بسم الله الرحمن الرحيم ..
(....دعوة الإمام المصلح رحمه الله- لم تنتشر في الناس بمواعظ، لم تنتشر في الناس بقوة مجردة، لم تنتشر في الناس إلا بالعلم، فالعلم كان هو الذي نفذ في الناس قبل أن تنفذ الجيوش وتنتشر الدولة.
لهذا ترى أن الإمام المصلح رحمه الله في كتبه يهتم بالعلم ويركز على العلم، انظر مثلا في ثلاثة الأصول (اعلم رحمني الله وإياك أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم أربعة مسائل) إذن العلم، وذكر كرم البخاري في الصحيح أن العلم قبل القول والعمل.
هذا العلم ما هو؟ هل هو العلم التفصيلي الذي يدرس في الجامعات اليوم، أو هو العلم النافع؟
نقول: الدعوة في العلم لابد أن تنظر إلى واقع المجتمع الذي تعيش فيه، وكل مجتمع له مستوى من العلم يعيشه، وكلما زاد العلم زادت الدعوة، فليس الطرح العلمي في دعوة الإمام المصلح واحدا في جميع المجالات؛ بل اختلف ذلك وتنوع بحسب المجتمع الذي فيه الدعوة.
فتجد أن خطاب الإمام المصلح تنوّع، فخطابه للعلماء بلهجة علمية عالية، خاطبه للعامة بلهجة علمية نافعة؛ لأن المقصود من العلم التعليم، وليس المقصود من نشر العلم أن يظهر العالم بأنه يعلم، لا، حدثوا الناس بما يعرفون، لابد أن يواكب العالم مستوى المتلقي، وإن لم يواكب مستوى المتلقي كان فيه عيّ علمي؛ لأنه كما أن في الخطابة عيّا فكذلك في العلم عيٌّ أيضا، ويكون العي في العلم بأن تحدث الناس بما هو فوق مستواهم.
والكلام الذي مر فوق الرؤوس -كما يقال- لا يصل إلى القلوب وكيف يصل.
ولهذا بعض الناس تجد أنه ذكر في كلام الشيخ الإمام في الدعوة -يعني في كتبه ومؤلفاته- بأنه يستعمل ألفاظا عامية مثلا وهذا نادر، وأنه في عبارته ليست تلك العبارة التي ترى في كتب أهل العلم المتوسّعين كالحافظ ابن حجر أو النووي إلى آخره من التفصيلات والتحريرات الطويلة، وهذا لاشك له سبب.
لأن التصنيف له غرض واستخدام العلم في الدعوة له غرض آخر.
فإذن وضع العلم في موضعه وبالمستوى للمتلقين، كان عليه الإمام المصلح، وهذا من أسباب نجاح دعوته.
فإذن مما يُستفاد ويؤخذ عبرة من دعوة الإمام المصلح أنّه جعل العلم قاعدة الدعوة، والذين حملوا الدعوة من بعده طلبة علم، ليس ثَم جاهل حمل الدعوة من بعده، وليس ثَم جاهل كان يرسل في الدعوة، وإنما كانوا أهل علم؛ لكن يدعون إلى ما علموا، وكان علمهم قناعة عن دليل رباهم الإمام الشيخ رحمه الله على قبول الحق والقناعة بما جاء في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح مهما خالف المخالفون.
مرة ذهب أحد أتباع الدعوة إلى أحد البلاد المجاورة إلى اليمن، فقال له بعض علمائها: إنكم تقولون ما تقولون تقليدا للشيخ محمد بن عبد الوهاب في التوحيد والشرك والسنة والبدعة إلى آخره، فأجابه قال: لو خرج محمد بن عبد الوهاب من قبره وقال لنا اتركوا الذي قلت لكم، ما تركناه.
لاحظ خرج من قبره شبهة قوية، إيش رأى في القبر وتبين له أنه ليس على حق، لماذا؟ لأنهم أخذوه عن دليل وبرهان ويقين.
وهذا هو الذي يُبقي صف الدعوة قويا، أما الدعوة التي تقوم على انفعالات وعلى عواطف فليست مهيأة للامتداد، لذلك ترى أن دعوة الإمام المصلح في نجد وفي الأمكنة التي انتشرت فيها تزداد يوما بعد يوم من وقت الشيخ رحمه الله إلى وقتنا الحاضر، حتى رئي من أزمنة في أمكنة بعيدة في روسيا وفي جزر القمر وفي شمال وفي جنوب وفي شرق وفي غرب وجدت كتب الإمام المصلح تُدرّس وتُعَلَّم، هذا المنهج العلمي لاشك أنه يحتاجه الدعاة لتكون دعوتهم صالحة مثمرة على قاعدة سوية كما كانت عليه دعوة الإمام المصلح رحمه الله تعالى...)
لهذا ترى أن الإمام المصلح رحمه الله في كتبه يهتم بالعلم ويركز على العلم، انظر مثلا في ثلاثة الأصول (اعلم رحمني الله وإياك أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم أربعة مسائل) إذن العلم، وذكر كرم البخاري في الصحيح أن العلم قبل القول والعمل.
هذا العلم ما هو؟ هل هو العلم التفصيلي الذي يدرس في الجامعات اليوم، أو هو العلم النافع؟
نقول: الدعوة في العلم لابد أن تنظر إلى واقع المجتمع الذي تعيش فيه، وكل مجتمع له مستوى من العلم يعيشه، وكلما زاد العلم زادت الدعوة، فليس الطرح العلمي في دعوة الإمام المصلح واحدا في جميع المجالات؛ بل اختلف ذلك وتنوع بحسب المجتمع الذي فيه الدعوة.
فتجد أن خطاب الإمام المصلح تنوّع، فخطابه للعلماء بلهجة علمية عالية، خاطبه للعامة بلهجة علمية نافعة؛ لأن المقصود من العلم التعليم، وليس المقصود من نشر العلم أن يظهر العالم بأنه يعلم، لا، حدثوا الناس بما يعرفون، لابد أن يواكب العالم مستوى المتلقي، وإن لم يواكب مستوى المتلقي كان فيه عيّ علمي؛ لأنه كما أن في الخطابة عيّا فكذلك في العلم عيٌّ أيضا، ويكون العي في العلم بأن تحدث الناس بما هو فوق مستواهم.
والكلام الذي مر فوق الرؤوس -كما يقال- لا يصل إلى القلوب وكيف يصل.
ولهذا بعض الناس تجد أنه ذكر في كلام الشيخ الإمام في الدعوة -يعني في كتبه ومؤلفاته- بأنه يستعمل ألفاظا عامية مثلا وهذا نادر، وأنه في عبارته ليست تلك العبارة التي ترى في كتب أهل العلم المتوسّعين كالحافظ ابن حجر أو النووي إلى آخره من التفصيلات والتحريرات الطويلة، وهذا لاشك له سبب.
لأن التصنيف له غرض واستخدام العلم في الدعوة له غرض آخر.
فإذن وضع العلم في موضعه وبالمستوى للمتلقين، كان عليه الإمام المصلح، وهذا من أسباب نجاح دعوته.
فإذن مما يُستفاد ويؤخذ عبرة من دعوة الإمام المصلح أنّه جعل العلم قاعدة الدعوة، والذين حملوا الدعوة من بعده طلبة علم، ليس ثَم جاهل حمل الدعوة من بعده، وليس ثَم جاهل كان يرسل في الدعوة، وإنما كانوا أهل علم؛ لكن يدعون إلى ما علموا، وكان علمهم قناعة عن دليل رباهم الإمام الشيخ رحمه الله على قبول الحق والقناعة بما جاء في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح مهما خالف المخالفون.
مرة ذهب أحد أتباع الدعوة إلى أحد البلاد المجاورة إلى اليمن، فقال له بعض علمائها: إنكم تقولون ما تقولون تقليدا للشيخ محمد بن عبد الوهاب في التوحيد والشرك والسنة والبدعة إلى آخره، فأجابه قال: لو خرج محمد بن عبد الوهاب من قبره وقال لنا اتركوا الذي قلت لكم، ما تركناه.
لاحظ خرج من قبره شبهة قوية، إيش رأى في القبر وتبين له أنه ليس على حق، لماذا؟ لأنهم أخذوه عن دليل وبرهان ويقين.
وهذا هو الذي يُبقي صف الدعوة قويا، أما الدعوة التي تقوم على انفعالات وعلى عواطف فليست مهيأة للامتداد، لذلك ترى أن دعوة الإمام المصلح في نجد وفي الأمكنة التي انتشرت فيها تزداد يوما بعد يوم من وقت الشيخ رحمه الله إلى وقتنا الحاضر، حتى رئي من أزمنة في أمكنة بعيدة في روسيا وفي جزر القمر وفي شمال وفي جنوب وفي شرق وفي غرب وجدت كتب الإمام المصلح تُدرّس وتُعَلَّم، هذا المنهج العلمي لاشك أنه يحتاجه الدعاة لتكون دعوتهم صالحة مثمرة على قاعدة سوية كما كانت عليه دعوة الإمام المصلح رحمه الله تعالى...)
مقتطع من : دروس وعبر من سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله