[خاطرة من قصتي] تحول عجيب من قلب قاص إلى قلب ليِّـن!
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأزواجه وذرياته ورضى الله عن أصحابه والتابعين ومن اقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين أما بعد.....
فهذه خاطرة لم أشأ نشرها ثم قلت فى نفسى لأشارك فيها إخوانى عسى أن أجد تعليقا من أحد الإخوة ينفعني أو ينفع غيرى وعسى أن تتوالد الأفكار فتحصل الفائدة فأرجوا من إخوتى المشاركة حتى يعم النفع والله من وراء القصد ونعوذ بالله من همزات الشياطين.
فقلت مستعينا بالله:تمر بالإنسان لحظات تختلط فيها المشاعر وتضطرب فيها النفس أحاسيس متباينة،تقلبات فى المزاج...فسبحان الذى خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه.
ـ سأروى لكم ما مر بي خلال فترة زمنية وجيزة أسال الله أن يعفو عنى وعنكم إنه هو العفو الغفور ..مررت بيوم فيه بعض الصعوبة فانتابني شعور بالضيق والهم، نفسي مغمومة وقلبي منقبض ولا أكاد أحتمل أحدا شعور بالغربة وأنا فى بيتي وبين أهلي وإخواني ، إحساس بالوحدة وأنا بين من أحبهم كأني لا أعرف منهم أحدا، هل يمكن أن يستوحش الإنسان إلى هذه الدرجة قد تستغربون قولي هل الرجل يهذى أم به ضرب من الجنون..أترى يحدث هذا مع غيرى؟.............ثم خرجت لصلاة العشاء..
تقدم الإمام الصفوف...استووا اعتدلوا ثم كبر... لا يزال القلب فى وحشته... ثم أخذ يرتل: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا *تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا )(الاحزاب43-44) فإذا بالقلب المستوحش يأنس.....ثم قام فرتل: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).........( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ )(الزمر 58-63).
فإذا بالعين تدمع ! وإذا بالقلب يخشع ! وإذا بالأنس يعم الأعضاء جميعا خشوعا وخضوعا لرب الأرض والسّموات! ، وإذا بكل عضو يستشعر كل حركة يؤديها ! ..وإذا باللسان يلهج شكرا وثناء وتضرعا ودعاء! اللهم إنى عبدك ابن عبدك ابن أمتك.....
يذهب الحزن ويزول الغم ويأنس القلب المستوحش ،أنس بذكر مولاه وهدأت النفس التى كانت قبل قليل مضطربة واطمئن الفؤاد الذى كان منذ لحظات فزعا..
سبحان ربِّي خلق فسوى وقدر فهدى
سبحان ربّي له الأمر كله خلق الإنسان و يعلم ما توسوس به نفسه.
تعليق