الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه ثلاثة مناقب للإمام أحمد - رحمه الله - ربما لا يعرفها الكثير منا .
المنقبة الأولى : سؤاله لمن هو أصغر منه
جاء في ترجمة عمرو بن حمران البصري في الجرح والتعديل قول ابن أبي حاتم :" عمرو بن حمران البصري سكن الري روى عن سعيد بن أبى عروبة وهشام بن حسان والجريري وعوف وابن عون وإسحاق بن سويد وحماد بن سلمة روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي وعيسى بن أبى فاطمة ويوسف بن موسى القطان ومحمد بن عمرو زنيج ومحمد بن عيسى الدمغانى وعبد الله بن مهران الرازي سمعت أبى يقول بعض ذلك وبعضه من قبلى سألت أبى عنه فقال سألت احمد بن حنبل عنه فقال هذا بصرى وقع اليكم أنتم اعلم به كيف هو وكيف حديثه قلت صالح الحديث"
قلت : تأمل ما لونته بالأحمر ....
وكيف أن أبا حاتم الرازي جاء للإمام أحمد سائلاً مستفتياً فقلب الإمام أحمد الأمر عليه وسأله عن الراوي معترفاً لتميذه بأنه أقل علماً منه بهذا الراوي
فتأمل - بالله عليك - وأطل التأمل ناظراً إلى تواضع هذا الإمام وعظيم علمه وورعه
فقارنه بالمتسرعين - اليوم - في جرح ( المعدلين ) وتعديل ( المجروحين ) بتسرعٍ متجاوزٍ للحد
فربما كان (سبب الجرح ) هو ( الخلافات المالية )
وربما أصبح من ينكر الأحاديث الصحيحة ( إماماً سلفياً )
وأصبح الماسوني ( إماماً مجدداً )
وأصبح المكفر للمصرين على المعاصي ( محدثاً أثرياً )
وأصبح الموالي لأهل البدع المعادي لأهل السنة ( سلفياً بملء الفم )!
كل هذا دون رجوعٍ لأهل العلم العارفين بأحوال هؤلاء، ولا خضوع للحجة العلمية ( المقنعة ) الدامغة
بل لا تجد سوى الدعاوى الباطلة ، والدفع بالصدر
فأين قواعد هذا العلم المصانة ؟!!
بل أين العلم وأين الديانة ؟!!
المنقبة الثانية : قوله لا أدري
جاء في مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ص 26 :" قلت لأحمد بن حنبل : المرأة تكون في القرية والماء عنده مجتمع الفساق فتخاف أن تخرج أتتيمم ؟ قال : لا أدري "
قلت : يعرف قيمة هذه المنقبة من يعرف حقيقة المكانة العلمية التي وصل إليها الإمام أحمد في عصره فقد كان إماماً يقتدى به وعالماً يرحل إليه الطلاب من المشرق والمغرب ليستضيئوا بنور علمه الأثري ومع ذلك لم يستنكف من قوله ( لا أدري )
وفي هذا عبرة لأصحاب الفتاوى الجاهزة الذين يحكون عن الله عز وجل ما يزعمون أنه مراده دون تأني ولا روية
وجماعةٌ منهم يفتون في النوازل ومسائل الجهاد والإنتخابات والدماء ويصدرون البيانات مفتئتين على العلماء الكبار غير دالين عليهم ولا معتبرين لهم
وإني لا أعجب أن يحصل هذا ممن يتهم العلماء بعدم فقه الواقع
غير أن يصدر هذا من بعض من ينتسب للأثر فترى البيانات الجماعية في النوازل وكأن البسيطة أصبحت قفراً من العلماء
واعجب أكثر من بعض من أفتى لبعض الشباب الفارين بدينهم من ديارهم أنه يجوز لهم أن يحلقوا لحاهم ويطيلوا ثيابهم ليزوروا أهلهم !!
سبحان الله !
يحلق لحيته ويترك الجماعة من أجل ما ليس بضرورة
عش رجباً ترى عجباً
ويزداد العجب إذا علمت أن هذا المفتي أصبح بعلم الأصول ( مشهوراً ) ،وفي ديوان المحدثين مزبوراً ، فإن كان غيره معذوراً ، فكيف يكون - والحال هذه - معذوراً
إيييه
يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى (حسناً ) ما ليس بالحسن
المنقبة الثالثة : عدم افتخاره بالعلم
قال أبو نعيم في الحلية (9/181) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال سمعت عباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول :" ما رأيت مثل أحمد بن حنبل صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير "
قلت : التعليق على هذا الأثر يطول ، وأخشى ألا أوفيه حقه ، غير أنني لا أخلي المقام من إشارةٍ يفهمها اللبيب
قد رأينا اليوم من يصنف كتاباً في ترجمة شيخه الذي لم يبلغ الأربعين !!
والشيخ ينشر هذه الترجمة في موقعه ( تشجيعاً) لتميذه البار
وما فيها من إطراء فهو من اجتهاد التلميذ !! ، ولا ذنب للشيخ فيه !!
يا ليت شعري
أين هذا من هدي السلف ؟!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من شبكة البينة السلفيه عن طريق أخانا عبدالله الخليفي جزاه الله خيرا
أما بعد :
فهذه ثلاثة مناقب للإمام أحمد - رحمه الله - ربما لا يعرفها الكثير منا .
المنقبة الأولى : سؤاله لمن هو أصغر منه
جاء في ترجمة عمرو بن حمران البصري في الجرح والتعديل قول ابن أبي حاتم :" عمرو بن حمران البصري سكن الري روى عن سعيد بن أبى عروبة وهشام بن حسان والجريري وعوف وابن عون وإسحاق بن سويد وحماد بن سلمة روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي وعيسى بن أبى فاطمة ويوسف بن موسى القطان ومحمد بن عمرو زنيج ومحمد بن عيسى الدمغانى وعبد الله بن مهران الرازي سمعت أبى يقول بعض ذلك وبعضه من قبلى سألت أبى عنه فقال سألت احمد بن حنبل عنه فقال هذا بصرى وقع اليكم أنتم اعلم به كيف هو وكيف حديثه قلت صالح الحديث"
قلت : تأمل ما لونته بالأحمر ....
وكيف أن أبا حاتم الرازي جاء للإمام أحمد سائلاً مستفتياً فقلب الإمام أحمد الأمر عليه وسأله عن الراوي معترفاً لتميذه بأنه أقل علماً منه بهذا الراوي
فتأمل - بالله عليك - وأطل التأمل ناظراً إلى تواضع هذا الإمام وعظيم علمه وورعه
فقارنه بالمتسرعين - اليوم - في جرح ( المعدلين ) وتعديل ( المجروحين ) بتسرعٍ متجاوزٍ للحد
فربما كان (سبب الجرح ) هو ( الخلافات المالية )
وربما أصبح من ينكر الأحاديث الصحيحة ( إماماً سلفياً )
وأصبح الماسوني ( إماماً مجدداً )
وأصبح المكفر للمصرين على المعاصي ( محدثاً أثرياً )
وأصبح الموالي لأهل البدع المعادي لأهل السنة ( سلفياً بملء الفم )!
كل هذا دون رجوعٍ لأهل العلم العارفين بأحوال هؤلاء، ولا خضوع للحجة العلمية ( المقنعة ) الدامغة
بل لا تجد سوى الدعاوى الباطلة ، والدفع بالصدر
فأين قواعد هذا العلم المصانة ؟!!
بل أين العلم وأين الديانة ؟!!
المنقبة الثانية : قوله لا أدري
جاء في مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ص 26 :" قلت لأحمد بن حنبل : المرأة تكون في القرية والماء عنده مجتمع الفساق فتخاف أن تخرج أتتيمم ؟ قال : لا أدري "
قلت : يعرف قيمة هذه المنقبة من يعرف حقيقة المكانة العلمية التي وصل إليها الإمام أحمد في عصره فقد كان إماماً يقتدى به وعالماً يرحل إليه الطلاب من المشرق والمغرب ليستضيئوا بنور علمه الأثري ومع ذلك لم يستنكف من قوله ( لا أدري )
وفي هذا عبرة لأصحاب الفتاوى الجاهزة الذين يحكون عن الله عز وجل ما يزعمون أنه مراده دون تأني ولا روية
وجماعةٌ منهم يفتون في النوازل ومسائل الجهاد والإنتخابات والدماء ويصدرون البيانات مفتئتين على العلماء الكبار غير دالين عليهم ولا معتبرين لهم
وإني لا أعجب أن يحصل هذا ممن يتهم العلماء بعدم فقه الواقع
غير أن يصدر هذا من بعض من ينتسب للأثر فترى البيانات الجماعية في النوازل وكأن البسيطة أصبحت قفراً من العلماء
واعجب أكثر من بعض من أفتى لبعض الشباب الفارين بدينهم من ديارهم أنه يجوز لهم أن يحلقوا لحاهم ويطيلوا ثيابهم ليزوروا أهلهم !!
سبحان الله !
يحلق لحيته ويترك الجماعة من أجل ما ليس بضرورة
عش رجباً ترى عجباً
ويزداد العجب إذا علمت أن هذا المفتي أصبح بعلم الأصول ( مشهوراً ) ،وفي ديوان المحدثين مزبوراً ، فإن كان غيره معذوراً ، فكيف يكون - والحال هذه - معذوراً
إيييه
يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى (حسناً ) ما ليس بالحسن
المنقبة الثالثة : عدم افتخاره بالعلم
قال أبو نعيم في الحلية (9/181) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال سمعت عباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول :" ما رأيت مثل أحمد بن حنبل صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير "
قلت : التعليق على هذا الأثر يطول ، وأخشى ألا أوفيه حقه ، غير أنني لا أخلي المقام من إشارةٍ يفهمها اللبيب
قد رأينا اليوم من يصنف كتاباً في ترجمة شيخه الذي لم يبلغ الأربعين !!
والشيخ ينشر هذه الترجمة في موقعه ( تشجيعاً) لتميذه البار
وما فيها من إطراء فهو من اجتهاد التلميذ !! ، ولا ذنب للشيخ فيه !!
يا ليت شعري
أين هذا من هدي السلف ؟!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من شبكة البينة السلفيه عن طريق أخانا عبدالله الخليفي جزاه الله خيرا