من العلوم التي اهتم بها العلماء الجزائريين منذ القديم، علم الحديث ومصطلحه، فقد اعتنوا به تدريسا وتأليفا ورواية وإجازة وكان العمل عندهم بالكتب الستة يدرسونها ويحفظونها ويسندونها، ولكن اهتمامهم الأكبر كانت بالموطأ والصحيحين، ونحاول في هذه السطور تسليط الضوء على اهتمام علماء الجزائر بصحيحي الإمامين البخاري ومسلم –رحمهما الله-.
يعتبر الإمام أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني المتوفى سنة 402 هـ صاحب السبق في ميدان شروح كتب الحديث النبوي، حيث ألف كتابه الجليل الذي حاز به الفضل على غيره من المتقدمين والمتأخرين عنه من علماء الإسلام ذلك هو كتابه "النصيحة" الذي شرح به صحيح الإمام البخاري، فكان بهذا أول شرح وضع على هذا الكتاب الجامع على الإطلاق حيث أن كل الشروح على البخاري المعروفة وغير المعروفة جاءت بعد هذا الشرح الأول من نوعه.
والإمام أبو جعفر أحمد الداودي عدّه ابن فرحون من علماء الطبقة السابعة في الديباج 1 كما ترجم له القاضي عياض في ترتيب المدارك 2. له عدة مؤلفات أخرى منها:
- النامي في شرح الموطأ .
- الواعي في الفقه.
- الرد على القدرية ... وغير ذلك.
ثم جاء بعده تلميذه العلامة الفقيه المحدث أبو عبد الله مروان الأسدي البوني المتوفى سنة 440 هـ الذي ألف كتابا في شرح البخاري، ذكره الإمام ابن حجر في معجمه عند ذكره لرجال أسانيده إلى البخاري.
وفي موضوع ضبط الألفاظ وبيان المعنى نجد الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المتوفى بفاس سنة 560 هـ ألف كتابه الكبير: مطلع الأنوار على صحاح الآثار 3 وخصه بالموطأ والصحيحين.
وفي نفس الإطار الزمني دائما نجد المحدث الفقيه أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمان الأزدي الاشبيلي الذي رحل إلى بجاية وتخيرها وطنا إلى غاية وفاته سنة 581 هـ له تآليف جليلة القدر منها:
- الجمع بين الصحيحين: جمعه في مجلدين وقد التزم فيه بألفاظ الأصليين 4.
- الجمع بين الكتب الستة: وهي موسوعة ضخمة جمع فيها بين الموطأ والبخاري ومسلم وأبو داود والترميذي والنسائي
- مختصر صحيح البخاري وهو مرتب على المسانيد 5
- المنهاج في رجال مسلم بن الحجاج:
وممن اهتموا بصحيح مسلم الإمام ابن يحيى السكلاني الحميري الزواوي المتوفى سنة 743 هـ والذي ألف كتاب: شرح صحيح مسلم في 12 مجلدا ضخما، وكذلك الإمام الحافظ محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب أبو عبد الله السنوسي المتوفى سنة 895 هـ صاحب التصانيف المشهورة 6 منها:
- شرح صحيح مسلم المسمى: مكمل إكمال الإكمال وهو تكملة واستدراك لشروح المازري و القاضي عياض ثم الآبي.
- مختصر الآبي على صحيح مسلم .
- شرح صحيح البخاري ولم يكمله وصل فيه إلى باب من استبرأ لدينه.
- شرح مشكلات البخاري.
وقبله نجد الإمامين الجليلين ابن مرزوق الجد والحفيد. أما الأول فهو الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر محمد بن مرزوق التلمساني الشهير بالخطيب المتوفى بتلمسان سنة 781 هـ ألف عدة كتب منها: شرح صحيح البخاري.
أما الثاني فهو الإمام المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد ، أخذ العلم عن كبار علماء زمانه أمثال: والده وعمه ابني الخطيب التلمساني ، وبتونس عن الإمام ابن عرفة وفي القاهرة عن العلامة ابن خلدون والفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط والسراج البلقيني والحافظ العراقي وابن الملقن .وفي الحجاز التقى بشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني فأخذ كل منهما عن الآخر.
من تأليفه: شرح البخاري المسمى:"المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح والوجه الصبيح والخلق السميح في شرح الجامع الصحيح"
قال الشيخ عبد الرحمان الجيلالي في تاريخ الجزائر العام (2/245): فمن ذلك ما وقفت عليه بنفسي جزءان من شرح البخاري كلاهما كان موجودا بمكتبة الجامع الجديد بالجزائر وهما بخط المؤلف ثم فقد الجزء الأول منهما وبقي الثاني، وبعد مدة وقفت على نسخة من الجزء الأول بنفس المكان وهي بخط مغاير لخط الجزء الثاني وأجمعنا على أنها بخط الثعالبي؟ ولا يزال الجزءان بخزانة الجامع الجديد تحت عدد 143، 440، وهو لعمري من أوسع الشروح وأغررها مادة وأجزلها مباحث وربما هو كما قال مؤلفه: "أغنى عن الشروح الكاملة". أهـ.
وممن اهتم برجال الصحيحين العلامة أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي المتوفى سنة 868هـ وهو فقيه مالكي محدث من أهل تلمسان له من الآثار:
• الزند الواري في ضبط رجال البخاري.
• فتح المبهم في ضبط رجال مسلم 7.
مع الوجود العثماني بالجزائر قل التأليف في علم الحديث عموما وفي شروح الكتب خصوصا وذلك راجع لوجود وفرة في الشروح العظيمة لهذه الكتب فتولى العلماء مهمة تدريس الحديث رواية وشرحا.
وممن قاموا بالتدريس في هذه الفترة الشيخ عبد الرزاق حمادوش الذي تولى سرد صحيح البخاري في الجامع الكبير بالعاصمة 8. وأيضا الشيخ أبو حسن علي الونيسي المالكي والذي ختم شرح البخاري ومسلم عدة مرات. وترك من المؤلفات الحديثة شرح صحيح البخاري في 12 جزءا.
وكان الإمام أحمد المقري-رحمه الله- مشهورا برواية الحديث الذي أخذه عن علماء المغرب والمشرق. وقد تصدر لتدريس صحيح البخاري في الجامع الأزهر حتى بهر الحاضرين كما وفد على المدينة المنورة سبع مرات وأملى الحديث النبوي هناك. وأملى أيضا صحيح البخاري بالجامع الأموي بدمشق أثناء درس كان يلقيه بعد صلاة الصبح.
ولما كثر الناس حوله خرج إلى صحن الجامع، وحضر درسه غالب أعيان دمشق وجميع الطلبة، ويصف المحبي يوم ختم البخاري قائلا :"وكان يوم ختم البخاري حافلا جدا اجتمع فيه الألوف من الناس وعلت الأصوات بالبكاء فنقلت حلقة الدرس إلى وسط الصحن ..... وأتي إليه بكرسي الوعظ فصعد عليه وتكلم بكلام في العقائد والحديث لم يسمع نظيره أبدا. وتكلم على ترجمة البخاري ... وكانت الجلسة من طلوع الشمس إلى قرب الظهر ..... ولم يتفق لغيره من العلماء الواردين إلى دمشق ما اتفق له من الحضوة وإقبال الناس".9 أهـ.
وممن قام بالتأليف في هذه الفترة: المحدث أحمد بن قاسم بن محمد بن ساسي البوني المتوفى سنة 1129 هـ والذي ألف كتبا كثيرة منها:
• مختصر مقدمة فتح الباري على صحيح البخاري.
• فتح الباري بشرح غريب البخاري.
• التحقيق في أصل التعليق (معلقات البخاري)
• الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه (أي الكائن في البخاري).
وترك ولده محمد بن أحمد البوني نظميين:
- الأول: نظم كتب صحيح البخاري.
- الثاني: نظم كتب صحيح مسلم.
كما قام الشيخ ابن أبي جمرة باختصار صحيح البخاري في مجلد، وكان مختصره مشهورا متداولا بين الجزائريين. وقد شعر عبد الرحمان بن عبد القادر المجاجي أن هذا المختصر في حاجة إلى شرح يضبط ألفاظه ويقرب معانيه فقام بعمل ضخم بها الصدد وسمى شرحه (فتح الباري في ضبط ألفاظ الأحاديث التي اختصرها ابن أبي جمرة من صحيح البخاري) 10.
كما نظم الشيخ محمد بن علي المعروف بأقوجيلي الجزائري منظومة سماها (عقد الجمان اللامع المنتقى من قعر بحر الجامع) 11 وهي منظومة في مخرجي أحاديث الجامع الصحيح للبخاري وعدد الأحاديث التي لكل منهم ومن هو المكثر ومن هو المقل. وتوجد نسخة منه بدار الكتب المصرية.
أما في عصرنا الحالي فنجد الأستاذ العلامة محمد بن أبي شنب ألف بحث لطيفا قدمه إلى مؤتمر المستشرقين الرابع عشر المنعقد بالجزائر سنة 1905م سماه:"وصول صحيح البخاري إلى أهل الجزائر". كما قامت وزارة الشؤون الدينية في عهد الشيخ عبد الرحمان شيبان بإحياء سنة قراءة صحيح البخاري بالجامع الكبير بالعاصمة، وممن قاموا بشرح بعض أحاديث البخاري الشيخ العلامة محمد شارف –حفظه الله- كما قام الشيخ محمد باي بلعالم بشرح صحيح مسلم.
وفي خلاصة البحث نقول: إن علماء الجزائر برغم أنهم مغاربة مالكيون إلا أن اهتمامهم بصحيح البخاري قد فاق صحيح مسلم بكثير ونحن نعلم من علم مصطلح الحديث أن علماء المغاربة يفضلون صحيح مسلم على صحيح البخاري.12
الهوامش: 1- الديباج المذهب – ابن فرحون ج 2 / 114
2- ترتيب المدارك – القاضي عياض ج2/51
3- تاريخ الجزائر العام –الجيلالي ج2/78
4- توجد نسخة منه بالقاهرة تحت رقم أول 1/325
5- توجد نسخة منه بمكتبة بطارسبورغ تحت رقم 1/12
6- تاريخ الجزائر العام – الجيلالي ج3/206
7- معجم أعلام الجزائر –عادل نويهض ص 331
8- تاريخ الجزائر الثقافي –سعد الله ج2/26
9- خلاصة الأثر –المحبي ج1/305
10- تاريخ الجزائر الثقافي –سعد الله ج2/30. وتوجد نسخة منه بالخزانة العامة بالرباط برقم ك 1775
11- تاريخ الجزائر الثقافي –سعد الله ج2/32. وتوجد نسخة منه بدار الكتب المصرية مجموع رقم 52
12- أنظر: تدريب الراوي للسيوطي ص 69 و الباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر ص 23
منقول
يعتبر الإمام أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني المتوفى سنة 402 هـ صاحب السبق في ميدان شروح كتب الحديث النبوي، حيث ألف كتابه الجليل الذي حاز به الفضل على غيره من المتقدمين والمتأخرين عنه من علماء الإسلام ذلك هو كتابه "النصيحة" الذي شرح به صحيح الإمام البخاري، فكان بهذا أول شرح وضع على هذا الكتاب الجامع على الإطلاق حيث أن كل الشروح على البخاري المعروفة وغير المعروفة جاءت بعد هذا الشرح الأول من نوعه.
والإمام أبو جعفر أحمد الداودي عدّه ابن فرحون من علماء الطبقة السابعة في الديباج 1 كما ترجم له القاضي عياض في ترتيب المدارك 2. له عدة مؤلفات أخرى منها:
- النامي في شرح الموطأ .
- الواعي في الفقه.
- الرد على القدرية ... وغير ذلك.
ثم جاء بعده تلميذه العلامة الفقيه المحدث أبو عبد الله مروان الأسدي البوني المتوفى سنة 440 هـ الذي ألف كتابا في شرح البخاري، ذكره الإمام ابن حجر في معجمه عند ذكره لرجال أسانيده إلى البخاري.
وفي موضوع ضبط الألفاظ وبيان المعنى نجد الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المتوفى بفاس سنة 560 هـ ألف كتابه الكبير: مطلع الأنوار على صحاح الآثار 3 وخصه بالموطأ والصحيحين.
وفي نفس الإطار الزمني دائما نجد المحدث الفقيه أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمان الأزدي الاشبيلي الذي رحل إلى بجاية وتخيرها وطنا إلى غاية وفاته سنة 581 هـ له تآليف جليلة القدر منها:
- الجمع بين الصحيحين: جمعه في مجلدين وقد التزم فيه بألفاظ الأصليين 4.
- الجمع بين الكتب الستة: وهي موسوعة ضخمة جمع فيها بين الموطأ والبخاري ومسلم وأبو داود والترميذي والنسائي
- مختصر صحيح البخاري وهو مرتب على المسانيد 5
- المنهاج في رجال مسلم بن الحجاج:
وممن اهتموا بصحيح مسلم الإمام ابن يحيى السكلاني الحميري الزواوي المتوفى سنة 743 هـ والذي ألف كتاب: شرح صحيح مسلم في 12 مجلدا ضخما، وكذلك الإمام الحافظ محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب أبو عبد الله السنوسي المتوفى سنة 895 هـ صاحب التصانيف المشهورة 6 منها:
- شرح صحيح مسلم المسمى: مكمل إكمال الإكمال وهو تكملة واستدراك لشروح المازري و القاضي عياض ثم الآبي.
- مختصر الآبي على صحيح مسلم .
- شرح صحيح البخاري ولم يكمله وصل فيه إلى باب من استبرأ لدينه.
- شرح مشكلات البخاري.
وقبله نجد الإمامين الجليلين ابن مرزوق الجد والحفيد. أما الأول فهو الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر محمد بن مرزوق التلمساني الشهير بالخطيب المتوفى بتلمسان سنة 781 هـ ألف عدة كتب منها: شرح صحيح البخاري.
أما الثاني فهو الإمام المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد ، أخذ العلم عن كبار علماء زمانه أمثال: والده وعمه ابني الخطيب التلمساني ، وبتونس عن الإمام ابن عرفة وفي القاهرة عن العلامة ابن خلدون والفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط والسراج البلقيني والحافظ العراقي وابن الملقن .وفي الحجاز التقى بشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني فأخذ كل منهما عن الآخر.
من تأليفه: شرح البخاري المسمى:"المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح والوجه الصبيح والخلق السميح في شرح الجامع الصحيح"
قال الشيخ عبد الرحمان الجيلالي في تاريخ الجزائر العام (2/245): فمن ذلك ما وقفت عليه بنفسي جزءان من شرح البخاري كلاهما كان موجودا بمكتبة الجامع الجديد بالجزائر وهما بخط المؤلف ثم فقد الجزء الأول منهما وبقي الثاني، وبعد مدة وقفت على نسخة من الجزء الأول بنفس المكان وهي بخط مغاير لخط الجزء الثاني وأجمعنا على أنها بخط الثعالبي؟ ولا يزال الجزءان بخزانة الجامع الجديد تحت عدد 143، 440، وهو لعمري من أوسع الشروح وأغررها مادة وأجزلها مباحث وربما هو كما قال مؤلفه: "أغنى عن الشروح الكاملة". أهـ.
وممن اهتم برجال الصحيحين العلامة أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي المتوفى سنة 868هـ وهو فقيه مالكي محدث من أهل تلمسان له من الآثار:
• الزند الواري في ضبط رجال البخاري.
• فتح المبهم في ضبط رجال مسلم 7.
مع الوجود العثماني بالجزائر قل التأليف في علم الحديث عموما وفي شروح الكتب خصوصا وذلك راجع لوجود وفرة في الشروح العظيمة لهذه الكتب فتولى العلماء مهمة تدريس الحديث رواية وشرحا.
وممن قاموا بالتدريس في هذه الفترة الشيخ عبد الرزاق حمادوش الذي تولى سرد صحيح البخاري في الجامع الكبير بالعاصمة 8. وأيضا الشيخ أبو حسن علي الونيسي المالكي والذي ختم شرح البخاري ومسلم عدة مرات. وترك من المؤلفات الحديثة شرح صحيح البخاري في 12 جزءا.
وكان الإمام أحمد المقري-رحمه الله- مشهورا برواية الحديث الذي أخذه عن علماء المغرب والمشرق. وقد تصدر لتدريس صحيح البخاري في الجامع الأزهر حتى بهر الحاضرين كما وفد على المدينة المنورة سبع مرات وأملى الحديث النبوي هناك. وأملى أيضا صحيح البخاري بالجامع الأموي بدمشق أثناء درس كان يلقيه بعد صلاة الصبح.
ولما كثر الناس حوله خرج إلى صحن الجامع، وحضر درسه غالب أعيان دمشق وجميع الطلبة، ويصف المحبي يوم ختم البخاري قائلا :"وكان يوم ختم البخاري حافلا جدا اجتمع فيه الألوف من الناس وعلت الأصوات بالبكاء فنقلت حلقة الدرس إلى وسط الصحن ..... وأتي إليه بكرسي الوعظ فصعد عليه وتكلم بكلام في العقائد والحديث لم يسمع نظيره أبدا. وتكلم على ترجمة البخاري ... وكانت الجلسة من طلوع الشمس إلى قرب الظهر ..... ولم يتفق لغيره من العلماء الواردين إلى دمشق ما اتفق له من الحضوة وإقبال الناس".9 أهـ.
وممن قام بالتأليف في هذه الفترة: المحدث أحمد بن قاسم بن محمد بن ساسي البوني المتوفى سنة 1129 هـ والذي ألف كتبا كثيرة منها:
• مختصر مقدمة فتح الباري على صحيح البخاري.
• فتح الباري بشرح غريب البخاري.
• التحقيق في أصل التعليق (معلقات البخاري)
• الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه (أي الكائن في البخاري).
وترك ولده محمد بن أحمد البوني نظميين:
- الأول: نظم كتب صحيح البخاري.
- الثاني: نظم كتب صحيح مسلم.
كما قام الشيخ ابن أبي جمرة باختصار صحيح البخاري في مجلد، وكان مختصره مشهورا متداولا بين الجزائريين. وقد شعر عبد الرحمان بن عبد القادر المجاجي أن هذا المختصر في حاجة إلى شرح يضبط ألفاظه ويقرب معانيه فقام بعمل ضخم بها الصدد وسمى شرحه (فتح الباري في ضبط ألفاظ الأحاديث التي اختصرها ابن أبي جمرة من صحيح البخاري) 10.
كما نظم الشيخ محمد بن علي المعروف بأقوجيلي الجزائري منظومة سماها (عقد الجمان اللامع المنتقى من قعر بحر الجامع) 11 وهي منظومة في مخرجي أحاديث الجامع الصحيح للبخاري وعدد الأحاديث التي لكل منهم ومن هو المكثر ومن هو المقل. وتوجد نسخة منه بدار الكتب المصرية.
أما في عصرنا الحالي فنجد الأستاذ العلامة محمد بن أبي شنب ألف بحث لطيفا قدمه إلى مؤتمر المستشرقين الرابع عشر المنعقد بالجزائر سنة 1905م سماه:"وصول صحيح البخاري إلى أهل الجزائر". كما قامت وزارة الشؤون الدينية في عهد الشيخ عبد الرحمان شيبان بإحياء سنة قراءة صحيح البخاري بالجامع الكبير بالعاصمة، وممن قاموا بشرح بعض أحاديث البخاري الشيخ العلامة محمد شارف –حفظه الله- كما قام الشيخ محمد باي بلعالم بشرح صحيح مسلم.
وفي خلاصة البحث نقول: إن علماء الجزائر برغم أنهم مغاربة مالكيون إلا أن اهتمامهم بصحيح البخاري قد فاق صحيح مسلم بكثير ونحن نعلم من علم مصطلح الحديث أن علماء المغاربة يفضلون صحيح مسلم على صحيح البخاري.12
الهوامش: 1- الديباج المذهب – ابن فرحون ج 2 / 114
2- ترتيب المدارك – القاضي عياض ج2/51
3- تاريخ الجزائر العام –الجيلالي ج2/78
4- توجد نسخة منه بالقاهرة تحت رقم أول 1/325
5- توجد نسخة منه بمكتبة بطارسبورغ تحت رقم 1/12
6- تاريخ الجزائر العام – الجيلالي ج3/206
7- معجم أعلام الجزائر –عادل نويهض ص 331
8- تاريخ الجزائر الثقافي –سعد الله ج2/26
9- خلاصة الأثر –المحبي ج1/305
10- تاريخ الجزائر الثقافي –سعد الله ج2/30. وتوجد نسخة منه بالخزانة العامة بالرباط برقم ك 1775
11- تاريخ الجزائر الثقافي –سعد الله ج2/32. وتوجد نسخة منه بدار الكتب المصرية مجموع رقم 52
12- أنظر: تدريب الراوي للسيوطي ص 69 و الباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر ص 23
منقول