السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن ناظرًا في أحوال كثيرٍ من الناس اليوم لَيجدُ ضدين متقابليْن ، و يرى طرفين متباعدين :
يجد - عند البعض - عُزوفًا عن التمسك بهَدْيِ النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و رغبةً عن الاهتداء بآثار سلفنا الصالح ؛ الصحابة الكرام - رضي الله عنهم ؛ بناءً على تصورٍ خاطئٍ منهم بأن هذا مما يُثقل كاهلهم ، أو يعوق مسيرتهم نحو التقدم و الرقي ، زعموا !
و يرى - عند آخرين - غُلُوًّا ، و تعدِّيًا و تجاوزًا للحد ، يتنامى حتى يُفزِع الناسَ في مجامعهم ، و يؤَرِّقَهم في مضاجعهم ، و يكدر صفو حياتهم .
و الوسط بين هذين الضدينٌ نادرٌ ، و السالم من هاتين الخطيئتين قليل ، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( بدأ الإسلام غريبًا ، و سيعود كما بدأ غريبًا ، فطوبى للغرباء ) [1] .
و في تعظيم الأمر و النهي سلامةٌ و صيانةٌ ، ( فحقيقة التعظيم للأمر و النهي ألا يُعَارضا بترخصٍ جاف ، و لا يُعَارضا بتشديدٍ غال ، فإن المقصود هو الصراط المستقيم المُوصل إلى الله عز و جل بسالكه .
[1]صحيح مسلم 232 .
أرسل إليكم هذا الكتاب ، فهذا ما أعانني الله عليه - بفضله و رحمته.
أرجو الله أن ينفع به ، و يجعله في ميزان حسناتي ، و كل من شارك فيه ، و كل من انتفع به.
و الكتاب في المرفقات
و الحمد لله .
و كتبه أبو أحمد خالد بن إبراهيم الشرقاوي .