معرفة البدعة وأثرها السيئ في المسلمين الجزء الاول
هذا الفصل في غاية الأهمية لكونه يبين السبب الحقيقي الذي فرق الأمة ألا وهو البدع. سنبحث فيه المواضيع الآتية:-
تعريف البدعة وأنواعها.
* حكم البدع.
* أقسام البدع0
* أسباب البدع0
* ضوابط معرفة البدع0
* خطورة البدع0
* موقف السلف من المبتدعين0
* ضوابط هجر المبتدع0
* حكم تقسيم البدع إلى خمسة أنواع.
* حكم تقسيم البدع إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة0
أولاً: تعريف البدعة وأقسامها
لغة"[1]": (ب د ع) أبدع الشيء اخترعه لاعلى مثال والله بديع السماوات والأرض أي مبدعهما و البديع المبتدع و المبتدع أيضا و البديع أيضا الزق وفي الحديث [إن تهامة كبديع العسل حلو أوله حلو آخره] شبهها بزق العسل لأنه لا يتغير بخلاف اللبن وأبدع الشاعر جاء بالبديع وشيء بدع بالكسر أي مبتدع وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ}الأحقاف.9 والبدعة الحدث في الدين بعد الإكمال واستبدعه عده بديعاً و بدعه تبديعاً نسبه إلى البدعة.
وقال في لسان العرب"[2]": بدع بدع الشيء يبدعه بدعاً وابتدعه أنشأه وبدأه و بدع الركية استنبطها وأحدثها وركي بديع حديثة الحفر والبديع والبدع الشيء الذي يكون أولاً وفي التنزيل{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ} أي ما كنت أول من أرسل قد أرسل قبلي رسل كثير والبدعة الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال0
اصطلاحاً: البدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
اختار هذا التعريف الإمام الشاطبي في الاعتصام 0
ثانيا:أقسام البدع
أ. البدع الحقيقية: وهي التي لم يدل عليها دليل شرعي ولا سنة ولا أجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل.
ذكره الإمام الشاطبي في الاعتصام."[3]"ومثال البدع الحقيقية المنتشرة في بلادنا إطلاق النار في إتباع الجنائز، إقامة المآتم، إقامة الموالد للنبي ق وبعض الصالحين0
ب. البدعة الإضافية : هي التي لها شائبتان.
أحداهما: لها من الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة.
والأخرى: ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية.
والفرق بينهما في المعنى إن الدليل من جهة الأصل قائم ومن جهة الكيفية أوالأحوال أوالتفاصيل لم يقم عليها، مع إنها محتاجة إليه، لأن الغالب وقوعها في التعبدات لا في العاديات المحضة.
وعليه فان البدعة الحقيقية أعظم وزراً لأنها مخالفة للسنة وخروج ظاهركالقول بالقدر والتحسين والتقبيح وإنكار خبر الواحد وإنكار الإجماع والقول بالأمام المعصوم وما أشبه ذلك.
قال الشيخ محمد أحمد العدوي."[4]" :والبدعة الإضافية مثار الخلاف بين المتكلمين في السنن والبدع وله أمثلة كثيرة:-
1. صلاة الرغائب وهي اثنتا عشرة ركعة من أول رجب .
2. الصلوات بعد الأذان مع رفع الصوت وجعلها بمنزلة ألفاظ الأذان.
3. التأذين للعيدين.
4. الاستغفار مع رفع الصوت بصورة مجتمعة بعد الصلاة.
5. الأذان يوم الجمعة داخل المسجد.
6. تخصيص يوم لم يخصه الشارع بصوم.
وعلى هذا فالبدعة الإضافية قد تكون في الكيفية أو تخصيص زمان أو مكان بعبادة0
ثالثاً: حكم البدع في الدين
ان البدع محرمة لانها ضلالة قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21) والبدع تشريع لم يأذن به الله تعالى0
وقال عليه الصلاة والسلام "كل بدعة ضلالة" وإذا كانت ضلالة فهي محرمة0
وقد أطال الشاطبي رحمه الله في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة في ذم البدع وكذلك أقوال السلف في ذمها.
رابعاً: ضوابط معرفة البدع"[5]"
قال الشيخ ألالباني رحمه الله : إن البدعة المنصوص على ضلالتها من الشارع هي
* كل ما عارض السنة من الأقوال أو الأفعال أو العقائد ولو كانت عن اجتهاد.
* كل ما يتقرب إلى الله به وقد نهى عنه رسول الله ق.
* كل أمر لا يمكن أن يشرع إلا بنص أو توقيف ولا نص عليه فهو بدعة إلا
ماكان عن صحابي تكرر ذلك العمل منه دون نكير.
* ما الصق بالعبادة من عادات الكفار.
* ما نص على استحبابه بعض العلماء سيما المتأخرين منهم ولا دليل عليه .
* كل عبادة لم تأت كيفيتها إلا في حديث ضعيف أو موضوع
* الغلو في العبادة.
* كل عباده أطلقها الشارع وقيدها الناس ببعض القيود مثل المكان أو الزمان أو صفة أو عدد.
* عادات وخرافات لا يدل عليه شرع ولا يشهد لها عقل وان عمل بها بعض الجهّال واتخذوها شرعة ولم يعدموا من يؤيديهم ولو في بعض ذلك من يدعي العلم ويتزين بزيهم.
* حكم البدع.
* أقسام البدع0
* أسباب البدع0
* ضوابط معرفة البدع0
* خطورة البدع0
* موقف السلف من المبتدعين0
* ضوابط هجر المبتدع0
* حكم تقسيم البدع إلى خمسة أنواع.
* حكم تقسيم البدع إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة0
أولاً: تعريف البدعة وأقسامها
لغة"[1]": (ب د ع) أبدع الشيء اخترعه لاعلى مثال والله بديع السماوات والأرض أي مبدعهما و البديع المبتدع و المبتدع أيضا و البديع أيضا الزق وفي الحديث [إن تهامة كبديع العسل حلو أوله حلو آخره] شبهها بزق العسل لأنه لا يتغير بخلاف اللبن وأبدع الشاعر جاء بالبديع وشيء بدع بالكسر أي مبتدع وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ}الأحقاف.9 والبدعة الحدث في الدين بعد الإكمال واستبدعه عده بديعاً و بدعه تبديعاً نسبه إلى البدعة.
وقال في لسان العرب"[2]": بدع بدع الشيء يبدعه بدعاً وابتدعه أنشأه وبدأه و بدع الركية استنبطها وأحدثها وركي بديع حديثة الحفر والبديع والبدع الشيء الذي يكون أولاً وفي التنزيل{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ} أي ما كنت أول من أرسل قد أرسل قبلي رسل كثير والبدعة الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال0
اصطلاحاً: البدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
اختار هذا التعريف الإمام الشاطبي في الاعتصام 0
ثانيا:أقسام البدع
أ. البدع الحقيقية: وهي التي لم يدل عليها دليل شرعي ولا سنة ولا أجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل.
ذكره الإمام الشاطبي في الاعتصام."[3]"ومثال البدع الحقيقية المنتشرة في بلادنا إطلاق النار في إتباع الجنائز، إقامة المآتم، إقامة الموالد للنبي ق وبعض الصالحين0
ب. البدعة الإضافية : هي التي لها شائبتان.
أحداهما: لها من الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة.
والأخرى: ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية.
والفرق بينهما في المعنى إن الدليل من جهة الأصل قائم ومن جهة الكيفية أوالأحوال أوالتفاصيل لم يقم عليها، مع إنها محتاجة إليه، لأن الغالب وقوعها في التعبدات لا في العاديات المحضة.
وعليه فان البدعة الحقيقية أعظم وزراً لأنها مخالفة للسنة وخروج ظاهركالقول بالقدر والتحسين والتقبيح وإنكار خبر الواحد وإنكار الإجماع والقول بالأمام المعصوم وما أشبه ذلك.
قال الشيخ محمد أحمد العدوي."[4]" :والبدعة الإضافية مثار الخلاف بين المتكلمين في السنن والبدع وله أمثلة كثيرة:-
1. صلاة الرغائب وهي اثنتا عشرة ركعة من أول رجب .
2. الصلوات بعد الأذان مع رفع الصوت وجعلها بمنزلة ألفاظ الأذان.
3. التأذين للعيدين.
4. الاستغفار مع رفع الصوت بصورة مجتمعة بعد الصلاة.
5. الأذان يوم الجمعة داخل المسجد.
6. تخصيص يوم لم يخصه الشارع بصوم.
وعلى هذا فالبدعة الإضافية قد تكون في الكيفية أو تخصيص زمان أو مكان بعبادة0
ثالثاً: حكم البدع في الدين
ان البدع محرمة لانها ضلالة قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21) والبدع تشريع لم يأذن به الله تعالى0
وقال عليه الصلاة والسلام "كل بدعة ضلالة" وإذا كانت ضلالة فهي محرمة0
وقد أطال الشاطبي رحمه الله في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة في ذم البدع وكذلك أقوال السلف في ذمها.
رابعاً: ضوابط معرفة البدع"[5]"
قال الشيخ ألالباني رحمه الله : إن البدعة المنصوص على ضلالتها من الشارع هي
* كل ما عارض السنة من الأقوال أو الأفعال أو العقائد ولو كانت عن اجتهاد.
* كل ما يتقرب إلى الله به وقد نهى عنه رسول الله ق.
* كل أمر لا يمكن أن يشرع إلا بنص أو توقيف ولا نص عليه فهو بدعة إلا
ماكان عن صحابي تكرر ذلك العمل منه دون نكير.
* ما الصق بالعبادة من عادات الكفار.
* ما نص على استحبابه بعض العلماء سيما المتأخرين منهم ولا دليل عليه .
* كل عبادة لم تأت كيفيتها إلا في حديث ضعيف أو موضوع
* الغلو في العبادة.
* كل عباده أطلقها الشارع وقيدها الناس ببعض القيود مثل المكان أو الزمان أو صفة أو عدد.
* عادات وخرافات لا يدل عليه شرع ولا يشهد لها عقل وان عمل بها بعض الجهّال واتخذوها شرعة ولم يعدموا من يؤيديهم ولو في بعض ذلك من يدعي العلم ويتزين بزيهم.
خامساً: أسباب البدع""[6]"
قال الشيخ الفوزان حفظه الله: ألاسباب التي ادت الى ظهورالبدع في الدين تتلخص في الأمورالتالية:- الأول/ الجهل بأحكام الدين الثاني/ أتباع الهوى الثالث/ التعصب للآراء والأشخاص الرابع/التشبه بالكفار
سادساً: خطورة البدع
أ. إنها سبب للتفرق. قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
أ.وقال عليه الصلاة والسلام (من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنـتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين) رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني رحمه الله. وهذين النصين فيهما دلالة واضحة انه من ترك السنة فقد جانب الصراط المستقيم ومن أعظم أسباب مجانبة الصراط هي البدع المهلكات.
ب. سبب للخروج من الدين. قال تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21) وقال عليه الصلاة والسلام في الخوارج " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " رواه البخاري.
قال ابراهيم النخعي:(لاتجالس أهل الأهواء فأن مجالستهم تذهب بنور الأيمان من القلوب"[7]" وكان السلف يقولون( البدعة بريد الكفر).
جـ. إن البدعة سبب لتغير الدين وما تغيرت وتبدلت الأديان السابقة الأ بالبدع حتى أصبحت ديناً.
قال تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً)(المائدة:الآية3). ولسان حال المبتدع يقول إن الشريعة ناقصة فلذلك يجب استدراكها وما من بدعة تحدث الأ أماتت مكانها سنة.
د. ان البدع سبب لحرب السنة وأهلها. فأول البدع ظهرت بدعة السبئية فكانت سبب أن حمل السيف لقتل الصحابة. وكانت بدعة الرفض سبب لحرب السنة وهكذا من يتطلع إلى التاريخ يرى أن عدو أهل السنة هم أهل البدع0
هـ. سبب لعدم قبول العبادة. لأن العبادة لا تقبل حتى تكون خالصة لوجه الله تعالى وعلى شريعته كما قال تعالى(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110)
وقال عليه الصلاة والسلام "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد "رواه البخاري.
سابعاً: موقف السلف من أهل البدع "*"
1. عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه وقال إنا عبد الله عمر فجعل له ضرباً حتى دمي رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.( سنن الدارمي ج1/ص66رقم "144")
2. قال فضيل ابن عياض رحمه الله من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة. وقال: لا تجلس مع صاحب بدعة فاني أخاف أن تنزل عليك اللعنة"[8]". قال الإمام احمد بن حنبل ت241 هـ ، تجنبوا أصحاب الجدال والكلام عليكم بالسنن وماكان عليه أهل العلم قبلكم فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض في أهل البدع والجلوس معهم وإنما السلامة في ترك هذا"[9]".
3. قال الإمام إسماعيل بن يحيى المزني ت : 264 هـ في رسالته(شرح السنة): والإمساك عن تكفير أهل القبلة والبراءة منهم فيما أحدثوا ما لم يبتدعوا ضلالاً فمن ابتدع منهم ضلالاً كان من أهل القبلة خارجاً ومن الدين مارقاً ويتقرب إلى الله بالبراءة منه.
4. قول الإمام أبي بكر بن الحسين الاجري ت0 36 : ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب(الشريعة) أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية وكل من ينسب إلى المعتزلة وجميع الروافض وجميع النواصب وكل من نسبه أئمة المسلمين انه مبتدع بدعه ضلالة وصح عنه ذلك وذلك فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه ولا يجالس ولا يصلي خلفه ولا يزوج ولا يتزوج إليه من عرفه ولا يشاركه ولا يعامله ولا يناظره ولا يجادله بل يذله بالهوان له."[10]"
5. ولقد تضافرت الأقوال عن أهل العلم في التحذير من أهل البدع كابن بطه في كتاب الإبانة والإمام أبي محمد عثمان الصابوني في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث وقول الإمام السمعاني والإمام البغوي وابن قدامه والقرطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشاطبي ومحمد بن عبد الوهاب والشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ مقبل بن هادي الوادعي والشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع بن هادي ألمدخلي. وهذا هو منهج السلف من العلماء في البراءة من أهل البدع.
قال الشيخ الفوزان حفظه الله: ألاسباب التي ادت الى ظهورالبدع في الدين تتلخص في الأمورالتالية:- الأول/ الجهل بأحكام الدين الثاني/ أتباع الهوى الثالث/ التعصب للآراء والأشخاص الرابع/التشبه بالكفار
سادساً: خطورة البدع
أ. إنها سبب للتفرق. قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
أ.وقال عليه الصلاة والسلام (من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنـتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين) رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني رحمه الله. وهذين النصين فيهما دلالة واضحة انه من ترك السنة فقد جانب الصراط المستقيم ومن أعظم أسباب مجانبة الصراط هي البدع المهلكات.
ب. سبب للخروج من الدين. قال تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21) وقال عليه الصلاة والسلام في الخوارج " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " رواه البخاري.
قال ابراهيم النخعي:(لاتجالس أهل الأهواء فأن مجالستهم تذهب بنور الأيمان من القلوب"[7]" وكان السلف يقولون( البدعة بريد الكفر).
جـ. إن البدعة سبب لتغير الدين وما تغيرت وتبدلت الأديان السابقة الأ بالبدع حتى أصبحت ديناً.
قال تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً)(المائدة:الآية3). ولسان حال المبتدع يقول إن الشريعة ناقصة فلذلك يجب استدراكها وما من بدعة تحدث الأ أماتت مكانها سنة.
د. ان البدع سبب لحرب السنة وأهلها. فأول البدع ظهرت بدعة السبئية فكانت سبب أن حمل السيف لقتل الصحابة. وكانت بدعة الرفض سبب لحرب السنة وهكذا من يتطلع إلى التاريخ يرى أن عدو أهل السنة هم أهل البدع0
هـ. سبب لعدم قبول العبادة. لأن العبادة لا تقبل حتى تكون خالصة لوجه الله تعالى وعلى شريعته كما قال تعالى(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110)
وقال عليه الصلاة والسلام "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد "رواه البخاري.
سابعاً: موقف السلف من أهل البدع "*"
1. عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه وقال إنا عبد الله عمر فجعل له ضرباً حتى دمي رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.( سنن الدارمي ج1/ص66رقم "144")
2. قال فضيل ابن عياض رحمه الله من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة. وقال: لا تجلس مع صاحب بدعة فاني أخاف أن تنزل عليك اللعنة"[8]". قال الإمام احمد بن حنبل ت241 هـ ، تجنبوا أصحاب الجدال والكلام عليكم بالسنن وماكان عليه أهل العلم قبلكم فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض في أهل البدع والجلوس معهم وإنما السلامة في ترك هذا"[9]".
3. قال الإمام إسماعيل بن يحيى المزني ت : 264 هـ في رسالته(شرح السنة): والإمساك عن تكفير أهل القبلة والبراءة منهم فيما أحدثوا ما لم يبتدعوا ضلالاً فمن ابتدع منهم ضلالاً كان من أهل القبلة خارجاً ومن الدين مارقاً ويتقرب إلى الله بالبراءة منه.
4. قول الإمام أبي بكر بن الحسين الاجري ت0 36 : ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب(الشريعة) أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية وكل من ينسب إلى المعتزلة وجميع الروافض وجميع النواصب وكل من نسبه أئمة المسلمين انه مبتدع بدعه ضلالة وصح عنه ذلك وذلك فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه ولا يجالس ولا يصلي خلفه ولا يزوج ولا يتزوج إليه من عرفه ولا يشاركه ولا يعامله ولا يناظره ولا يجادله بل يذله بالهوان له."[10]"
5. ولقد تضافرت الأقوال عن أهل العلم في التحذير من أهل البدع كابن بطه في كتاب الإبانة والإمام أبي محمد عثمان الصابوني في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث وقول الإمام السمعاني والإمام البغوي وابن قدامه والقرطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشاطبي ومحمد بن عبد الوهاب والشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ مقبل بن هادي الوادعي والشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع بن هادي ألمدخلي. وهذا هو منهج السلف من العلماء في البراءة من أهل البدع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مختار الصحاح" ج1:ص18
[2] لسان العرب" ج8:ص6
[3] أنظر كتاب الاعتصام للشاطبي " ص51ج1دار ابن عفان"
[4] أصول البدع والسنن" ص 30
[5] انظر كتاب علم أصول البدع : علي الحلبي
[6] راجع كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح الفوزان "ص108
[7] الإبانة لأبن بطه"2/439
* انظر أجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء
[8] انظر شرح السنة للبربهاري0"ص138 والإبانة لابن بطة"2/460"
[9] مسائل الإمام احمد 2/166
[10] الشريعة للاجرى 3/574