السؤال :
ما حكم تعزية الكفّار ؟ وهل نقول: إننا نحن المسلمون نحترم كافة البشر والنفس البشرية بدليل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما مرت به جنازة قام لها احتراماً فقيل إنّه يهودي يا رسول الله فقال : أليست نفساً ؟ فهل صحّ هذا الحديث ؟ وكيف نفهمه ؟الجواب :
الحديث صحيح ،لكنّه منسوخ كما روى عليّ رضي الله عنه أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قام للجنازة وجلس، فالذي يتعلق بهذا الحديث تعلق بمنسوخ ولا يجوز التعلق بالمنسوخات .
والتعزية للكفار أظنّ - والله أعلم - أنّ بعض الفقهاء يُجيز هذا ويحتاج إلى دراسة ؛على أيّ أساس يجيزون تعزية الكفار، وهل الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعزي اليهود إذا مات منهم ميّت ؟.
وقد كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال أطع أبا القاسم فأسلم .فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) (1) وأذكر في دراستي القديمة أن بعض الفقهاء يجيز هذا ولا أدري أين فراجعوا بارك الله فيكم ,فيمكن المسألة فيها خلاف أو ترجيحات وكذا فتحتاج إلى دراسة .
والناس الآن في وقت دعايات؛ يعني كثير من المسلمين عندهم استجابة لمطالب الغرب وخضوع لما يمليه الغرب على المسلمين ؛فإنّ هناك دعوة قويـة الآن إلى وحدة الأديـان والوسيلة إليها ما يسمونه حوار الأديان ؛حاوره فإن أقنعك بدينـه فامش معه وأنـت لا تحرص على قناعته ليدخل في ديـن الإسلام !! ويترأس المؤسسات في الغـرب ,لهــم مؤسسات في أمريكا وغيرها ودعاة ومبشرين يكيدون للإسلام ويضحكون على المسلمين بالحوار بين الأديان .
وترى بعض الماكرين منهم يمدح الإسلام ويبرِّئ أهله من الإرهاب ويدافع عن الإسلام بطريقة ماكرة وفي نفس الوقت يدعو إلى وحدة الأديان ويفضل النصرانية على الإسلام ومنهم هذا البابا الذي يبكي عليه العالم ؛من أمكر الناس ,هذا سياسي داعية يمشي مع اليهود ومع النصارى والمسلمين ويضحك على الناس .
انظروا كيف ضجت الدنيا من أجله ! نعوذ بالله . هذا يدل على تخلف المسلمين وانحطاطهم في هذا العهد بسبب هؤلاء الكتاب العلمانيين والليبيراليين ودعاة الفتن والعياذ بالله .
يموت ابن باز ويموت أئمة الإسلام ولا يحصل عشر معشار ما حصل لهذا الكافر الضال اللعاب الذي يلعب على عقول المسلمين !!
ثم راجعت المسألة في المقنع ( 1 / 290 ) في المذهب الحنبلي فوجدت فيه القول بتعزية الكافر وذكر صيغتها ؛قال : وفي تعزيته ( أي الكافر) عن كافر : (خلف الله عليك ولا نقص عددك ) ولم يذكر دليلا على ذلك وسكت عنه المحشي وراجعنا البيان في ( 2/) في المذهب الشافعي فذكر تعزية الكافر للكافر ولم يذكر دليلا يخص الكافر !
...................
(1) - أخرجه البخاري برقم (1290) .
المصدر:الموقع الرسمي للشيخ ربيع هادي المدخلي.
الرابط:http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=144