زيادات على الشرع
من أعظم أسباب الانحراف عن منهاج الشريعة تحكيم العاطفة، والميل إلى التقليد وهجر النصوص وفقه الأئمة في الدين، إذا سيطر العجز والكسل على المتدين، ومن وراء ذلك تسويل النفس وتزيين الشيطان، وإلى القارىء الكريم بعض ما زاده المسلمون على شريعة الله:
1 – التصوف (فلسفته ودروشته): وقد نقله أوائل المبتدعة من التصوف الهندي كما يرى البيروني – ت 440 – وهو أحرى الباحثين بالوصول إلى حقيقة الأمر بعد دراسته المستفيضة للفلسفة الهندية واليونانية، وتتبعه للتاريخ، وذهنه الرياضي إضافة إلى تأثر مبتدعة المسلمين برهبنة النصارى، وأقل مظاهر التصوف المادية: المبالغة في محاربة النفس وحرمانها، وأسوأ شطحات التصوف الفكرية: إدعاء الفناء من الله والاتحاد به، والوحدة معه.
2 – ما سمي زوراً بالعمارة الإسلامية في بناء المساجــد: ومنه القبــاب والأقواس والزخرفة بالزجاج الملون، والثريات الكهربائية للزينة، وكل ذلك مأخوذ من التقاليد المعمارية الكنسية وبخاصة البيزنطينية (قبل الإسلام بثلاثمائة وخمسين سنة).
3 – مسبحة الخرز لإحصاء الذكر: وتتفق الموسوعات التي رجحت إليها في منشأ هذا التقليد إلى أن أول من ابتدعها البراهمة والوثنيون وعدد خرزاتها (103) وأخذه البوذيون بعد إنفصالهم عن الهندوسية منذ (2500 سنة) ثم أخذها النصارى في القرن الثالث الميلادي وعدد خرزاته (55) تنتهي كل (10) منها بخرزة كبيرة ، ويرمز طول السبحة عند الهنادكه اليوم – كما هو الحال عند متصوفة المسلمين – إلى تقدم المرتبة في السلم الديني.
4 – الذكر القلبي: ابتدعه الهندوس واحتفظت به البوذية بعد انفصالها عنهم، ثم التقطه مبتدعة المسلمين الأعاجم ثم العرب، أما في شرع الله فلا يكون الذكر – التلاوة والتسبيح والاستغفار والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – ديناً حتى يتحرك به اللسان والشفتان (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت به شفتـــاه) وميـــزانه قول الله تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} [الإسراء: 110] وكان الصحابة يسمعون تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم وذكره في كل صلاة.
5 – التمايل عند الذكر (وبخاصة تلاوة القرآن) أخذه مبتدعة المسلمين من اليهود الذين أخذوه من الوثنية البرهمية، ولا يزال الجميع متلبسين به.
6 – اللباس الديني المميز: اقتبسه مبتدعة المسلمين في العهد التركي من النصارى وهؤلاء من البوذيين، وإن تميز النصارى بالجبة السوداء للرجال والنساء، والبوذيون بالرداء الأصفر، والمسلمون بالطربوش والعمامة والجبّة الملونة للرجال.
7 – الرمز بالهلال للإسلام: ابتدعه جهلة المسلمين في العهود الفاطمية والمملوكية والتركية تقليداً لرمز النصارى بالصليب واليهود بالنجمة والشمعدان، وأول ظهور في الفــــن المعمــــاري الساساني الفارســــي – طبقـــــاً لما ذكــــــره د/ محمد القيسي في ( المساجد ) ص 26 عزواً لكتاب (العمارة في الإسلام) د/ كمال سامح ص 26 – ويستعمله النصارى اليوم في بعض رموزهم الدينية أيضاً.
8 – التعبد بترك التجارة يوم الجمعة: أخذها مبتدعة المسلمين في القرن الأخير من ابتداع النصارى ترك العمل يوم الأحد، وهؤلاء أخذوه من تحريم اليهود العمل يوم السبت، ولم يشرع الله ترك العمل إلا في وقت الصلاة وخطبة الجمعة، واصطفى الله دولة التوحيد والسنة للتميز بتنفيذه في جميع أوقات الصلاة.
9 – صخرة بيت المقدس: يخلط أكثر المسلمين اليوم بينها وبين مصلى المسجد الأقصى لأنها التي تظهر في الصور، ويصرف لها التعظيم والقداسة، وتنسج حولها الأساطير تقليداً لليهود، وتبني عليها القبة العظيمة.
يقول ابن تيمية رحمه الله – ت 728 – ( في الفتاوى جـ 27 ص 12،13،135): "لم يصلّ عندهم عمر رضي الله عنه، ولم يأتها عبدالله بن عمر رضي الله عنه عندما زارا المسجد الأقصى، و لا عظمها أحد من الصحابة أوالتابعين أو أئمة الدين، وإنما بنى عليها القبة عبد الملك بن مروان رحمه الله لصرف الناس عن الاجتماع بعبدالله بن الزبير رضي الله عنه في الحج، وهي قبلة منسوخة مثلها مثل يوم السبت كان عيداً لليهود فنسخ، ولا يجوز أن يخصه (أو يخصها) المسلمون بعبادة.
10- عزل النساء في المساجد بحائط، أو ساتر لا يرين الإمام، ولا من وراءه، وهذا من تنطع المتأخرين في هذا القرن.
11- ومثله عزل القرآن في دار القرآن.
12- ومثله نقل الإقامة والصلاة والخطبة بمكبرات الصوت دون ضرورة.
والخير في الاتباع والشر في الابتداع ولو هوته النفوس وصلحت النيات.
وصلى الله وسلم على محمد وآل محمد.
من أعظم أسباب الانحراف عن منهاج الشريعة تحكيم العاطفة، والميل إلى التقليد وهجر النصوص وفقه الأئمة في الدين، إذا سيطر العجز والكسل على المتدين، ومن وراء ذلك تسويل النفس وتزيين الشيطان، وإلى القارىء الكريم بعض ما زاده المسلمون على شريعة الله:
1 – التصوف (فلسفته ودروشته): وقد نقله أوائل المبتدعة من التصوف الهندي كما يرى البيروني – ت 440 – وهو أحرى الباحثين بالوصول إلى حقيقة الأمر بعد دراسته المستفيضة للفلسفة الهندية واليونانية، وتتبعه للتاريخ، وذهنه الرياضي إضافة إلى تأثر مبتدعة المسلمين برهبنة النصارى، وأقل مظاهر التصوف المادية: المبالغة في محاربة النفس وحرمانها، وأسوأ شطحات التصوف الفكرية: إدعاء الفناء من الله والاتحاد به، والوحدة معه.
2 – ما سمي زوراً بالعمارة الإسلامية في بناء المساجــد: ومنه القبــاب والأقواس والزخرفة بالزجاج الملون، والثريات الكهربائية للزينة، وكل ذلك مأخوذ من التقاليد المعمارية الكنسية وبخاصة البيزنطينية (قبل الإسلام بثلاثمائة وخمسين سنة).
3 – مسبحة الخرز لإحصاء الذكر: وتتفق الموسوعات التي رجحت إليها في منشأ هذا التقليد إلى أن أول من ابتدعها البراهمة والوثنيون وعدد خرزاتها (103) وأخذه البوذيون بعد إنفصالهم عن الهندوسية منذ (2500 سنة) ثم أخذها النصارى في القرن الثالث الميلادي وعدد خرزاته (55) تنتهي كل (10) منها بخرزة كبيرة ، ويرمز طول السبحة عند الهنادكه اليوم – كما هو الحال عند متصوفة المسلمين – إلى تقدم المرتبة في السلم الديني.
4 – الذكر القلبي: ابتدعه الهندوس واحتفظت به البوذية بعد انفصالها عنهم، ثم التقطه مبتدعة المسلمين الأعاجم ثم العرب، أما في شرع الله فلا يكون الذكر – التلاوة والتسبيح والاستغفار والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – ديناً حتى يتحرك به اللسان والشفتان (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت به شفتـــاه) وميـــزانه قول الله تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} [الإسراء: 110] وكان الصحابة يسمعون تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم وذكره في كل صلاة.
5 – التمايل عند الذكر (وبخاصة تلاوة القرآن) أخذه مبتدعة المسلمين من اليهود الذين أخذوه من الوثنية البرهمية، ولا يزال الجميع متلبسين به.
6 – اللباس الديني المميز: اقتبسه مبتدعة المسلمين في العهد التركي من النصارى وهؤلاء من البوذيين، وإن تميز النصارى بالجبة السوداء للرجال والنساء، والبوذيون بالرداء الأصفر، والمسلمون بالطربوش والعمامة والجبّة الملونة للرجال.
7 – الرمز بالهلال للإسلام: ابتدعه جهلة المسلمين في العهود الفاطمية والمملوكية والتركية تقليداً لرمز النصارى بالصليب واليهود بالنجمة والشمعدان، وأول ظهور في الفــــن المعمــــاري الساساني الفارســــي – طبقـــــاً لما ذكــــــره د/ محمد القيسي في ( المساجد ) ص 26 عزواً لكتاب (العمارة في الإسلام) د/ كمال سامح ص 26 – ويستعمله النصارى اليوم في بعض رموزهم الدينية أيضاً.
8 – التعبد بترك التجارة يوم الجمعة: أخذها مبتدعة المسلمين في القرن الأخير من ابتداع النصارى ترك العمل يوم الأحد، وهؤلاء أخذوه من تحريم اليهود العمل يوم السبت، ولم يشرع الله ترك العمل إلا في وقت الصلاة وخطبة الجمعة، واصطفى الله دولة التوحيد والسنة للتميز بتنفيذه في جميع أوقات الصلاة.
9 – صخرة بيت المقدس: يخلط أكثر المسلمين اليوم بينها وبين مصلى المسجد الأقصى لأنها التي تظهر في الصور، ويصرف لها التعظيم والقداسة، وتنسج حولها الأساطير تقليداً لليهود، وتبني عليها القبة العظيمة.
يقول ابن تيمية رحمه الله – ت 728 – ( في الفتاوى جـ 27 ص 12،13،135): "لم يصلّ عندهم عمر رضي الله عنه، ولم يأتها عبدالله بن عمر رضي الله عنه عندما زارا المسجد الأقصى، و لا عظمها أحد من الصحابة أوالتابعين أو أئمة الدين، وإنما بنى عليها القبة عبد الملك بن مروان رحمه الله لصرف الناس عن الاجتماع بعبدالله بن الزبير رضي الله عنه في الحج، وهي قبلة منسوخة مثلها مثل يوم السبت كان عيداً لليهود فنسخ، ولا يجوز أن يخصه (أو يخصها) المسلمون بعبادة.
10- عزل النساء في المساجد بحائط، أو ساتر لا يرين الإمام، ولا من وراءه، وهذا من تنطع المتأخرين في هذا القرن.
11- ومثله عزل القرآن في دار القرآن.
12- ومثله نقل الإقامة والصلاة والخطبة بمكبرات الصوت دون ضرورة.
والخير في الاتباع والشر في الابتداع ولو هوته النفوس وصلحت النيات.
وصلى الله وسلم على محمد وآل محمد.
للشيخ سعد الحصين
http://www.saad-alhusayen.com/articles/83
http://www.saad-alhusayen.com/articles/83
تعليق