روى ابن عساكر رحمه الله في تاريخ دمشق
6377 محمد بن سعدون بن مرجى بن سعدون بن مرجى أبو عامر القرشي العبدري الميورقي ( 1 ) الأندلسي الحافظ ( 2 ) كان فقيها على مذهب داود بن علي الظاهري وكان أحفظ شيخ لقيته ذكر لي انه دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء وغيره ولم يسمع منهم وسمع من أبي الحسن بن طاهر النحوي بدمشق ثم سكن بغداد وسمع بها النقيب أبا الفوارس الزينبي وأبا الفضل بن خيرون وابن خاله أبا طاهر وأبا القاسم يحيى بن أحمد السيبي ( 3 ) وأبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب وأبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي وأبا عبد الله الحسين بن علي بن السيبي وأبا علي الحسن بن أحمد بن علي بن سلمان الدقاق وأبا منصور عبد المحسن بن محمد وأبا الحسين بن الطيوري وجعفر بن أحمد السراج وغيرهم كتبت عنه حدثنا أبو عامر العبدري أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد البانياسي ببغداد أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاء حدثنا عبيد بن أسباط حدثنا أبي حدثنا عبد الملك بن عمير عن وراد عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يقول في دبر الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
سمعت أبا عامر يقول ذات يوم وقد جرى ذكر مالك بن أنس رحمه الله جلف جاف عليه هشام بن عمار فضربه بالدرة وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوما وقدم بعض أقوال أبي عبيدة ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه وحكى لي عنه أنه قال في إبراهيم النخعي أعور سوء فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم بن السمرقندي في قراءة الكامل لابن عدي فحكى لابن عدي حكاية عن السعدي فقال يكذب ابن عدي إنما هذا قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقلت له السعدي هو الجوزجاني ثم قلت إلى كم نحتمل منك سوء الأدب تقول في إبراهيم النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا فغضب وأخذته الرعدة وقال كان البرداني وابن الخاضبة وغيرهما يخافوني وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا فقال له ابن السمرقندي هذا بذاك وقلت له إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما فقلت له على وجه الاستهزاء فعلمك إذا إلهام فقال أي والله إلهام وتفرقنا وهاجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال
قلت خالد : فتأمل ما في هذه الحكاية من المنهج النقي السلفي لما رآه تجرأ على أهل العلم مع كونه شهد له بالحفظ بل هو يقول أحفظ شيخ لقيته ومع ذلك لما تنقص العلماء أسقط احترامه وهجره ولم يقل نستفيد من علمه في فنه وغض الطرف عن عيبه فهكذا فليكن اتباع السلف واحترام العلماء وإنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك وإن كنت من حفاظ الحديث.
6377 محمد بن سعدون بن مرجى بن سعدون بن مرجى أبو عامر القرشي العبدري الميورقي ( 1 ) الأندلسي الحافظ ( 2 ) كان فقيها على مذهب داود بن علي الظاهري وكان أحفظ شيخ لقيته ذكر لي انه دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء وغيره ولم يسمع منهم وسمع من أبي الحسن بن طاهر النحوي بدمشق ثم سكن بغداد وسمع بها النقيب أبا الفوارس الزينبي وأبا الفضل بن خيرون وابن خاله أبا طاهر وأبا القاسم يحيى بن أحمد السيبي ( 3 ) وأبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب وأبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي وأبا عبد الله الحسين بن علي بن السيبي وأبا علي الحسن بن أحمد بن علي بن سلمان الدقاق وأبا منصور عبد المحسن بن محمد وأبا الحسين بن الطيوري وجعفر بن أحمد السراج وغيرهم كتبت عنه حدثنا أبو عامر العبدري أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد البانياسي ببغداد أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاء حدثنا عبيد بن أسباط حدثنا أبي حدثنا عبد الملك بن عمير عن وراد عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يقول في دبر الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
سمعت أبا عامر يقول ذات يوم وقد جرى ذكر مالك بن أنس رحمه الله جلف جاف عليه هشام بن عمار فضربه بالدرة وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوما وقدم بعض أقوال أبي عبيدة ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه وحكى لي عنه أنه قال في إبراهيم النخعي أعور سوء فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم بن السمرقندي في قراءة الكامل لابن عدي فحكى لابن عدي حكاية عن السعدي فقال يكذب ابن عدي إنما هذا قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقلت له السعدي هو الجوزجاني ثم قلت إلى كم نحتمل منك سوء الأدب تقول في إبراهيم النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا فغضب وأخذته الرعدة وقال كان البرداني وابن الخاضبة وغيرهما يخافوني وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا فقال له ابن السمرقندي هذا بذاك وقلت له إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما فقلت له على وجه الاستهزاء فعلمك إذا إلهام فقال أي والله إلهام وتفرقنا وهاجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال
قلت خالد : فتأمل ما في هذه الحكاية من المنهج النقي السلفي لما رآه تجرأ على أهل العلم مع كونه شهد له بالحفظ بل هو يقول أحفظ شيخ لقيته ومع ذلك لما تنقص العلماء أسقط احترامه وهجره ولم يقل نستفيد من علمه في فنه وغض الطرف عن عيبه فهكذا فليكن اتباع السلف واحترام العلماء وإنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك وإن كنت من حفاظ الحديث.
منقول من الموقع الرسمي للشيخ خالد بن عبد الرحمن بن زكي المصري .. حفظه الله
تعليق