السلفيون والعلماء
إن الدعوة السلفية امتازت بالتأصيل العلمي عقيدة ومنهجاً وسلوكاً، وبما إن علم الكتاب والسنة لا يمكن تحصيله إلا عن طريق العلماء الذين افنوا أعمارهم فيه، كان من الواجب على السلفيين أن يسيروا وراء علمائهم سير المقتدين المتبعين لا سير المقلدين المتعصبين وشتان ما بين الطريقتين.
لذلك لما كنا لا نتعدى أقوال العلماء في النوازل العامة التي تصيب الأمة قال علينا أنصاف المتعلمين بل المتعالمين إنكم وقعتم في بدعة التقليد الأعمى، جهلاً أو تجاهلاً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم انه الحق، ولهذا قال الإمام أحمد في خطبته فيما صنفه من الرد علي الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته علي غير تأويله قال: (الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلي الهدى ويصبرون منهم علي الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنورالله أهل العمي فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد هدوه فما أحسن أثرهم علي الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون علي مفارقة الكتاب يقولون علي الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يلبسون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين)"[1]".
ولذلك في هذا الفصل سنتعرف على منهج السلفيين من علمائهم واثر العلماء عليهم من خلال البحوث التالية:-
* منزلة العلماء.
* خيار كل زمان هم العلماء0
* وجوب الأخذ بكلام العلماء في النوازل العامة، وان خالف هوى النفس0
* خطر الخروج عن كلام العلماء
* شبهات تثار حول العلماء0
منزلة العلماء
قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:1)
وقال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (الأنبياء:7)
وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)
وفي القران الكثير من الآيات التي تدل على منزلة العلماء والمتأمل لهذه الآيات الثلاثة يجد إنها احتوت الثناء كله ففي الآية الأولى شهد الله لنفسه بالوحدانية فهي أعظم شهادة لأنها شهادة لأعظم مشهود له وهو الله عز وجل ولأنها شهادة لأعظم مشهود به وهو التوحيد فثنى الله تبارك وتعالى بالملائكة لأن عندهم علم اليقين فهم المقربون الذين لايعصون الله ما أمرهم وهم بأمره يعملون ثم ثلث بالعلماء لعلمهم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته فالعالم المقصود في هذه الآية هو العالم بالله وبشرعه. فيخرج بذلك علماء السياسة [الذين شغلوا الناس عن علم الشريعة]"[2]" وعلماء الكلام الذين عطلوا صفات الخالق الذين زهدوا في علم التوحيد وجعلوه علم السذج نسال الله السلامة.
وفي الآية الثانية أمر بسؤال أهل الذكر وهم العلماء فإذا كانت النوازل الكبيرة لايرجع فيها إلى العلماء فإلى من يرجع؟
والآية الثالثة واضحة الدلالة في ردّ المسائل إلى أهل الاستنباط وهم خاصة العلماء00
وفي السنة الأحاديث الكثيرة التي تدل على منزلة العلماء نذكر منها حديث فيه ما يغني وهو أن الناس أذا زهدوا بالعلماء واتبعوا الجهال ضلوا ضلالاً مبيناً0
قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه البخاري
خيار كل زمان هم العلماء
قال عليه الصلاة والسلام(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)"[3]" .فالعلم هنا هو الدين كما قال الأمام التابعي الجليل محمد بن سيرين:(إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)"[4]" .فمهمة حملة العلم قائمة على أسس ثلاثة : الأول: درء الغلو، الثاني: نقض الباطل، الثالث: كشف الجهل.
قال العلاّمة صديق حسن خان في كتابه الدين الخالص( 3/261) شارحاً الحديث (يعني على الكتاب والسنة يحمله من كل جماعة آتية بعد السلف أهل العدل منهم الراوون له. ينفون عنه تحريف الغالين أي تغيير المتجاوزين عن الحد في أمر الدين، والتحريف تغير وتبديل الحق باللفظ أو المعنى" انتحال المبطلين " أي كذب أهل الأهواء والباطل والانتحال معناه أن يدعي شيئاً لنفسه كذباً، وتأويل الجاهلين الذين أولوه بغير علم أو فهم للآيات.
وقال رحمه الله في نفس الكتاب ( 3/546):(وأنك إذا تأملت مباني هذا الحديث وبلاغته ومعانيه أيقنت أنه ليس له محمل يحمل عليه إلا أهل الحديث وعصابة السنة وجماعة التوحيد. وان جميع الألفاظ الثلاثة الجامعة لكل من عداهم لا يخرج عنها خارج عن المقلدة ولامن المتكلمة والمبتدعة على اختلاف أنواعها."[5]"
قال الإمام الشعبي: (أهل السنة في الإسلام كالإسلام في الملل لذلك أئمة أهل السنة خيار الأمة)."[6]"
لذلك لما كنا لا نتعدى أقوال العلماء في النوازل العامة التي تصيب الأمة قال علينا أنصاف المتعلمين بل المتعالمين إنكم وقعتم في بدعة التقليد الأعمى، جهلاً أو تجاهلاً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم انه الحق، ولهذا قال الإمام أحمد في خطبته فيما صنفه من الرد علي الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته علي غير تأويله قال: (الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلي الهدى ويصبرون منهم علي الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنورالله أهل العمي فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد هدوه فما أحسن أثرهم علي الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون علي مفارقة الكتاب يقولون علي الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يلبسون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين)"[1]".
ولذلك في هذا الفصل سنتعرف على منهج السلفيين من علمائهم واثر العلماء عليهم من خلال البحوث التالية:-
* منزلة العلماء.
* خيار كل زمان هم العلماء0
* وجوب الأخذ بكلام العلماء في النوازل العامة، وان خالف هوى النفس0
* خطر الخروج عن كلام العلماء
* شبهات تثار حول العلماء0
منزلة العلماء
قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:1)
وقال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (الأنبياء:7)
وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)
وفي القران الكثير من الآيات التي تدل على منزلة العلماء والمتأمل لهذه الآيات الثلاثة يجد إنها احتوت الثناء كله ففي الآية الأولى شهد الله لنفسه بالوحدانية فهي أعظم شهادة لأنها شهادة لأعظم مشهود له وهو الله عز وجل ولأنها شهادة لأعظم مشهود به وهو التوحيد فثنى الله تبارك وتعالى بالملائكة لأن عندهم علم اليقين فهم المقربون الذين لايعصون الله ما أمرهم وهم بأمره يعملون ثم ثلث بالعلماء لعلمهم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته فالعالم المقصود في هذه الآية هو العالم بالله وبشرعه. فيخرج بذلك علماء السياسة [الذين شغلوا الناس عن علم الشريعة]"[2]" وعلماء الكلام الذين عطلوا صفات الخالق الذين زهدوا في علم التوحيد وجعلوه علم السذج نسال الله السلامة.
وفي الآية الثانية أمر بسؤال أهل الذكر وهم العلماء فإذا كانت النوازل الكبيرة لايرجع فيها إلى العلماء فإلى من يرجع؟
والآية الثالثة واضحة الدلالة في ردّ المسائل إلى أهل الاستنباط وهم خاصة العلماء00
وفي السنة الأحاديث الكثيرة التي تدل على منزلة العلماء نذكر منها حديث فيه ما يغني وهو أن الناس أذا زهدوا بالعلماء واتبعوا الجهال ضلوا ضلالاً مبيناً0
قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه البخاري
خيار كل زمان هم العلماء
قال عليه الصلاة والسلام(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)"[3]" .فالعلم هنا هو الدين كما قال الأمام التابعي الجليل محمد بن سيرين:(إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)"[4]" .فمهمة حملة العلم قائمة على أسس ثلاثة : الأول: درء الغلو، الثاني: نقض الباطل، الثالث: كشف الجهل.
قال العلاّمة صديق حسن خان في كتابه الدين الخالص( 3/261) شارحاً الحديث (يعني على الكتاب والسنة يحمله من كل جماعة آتية بعد السلف أهل العدل منهم الراوون له. ينفون عنه تحريف الغالين أي تغيير المتجاوزين عن الحد في أمر الدين، والتحريف تغير وتبديل الحق باللفظ أو المعنى" انتحال المبطلين " أي كذب أهل الأهواء والباطل والانتحال معناه أن يدعي شيئاً لنفسه كذباً، وتأويل الجاهلين الذين أولوه بغير علم أو فهم للآيات.
وقال رحمه الله في نفس الكتاب ( 3/546):(وأنك إذا تأملت مباني هذا الحديث وبلاغته ومعانيه أيقنت أنه ليس له محمل يحمل عليه إلا أهل الحديث وعصابة السنة وجماعة التوحيد. وان جميع الألفاظ الثلاثة الجامعة لكل من عداهم لا يخرج عنها خارج عن المقلدة ولامن المتكلمة والمبتدعة على اختلاف أنواعها."[5]"
قال الإمام الشعبي: (أهل السنة في الإسلام كالإسلام في الملل لذلك أئمة أهل السنة خيار الأمة)."[6]"
خطر الخروج عن العلماء
عرفنا أن المنهج السلفي يقوم على فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح والسلف الصالح منهم العلماء وغيرهم ممن هو على السنة لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم مع عدالتهم وعلمهم يرجعون إلى علمائهم من الصحابة في أمور الدين التي تشكل عليهم بعد وفاة الرسول ق كالخلفاء الأربعة وعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنهم وكان عصر التابعين وتابعيهم اشتهر فيهم العلماء وكان الناس يرجعون أليهم حتى أخذت كتب العلماء ومذاهبهم تشرق وتغرب في أنحاء المعمورة.
قال الشيخ الفوزان في( كتابه هداية المستفيد شرح كتاب التوحيد): إن الذي يخرج عن أقوال الفقهاء المعتبرين وهو غير مؤهل للاجتهاد المطلق هو الذي يعتبر ضالاً وشاذاً. وقال حفظه الله في كتاب (الإجابات المهمة):[يجب احترام العلماء لأنهم ورثة الأنبياء والأستخفاف بهم يعد استخفافاً بمقامهم ووراثتهم للنبي ق ومن استخف بالعلماء استخف بغيرهم من المسلمين فالعلماء يجب احترامهم لعلمهم ومكانتهم في الأمة… وما من أحد استخف بالعلماء الا وقد عرض نفسه للعقوبة. والتاريخ خير شاهد على ذلك قديماً وحديثاً … ] – ثم بين الفوزان حفظه الله أن السبب في الشذوذ عن المنهج هو الخروج عن كلام العلماء فقال:[ إن هؤلاء الشباب الذين شذوا عن المنهج السلفي في الدعوة إنما تأثروا بهذه الأفكار الوافدة من الخارج أما الدعاة والشباب الذين بقوا على صلة بعلمائهم ولم يتأثروا بهذه الأفكار الواردة – فهؤلاء – والحمد لله – على استقامة كسلفهم الصالح .. وأقول لا يقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة : إما منافق معلوم النفاق وإما فاسق يبغض العلماء لأنهم يمنعونه من الفسق وإما حزبي ضال يبغض العلماء لأنهم لا يوافقونه على حزبيته وأفكاره المنحرفة ..]"[7]"
عرفنا أن المنهج السلفي يقوم على فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح والسلف الصالح منهم العلماء وغيرهم ممن هو على السنة لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم مع عدالتهم وعلمهم يرجعون إلى علمائهم من الصحابة في أمور الدين التي تشكل عليهم بعد وفاة الرسول ق كالخلفاء الأربعة وعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنهم وكان عصر التابعين وتابعيهم اشتهر فيهم العلماء وكان الناس يرجعون أليهم حتى أخذت كتب العلماء ومذاهبهم تشرق وتغرب في أنحاء المعمورة.
قال الشيخ الفوزان في( كتابه هداية المستفيد شرح كتاب التوحيد): إن الذي يخرج عن أقوال الفقهاء المعتبرين وهو غير مؤهل للاجتهاد المطلق هو الذي يعتبر ضالاً وشاذاً. وقال حفظه الله في كتاب (الإجابات المهمة):[يجب احترام العلماء لأنهم ورثة الأنبياء والأستخفاف بهم يعد استخفافاً بمقامهم ووراثتهم للنبي ق ومن استخف بالعلماء استخف بغيرهم من المسلمين فالعلماء يجب احترامهم لعلمهم ومكانتهم في الأمة… وما من أحد استخف بالعلماء الا وقد عرض نفسه للعقوبة. والتاريخ خير شاهد على ذلك قديماً وحديثاً … ] – ثم بين الفوزان حفظه الله أن السبب في الشذوذ عن المنهج هو الخروج عن كلام العلماء فقال:[ إن هؤلاء الشباب الذين شذوا عن المنهج السلفي في الدعوة إنما تأثروا بهذه الأفكار الوافدة من الخارج أما الدعاة والشباب الذين بقوا على صلة بعلمائهم ولم يتأثروا بهذه الأفكار الواردة – فهؤلاء – والحمد لله – على استقامة كسلفهم الصالح .. وأقول لا يقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة : إما منافق معلوم النفاق وإما فاسق يبغض العلماء لأنهم يمنعونه من الفسق وإما حزبي ضال يبغض العلماء لأنهم لا يوافقونه على حزبيته وأفكاره المنحرفة ..]"[7]"
شبهات تثار حول العلماء
الشبهة الأولى: عدم فقههم للواقع0
لابد هنا قبل الشروع برد هذه الشبهة وكشف عوارها من التنبيه عن أمور مهمة:-
1. أن الحكم على الشيء فرع من تصوره. فلا يمكن الحكم على أمر أو نازلة تقع في مكان ما ألا بعد تصورها بالكامل بكل تفاصيلها وهذا يكون بأحد أمرين:-
أ. معايشة هذه النازلة أوهذا الأمرعن قرب أومعرفة الوقائع معاينة.
ب. عن طريق خبرالثقات الحريصين على نقل الواقع بدقة0
2. أن العلم بالواقع لايعني العلم بالحكم بالشرعي0فالنازلة يعرفها كل من وقعت عليه حتى ولو كان أجهل الناس0 لكن من يعرف الحكم الشرعي؟ لا شك إنهم أهل العلم بالكتاب والسنة0
أن هذه الشبهة انتشرت بين الشباب خصوصا لعدة أسباب منها0
ظهور بعض الحاقدين على العلماء الذين غرروا ببعض الشباب على إن العلماء أصحاب حواشي وكتب وليس عندهم معرفة بالواقع ونحن نكمل النقص الذي عندهم0وكذلك ظهور بعض المفتونين بالصحف والجرائد والإحصائيات والأرقام فظنّوه علماً ففتنوا الشباب حتى خلت حلقات العلم من الشباب"[8]"0
قال الشيخ السدلان مبيناً إن منهج السلف عدم الخروج على كلام العلماء:(يجب علينا أن نسيرعلى منهج السلف الصالح من احترام علمائهم حتى وان ظهر للإنسان مصلحة يظن أنها اكبر من المصلحة التي تكلم بها العلماء ممن هو اكبر منه تجده يسكت ولا يتكلم ولا يعارض من هم اكبر منه فهذا ابن عباس رضي الله عنه لما سئل لم لا تتكلم بحضرة عمر قال:( لا أتكلم بحضور الأشياخ) وكذلك ابن عمر وابن مسعود وغيرهم من الصحابة كانوا يحترمون علمائهم. بينما تجد في زماننا من يتكلم وينتقص العلماء. ونقول أنها لا تصدر من طالب علم."[9]".
وقال الشيخ الفوزان:( والحط من قدر العلماء بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم هو من طريقة المبتدعة ومن مخططات اعداء الإسلام للتشكيك في دين الإسلام ولإيقاع العدوان بين المسلمين ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها وبث الفرقة بين الشباب)."[10]"0
أقوال العلماء في فقه الواقع
قال الفوزان حفظه الله عن فقه الواقع:(من الصعب توضيح الواضح الفقه المطلوب والفقه المرغب فيه هو فقه الكتاب والسنة أما الفقه عند هؤلاء-يقصد أهل الأحزاب- هو الاشتغال بأمور السياسة والتهيج السياسي وصرف الأوقات والهمم أليه أما فقه الأحكام فيسمونه فقه الجزيئات، وفقه الحيض والنفاس تهجيناً له وتنفيراً منه ومن الاشتغال به)."[11]"
سئل الشيخ الألباني رحمه الله: إن بعض الناس يقولون نأخذ الفقه من أهل الثغورلأن الألباني عالم حديث ولا يفقه الواقع الذي نعيشه ؟
فقال رحمه الله:(صحيح أن الألباني وابن باز ولاغيره مايعرفوا يحملوا السلاح لكن ألا يعرفون أحكام الجهاد ؟أيش هذا الكلام !!00هذا من تسويل الشيطان لهم وتزينه لفتواهم المخالفة للكتاب والسنة هاتوا فقهاً واقعاً وهاتوا حكماً شرعياً له ؟؟!.نقول انتم أعلم بالواقع لكن الواقع لايعطيكم حكماً، الحكم يأخذ من كتاب الله وسنة رسولهق هذه مكابرة عجيبةّّ !!الأسئلة عندما تاتي من كل بلاد الدنيا تأتي عن مسألة وقعت.0هل يعلم المستفتى هذه المسألة ؟؟. لايعرفها لكن المستفتي يصف هذه المسألة كما وقعت. لماذا لاياخذ الحكم هو من هذا الواقع ؟؟!ويسأل العالم 00لا00بل العالم على الرغم من أنه لايعرف هذا الواقعة لكنه يعرف حكم هذا الواقع)"[12]".
الشبهة الثانية: عدم اهتمامهم بأمور المسلمين.
سئل الشيخ الألباني :( يا شيخنا ينكرعليكم بعض الخصوم إنكم لا تهتمون بأوضاع المسلمين في العصر الحاضر، فأجاب فضيلته: رأي في هذا الكلام أنه يصدر من أحد رجلين: إما عدو حاسد أو صديق جاهل0فنحن نقوم بواجب قلّما يقوم به أحد في العصرالحاضر وهذا الواجب لا يفسح مجالاً للشخص أن يقوم بواجبات أخرى مما جاء في سؤالك[ مثل الكتابة في قضية فلسطين والإلحاد والشيوعية والجهاد...] وكذلك فنحن نقول إن من يدعوا إلى مثل ما ذكرت في سؤالك فهو لا يشتغل بالتصفية والتربية وإنما شغلوا أنفسهم بأمور ثانوية واعرضوا عن القيام بهذا الواجب الذي هو اوجب منها. وبعبارة أخرى إن كثيراً ممن يدعون للجهاد - وقد يباشرونه في بعض البلاد - ولم يجاهدوا أنفسهم بتصحيح عقائدهم وتصفية أخلاقهم0 فأقول ماذا يفيد المسلم إذا جاهد في سبيل الله وعقيدته خراب ؟؟ فما بالكم برجل مثلي يدعو الناس إلى عباده الله وحده لا شريك له والى أخلاص الأتباع لنبيه ق وعدم الانحراف عن سنته وقد قرنت ذلك بالصبر والاجتهاد وعلى تصفية الأحاديث والسنة مما دخل فيها فيقال فيّ بعد ذلك إنني لا أهتم بأمور المسلمين والجهاد في سبيل الله وانا اعتقد أن هذا الجهاد لا تقوم له قائمة إلا بالاستعداد الحقيقي)."[13]"
الشبهة الأولى: عدم فقههم للواقع0
لابد هنا قبل الشروع برد هذه الشبهة وكشف عوارها من التنبيه عن أمور مهمة:-
1. أن الحكم على الشيء فرع من تصوره. فلا يمكن الحكم على أمر أو نازلة تقع في مكان ما ألا بعد تصورها بالكامل بكل تفاصيلها وهذا يكون بأحد أمرين:-
أ. معايشة هذه النازلة أوهذا الأمرعن قرب أومعرفة الوقائع معاينة.
ب. عن طريق خبرالثقات الحريصين على نقل الواقع بدقة0
2. أن العلم بالواقع لايعني العلم بالحكم بالشرعي0فالنازلة يعرفها كل من وقعت عليه حتى ولو كان أجهل الناس0 لكن من يعرف الحكم الشرعي؟ لا شك إنهم أهل العلم بالكتاب والسنة0
أن هذه الشبهة انتشرت بين الشباب خصوصا لعدة أسباب منها0
ظهور بعض الحاقدين على العلماء الذين غرروا ببعض الشباب على إن العلماء أصحاب حواشي وكتب وليس عندهم معرفة بالواقع ونحن نكمل النقص الذي عندهم0وكذلك ظهور بعض المفتونين بالصحف والجرائد والإحصائيات والأرقام فظنّوه علماً ففتنوا الشباب حتى خلت حلقات العلم من الشباب"[8]"0
قال الشيخ السدلان مبيناً إن منهج السلف عدم الخروج على كلام العلماء:(يجب علينا أن نسيرعلى منهج السلف الصالح من احترام علمائهم حتى وان ظهر للإنسان مصلحة يظن أنها اكبر من المصلحة التي تكلم بها العلماء ممن هو اكبر منه تجده يسكت ولا يتكلم ولا يعارض من هم اكبر منه فهذا ابن عباس رضي الله عنه لما سئل لم لا تتكلم بحضرة عمر قال:( لا أتكلم بحضور الأشياخ) وكذلك ابن عمر وابن مسعود وغيرهم من الصحابة كانوا يحترمون علمائهم. بينما تجد في زماننا من يتكلم وينتقص العلماء. ونقول أنها لا تصدر من طالب علم."[9]".
وقال الشيخ الفوزان:( والحط من قدر العلماء بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم هو من طريقة المبتدعة ومن مخططات اعداء الإسلام للتشكيك في دين الإسلام ولإيقاع العدوان بين المسلمين ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها وبث الفرقة بين الشباب)."[10]"0
أقوال العلماء في فقه الواقع
قال الفوزان حفظه الله عن فقه الواقع:(من الصعب توضيح الواضح الفقه المطلوب والفقه المرغب فيه هو فقه الكتاب والسنة أما الفقه عند هؤلاء-يقصد أهل الأحزاب- هو الاشتغال بأمور السياسة والتهيج السياسي وصرف الأوقات والهمم أليه أما فقه الأحكام فيسمونه فقه الجزيئات، وفقه الحيض والنفاس تهجيناً له وتنفيراً منه ومن الاشتغال به)."[11]"
سئل الشيخ الألباني رحمه الله: إن بعض الناس يقولون نأخذ الفقه من أهل الثغورلأن الألباني عالم حديث ولا يفقه الواقع الذي نعيشه ؟
فقال رحمه الله:(صحيح أن الألباني وابن باز ولاغيره مايعرفوا يحملوا السلاح لكن ألا يعرفون أحكام الجهاد ؟أيش هذا الكلام !!00هذا من تسويل الشيطان لهم وتزينه لفتواهم المخالفة للكتاب والسنة هاتوا فقهاً واقعاً وهاتوا حكماً شرعياً له ؟؟!.نقول انتم أعلم بالواقع لكن الواقع لايعطيكم حكماً، الحكم يأخذ من كتاب الله وسنة رسولهق هذه مكابرة عجيبةّّ !!الأسئلة عندما تاتي من كل بلاد الدنيا تأتي عن مسألة وقعت.0هل يعلم المستفتى هذه المسألة ؟؟. لايعرفها لكن المستفتي يصف هذه المسألة كما وقعت. لماذا لاياخذ الحكم هو من هذا الواقع ؟؟!ويسأل العالم 00لا00بل العالم على الرغم من أنه لايعرف هذا الواقعة لكنه يعرف حكم هذا الواقع)"[12]".
الشبهة الثانية: عدم اهتمامهم بأمور المسلمين.
سئل الشيخ الألباني :( يا شيخنا ينكرعليكم بعض الخصوم إنكم لا تهتمون بأوضاع المسلمين في العصر الحاضر، فأجاب فضيلته: رأي في هذا الكلام أنه يصدر من أحد رجلين: إما عدو حاسد أو صديق جاهل0فنحن نقوم بواجب قلّما يقوم به أحد في العصرالحاضر وهذا الواجب لا يفسح مجالاً للشخص أن يقوم بواجبات أخرى مما جاء في سؤالك[ مثل الكتابة في قضية فلسطين والإلحاد والشيوعية والجهاد...] وكذلك فنحن نقول إن من يدعوا إلى مثل ما ذكرت في سؤالك فهو لا يشتغل بالتصفية والتربية وإنما شغلوا أنفسهم بأمور ثانوية واعرضوا عن القيام بهذا الواجب الذي هو اوجب منها. وبعبارة أخرى إن كثيراً ممن يدعون للجهاد - وقد يباشرونه في بعض البلاد - ولم يجاهدوا أنفسهم بتصحيح عقائدهم وتصفية أخلاقهم0 فأقول ماذا يفيد المسلم إذا جاهد في سبيل الله وعقيدته خراب ؟؟ فما بالكم برجل مثلي يدعو الناس إلى عباده الله وحده لا شريك له والى أخلاص الأتباع لنبيه ق وعدم الانحراف عن سنته وقد قرنت ذلك بالصبر والاجتهاد وعلى تصفية الأحاديث والسنة مما دخل فيها فيقال فيّ بعد ذلك إنني لا أهتم بأمور المسلمين والجهاد في سبيل الله وانا اعتقد أن هذا الجهاد لا تقوم له قائمة إلا بالاستعداد الحقيقي)."[13]"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أنظر درء التعارض لشيخ الإسلام ابن تيمية "1/12"
[2] أضافها الشيخ عبيد الجابري "حفظه الله "
[3] ذكره ابن عبد البر في التمهيد ج 1ص27
[4] صحيح مسلم ج1/ص باب بيان إن الاسناد من الدين رقم14
[5] راجع كتاب أسس منهج السلف / فواز بن هليل السحيمي
[6] ذكره شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب الإيمان 276
[7] الإجابات المهمة 0للشيخ صالح الفوزان
[8] كتاب مراجعات في فقه الواقع السياسي / عبد الله بن محمد الرفاعي
[9] قال الشيخ عبيد الجابري هنا "بل لاتصدر من مؤمن كامل الإيمان بل لاتصدر إلا من عدو للسنة وأهلها "
[10] الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة/للشيخ صالح بن فوزان الفوزان"ص22"
[11] انظر كتاب عقيدة التوحيد" ص174
[12] من كتاب " كشف الشبهات ورد الاعتراضات إصدار مركز الشيخ الألباني0
[13] شريط رقم "790 سلسلة الهدى والنور