سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يعلم كثيرا من الناس أنّ صفة الصلاة النبي صلى الله عليه و سلم كما هي مدوّنة في
السنة على اختلاف المذاهب ، هي في الأصل واحدة ، ولكن لمّا كثرت الأحاديث
الواردة في بيانها على مر الزمان ، لا أحد يستطيع أن يجزم أنّ هذه الصلاة هي التي
كان النبي صلى الله عليه و سلم يصليها بكلّ حذافرها و حركاتها الدقيقة ، ولا أصدق
من ذالك أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم ،في عصر الصحابة كانوا كثيرا ما
ينكرون صلاة الناس في المساجد لبعدها عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه و
سلم ،روى البخاري في كتاب الصلاة عن أم الدرداء ؛ قالت : "دخل علي أبو الدرداء
مغضبا ، فقلت له : ما لك ؟ فقال : والله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد إلا أنهم
يصلون جميعا ". فمابالكم في هذا العصر المتأخر من زماننا ، ولكن كما يقال (ما لا يدرك
كله لايترك جله ) لأنه (لا يمكننا أداؤها حتى الأداء - أو قريبا منه - إلا إذا علمنا صفة
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مفصلة وما فيها من : واجبات وآداب وهيئات وأدعية
وأذكار و لاربما لم نأتها كما ُأمِرْنَا به) {هذا كلام الألباني}، فلذلك إخواني أحببت أن أضع
بين أيديكم هذه الصفة التعبّديّة أثناء الصلاة كما ذكرها الشيخان الألباني و بن باز
رحمهم الله مع بعض الفوارق بينهما كل حسب أدلّتِه ، و قد أخذت من كتاب صفة صلاة
النبي صلى الله عليه و سلم للألباني و صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم لابن
باز (موقعه) ،و سأضع تلك الفوارق بلون مختلف لكل منهما .
و سأبدأ بكلام الألباني رحمه الله و أتبعه بابن بازرحمه الله .
استقبال الكعبة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض
والنفل وأمر صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( البخاري ومسلم ) ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر )
يسبغ الوضوء ، وهو أن يتوضأ كما أمره الله ؛ عملا بقوله سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقبل صلاة
بغير طهور)) وقوله صلى الله عليه وسلم للذي أساء صلاته : ((إذا قمت إلى
الصلاة فأسبغ الوضوء...))
- يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه .
السترة ووجوبها
كان يقول : ( لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن
معه القرين ) ( أبو داود والبزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
ويجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماما أو منفردا
النية
كان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )
قاصدا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لأن
النطق باللسان غير مشروع لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا
أصحابه رضي الله عنهم
التكبير
( الطبراني بإسناد صحيح ) ( إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء
مواضعه ثم يقول : الله أكبر )
( أبو داود والترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( مفتاح الصلاة
الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم )
يكبر تكبيرة الإحرام قائلا الله أكبر ناظرا ببصره إلى محل سجوده .
رفع اليدين
( البخاري وأبو داود وابن خزيمة ) و ( كان يرفع يديه تارة مع التكبير وتارة بعد التكبير
وتارة قبله ) ( أبو داود وابن خزيمة ) كان يرفعهما ممدودة الأصابع [ لا يفرج بينها ولا
يضمها ] ) ( البخاري وأبو داود ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه وربما كان يرفعهما حتى
يحاذي بهما [ فروع ] أذنيه )
يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه .
وضع اليمنى على اليسرى
( مسلم وأبو داود ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى )
و يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفه اليسرى لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وضعهما على الصدر
( أبو داود وابن خزيمة في صحيحه ) و ( كان يضعهما على الصدر )
يضع يديه على صدره ،
النظر إلى موضع السجود والخشوع
"( البيهقي والحاكم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره
نحو الأرض ) ( البيهقي والحاكم وصححه ) و ( لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع
سجوده حتى خرج منها )
ناظرا ببصره إلى محل سجوده .
أدعية الاستفتاح
( البخاري ومسلم ) ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من
خطاياي بالماء والثلج والبرد ) وكان يقوله في الفرض .
يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم
اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد . . وإن شاء قال بدلا من ذلك : سبحانك اللهم
وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا الله غيرك ، وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات
الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس
يستعيذ بالله تعالى
( أبو داود وابن ماجه والدارقطني ) ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه
ونفثه )
ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة آية آية
( أبو داود والسهمي ) ( ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية آية : بسم الله الرحمن الرحيم [
ثم يقف ثم يقول : ] الحمد لله رب العالمين [ ثم يقف ثم يقول : ] الرحمن الرحيم [ ثم
يقف ثم يقول : ] مالك يوم الدين وهكذا إلى آخر السورة وكذلك كانت قراءته كلها يقف
على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها
ويقرأ سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم : ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة
الكتاب))
التأمين وجهر الإمام به
( البخاري ومسلم ) وكان يأمر المقتدين بالتأمين بعيد تأمين الإمام فيقول : ( إذا قال
الإمام : غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين [ فإن الملائكة تقول : آمين وإن
الإمام يقول : آمين ]
ويقول بعدها آمين جهرا في الصلاة الجهرية
قراءته صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها وكان يطيلها أحيانا ويقصرها
أحيانا لعارض سفر أو سعال أو مرض أو بكاء صبي
ثم يقرأ ما تيسر من القرآن.
الركوع
( ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ) ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج
بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه )
( الترمذي وصححه ابن خزيمة ) و ( كان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه )
( البيهقي بسند صحيح والبخاري ) و ( كان إذا ركع بسط ظهره وسواه ) حتى لو صب
عليه الماء لاستقر )
يركع مكبرا رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه جاعلا رأسه حيال ظهره واضعا يديه
على ركبتيه مفرقا أصابعه ويطمئن في ركوعه
أذكار الركوع
( صحيح ) ( سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثا )
( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي . وكان يكثر - منه - في
ركوعه وسجوده يتأول القرآن )
( النسائي بسند صحيح ) اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت [ أنت ربي ] خشع
لك سمعي وبصري ومخي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استقلت به
قدمي لله رب العالمين ] )
ويقول : سبحان ربي العظيم ، والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ويستحب أن يقول مع
ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي .
الاعتدال من الركوع وما يقول فيه
ثم يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما )
( البخاري وأبو داود ) وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يقول وهو قائم : ( ربنا [ و ] لك الحمد )
( ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه [مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ] )
(( و لست أشك في أن وضع اليدين على الصدر في هذا القيام ( يعني بعد الرفع من
الركوع) بدعة ضلالة , لأنه لم يردمطلقا في شيء من أحاديث الصلاة _ وما أكثرها _,
ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم ))
يرفع رأسه من الركوع رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلا : سمع الله لمن حمده
إن كان إماما أو منفردا ، ويقول حال قيامه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ، أما إن كان
مأموما فإنه يقول عند الرفع : ربنا ولك الحمد إلى آخر ما تقدم ، ويستحب أن يضع كل
منهما - أي الإمام والمأموم - يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع لثبوت ما
يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل ابن حجر وسهل بن
سعد رضي الله عنهما .
الخرور إلى السجود
( ابن خزيمة والدارقطني ) و ( كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه )
( أبو داود ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع
يديه قبل ركبتيه.
_________
_يسجد مكبرا واضعا ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل
ركبتيه و ( كان يعتمد على كفيه [ ويبسطهما ] ) . ويضم أصابعهما . ويوجهها إلى
القبلة ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) أبو داود
والترمذي .
وأحيانا ( حذو أذنيه )
وكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين )
( صحيح ) و ( كان يمكن أيضا ركبتيه وأطراف قدميه ) . و ( يستقبل [ بصدور قدميه و ]
بأطراف أصابعهما القبلة ) و ( يرص عقبيه ) . و ( ينصب رجليه ) و ( أمر به ) وكان يفتح
أصابعهما .
مستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبلة ضاما أصابع يديه ويسجد على أعضائه السبعة :
الجبهة مع الأنف ، واليدين ، والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين
الأدعية في السجود و صفته
( صحيح ) ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثا )
( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي )
وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك..
. ويقول : سبحان ربي الأعلى ، ويكرر ذلك ثلاثا أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك :
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله
عليه وسلم : ((أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن
يستجاب لكم)) ويسأل ربه من خير الدنيا والآخرة سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ،
ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن
الأرض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم
ذراعيه انبساط الكلب))..
الرفع من السجود
كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا
ثم ( يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [ مطمئنا ]
( البخاري والبيهقي ) و ( كان ينصب رجله اليمنى )
( النسائي بسند صحيح ) و ( يستقبل بأصابعها القبلة )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان - أحيانا - يقعي [ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه ] )
يرفع رأسه مكبرا ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه
علو فخذيه وركبتيه
الأذكار بين السجدتين
( أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( اللهم ( وفي لفظ :
رب ) اغفر لي وارحمني [ واجبرني ] [ وارفعني ] واهدني - [ وعافني ] وارزقني ).
ويقول : رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني ، ويطمئن في هذا الجلوس .
جلسة الاستراحة
( البخاري وأبو داود ) ثم ( يستوي قاعدا [ على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل
عظم إلى موضعه ] )
يرفع رأسه مكبرا ويجلس جلسة خفيفة كالجلسة بين السجدتين وتسمى جلسة
الاستراحة ، وهي مستحبة وإن تركها فلا حرج وليس فيها ذكر ولا دعاء
النهوض إلى الركعة
( الشافعي والبخاري ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى
الركعة الثانية ) ( أبو إسحاق ) و ( كان يعجن في الصلاة :يعتمد على يديه إذا قام)
ثم ينهض قائما إلى الركعة الثانية معتمدا على ركبتيه إن تيسرذلك وإن شق عليه
اعتمد على الأرض
جلسة التشهد
( النسائي بسند صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من
الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح ( جلس مفترشا )
( البخاري وأبو داود ) ( كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك ( يجلس في التشهد
الأول ) من الثلاثية أو الرباعية .
( ونهاني خليلي صلى الله عليه وسلم عن إقعاء كإقعاء الكلب )
و ( كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليمنى على فخذه ( وفي رواية : ركبته )
اليمنى ووضع كفه اليسرى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليسرى [ باسطها
عليها ] ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى )
إذا كانت الصلاة ثنائية أي ركعتين كصلاة الفجر والجمعة والعيد جلس بعد رفعه من
السجدة الثانية ناصبا رجله اليمنى مفترشا رجله اليسرى واضعا يده اليمنى على فخذه
اليمنى
تحريك الإصبع في التشهد
( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع
كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
قابضا أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد وإن قبض الخنصر والبنصر من يده
وحلق إبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فحسن لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ويضع يده اليسرى على فخذه
اليسرى وركبته ،
صيغ التشهد
( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين [ فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء
والأرض ] أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) [ وهو بين ظهرانينا
فلما قبض قلنا : السلام على النبي
( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على [
إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام
عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد )
الدعاء قبل السلام وأنواعه
( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح
الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )
( مسلم وأبو عوانة ) وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :
( اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به
مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )
ويستعيذ بالله من أربع فيقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر
ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، ثم يدعو بما شاء من خير الدنيا
والآخرة ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس سواء كانت الصلاة فريضة
أو نافلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود لما علمه
التشهد : ((ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو))وفي لفظ آخر : ((ثم ليتخير بعد من
المسألة ما شاء)) وهذا يعم جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة
التسليم
ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [
حتى يرى بياض خده الأيمن ] وعن يساره : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى
بياض خده الأيسر ] )
ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم
ورحمة الله
هذا و صلي اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يعلم كثيرا من الناس أنّ صفة الصلاة النبي صلى الله عليه و سلم كما هي مدوّنة في
السنة على اختلاف المذاهب ، هي في الأصل واحدة ، ولكن لمّا كثرت الأحاديث
الواردة في بيانها على مر الزمان ، لا أحد يستطيع أن يجزم أنّ هذه الصلاة هي التي
كان النبي صلى الله عليه و سلم يصليها بكلّ حذافرها و حركاتها الدقيقة ، ولا أصدق
من ذالك أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم ،في عصر الصحابة كانوا كثيرا ما
ينكرون صلاة الناس في المساجد لبعدها عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه و
سلم ،روى البخاري في كتاب الصلاة عن أم الدرداء ؛ قالت : "دخل علي أبو الدرداء
مغضبا ، فقلت له : ما لك ؟ فقال : والله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد إلا أنهم
يصلون جميعا ". فمابالكم في هذا العصر المتأخر من زماننا ، ولكن كما يقال (ما لا يدرك
كله لايترك جله ) لأنه (لا يمكننا أداؤها حتى الأداء - أو قريبا منه - إلا إذا علمنا صفة
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مفصلة وما فيها من : واجبات وآداب وهيئات وأدعية
وأذكار و لاربما لم نأتها كما ُأمِرْنَا به) {هذا كلام الألباني}، فلذلك إخواني أحببت أن أضع
بين أيديكم هذه الصفة التعبّديّة أثناء الصلاة كما ذكرها الشيخان الألباني و بن باز
رحمهم الله مع بعض الفوارق بينهما كل حسب أدلّتِه ، و قد أخذت من كتاب صفة صلاة
النبي صلى الله عليه و سلم للألباني و صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم لابن
باز (موقعه) ،و سأضع تلك الفوارق بلون مختلف لكل منهما .
و سأبدأ بكلام الألباني رحمه الله و أتبعه بابن بازرحمه الله .
استقبال الكعبة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض
والنفل وأمر صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( البخاري ومسلم ) ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر )
يسبغ الوضوء ، وهو أن يتوضأ كما أمره الله ؛ عملا بقوله سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقبل صلاة
بغير طهور)) وقوله صلى الله عليه وسلم للذي أساء صلاته : ((إذا قمت إلى
الصلاة فأسبغ الوضوء...))
- يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه .
السترة ووجوبها
كان يقول : ( لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن
معه القرين ) ( أبو داود والبزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
ويجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماما أو منفردا
النية
كان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )
قاصدا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لأن
النطق باللسان غير مشروع لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا
أصحابه رضي الله عنهم
التكبير
( الطبراني بإسناد صحيح ) ( إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء
مواضعه ثم يقول : الله أكبر )
( أبو داود والترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( مفتاح الصلاة
الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم )
يكبر تكبيرة الإحرام قائلا الله أكبر ناظرا ببصره إلى محل سجوده .
رفع اليدين
( البخاري وأبو داود وابن خزيمة ) و ( كان يرفع يديه تارة مع التكبير وتارة بعد التكبير
وتارة قبله ) ( أبو داود وابن خزيمة ) كان يرفعهما ممدودة الأصابع [ لا يفرج بينها ولا
يضمها ] ) ( البخاري وأبو داود ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه وربما كان يرفعهما حتى
يحاذي بهما [ فروع ] أذنيه )
يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه .
وضع اليمنى على اليسرى
( مسلم وأبو داود ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى )
و يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفه اليسرى لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وضعهما على الصدر
( أبو داود وابن خزيمة في صحيحه ) و ( كان يضعهما على الصدر )
يضع يديه على صدره ،
النظر إلى موضع السجود والخشوع
"( البيهقي والحاكم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره
نحو الأرض ) ( البيهقي والحاكم وصححه ) و ( لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع
سجوده حتى خرج منها )
ناظرا ببصره إلى محل سجوده .
أدعية الاستفتاح
( البخاري ومسلم ) ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من
خطاياي بالماء والثلج والبرد ) وكان يقوله في الفرض .
يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم
اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد . . وإن شاء قال بدلا من ذلك : سبحانك اللهم
وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا الله غيرك ، وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات
الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس
يستعيذ بالله تعالى
( أبو داود وابن ماجه والدارقطني ) ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه
ونفثه )
ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة آية آية
( أبو داود والسهمي ) ( ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية آية : بسم الله الرحمن الرحيم [
ثم يقف ثم يقول : ] الحمد لله رب العالمين [ ثم يقف ثم يقول : ] الرحمن الرحيم [ ثم
يقف ثم يقول : ] مالك يوم الدين وهكذا إلى آخر السورة وكذلك كانت قراءته كلها يقف
على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها
ويقرأ سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم : ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة
الكتاب))
التأمين وجهر الإمام به
( البخاري ومسلم ) وكان يأمر المقتدين بالتأمين بعيد تأمين الإمام فيقول : ( إذا قال
الإمام : غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين [ فإن الملائكة تقول : آمين وإن
الإمام يقول : آمين ]
ويقول بعدها آمين جهرا في الصلاة الجهرية
قراءته صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها وكان يطيلها أحيانا ويقصرها
أحيانا لعارض سفر أو سعال أو مرض أو بكاء صبي
ثم يقرأ ما تيسر من القرآن.
الركوع
( ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ) ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج
بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه )
( الترمذي وصححه ابن خزيمة ) و ( كان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه )
( البيهقي بسند صحيح والبخاري ) و ( كان إذا ركع بسط ظهره وسواه ) حتى لو صب
عليه الماء لاستقر )
يركع مكبرا رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه جاعلا رأسه حيال ظهره واضعا يديه
على ركبتيه مفرقا أصابعه ويطمئن في ركوعه
أذكار الركوع
( صحيح ) ( سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثا )
( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي . وكان يكثر - منه - في
ركوعه وسجوده يتأول القرآن )
( النسائي بسند صحيح ) اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت [ أنت ربي ] خشع
لك سمعي وبصري ومخي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استقلت به
قدمي لله رب العالمين ] )
ويقول : سبحان ربي العظيم ، والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ويستحب أن يقول مع
ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي .
الاعتدال من الركوع وما يقول فيه
ثم يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما )
( البخاري وأبو داود ) وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يقول وهو قائم : ( ربنا [ و ] لك الحمد )
( ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه [مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ] )
(( و لست أشك في أن وضع اليدين على الصدر في هذا القيام ( يعني بعد الرفع من
الركوع) بدعة ضلالة , لأنه لم يردمطلقا في شيء من أحاديث الصلاة _ وما أكثرها _,
ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم ))
يرفع رأسه من الركوع رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلا : سمع الله لمن حمده
إن كان إماما أو منفردا ، ويقول حال قيامه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ، أما إن كان
مأموما فإنه يقول عند الرفع : ربنا ولك الحمد إلى آخر ما تقدم ، ويستحب أن يضع كل
منهما - أي الإمام والمأموم - يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع لثبوت ما
يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل ابن حجر وسهل بن
سعد رضي الله عنهما .
الخرور إلى السجود
( ابن خزيمة والدارقطني ) و ( كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه )
( أبو داود ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع
يديه قبل ركبتيه.
_________
_يسجد مكبرا واضعا ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل
ركبتيه و ( كان يعتمد على كفيه [ ويبسطهما ] ) . ويضم أصابعهما . ويوجهها إلى
القبلة ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) أبو داود
والترمذي .
وأحيانا ( حذو أذنيه )
وكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين )
( صحيح ) و ( كان يمكن أيضا ركبتيه وأطراف قدميه ) . و ( يستقبل [ بصدور قدميه و ]
بأطراف أصابعهما القبلة ) و ( يرص عقبيه ) . و ( ينصب رجليه ) و ( أمر به ) وكان يفتح
أصابعهما .
مستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبلة ضاما أصابع يديه ويسجد على أعضائه السبعة :
الجبهة مع الأنف ، واليدين ، والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين
الأدعية في السجود و صفته
( صحيح ) ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثا )
( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي )
وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك..
. ويقول : سبحان ربي الأعلى ، ويكرر ذلك ثلاثا أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك :
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله
عليه وسلم : ((أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن
يستجاب لكم)) ويسأل ربه من خير الدنيا والآخرة سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ،
ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن
الأرض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم
ذراعيه انبساط الكلب))..
الرفع من السجود
كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا
ثم ( يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [ مطمئنا ]
( البخاري والبيهقي ) و ( كان ينصب رجله اليمنى )
( النسائي بسند صحيح ) و ( يستقبل بأصابعها القبلة )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان - أحيانا - يقعي [ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه ] )
يرفع رأسه مكبرا ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه
علو فخذيه وركبتيه
الأذكار بين السجدتين
( أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( اللهم ( وفي لفظ :
رب ) اغفر لي وارحمني [ واجبرني ] [ وارفعني ] واهدني - [ وعافني ] وارزقني ).
ويقول : رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني ، ويطمئن في هذا الجلوس .
جلسة الاستراحة
( البخاري وأبو داود ) ثم ( يستوي قاعدا [ على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل
عظم إلى موضعه ] )
يرفع رأسه مكبرا ويجلس جلسة خفيفة كالجلسة بين السجدتين وتسمى جلسة
الاستراحة ، وهي مستحبة وإن تركها فلا حرج وليس فيها ذكر ولا دعاء
النهوض إلى الركعة
( الشافعي والبخاري ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى
الركعة الثانية ) ( أبو إسحاق ) و ( كان يعجن في الصلاة :يعتمد على يديه إذا قام)
ثم ينهض قائما إلى الركعة الثانية معتمدا على ركبتيه إن تيسرذلك وإن شق عليه
اعتمد على الأرض
جلسة التشهد
( النسائي بسند صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من
الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح ( جلس مفترشا )
( البخاري وأبو داود ) ( كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك ( يجلس في التشهد
الأول ) من الثلاثية أو الرباعية .
( ونهاني خليلي صلى الله عليه وسلم عن إقعاء كإقعاء الكلب )
و ( كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليمنى على فخذه ( وفي رواية : ركبته )
اليمنى ووضع كفه اليسرى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليسرى [ باسطها
عليها ] ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى )
إذا كانت الصلاة ثنائية أي ركعتين كصلاة الفجر والجمعة والعيد جلس بعد رفعه من
السجدة الثانية ناصبا رجله اليمنى مفترشا رجله اليسرى واضعا يده اليمنى على فخذه
اليمنى
تحريك الإصبع في التشهد
( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع
كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
قابضا أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد وإن قبض الخنصر والبنصر من يده
وحلق إبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فحسن لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ويضع يده اليسرى على فخذه
اليسرى وركبته ،
صيغ التشهد
( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين [ فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء
والأرض ] أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) [ وهو بين ظهرانينا
فلما قبض قلنا : السلام على النبي
( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على [
إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام
عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد )
الدعاء قبل السلام وأنواعه
( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح
الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )
( مسلم وأبو عوانة ) وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :
( اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به
مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )
ويستعيذ بالله من أربع فيقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر
ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، ثم يدعو بما شاء من خير الدنيا
والآخرة ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس سواء كانت الصلاة فريضة
أو نافلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود لما علمه
التشهد : ((ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو))وفي لفظ آخر : ((ثم ليتخير بعد من
المسألة ما شاء)) وهذا يعم جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة
التسليم
ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [
حتى يرى بياض خده الأيمن ] وعن يساره : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى
بياض خده الأيسر ] )
ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم
ورحمة الله
هذا و صلي اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته