بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وإخوانه وآله ومن ولاه
أما بعد .
فردا على إنكار عمي البصائر وعشي الأبصار دخول الناس في دين الله تعالى أفواجا .
و
دعواهم – المتناقضة تارة، و المنقوضة تارة أخرى- نقيض ذلك
بل
وزعمهم أن إيمان من آمن بأنه : إيمان الكاذبين، وإسلام المنافقين .
أقول :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فمنذ أن أشرقت أيامنا عن شمس الدعوة السلفية ذات العافية، وتسارع الناس لتلمس خيرها : فطلبوا العلم والحلق، وسافروا بالأسفار وللأسفار، وفتشوا عن الدليل ودققوا
لسان حالهم ومقالهم : "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" (طه : 84)
فأشرق ذلك في قلوبهم، وأضاء عقولهم؛ فزكت نفوسهم، وصلح حالهم
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" ( محمد : 2)
وخرجوا فرادا وجماعات على أهل الأهواء والأراء، وأرباب الشبهات والشهوات، وذوي الإعراض والاعتراض : خرجوا أعلام هدى، ومصابيح دجى
فسرت دعوتهم في العروق والشقوق، وغمرت الأوردة والأودية
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً" ( مريم : 96) .
وإنا نرجو أن نكون من رجالاتها، كما نرجو أجرها
و للمؤالف والمخالف ، أقول مؤكدا :
قال الله تعالى :
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" ( التوبة : 33)
وقال سبحانه :
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً"
( الفتح : 2
وقال عزّ وجلّ :
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"
( الصف : 9)
وقال رسول الله - صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم :
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزّا يعزّ الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"
"السلسلة الصحيحة" (1/32) برقم(3)
وهذا .. أيها الحائرون والملحدون- عندنا يقين، يصدقه :
قيامه وتقويمه وبقاؤه- وسيظل.
وذيوعه وشيوعه، وسطوته على العقول والقلوب وسلطانه في النفوس .
يقين يضارع يقيننا أنكم لا شيء، وليس منكم شيء، ومآلكم إلى شيء مهول
نوقن بنصرة الإسلام العظيم :
العظيم في ذاته، العظيم في تشريعاته، العظيم في هيمنته، العظيم في آثاره .
فهل أنتم منتهون ؟
وأما عن صدق تصديق المرء من عدمه :
نحن نقبل من الناس ظواهرهم، ولم نؤمر بشق البطون أو التنقيب عما في الصدور .
وفاقا منّا لسُّنَّة وسيرة نبينا – صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم- إذ قال :
" إني لم أؤمر أن أنقّب على قلوب الناس ولا أشق بطونهم"
"صحيح الجامع" برقم(2503) .
نقبل الخير ونشكره، ونقوّم الشر ونقبره .
نحن نحمل رسالة سالمة سامية، تامة كاملة، لا نقص فيها بوجه من الوجوه
ومن تمام النعمة دومومة النعيم
فهي باقية مصونة، التمسك بها : سعادة ونجاة . وجهلها أو إنكارها : شر وشقاء .
شريعة تسمو بالروح والبدن على حدّ سواء
سموا تسموا معه الحياة، وتسعد له الكائنات، ويرضي رب الأرض والسموات .
آه لو تتعلمون؟! لو تتلمسون، ساعتئذ تسعدون
أيا هؤلاء ! أليس منكم رجل رشيد ؟!
هذه تعاليم الإسلام مسفرة مشرقة، مذاعة مشاعة، أضاءت وجه الأرض، وجملت وجنتي الحياة، وهزت الجوارح والأجواء .
بين أيديكم :
القرآن وصحيح السُّنَّة
تشرفوا بالنظر فيها، وارجعوا البصر المرة تلو الأخرى
بل
وبتجرد وغير تجرد!
وانظروا وننظر بما ترجعون .
أما أن يقوم جاهل أو حاقد :
فيقف على قول قيل - فيلقمه أقطابه ويطبخه بجهالاته وأحقاده، ثم يتقيئة عفنا ممشوجا بحسد- دون تدقيق ولا تحقيق ولا اعتبار لبابه، ثم من خفة عقله يطير بها كل مطار تحريشا، يصدّه قبل غيره عن السبيل .
فهذا أساء لنفسه وأشكاله، وشقي تبعا لشيطانه، وسيجمع ويُسأل .
سيجمع ويسأل
سيجمع يوم القيامة ويسأل عن الصغيرة قبل الكبيرة، وسيسأل فيما يسأل عن الإسلام وشرائعه
في ساعة :
سؤالها : توبيخ وتقريع .
وثمرتها : خزي وصراخ
ولا شفيع ولا مجيب ولا نصير.
أمة الدعوة، مبتدعو أمة الإجابة :
اربعوا على أنفسكم
واعلموا
أنه لا طاقة لكم للوقوف في وجه الإسلام ورجالته
كما أنه لا سعادة لكم إلا باتباعه .
إنها دعوة
إلى النظر والتأمل في أحكامه وإحكامه
فاقبلوها، والتزموها والزموها وألزموها، هداكم الله .
وفي الختام
"خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
(البقرة : 63 ) "
أقول :
إن أهل الإسلام إن لم يستمسكوا به ويستسلموا له ويعتزوا به، ويحاجوا به، ويفرغوا الوسع في استبيان فبيان تعاليمه؛ يحاسبوا، كل بحسبه .
وهم والحالة هذه على خطر الإلحاد بنوعيه
عوفينا وكفينا ووقينا .
كما أقول
إسلامنا دُم عاليا
إسلامنا دم متساميا
إسلامنا يا قوم ساريا .
هداكم الله
هداكم الله
هداكم الله
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
كتبه
الفقير إلى رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 29/2/1430هـ 14/2/2010م