلا كان قد أُدي النصيحة للناس فلا يتبعوه على خطأه وانحرافه، أما إذا كان الخطأ مخصوص مختصر ومقتصر عليه أو على طائفة من الناس مخصوصة لا يعلمها أحد فهذا الواجب المناصحة له فيما بينك وبينه ، أما إذا شاع الخطأ وهذا الآن الخطأ الذي يوقع فيه ويقع فيه كثير من الناس يشيع الخطأ شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وأكثر من ذلك في المعمورة كلها مع هذه الأدوات والوسائل التي يسرت الإتصال كالشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية يخطأ فيه على رؤوس الملاء فيحمل عنه الخطأ ألوف بل مائة الألوف و ربما ملايين ويقال اسكتوا!! هذا غير صحيح ، النصحية هنا واجبة ومتحتمة على كل من علم هذا وكان يستطيع أن يبين وجه الحق ونحن نقول إذا كان بين الحق يُزْعِلْ بعض الخلق فإنه -ان شاء الله – يرضي خالق الخلق{ومن أرضى الله -سبحانه وتعالى بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس } وانظروا إلى قوله(وارضى عنه الناس ) فإن الناظر فيها يستدل منها أو يشم منها أنه قد لا يرضى عنه الناس أو بعض الناس ابتداء فالله سيرضى هؤلاء ولو بعد حين حينما يتبين لهم أنه قال حقّاً ويرجعون أنفسهم { رضي الله عنه وأرضى عنه الناس } ، { ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس } وتأمل في هذه الكلمة ، بعض الناس الآن يرى كلامك حق ويبقى يعميه عنه معرفته والتدبر فيه الهوى الذي قد جمح به وأغلق على عقله وقلبه ولبه لكنه بعد مرور مدة بعد هدوء جموح العاطفة به ربما يتأمل فيجد كلاماً الناقل صحيح فينقلب ساخطًا على الأوّل ويعود حامدًا للثاني الذي بين الحق فالواجب أن يراعى النصحية لوجه الله تبارك وتعالى لايقصد بها رضى فلان ولا رضى علان من الناس وإنما يقصد بها احقاق الحق وأرشاد الخلق وإبطال الباطل والرد عن من أخطأ هذه سنة هذه سنة متقررة يقول الإمام مالك -رضي الله عنه- { ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى الحجرة- رحمه الله تعالى-} فالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو الذي يأخذ منه قوله كله وأما من عاده من البشر فلابد منه أن يرد ويرد عليه لكن العاقل صاحب العقل هذا الذي يقبل الرد عليه فما أخطأ لاسيما فيما انتشر خطأه
انتقد الحافظ عبد الغني الأزدي الحاكم- رحمه الله- النيسبوري وهو في نسابور في بعض الأوهام التي وقعت له وكتب إليه بذلك كتاباً فأخذ الحاكم هذا الكتاب وجعل يقرأه على الناس ويدعو لعبد الغني ويقول أنه رجل عاقل ويثني عليه ، يقرأ كتاب فيه ردّ عليه يقرأه على الناس وما كان قد أخطأ فيه يقول أخطأت فيه- جزاه الله خيراً- كان رجلا عاقلا يعني عنده علم يبين لي من يصل بالله إلى هذه الدرجة؟!! الآن بعض الناس ما يريد أن تقول أخطأت بس ، ما يريد أن يسمع الحجة منك ، فهؤلاء نبلوا-رحمهم الله- بتجردهم للحق ونصحيتهم وحبهم إلى إصال الحق للخلق
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمع إلى القول فيتبع أحسنه وأن يثبتنا وإياكم على الحق حتى نقاله وإلا يجلعه ملتبساً علينا فنضل إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
قام بتفريغ المقطع الصوتي
أبو إسحاق أنس بن محمد بن عامر
بالقاهرة أجاره الله من الفتن
صبيحة يوم الخميس التاسع عشر من شهر رجب عام 1431هـ
لتحميل المقطع الصوتي اضغط هنا
للإستماع اضغط هنا
منقول
تعليق