إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الدعوة السلفية والجهاد في سبيل الله وقضية العراق الجزء الاول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعوة السلفية والجهاد في سبيل الله وقضية العراق الجزء الاول

    الدعوة السلفية والجهاد في سبيل الله

    وهو من أهم المواضيع خصوصاً في هذا الوقت وأن ضبط أصول الجهاد من الأهمية بمكان من أجل أن نحافظ على شبابنا من الدعوات التي جعلت من الجهاد ورقة من أجل مكاسب حزبية أو لترويج أفكار منحرفة.
    وفي هذا الفصل سنناقش الأمور الأتية:-
    · منزلة وفضيلة الجهاد في سبيل الله
    · أنواع الجهاد
    · ما هي علاقة الجهاد بالمنهج ؟
    · من يفتي في الجهاد ؟
    · هل يشترط الإمام والراية في الجهاد ؟
    · كيف نرد على من احتج بقصة أبي بصير على عدم اشتراط إذن الإمام بالجهاد ؟
    الجهاد"[1]":- مأخوذ من الجهد وهو الطاقة والمشقة. وجاهد يجاهد مجاهدة : إذا استفرغ وسعه وبذل طاقته وتحمل المشاق.
    ولايسمى الجهاد جهاداً حقيقياً إلا إذا قصد به وجه الله وأريد به إعلاء كلمته ورفع راية الحق ومطاردة الباطل. فمن قاتل ليحظى بمنصب أو يظفر بمغنم أو يظهر شجاعة أو ينال شهرة فأنه لا نصيب له في الأجر. فعن أبي موسى قال :جاء رجل إلى النبي ؤ فقال: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ فقالق:(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).متفق عليه.
    فضل الجهــاد
    قال تعالى{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الصف11-12
    وفي الصحيح عن ابي هريرة انه قال:(جاء رجل إلى رسول الله ق فقال دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات)."[2]"
    وعن ابي هريرة عن النبي ق قال:(انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل).
    قال عليه الصلاة والسلام:(إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله مابين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى).
    وقال عليه الصلاة والسلام:(مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصئم القائم)."[3]"
    راجع في فضل الجهاد والمجاهدين والشهادة كتاب صحيح الترغيب والترهيب وكتاب رياض الصالحين وكتب السنة وتفاسير القران الكريم.
    أنواع الجهــاد
    الجهاد نوعان:-
    القسم الأول: جهاد الدفع. وهو فرض عين على المستطيع وهو دفع العدو إذا أراد حرب المسلمين في عقر دارهم.
    القسم الثاني: جهاد الطلب. وهو فرض كفاية ويشرع عند القدرة وذلك لنشر الدين وفتح البلاد التي لم يدخلها الإسلام.
    شروط الجهـــاد
    · قال الشيخ العثيمين رحمه الله في (الباب المفتوح 2/420) ( عن الجهاد إذا كان فرض عين أو فرض كفاية فلا بد له من شروط من أهمها القدرة فأن لم يكن لدى الإنسان قدرة فأنه لا يلقي بنفسه إلى التهلكة وقد قال تعالى{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195.
    · وقال جواباً على سؤال: ما رأيكم فيمن أراد الذهاب إلى البوسنة والهرسك؟ مع التوضيح الشريط رقم 19 من أشرطة الباب المفتوح :(أرى انه في الوقت الحاضر لا يذهب إلى ذلك المكان لان الله عز وجل إنما شرع الجهاد مع القدرة وفيما نعلم من الأخبار والله اعلم أن المسألة الآن فيها اشتباه من حيث القدرة. صحيح إنهم صمدوا ولكن لا ندري حتى الآن كيف يكون الحال فإذا تبين الجهاد وأتضح؛ حينئذ نقول اذهبوا).
    ·وقال رحمه الله في شرح كتاب الجهاد في بلوغ المرام (الشريط الأول):(ولهذا لو قال لنا قائل لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا لماذا؟ لعدم القدرة).
    ·وقال رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/375) أول كتاب الجهاد :(فالقتال واجب ولكنه كغيره من الواجبات لابد من القدرة والأمة الإسلامية اليوم عاجزة ليس عندها قدرة معنوية ولامادية إذا يسقط الوجوب عدم القدرة{فاتقوا الله ما استطعتم}.
    ·وقال رحمه الله في( الباب المفتوح 2/361) :(لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار حتى ولا جهاد مدافعة0
    ·وقال شيخ الإسلام في حكم قتال التتار أول الأمر في كتابه ( الرد على البكري 2/631): ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة في القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة . لمن عرف هذا وهذا وان كان كثير من المقاتلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا اجروا على نياتهم فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله والاستغاثة به وإنهم لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر{ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
    ·وقال:(فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ).
    ·قال الشيخ مشهور:( فالجهاد في الظروف الصعبة والأحوال غير الطبيعية يحتاج إلى أحكام تراعي فيه ظروفه وما يحيط به من مستجدات وهو ليس كالصلاة لابد من أدائه على أية حال!! كما يعتقد بعض الداعين إليه والمتحمسين له ولست مبالغاً إن قلت : إن ابرز آثار(الفوضى) في (الفتوى) اليوم تظهر علينا في الجهاد وأحكامه). [ من كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن ].
    ·قال الشيخ الفوزان"[4]" :(الجهاد لا يكون إلا إذا توفرت ضوابطه وشروطه أما ما دامت ما توفرت شروطه ولا ضوابطه فليس هناك جهاد شرعي لأنه يترتب عليه ضرر بالمسلمين أكثر من المصلحة الجزئية، هذا لا يجوز ما دام لم يتوفر الجهاد بشروطه وبضوابطه ومع قائد مسلم وراية مسلمة فلم يتحقق الجهاد وان كان قصد الإنسان حسناً ويثاب على نيته لكن هو مخطئ في هذا).
    · وقال الشيخ الفوزان"[5]":(إذا كان المسلمون تحت ولاية كافرة ولا يستطيعون إزالتها فإنهم يتمسكون بإسلامهم وبعقيدتهم ولكن لا يخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة للكفار لأن ذلك يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدعوة أما إذا كانت لهم قوة يستطيعون بها الجهاد فإنهم يجاهدون وفق الضوابط الشرعية. والقوة : هي اليقينية أما القوة المظنونة أو غير المتيقنة فانه لا يجوز المخاطرة بالمسلمين والزج بهم في مخاطرات قد تؤدي بهم إلى النهاية غير الحميدة).
    · وقال الشيخ العثيمين في نفس الكتاب السابق"[6]": النبي ق عاش في مكة ثلاثة عشر سنة بعد البعثة والولاية فيها للكفار ومعه من اسلم من الصحابة ولم ينازلوا الكفار بل كانوا منهيين عن قتال الكفار في هذه الحقبة ولم يؤمروا بالقتال إلا بعد ما هاجر الرسول ق وصار له دولة وجماعة يستطيع بهم أن يقاتل الكفار. هذا هو منهج الإسلام. فإذا كان المسلمون تحت ولاية كافرة ولا يستطيعون إزالتها فإنهم يتمسكون بإسلامهم وبعقيدتهم، ولكن لا يخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة الكفار لان ذلك يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدعوة.

    علاقة الجهــاد بالمنهج
    الجهاد له متعلق بثلاث جوانب:-
    أولاً: جانب الفقه من حيث أحكام الجهاد.
    ثانياً: من حيث العقيدة حيث ترى إن أهل السنة في كتبهم ومؤلفاتهم في العقيدة. إن أهل السنة يقاتلون مع أئمتهم وان كانوا فجاراً وان الجهاد ذروة سنام الإسلام.
    ثالثاً: جانب المنهج.
    فمن الناحية المنهجية. نعلم أن هناك دعوات جعلت من الجهاد شعاراً لها لاستمالت قلوب الشباب وتربيتهم التربية الحماسية غير المنضبطة بأسم إحياء الجهاد وأصبح عقد الولاء والبراء عليه وهذا خلاف منهج السلف القائم على التصفية والتربية ونحن في بلادنا خاصة أصبح كثير من المنتسبين للجماعات الإسلامية يربون إتباعهم على هذا الأساس فالصوفي والأشعري والقبوري وغيرهم. يوالون ويحبون لأنهم على زعمهم يجاهدون أما السلفي فيعادى وربما يقتل لأنه لا يرى صواباً كثيراً مما يتحمس إليه المتحمسون!!
    وكذلك إن الذي يفتي في الجهاد هم العلماء والناس وراء العلماء لا أمامهم في الجهاد والذي يخرج عن أقوال العلماء فقد خرج عن منهج السلف.
    وهذا الضابط هو الذي يميز السلفي من غيره. والواقع يشهد إن كل من خرج عن أقوال العلماء وخصوصاً في النوازل كانت نهايته في أحضان أهل البدع والمعاصي وان ادعى السلفية. والله المستعان.
    وكل من خرج عن أقوال العلماء فانه في حيرة وشك وتلون وهو سرعة التقلب من رأي إلى رأي والظهور لكل حالة بما يوافقها. ولو بغير حق.
    من يفتي بالجهــاد
    كم من قضية شغلت الأمة سنين وحار فيها الراسخون ولو كانت في الصدر الأول لجمع لها أهل بدر! تسابق الأدعياء إلى التنظير فيها، فتراهم يستبيحون الدماء والفروج بأخبث حيلة وأخس وسيلة.
    وقال امير المؤمنين علي رضي الله عنه في وصيته للكميل بن زياد :(الناس ثلاثة أقسام:
    عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق).
    فأما أهل العلم وطلابه فلم تزل بهم قدم ولم تتعثر بهم خطوة.
    فالذي يفتي بالنوازل العامة والكبيرة كالجهاد والسياسة والإمامة هم العلماء والعالم هو الذي شهد له العلماء كما قال مالك رحمه الله:(ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك).
    وقال الإمام احمد "[7]" :(لا ينبغي أن ينصب الرجل نفسه للفتيا حتى تكون له نية صادقة وان يكون له علم وحلم ووقار وسكينة وان يكون قوياً على ما هو عليه وكفايته عن الناس ومعرفة الناس وكذلك أن لا يفتي في مسألة يكفيه غيره إياها).
    هل يشترط إذن ولي الأمر في الجهــاد ؟
    قال الشيخ الفوزان :(أهل السنة يقولون لابد من راية ولا بد من إمام هذا منهج المسلمين من عهد رسول الله ق فالذي يفتي بأنه لا إمام ولا راية وكل يتبع هواه هذا رأي الخوارج. أما بدون راية وبدون قيادة ولي الأمر فهذا لا يعتبر جهاداً. يعتبر تصرفاً شخصياً الله اعلم بمآله ونتائجه 0
    كيف نرد على من يحتج بقصة أبي بصير على عدم إذن ولي الأمر بالجهاد؟؟
    قال الشيخ الفوزان:(أبو بصير ما هو في قبضة الإمام. أبو بصير كان في قبضة الكفار وفي ولايتهم وهو يريد أن يخلص نفسه من الكفار وليس هو تحت ولاية الرسول ق لان الرسول ق رده لهم بموجب العهد والصلح الذي جرى بين الكفار والرسول ق في صلح الحديبية"[8]" .

    الخلاصة
    · إن الجهاد ذروة سنام الإسلام وهو من أفضل الأعمال ولم يفرض الجهاد في مكة وذلك لعدم توفر القدرة للجهاد وكان الصحابة منهيين عنه ومأمورين بالصبر وكف الأيدي.
    · فرض جهاد الطلب في المدينة يوم كان للمسلمين دولة وقوة وولي أمر.
    · لجهاد ليس غاية بذاته يجب الإتيان به على أي حال ومهما كانت النتائج.
    · الذي يفتي بالجهاد والنوازل العامة هم العلماء والخروج عنهم يعتبر خروجاً منهجياً.
    · لا يحق لطالب العلم أو أنصاف المتعلمين الإفتاء في مسائل الجهاد والنوازل العامة ما دام في الأمة علماء يكفونهم ذلك.
    · لا بد من مراعاة المصالح والمفاسد عند الإفتاء بالجهاد ولا بد من وجود القدرة اليقينية لدفع العدو

    السلفيون وقضية العراق
    بينما كان الناس هنا في العراق يترقبون الأخبار ويتابعون التهديدات الأمريكية بغزو العراق. وينعكس ذلك على سلوكهم وأعمالهم وكلامهم وتصرفاتهم ومناهجهم إذا كانوا من أهل الدعوة.كان السلفيون يترقبون أقوال العلماء ماذا يفتون بهذه النازلة الكبيرة لو وقعت. لإن المنهج السلفي قائم على إتباع العلماء في النوازل الكبيرة لأنهم خير من يقدر المفاسد والمصالح وخير من يضع الأمور في نصابها.
    وجاءت الساعة التي وقعت فيها الكارثة الحقيقية التي وقعت بهذه البلاد. وكان الموقف السلفي عند ابتداء الحرب إنهم لا يتمايزون بموقف عن غيرهم وذلك لاختلاط الأمور. وكنت من بين من التقى بالشيخ ربيع المدخلي قبيل الحرب. وكانت نظرته للأحداث نظرة العالم الراسخ وكانت أن سقطت بغداد بأيام قليلة. فبدأ مشهد عجيب لا يوصف نهب وسلب وحرق وتكسير وتدمير. وكنا نتوقع أن يحدث ذلك من المحتل الكافر ولكن هذا حدث من قبل العراقيين أنفسهم حيث دمروا وحرقوا ونهبوا كل شئ يمكن أن يتحرك من مكانه والذي عجزوا أن يحملوه حرقوه ودمروه.
    وكانت دعوة أهل السنة هنا تدعو إلى حث الناس وتقوى الله والورع وترك الحرام هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انطلق الدعاة وطلبة العلم إلى المساجد والقرى وعمروها بالدروس والدورات العلمية المركزة على فهم العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي.
    وكانت من بشائر هذه الدعوة أن أقيمت دورات علمية في مدن كانت مقر للتصوف (كالفلوجة) وفتحت فيها دورات سلفية لأول مرة مع شدة عداء الصوفية ومن كان معهم من الجماعات الحزبية. وكذلك كانت هناك دورات في بعض مدن الرافضة (كبلد) وغيرها.
    أما سوق الكتب في بغداد فشهد إقبالاً غير طبيعي لشراء الكتب السلفية وانتشرت كثير من المكتبات الإسلامية وكانت مبالغ الكتب التي تشترى أسبوعياً بملايين الدنانير العراقية. بل حدثني بعض الثقات في سوق الكتب. إن بعض تجار الكتب من الرافضة أصبحوا يتاجرون بالكتب السلفية لما رأوا شدة الإقبال على شراء الكتب السلفية. واستطعنا ولله الحمد في منطقتنا فقط أن نقيم عدة دورات علمية اجتمع فيها مئات الطلبة من أنحاء متفرقة من بغداد. هذا كله بينما الناس أو اغلبهم غارقون بالنهب والسلب و غير ذلك.
    وهذا نعتقده أعظم الجهاد وهو نشر عقيدة التوحيد في الأرض. هذه العقيدة التي من أجلها خلقنا وفيها نعز وننتصر. وهذا الواجب العظيم لا يقوم به إلا أتباع السلف الصالح وهذه منقبة عظيمة يجب أن تحفظ لهم ويعانون على أدائها.
    وان من منهجهم عدم الاصطدام مع الطوائف الأخرى وترك الجدل العقيم. والانشغال بالعلم والدعوة إلى الله تعالى.
    قال تعالى: " (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122)
    قال السعدي في تفسيره " ما كان ينبغي عليهم أن يخرجوا جميعا لقتال عدوهم فأنه يفوت به كثير من المصالح الأخرى أي ليتعلموا العلم الشرعي ويعلموا معانيه ويفقهوا أسراره وليعلموا غيرهم ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم. ففي هذا فضيلة العلم وخصوصاً الفقه في الدين وانه أهم الأمور وان من تعلم علماً فعليه نشره وبثه في العباد ونصيحتهم فيه. فان انتشار العلم عن العالم من بركته وأجره الذي ينمى له. وأما اقتصار العالم على نفسه وعدم دعوته إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون. فأي منفعة حصلت للمسلمين منه وأي نتيجة نتجت من علمه فغايته أن يموت ويموت علمه معه."[9]"
    حتى انتهت الأشهر الأولى وما بقي هناك شئ ينهب. بدأت الخطب الحماسية النارية تثقف الناس عموماً والشباب خصوصاً على الجهاد. فاشتعلت شرارة المقاومة في الفلوجة بعد مقتل أكثر من عشرين من أبناء الفلوجة نتيجة مظاهرات قام بتنظيمها بعض الأحزاب فكانت البداية. ودخل السنة في حرب مع أمريكيا محسومة النتائج. وكان السلفيون يبينون للناس أن هناك خطر الرافضة الذي هو أعظم من خطر أمريكيا. ولابد لأهل السنة أن يحافظوا على قوتهم وشبابهم. ومقدراتهم. ولكن هذه الصيحات جوبهت بمعارضة الجماعات الحزبية مطلقة شعاراتها التقريبية المعروفة (بوحدة سنية شيعية. ضد الكفرة والمنافقين)!! واتهم السلفيون بأنهم عملاء .. وجبناء .. ومعطلة إلى غير ذلك. وكانت نتيجة ذلك انه تعطلت الدعوة وتوقفت الدورات العلمية وأغلقت المكتبات. وتحولت (مناطق السنة) إلى تكتلات عسكرية . وملئت السجون بالشباب وملئت المقابر بالمئات بل الألوف! والعدو الداخلي يقوى رويداً رويداً والجانب السني يضعف رويداً رويداً .. فضعفت شعبية المقاومة يوم أن تفرقوا إلى مجموعات كثيرة ولكل مجموعة أمير وأتباع. ومن أبرز هذه الجماعات(( تنظيم القاعدة ومايسمى بكتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي )) أعطوا لأنفسهم الحق بإقامة الحدود على الجواسيس!! أو من يتعامل مع المحتل أو المشتبه به. او من ينتقدهم ثم أنتهى الامر بالقتال العنيف بين هذه الجماعات المسلحة"[10]" . وهكذا تسير الأيام سريعاً .. والعدو الداخلي يبني له قوة عسكرية وأمنية ويسيطر على كل وزارات الدولة وما أن استلم الحكم بصورة فعلية .. حتى بدأت الاعتقالات العشوائية لأهل السنة وعلى الهوية بحجة القضاء على الإرهاب وأصبح أهل السنة أمام خطر حقيقي.
    عند ذاك شعر كثير من المقاومة إن السلفيين كان منهجهم حق في معرفة الأمور وتقدير العواقب ومآلات الأمور وبدأ الناس يتعاطفون مع السلفيين .. فالسلفيون .. لا ينظرون للواقع نظرة عاطفية أو حماسية أو مبنية على ردود فعل إنما هي النظرة الشرعية القائمة على تنزيل النصوص تنزيلا ًصحيحاً ...



    [1]أنظر الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز "عبد العظيم بدوي

    [2]صحيح البخاري ج3/ص1026 عن ابي هريرة رضي الله عنه

    [3]رواه مسلم في كتاب الامارة باب فضل الشهادة في سبيل الله0

    [4]كتاب الإجابات المهمة للشيخ صالح الفوزان

    [5]مراجعات في فقه الواقع السياسي

    [6]نفس المصدر السابق

    [7]أنظر كتاب " أعلام الموقعين لأبن القيم الجوزيه

    [8]انظر كتاب " الإجابات المهمة" ص64)

    [9]تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للعلاّمة للسعدي"رحمه الله".

    [10]ونسأل الله العلي العظيم أن يبارك في وقتي حتى أنتهي من كتابي الآخر "صفحات مطوية من النازلة العراقية "وفيه بيان للواقع هناك مع بيان لأبرز الجماعات هناك من باب التذكير والنصيحة والاستفادة من الأخطاء "والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين.
يعمل...
X