ومع انتشار البديل والتّبديل الفكري على شبكة المعلومات العالمية فلربما كان أشهر وأخطر مواقعه (الإسلام اليوم) الذي تحوّل إلى مؤسسة واسعة تستخدم أكثر وسائل الإعلام وتستدرج الشباب (المعلمين خاصة) إلى شبكتها (العنكبوتية) ليعينوهم على نشر ما يظنونه الحق. ويفهم الكثيرون من أهل الحديث من عنوان الموقع والمؤسسة ومن أكثر ما ينشر فيهما: العزم على نشر منهاج جديد للفقه يختلف عن منهاج السلف بحجة اختلاف الأزمان والأحوال يبتعد عمّا سماهُ سيد قطب تجاوز الله عنا وعنه: (فقه الأوراق) وهو الفقه في الدين كما عرفه الصحابة وجميع فقهاء القرون المفضلة ويوافق ما سماه سيد (فكر الحركة والواقع والموقف والمرحلة)، (وآخر ما اطلعت عليه من تأليف شَعْوذيِّ هذا الموقع والمؤسسة رسالة بعنوان: فقه الموقف).ولأن الموقع والمؤسسة لا يخرجان قيد أنملة عن فكر شعوذِّيهما المؤسِّس فلنأخذ منه نموذجًا؛ فيتبين لنا أنَّ أكثره شقشقة تصرف عن الفقه إلى الفكر، وعن سبيل المؤمنين إلى سبيل المفكرين (الإسلاميين بزعمهم)، وقد يصل بالمتلقِّي إلى الانتماء بالعصبية والتقليد إلى أغلال وعبودية الفِرقة والحزب والطائفة الفكرية المبتدعة، ولكنه لا يُقرِّبه أبدًا إلى منهاج النّبوّة والصّحبة والاتباع: في مقابلة أشبه بالدعائية والترويجية على موقع فكري مبتدع آخر (إسلام أُنْ لاين) أوصى شَعوَذي (إسلام اليوم) الفكري نفسه وغيره (بالانسجام النفسي، وصفاء النفس، والصفاء والنقاء القلبي)، وادّعى أنَّ نتيجة ذلك ربما بلغت (60% من زوال الخلافات بين المسلمين)، أما (40% الباقية فترجع إلى اختلافات في الرأي والاجتهاد تدعو الرُّوح النقيَّة والنفسية السليمة والقلوب الصافية إلى عدم الانشغال بها عن جوانب الاتفاق الكثيرة واعتبارها من باب التنوع والتعدد المقبول شرعًا) بأي ميزان نزن مقدمة الصفاء والنقاء والانسجام النفسي والقلبي والرّوحي؟ وبأي ميزان نزن نتيجة 60 و40%؟ أما الكتاب والسنة اللذين أشار إليها مرّة، وأما فقه الأئمة الأُول في الدين الذي لم يذكره ولو مرّة فلا أثر لمقدمته ولا نتيجته في الوحي ولا في الفقه فيه من أهله، بل هو الفكر والهوى الذي أُسِّس عليه الموقع والمؤسسة من أول يوم وهما فراشه وغطاؤه أبدًا. ولا أجدُ تنفيذًا لهذا الفكر المخالف للوحي والفقه في الدين إلا بهجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (بخاصة) مراعاة للنقاء والصفاء والانسجام النفسي والقلبي وأن تحكم هذه الصفات الخيالية علاقة السّنّي بالشيعي والدرزي والإسماعيلي، وعلاقة مُفرِد الله وحده بالعبادة مع وَثَنِيّ المقامات والمزارات ولمشاهد، وعلاقة المتّبع بالمبتدع والصوفي والخرافي. وعلى الولاء والبراء السلام. وأكد ذلك بردّهِ على سؤال عن ثلاثة من الدّعاة على غير منهاج النبوّة؛ بحجة (أن لهم أثرًا كبيرًا في طوائف من الشباب والفتيات... أما منهجهم فلا يضر لأن التخصص وارد) أعجب كيف يضل الفكر وصاحبه إلى هذا الحدِّ المخالف للشرع والعقل! إذا كان مجرد الأثر دليلًا على الهدى فإن لإبليس أثرًا بالغًا على أكثر أهل الأرض، بل المنهج هو معيار الحُكْم بالهدى أو الضلال فالهدى في منهاج النبوة وسنّة الخلفاء الراشدين ومن تبعهم في القرون المفضلة، والضلال في منهاج الفكر والهوى والظن قال الله تعالى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم:23]، وقال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
وقد أحسن مرّة فأجاب على سؤال عن حوادث التفجير والعنف بأنَّه [المفكر الإسلامي] (وجميع أهل العلم موقفهم واحد تجاه هذه الأحداث وهو الإدانة) ومع دعائي له بمزيد من التّوفيق إلى منهاج النبوة فإني لا أشك أنَّ فكره (وعصابته) كان من أوّل أسباب هذا الفساد ـ دون قصد منه فيما أظن ـ فإذا أُذن للفكر أن يزاحم الوحي والفقه، وإذا أُذن لمناهج البشر أن تزاحم منهاج النبوة فلن تكون النتيجة إلا شرًّا، وهو ـ هداه الله لأقرب من هذا رشدًا ـ في منهاجه بل في مقابلته هذه يوجب (ألاّ نسمح لأي طرف حكومي أو دعويّ أن يستأثر بالخطاب دون غيره)، ويخلط ـ هداه الله ـ بين (العلم) ويمكن قياسه بالوحي والفقه فيه من أهله الأُول ـ وبين (التجربة والرؤية والفهم) ولا زمام لها ولا خطام، ويمكن أن يدعيها ابن لادن والظواهري وأمثالهما، بل خصّ المنهج السلفي ـ وهو وحده الملتزم بالوحي والفقه فيه من أهله ـ بوجوب (المراجعة المستمرة والتغيير نحو الأفضل ومعايشة التّغيّرات) بحجة (أنَّ الشافعي وأحمد وابن تيمية وغيرهم من كبار أئمة السلف راجعوا مذاهبهم) ولعله لا يجَهَل أنَّ تغيير الحُكْم في جزئية صغيرة لا يعني تغيير ولا مراجعة المنهج القائم على النّص والفقه فيه من أهله (لا الفكر ولا أهله) فهذا المنهاج هو وحده الحق ولا يجوز تغييره ولا تبديله. دلّ الله الجميع على الحق وثبتهم عليه وأعاذهم من نزغات الشيطان ووسوسته ومن شر النفس وتسويلها. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
من مقال الشيخ اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى
وقد أحسن مرّة فأجاب على سؤال عن حوادث التفجير والعنف بأنَّه [المفكر الإسلامي] (وجميع أهل العلم موقفهم واحد تجاه هذه الأحداث وهو الإدانة) ومع دعائي له بمزيد من التّوفيق إلى منهاج النبوة فإني لا أشك أنَّ فكره (وعصابته) كان من أوّل أسباب هذا الفساد ـ دون قصد منه فيما أظن ـ فإذا أُذن للفكر أن يزاحم الوحي والفقه، وإذا أُذن لمناهج البشر أن تزاحم منهاج النبوة فلن تكون النتيجة إلا شرًّا، وهو ـ هداه الله لأقرب من هذا رشدًا ـ في منهاجه بل في مقابلته هذه يوجب (ألاّ نسمح لأي طرف حكومي أو دعويّ أن يستأثر بالخطاب دون غيره)، ويخلط ـ هداه الله ـ بين (العلم) ويمكن قياسه بالوحي والفقه فيه من أهله الأُول ـ وبين (التجربة والرؤية والفهم) ولا زمام لها ولا خطام، ويمكن أن يدعيها ابن لادن والظواهري وأمثالهما، بل خصّ المنهج السلفي ـ وهو وحده الملتزم بالوحي والفقه فيه من أهله ـ بوجوب (المراجعة المستمرة والتغيير نحو الأفضل ومعايشة التّغيّرات) بحجة (أنَّ الشافعي وأحمد وابن تيمية وغيرهم من كبار أئمة السلف راجعوا مذاهبهم) ولعله لا يجَهَل أنَّ تغيير الحُكْم في جزئية صغيرة لا يعني تغيير ولا مراجعة المنهج القائم على النّص والفقه فيه من أهله (لا الفكر ولا أهله) فهذا المنهاج هو وحده الحق ولا يجوز تغييره ولا تبديله. دلّ الله الجميع على الحق وثبتهم عليه وأعاذهم من نزغات الشيطان ووسوسته ومن شر النفس وتسويلها. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
من مقال الشيخ اتباع الدليل طاعة لله وابتداع البديل تحكيم للهوى
تعليق