براءة السلفية من الحزبية
بعد أن وفق الله تعالى الدعاة للدعوة إلى منهج السلف الصالح وكانت هناك استجابة كبيرة إلى هذا المنهج. مع قسوة الظروف على الدعاة والحرب الضروس التي تعاون فيها أعداء السنة من الحزبين وغيرهم وخصوصا في بلادنا. حيث ملئت بالسلفين السجون وقتل بعض الدعاة. وحاول أعداء السنة تشويه هذا المنهج وأثاروا عليه الحملة الدعائية المغرضة ووصفوه بأنه حزب وهابي أسسه (محمد بن عبد الوهاب) فصدوا كثيراً من الناس عن الدعوة السلفية0 لذلك وجب علينا أن نعرف ونعرّف بالدعوة السلفية وبراءتها من الحزبية الباطلة0
وفي هذا الفصل سنتعرف على المباحث الاتية0
أولاً: الأدلة من الكتاب والسنة في النهي عن التحزب0
ثانياً: بعض أقوال السلف في النهي عن التحزب0
ثالثاً: بعض أقوال العلماء المعاصرين في النهي عن التحزب0
رابعاً: مساوئ الحزبية0
خامساً: الحزبية أنواع وصور مختلفة 0
سادساً: شبه الحزبين0
الأدلة من الكتاب والسنة في النهي عن التحزب0
قال الله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13)
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159)
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103)
ومن السنة المطهرة أحاديث كثيرة في النهي عن التحزب منها0
1. قال ق:(إنما هلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم) رواه مسلم"[1]"
2. قال ق : (انه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي00) أخرجه أبو داود"[2]"
3. قال ق :(اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا إختلفتم فيه فقوموا)رواه مسلم"[3]"
4. في حديث حذيفة بن اليمان يقول:( كان الناس يسألون رسول الله ق عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.) "[4]"
بعد أن وفق الله تعالى الدعاة للدعوة إلى منهج السلف الصالح وكانت هناك استجابة كبيرة إلى هذا المنهج. مع قسوة الظروف على الدعاة والحرب الضروس التي تعاون فيها أعداء السنة من الحزبين وغيرهم وخصوصا في بلادنا. حيث ملئت بالسلفين السجون وقتل بعض الدعاة. وحاول أعداء السنة تشويه هذا المنهج وأثاروا عليه الحملة الدعائية المغرضة ووصفوه بأنه حزب وهابي أسسه (محمد بن عبد الوهاب) فصدوا كثيراً من الناس عن الدعوة السلفية0 لذلك وجب علينا أن نعرف ونعرّف بالدعوة السلفية وبراءتها من الحزبية الباطلة0
وفي هذا الفصل سنتعرف على المباحث الاتية0
أولاً: الأدلة من الكتاب والسنة في النهي عن التحزب0
ثانياً: بعض أقوال السلف في النهي عن التحزب0
ثالثاً: بعض أقوال العلماء المعاصرين في النهي عن التحزب0
رابعاً: مساوئ الحزبية0
خامساً: الحزبية أنواع وصور مختلفة 0
سادساً: شبه الحزبين0
الأدلة من الكتاب والسنة في النهي عن التحزب0
قال الله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13)
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159)
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103)
ومن السنة المطهرة أحاديث كثيرة في النهي عن التحزب منها0
1. قال ق:(إنما هلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم) رواه مسلم"[1]"
2. قال ق : (انه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي00) أخرجه أبو داود"[2]"
3. قال ق :(اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا إختلفتم فيه فقوموا)رواه مسلم"[3]"
4. في حديث حذيفة بن اليمان يقول:( كان الناس يسألون رسول الله ق عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.) "[4]"
أهم أقوال السلف في ذم التحزب
لقد كان المسلمون في العصر الأول جماعة واحدة وأمة واحدة قائمة على أمر الله وعلى السمع والطاعة في طاعة الله. لذلك جاءت أقوال السلف في النهي عن إتباع البدع والشبهات التي تفرق المسلمين وهناك عدة اثأر عن السلف في ذلك منها:-
1. عن بن عباس في قوله {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153وفي قوله {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } الشورى13 ونحو هذا في القرآن قال أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا قاله مجاهد وغير واحد وقال الإمام أحمد بن حنبل 1465 حدثنا الأسود بن عامر شاذان حدثنا أبو بكر هو بن عياش عن عاصم هو بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله هو بن مسعود رضي الله عنه قال: ( خط رسول الله ق خطاً بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيماً، وخط عن يمينه وشماله ثم قال، هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. وكذا رواه الحاكم 2318 عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي بكر بن عياش به وقال صحيح ولم يخرجاه وهكذا رواه أبو جعفر الرازي وورقاء وعمرو بن أبي قيس عن عاصم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن بن مسعود مرفوعاً به نحوه وكذا رواه يزيد بن هارون ومسدد والنسائي 11174."[5]"
2. قال شيخ الإسلام ابن تيميه"[6]" : (وليس لأحد أن ينصب شخصاً يدعوا إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ق ولا ينصب لهم كلاماً لهم يوالي ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما أجمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)
وقال رحمه الله:(وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقى بينهم العداوة والبغضاء)
أهم أقوال العلماء المتأخرين في ذم التحزب
1. قال السعدي في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }الأنبياء92 " أي هؤلاء الرسل المذكورون هم أمتكم وأئمتكم الذين بهم تأتمون ويهديهم تقتدون كلهم على دين واحد وصراط واحد والرب أيضا واحد ولهذا قال (وَأَنَا رَبُّكُمْ) الذي خلقتكم وربيتكم بنعمتي في الدين والدنيا فإذا كان الرب واحداً والنبي واحداً والدينُ واحداً وهو عبادة الله وحده لا شريك له بجميع أنواع العبادة كان وظيفتكم والواجب عليكم القيام بها ولهذا قال( فَاعْبُدُونِ) فرتب العبادة على ما سبق بالفاء ترتيب المسبب على سببه وكان اللائق الاجتماع على هذا الأمر وعدم التفرق فيه ولكن البغي والاعتداء أبيا إلا الافتراق والتقطع ولهذا قال {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون53 أي تفرق الأحزاب المنتسبون لإتباع الأنبياء فرقا وتشتتوا كل يدعي أن الحق معه والباطل مع الفريق الآخر و (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وقد علم أن المصيب منهم من كان سالكاً للدين القويم والصراط المستقيم مؤتماً بالأنبياء وسيظهرهذا إذا انكشف الغطاء وبرح الخفاء وحشرالله الناس لفصل القضاء فحينئذ يتبين الصادق من الكاذب ولهذا قال (كُلُّ) من الفرق المتفرقة وغيرهم (إلينا راجعون) أي فنجازيهم أتم الجزاء ثم فصل جزاءه فيهم منطوقاً ومفهوماً."[7]"
2. فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله برقم 1674 ح 7/10/1397 هـ بعدم شرعية وجود هذه الجماعات وفي بداية هذه الفتوى:( لا يجوز تفرق المسلمين في دينهم شيعاً وأحزاباً يلعن بعضهم بعضاً ويضرب بعضهم رقاب بعض فان هذا التفرق مما نهى الله عنه ونعى على من أحدثه أو تابع أهله وتوعد فاعليه العذاب العظيم).
3. قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان"[8]": (الجماعة التي اتخذت منهاجهاً كتاب الله وسنة رسول الله ق وعملت بقوله ( فعليكم بسنني وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور) هؤلاء هم الجماعة المعتبرة وما عداها من الجماعات فانه لا اعتبار بها بل هي جماعة مخالفة وتختلف في بعدها عن الحق وقربها من الحق ولكن كلها تحت الوعيد ..).
وقال حفظه الله في جواب آخر: ( وكل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال وما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول ق وكل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء).
مساوئ الحزبية
1. الحزبية بدعة منكرة ودليل ذلك من الكتاب والسنة وفهم سلف هذه الأمة. قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153). ومن السنة ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ق:(إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"[9]".
2. ذم الله التحزب والحزبية وذمها رسوله ق وذمها سلف هذه الأمة قال الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون:53)
2. (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19).
3. إن المنتمين إلى الحزب يجعلون حزبهم هو محورالولاء والبراء والحب والبغض وذلك مشاقة لله ورسوله ومحادة لله ورسوله .لذلك تجد من ينتمي لهذه الأحزاب يمدحون أعضاء الحزب ومنهم الرياضين والفنانين ويشتمون من ينتقدهم ولو كان معروفا بالصلاح 0
4. الحزبية سبب للفرقة، والفرقة أول معول يضرب وحدة الأمة وتماسكها. وهي سبب لترك العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة والاشتغال بكلام الصحف والجرائد.
5. إن أداء شعائر الإسلام التعبدية المأمور بها شرعاً يتحول الأداء فيها من واجب تعبدي إلى واجب حزبي فتخدش الإخلاص ويكون المقصود هو إرضاء الحزب لا أرضاء الله جل وعلا. ومثال ذلك ماجرى في بلادنا حيث جاءت التعليمات الحزبية لأئمة المساجد أفعلوا كذا وكذا0 فعل هؤلاء الأتباع ماطلب منهم ولعل أن من العجيب إن بعض المساجد في قرى بعيدة طلب من أئمتها غلق المساجد لمدة يومين ففعلوا وذلك احتجاجاً على مايفعله الأعداء في أهل السنة زعموا فعل الأتباع ذلك.
6. الانقسام من مساوئ الحزبية فربما ينقسم الحزب إلى حزبين أو أحزاباً كما يقال في الجرثومة عند الانشطار، أما السلفية فهي دعوة وجماعة واحدة من فجرالإسلام إلى إن تقوم الساعة .
7. الدعوة للتوحيد والسنة تفرق الأمة في مفهوم الحزبين .(ذلك انه يوجد من ينتمي لهذه الأحزاب ألقبوري والمبتدع)"[10]".
هل دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب دعوة حزبية وهل الدعوة السلفية دعوة حزبية؟
سأل الشيخ الفوزان(حفظه الله) :- هل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوه إسلامية حزبية كجماعة الإخوان المسلمين والتبليغ ؟
قال الشيخ حفظه الله ( أنا أقول إن دعوة الشيخ رحمه الله على منهج السلف الصالح في الأصول والفروع ليس القصد منها التميز كجماعة أو حزب غيرما كان عليه أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً أما جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ وجماعه كذا وكذا فنحن ندعوهم إلى أن يردوا مناهجهم إلى كتاب الله والى سنة رسول ق والى هدي وفهم السلف الصالح ويعرضها على ذلك فما وافق الحق فالحمد لله وما خالف فانه يصحح الخطى هذا الذي ندعو إليه)"[11]".
قال الدكتور صالح السحيمي :( الالتزام انما يكون دائماً وابداً بالمنهج الإسلامي بما شرعه الله لنا وليس الالتزام بالأشخاص أو التنظيمات أو الجماعات التي هي دائما محل للخطأ والصواب)"[12]" .
قال الشيخ الألباني : (الدعوة السلفية هي تحارب الحزبية بكل وأنواعها والسبب واضح جداً0الدعوة السلفية تنتمي إلى شخص معصوم وهو رسول الله ق فمن خرج عن دعوة هؤلاء لانسميه بأنه سلفي)"[13]".
الشبه التي يتعلق بها الحزبيون
الشبهة الأولى: إن الانتخابات ماهي إلا شورى وقد حث الله عليها بقوله:( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الشورى:3
و قوله تعالى ( وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)
والجواب عن هذه الشبهة أن هناك فروقاً كبيرة بين الشورى والأنتخابات منها:
1. إن النظام الانتخابي متولد من النظام الديمقراطي الدخيل على المجتمعات الإسلامية الذي يعتمد على الأغلبية الغوغائية من ضعفه الرأي والحكمة أما الشورى فيعتمد على عرض الأمر على من يعتقد فيه انه أهل لذلك قال تعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) قال السعدي في تفسيره"[14]": (هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين وسروراً لهم وتحرزاً من أعدائهم فعلوا ذلك وإن رأوا ما فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ولهذا قال لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشرالأمور من حين سماعها والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه أما سبب نزول هذه الآية فعن عمر بن الخطاب قال: ( لما اعتزل نبي الله ق نساءه قال ، دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله ق نساءه، فستأذن عمر بالدخول على الرسولق فقال: ( يا رسول الله أطلقتهن، قال: لا ، قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله ق نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغراً ثم نزل نبي الله ق ونزلت ، فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله ق كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعاً وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله ق نساءه ونزلت هذه الآية (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير"[15]".
2.إن النظام الانتخابي يأتي لمحق شرع الله ففيه تحليل الحرام وتحريم الحلال وأبطال الحق وإحقاق الباطل وهلم جراً بعكس الشورى.
الشبهة الثانية : صنيع عمر عندما أوصى بالخلافة شورى بين ستة نفر من أصحاب رسول الله ق والجواب إن فعل عمر يسمى شورى وليس انتخابات ديمقراطية فعمر وكّل الأمر لأ فضل الصحابة واتقاهم0
الشبهة الثالثة: إن عبدالرحمن بن عوف قد سأل الناس عن عثمان وعلي هذا يعتبر نموذجاً لما يحدث في النظام الانتخابي
الجواب: أن عبدالرحمن بن عوف لم يسأل جميع الناس إنما سأل ذوي الخبرة والرأي المستقيم من أهل المدينة. قال السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء( بويع بالخلافة بعد زمن عمر بثلاث ليال فورد أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عبد الرحمن بن عوف يشاورونه ويناجونه فلا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان وفيه دليل على أن عبد الرحمن بن عوف استشار أهل العلم والرأي السديد)0
الشبهة الرابعة: قولهم إن عبدالرحمن بن عوف ذهب واستشارالنساء في قصه بيعة عثمان ، وهذا القصة لا تصح فلا يصح الاحتجاج بها0
لقد كان المسلمون في العصر الأول جماعة واحدة وأمة واحدة قائمة على أمر الله وعلى السمع والطاعة في طاعة الله. لذلك جاءت أقوال السلف في النهي عن إتباع البدع والشبهات التي تفرق المسلمين وهناك عدة اثأر عن السلف في ذلك منها:-
1. عن بن عباس في قوله {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153وفي قوله {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } الشورى13 ونحو هذا في القرآن قال أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا قاله مجاهد وغير واحد وقال الإمام أحمد بن حنبل 1465 حدثنا الأسود بن عامر شاذان حدثنا أبو بكر هو بن عياش عن عاصم هو بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله هو بن مسعود رضي الله عنه قال: ( خط رسول الله ق خطاً بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيماً، وخط عن يمينه وشماله ثم قال، هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. وكذا رواه الحاكم 2318 عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي بكر بن عياش به وقال صحيح ولم يخرجاه وهكذا رواه أبو جعفر الرازي وورقاء وعمرو بن أبي قيس عن عاصم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن بن مسعود مرفوعاً به نحوه وكذا رواه يزيد بن هارون ومسدد والنسائي 11174."[5]"
2. قال شيخ الإسلام ابن تيميه"[6]" : (وليس لأحد أن ينصب شخصاً يدعوا إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ق ولا ينصب لهم كلاماً لهم يوالي ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما أجمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)
وقال رحمه الله:(وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقى بينهم العداوة والبغضاء)
أهم أقوال العلماء المتأخرين في ذم التحزب
1. قال السعدي في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }الأنبياء92 " أي هؤلاء الرسل المذكورون هم أمتكم وأئمتكم الذين بهم تأتمون ويهديهم تقتدون كلهم على دين واحد وصراط واحد والرب أيضا واحد ولهذا قال (وَأَنَا رَبُّكُمْ) الذي خلقتكم وربيتكم بنعمتي في الدين والدنيا فإذا كان الرب واحداً والنبي واحداً والدينُ واحداً وهو عبادة الله وحده لا شريك له بجميع أنواع العبادة كان وظيفتكم والواجب عليكم القيام بها ولهذا قال( فَاعْبُدُونِ) فرتب العبادة على ما سبق بالفاء ترتيب المسبب على سببه وكان اللائق الاجتماع على هذا الأمر وعدم التفرق فيه ولكن البغي والاعتداء أبيا إلا الافتراق والتقطع ولهذا قال {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون53 أي تفرق الأحزاب المنتسبون لإتباع الأنبياء فرقا وتشتتوا كل يدعي أن الحق معه والباطل مع الفريق الآخر و (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وقد علم أن المصيب منهم من كان سالكاً للدين القويم والصراط المستقيم مؤتماً بالأنبياء وسيظهرهذا إذا انكشف الغطاء وبرح الخفاء وحشرالله الناس لفصل القضاء فحينئذ يتبين الصادق من الكاذب ولهذا قال (كُلُّ) من الفرق المتفرقة وغيرهم (إلينا راجعون) أي فنجازيهم أتم الجزاء ثم فصل جزاءه فيهم منطوقاً ومفهوماً."[7]"
2. فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله برقم 1674 ح 7/10/1397 هـ بعدم شرعية وجود هذه الجماعات وفي بداية هذه الفتوى:( لا يجوز تفرق المسلمين في دينهم شيعاً وأحزاباً يلعن بعضهم بعضاً ويضرب بعضهم رقاب بعض فان هذا التفرق مما نهى الله عنه ونعى على من أحدثه أو تابع أهله وتوعد فاعليه العذاب العظيم).
3. قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان"[8]": (الجماعة التي اتخذت منهاجهاً كتاب الله وسنة رسول الله ق وعملت بقوله ( فعليكم بسنني وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور) هؤلاء هم الجماعة المعتبرة وما عداها من الجماعات فانه لا اعتبار بها بل هي جماعة مخالفة وتختلف في بعدها عن الحق وقربها من الحق ولكن كلها تحت الوعيد ..).
وقال حفظه الله في جواب آخر: ( وكل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال وما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول ق وكل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء).
مساوئ الحزبية
1. الحزبية بدعة منكرة ودليل ذلك من الكتاب والسنة وفهم سلف هذه الأمة. قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153). ومن السنة ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ق:(إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"[9]".
2. ذم الله التحزب والحزبية وذمها رسوله ق وذمها سلف هذه الأمة قال الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون:53)
2. (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19).
3. إن المنتمين إلى الحزب يجعلون حزبهم هو محورالولاء والبراء والحب والبغض وذلك مشاقة لله ورسوله ومحادة لله ورسوله .لذلك تجد من ينتمي لهذه الأحزاب يمدحون أعضاء الحزب ومنهم الرياضين والفنانين ويشتمون من ينتقدهم ولو كان معروفا بالصلاح 0
4. الحزبية سبب للفرقة، والفرقة أول معول يضرب وحدة الأمة وتماسكها. وهي سبب لترك العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة والاشتغال بكلام الصحف والجرائد.
5. إن أداء شعائر الإسلام التعبدية المأمور بها شرعاً يتحول الأداء فيها من واجب تعبدي إلى واجب حزبي فتخدش الإخلاص ويكون المقصود هو إرضاء الحزب لا أرضاء الله جل وعلا. ومثال ذلك ماجرى في بلادنا حيث جاءت التعليمات الحزبية لأئمة المساجد أفعلوا كذا وكذا0 فعل هؤلاء الأتباع ماطلب منهم ولعل أن من العجيب إن بعض المساجد في قرى بعيدة طلب من أئمتها غلق المساجد لمدة يومين ففعلوا وذلك احتجاجاً على مايفعله الأعداء في أهل السنة زعموا فعل الأتباع ذلك.
6. الانقسام من مساوئ الحزبية فربما ينقسم الحزب إلى حزبين أو أحزاباً كما يقال في الجرثومة عند الانشطار، أما السلفية فهي دعوة وجماعة واحدة من فجرالإسلام إلى إن تقوم الساعة .
7. الدعوة للتوحيد والسنة تفرق الأمة في مفهوم الحزبين .(ذلك انه يوجد من ينتمي لهذه الأحزاب ألقبوري والمبتدع)"[10]".
هل دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب دعوة حزبية وهل الدعوة السلفية دعوة حزبية؟
سأل الشيخ الفوزان(حفظه الله) :- هل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوه إسلامية حزبية كجماعة الإخوان المسلمين والتبليغ ؟
قال الشيخ حفظه الله ( أنا أقول إن دعوة الشيخ رحمه الله على منهج السلف الصالح في الأصول والفروع ليس القصد منها التميز كجماعة أو حزب غيرما كان عليه أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً أما جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ وجماعه كذا وكذا فنحن ندعوهم إلى أن يردوا مناهجهم إلى كتاب الله والى سنة رسول ق والى هدي وفهم السلف الصالح ويعرضها على ذلك فما وافق الحق فالحمد لله وما خالف فانه يصحح الخطى هذا الذي ندعو إليه)"[11]".
قال الدكتور صالح السحيمي :( الالتزام انما يكون دائماً وابداً بالمنهج الإسلامي بما شرعه الله لنا وليس الالتزام بالأشخاص أو التنظيمات أو الجماعات التي هي دائما محل للخطأ والصواب)"[12]" .
قال الشيخ الألباني : (الدعوة السلفية هي تحارب الحزبية بكل وأنواعها والسبب واضح جداً0الدعوة السلفية تنتمي إلى شخص معصوم وهو رسول الله ق فمن خرج عن دعوة هؤلاء لانسميه بأنه سلفي)"[13]".
الشبه التي يتعلق بها الحزبيون
الشبهة الأولى: إن الانتخابات ماهي إلا شورى وقد حث الله عليها بقوله:( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الشورى:3
و قوله تعالى ( وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)
والجواب عن هذه الشبهة أن هناك فروقاً كبيرة بين الشورى والأنتخابات منها:
1. إن النظام الانتخابي متولد من النظام الديمقراطي الدخيل على المجتمعات الإسلامية الذي يعتمد على الأغلبية الغوغائية من ضعفه الرأي والحكمة أما الشورى فيعتمد على عرض الأمر على من يعتقد فيه انه أهل لذلك قال تعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) قال السعدي في تفسيره"[14]": (هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين وسروراً لهم وتحرزاً من أعدائهم فعلوا ذلك وإن رأوا ما فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ولهذا قال لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشرالأمور من حين سماعها والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه أما سبب نزول هذه الآية فعن عمر بن الخطاب قال: ( لما اعتزل نبي الله ق نساءه قال ، دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله ق نساءه، فستأذن عمر بالدخول على الرسولق فقال: ( يا رسول الله أطلقتهن، قال: لا ، قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله ق نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغراً ثم نزل نبي الله ق ونزلت ، فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله ق كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعاً وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله ق نساءه ونزلت هذه الآية (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير"[15]".
2.إن النظام الانتخابي يأتي لمحق شرع الله ففيه تحليل الحرام وتحريم الحلال وأبطال الحق وإحقاق الباطل وهلم جراً بعكس الشورى.
الشبهة الثانية : صنيع عمر عندما أوصى بالخلافة شورى بين ستة نفر من أصحاب رسول الله ق والجواب إن فعل عمر يسمى شورى وليس انتخابات ديمقراطية فعمر وكّل الأمر لأ فضل الصحابة واتقاهم0
الشبهة الثالثة: إن عبدالرحمن بن عوف قد سأل الناس عن عثمان وعلي هذا يعتبر نموذجاً لما يحدث في النظام الانتخابي
الجواب: أن عبدالرحمن بن عوف لم يسأل جميع الناس إنما سأل ذوي الخبرة والرأي المستقيم من أهل المدينة. قال السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء( بويع بالخلافة بعد زمن عمر بثلاث ليال فورد أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عبد الرحمن بن عوف يشاورونه ويناجونه فلا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان وفيه دليل على أن عبد الرحمن بن عوف استشار أهل العلم والرأي السديد)0
الشبهة الرابعة: قولهم إن عبدالرحمن بن عوف ذهب واستشارالنساء في قصه بيعة عثمان ، وهذا القصة لا تصح فلا يصح الاحتجاج بها0
الشبهة الخامسة: إن الانتخابات هي عبارة عن بيعة بين الحاكم والمحكوم 0
الجواب: أن هناك فرقاً بين البيعة الشرعية والانتخابات البدعية من وجهين:-
1. إن البيعة مشروعة وقد جاءت النصوص بذلك أما الانتخابات فهي محرمة ومحدثة في الدين
2. إن الحاكم في البيعة يكون متبوعاً على السمع والطاعة بالمعروف وفي الانتخابات يكون تابعاً والفرق كبير بين الحالتين0
الشبهة السادسة: إن الدخول في الانتخابات من باب الضرورة 0
الجواب: إن ارتكاب ادني المفسدتين وأخفهما لا يتم ذلك إلا في حالة واحدة وهي الاضطرار كما بين العلماء ذلك والضرورة تقدر بقدرها
وكل محذور مع الضرورة يقدر ما تحتاجه الضرورة
الشبهةالسابعة: قولهم مشاركتنا في مثل هذه الانتخابات استطعناً أن نصلح منالداخل بخلاف عدم مشاركتنا؟
الجواب: إن عامة الذين يدخلون للتغير أذبهم يتغيرون0 فإذا وصلوا إلى قبة الحكم فهل ياترىسيقومون بالواجب المناط بهم من أقامه دين الله والتوحيد والسنة والنهي عن الفساد بأنواعه ووسائله أم أن المناصب والكراسي ستشغلهم عن ذلك كله والذي يظهر ان الاحتمال الثاني كماحدث في السودان وغيرها
الشبهة الثامنة:استدلالهم بفعل يوسف عندما دخل تحت الحكم الكافر وأصلح من الداخل.
الجواب:
1. هل شرع ما قبلنا شرع لنا ؟
2. وان الدخول مع البرلمانات العلمانية يختلف عن فعل يوسف من عدة أوجه 0
أ. إن يوسف جمع بين العلم والحرص والأمانة وعدم حب الإمارة والولاية بعكس هؤلاء الحزبين
ب.إن يوسف ممكّن له قال تعالى فيما أخبر به عن العزيز (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ)(يوسف:54) أما من يدخل في البرلمانات لا يكون ممكّنا بل خاضع للتصويت0
3. إن يوسف لم يقدم أي تنازلات بعكس الحال في المشاركة في النظام الانتخابي فالتنازلات كثيرة.
الشبهة التاسعة: قولهم الدخول في الانتخابات من اجل تقليل فرصة العلمانيين والماسونيين وغيرهم . والجواب من وجهين :
1. إن ذلك لا يتم إلا عن طريق الأغلبية فلذلك تسعى الأحزاب بتكوين تحالفات مع الأحزاب العلمانية الأخرى وهذا بداية التنازل.
2. إن الشعب أذا فهم الإسلام بحقيقته فأنه سيقف أمام هؤلاء ولايتأتى ذلك إلا عن طريق العلم الشرعي والدعوة إليه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) ، ونصر الله يكون بإقامة الدين بالطرق الشرعية لا بالطرق المحرمة .قال أبو العز الحنفي شارح العقيدة الطحاوية (إن الله ما سلطهم علينا ألا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل. قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) فان أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم"[16]".
أنواع الحزبية وصورها
أن التحزب المنهي عنه في القران والسنة يشمل كل من تكتل أو تحزب لشخص أو شيخ أو جمعية"[17]" أو حزب اوكلام غير كلام الله ورسوله. قال شيخ الإسلام ابن تيميه:( وليس لأحد أن ينصب شخصاً يدعوا إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غيرالنبي ق ولا ينصب لهم كلاماً لهم يوالي ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما أجمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)، وقال رحمه الله ( وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقى بينهم العداوة والبغضاء)."[18]"
لذلك نهى العلماء عن هذه التكتلات السرية والعلنية. قال الشيخ الألباني رحمه الله عندما سئل عن بعض التكتلات التنظيمية على شكل تنظيم هرمي فقال :(لابد أن من وراء هذا التكتل والتحزب شيء ما أقول شيء غير ظاهر بل هو ظاهر0 كل تكتل كل تحزب أصله منتمياً إلى السلف الصالح مجرد أن يتكتل يعمل بدائرة تكتله وينسى دعوته نحن لمسنا ذلك لمس يد كل من كان على منهج السلف وبدأ ينشغل بالتحزب والتكتل يعني بدءوا ينشغلون بالسياسة، سياسي ودعوة للتوحيد على ماكان عليه السلف هذا لايمكن أبداً، لذلك فالتحزب والتكتل ليس من الدعوة السلفية ولا من السنة المحمدية بل هو خلاف القرن المتفق عليه قال تعالى{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32 )."[19]"
وهذا يدل على إن الذي يتحزب يخرج عن منهج السلف حتى ولو كان قبل ذلك سلفياً كما أشار الشيخ رحمه الله ولو كانت عنده تزكيات من العلماء فالعبرة بالخواتيم وقد يجتمع تعديل وتجريح في الرجل الواحد ومن نفس العالم أو من غيره فيقدم الجرح إذا كان مفسراً0
فيا أيها الأخ الحبيب لاتغتر بمن عنده تزكية من بعض العلماء أذا انحرف وتحزب (فأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء) نسأل الله السلامة والعافية.
الجواب: أن هناك فرقاً بين البيعة الشرعية والانتخابات البدعية من وجهين:-
1. إن البيعة مشروعة وقد جاءت النصوص بذلك أما الانتخابات فهي محرمة ومحدثة في الدين
2. إن الحاكم في البيعة يكون متبوعاً على السمع والطاعة بالمعروف وفي الانتخابات يكون تابعاً والفرق كبير بين الحالتين0
الشبهة السادسة: إن الدخول في الانتخابات من باب الضرورة 0
الجواب: إن ارتكاب ادني المفسدتين وأخفهما لا يتم ذلك إلا في حالة واحدة وهي الاضطرار كما بين العلماء ذلك والضرورة تقدر بقدرها
وكل محذور مع الضرورة يقدر ما تحتاجه الضرورة
الشبهةالسابعة: قولهم مشاركتنا في مثل هذه الانتخابات استطعناً أن نصلح منالداخل بخلاف عدم مشاركتنا؟
الجواب: إن عامة الذين يدخلون للتغير أذبهم يتغيرون0 فإذا وصلوا إلى قبة الحكم فهل ياترىسيقومون بالواجب المناط بهم من أقامه دين الله والتوحيد والسنة والنهي عن الفساد بأنواعه ووسائله أم أن المناصب والكراسي ستشغلهم عن ذلك كله والذي يظهر ان الاحتمال الثاني كماحدث في السودان وغيرها
الشبهة الثامنة:استدلالهم بفعل يوسف عندما دخل تحت الحكم الكافر وأصلح من الداخل.
الجواب:
1. هل شرع ما قبلنا شرع لنا ؟
2. وان الدخول مع البرلمانات العلمانية يختلف عن فعل يوسف من عدة أوجه 0
أ. إن يوسف جمع بين العلم والحرص والأمانة وعدم حب الإمارة والولاية بعكس هؤلاء الحزبين
ب.إن يوسف ممكّن له قال تعالى فيما أخبر به عن العزيز (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ)(يوسف:54) أما من يدخل في البرلمانات لا يكون ممكّنا بل خاضع للتصويت0
3. إن يوسف لم يقدم أي تنازلات بعكس الحال في المشاركة في النظام الانتخابي فالتنازلات كثيرة.
الشبهة التاسعة: قولهم الدخول في الانتخابات من اجل تقليل فرصة العلمانيين والماسونيين وغيرهم . والجواب من وجهين :
1. إن ذلك لا يتم إلا عن طريق الأغلبية فلذلك تسعى الأحزاب بتكوين تحالفات مع الأحزاب العلمانية الأخرى وهذا بداية التنازل.
2. إن الشعب أذا فهم الإسلام بحقيقته فأنه سيقف أمام هؤلاء ولايتأتى ذلك إلا عن طريق العلم الشرعي والدعوة إليه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) ، ونصر الله يكون بإقامة الدين بالطرق الشرعية لا بالطرق المحرمة .قال أبو العز الحنفي شارح العقيدة الطحاوية (إن الله ما سلطهم علينا ألا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل. قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) فان أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم"[16]".
أنواع الحزبية وصورها
أن التحزب المنهي عنه في القران والسنة يشمل كل من تكتل أو تحزب لشخص أو شيخ أو جمعية"[17]" أو حزب اوكلام غير كلام الله ورسوله. قال شيخ الإسلام ابن تيميه:( وليس لأحد أن ينصب شخصاً يدعوا إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غيرالنبي ق ولا ينصب لهم كلاماً لهم يوالي ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما أجمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)، وقال رحمه الله ( وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقى بينهم العداوة والبغضاء)."[18]"
لذلك نهى العلماء عن هذه التكتلات السرية والعلنية. قال الشيخ الألباني رحمه الله عندما سئل عن بعض التكتلات التنظيمية على شكل تنظيم هرمي فقال :(لابد أن من وراء هذا التكتل والتحزب شيء ما أقول شيء غير ظاهر بل هو ظاهر0 كل تكتل كل تحزب أصله منتمياً إلى السلف الصالح مجرد أن يتكتل يعمل بدائرة تكتله وينسى دعوته نحن لمسنا ذلك لمس يد كل من كان على منهج السلف وبدأ ينشغل بالتحزب والتكتل يعني بدءوا ينشغلون بالسياسة، سياسي ودعوة للتوحيد على ماكان عليه السلف هذا لايمكن أبداً، لذلك فالتحزب والتكتل ليس من الدعوة السلفية ولا من السنة المحمدية بل هو خلاف القرن المتفق عليه قال تعالى{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32 )."[19]"
وهذا يدل على إن الذي يتحزب يخرج عن منهج السلف حتى ولو كان قبل ذلك سلفياً كما أشار الشيخ رحمه الله ولو كانت عنده تزكيات من العلماء فالعبرة بالخواتيم وقد يجتمع تعديل وتجريح في الرجل الواحد ومن نفس العالم أو من غيره فيقدم الجرح إذا كان مفسراً0
فيا أيها الأخ الحبيب لاتغتر بمن عنده تزكية من بعض العلماء أذا انحرف وتحزب (فأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء) نسأل الله السلامة والعافية.
[1] حديث رقم (1337) باب توقيره ق وترك إكثار سؤاله لا لضرورة0
[2] حديث رقم "4607" وصححه الألباني في صحيح أبي داود
[3] الحديث رقم " 2667 " في صحيح مسلم ج4/ص2053
[4] الحديث رقم"3411" في صحيح البخاري ج3/ص1319
[5] تفسير ابن كثير ج2/ص191
[6] انظرالمجموع" 2/ 415 " لشيخ الإسلام أبن تيمية
[7] تفسير السعدي " ج1/ص530
[8] كتاب الأجوبة المهمة/ للشيخ صالح الفوزان " ص28دار المنهاج
[9] أخرجه مسلم "برقم 1715
[10] أنظر كتاب المورد العذب الزلال للشيخ احمدالنجمي" ص116 ط2" مكتبة المعرفة
[11] كتاب الأجوبة المهمة/ للشيخ صالح الفوزان" ص 112 " طبعة دار المنهاج
[12] كتاب منهج السلف في العقيدة.وأثرها في وحدة المسلمين0للشيخ صالح السحيمي0
[13] الأجوبة المفيدة/في الحاشية نقلا عن كتاب "فتاوى العلماء الأكابر"ص 97 "لعبد المالك 0رمضاني
[14] تفسير السعدي ج1/ص1901
[15] الحديث في صحيح مسلم" ج2/ص1105" تحت رقم ""14790
[16] راجع كتاب الأدلة الشرعية لكشف التلبيسات الحزبية/ حسين بن قاسم الحسني الريمي
[17] قال الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعليقاً على هذه العبارة:(الجمعيات الأصل فيها انها تجمّع بقصد "ولاسيما في بعض الدول" التي لاتسجل في أي مؤسسة دينية الاأذا أنطوت تحت لواء جمعية. فأن كان المقصود بها مجرد التنظيم ولم تتخذ مناهج حزبية معينة تخالف منهج الكتاب والسنة فلابأس من قيام هذه الجمعبات "ضرورة"0وأما إن تحولت إلى جماعات وأحزاب توالي وتعادي على مبادئ معينة وعلى أشخاص وبعضهم ربما لايمثل السلفية بأي وجه أو على مبادئ أو على أشياء تخالف منهج السلف فأنها حينئذ مردودة غيرمقبولة0
[18] انظر " المجموع "2/ 415" لشيخ الإسلام
[19] شريط 848سلسلة الهدى والنور
[2] حديث رقم "4607" وصححه الألباني في صحيح أبي داود
[3] الحديث رقم " 2667 " في صحيح مسلم ج4/ص2053
[4] الحديث رقم"3411" في صحيح البخاري ج3/ص1319
[5] تفسير ابن كثير ج2/ص191
[6] انظرالمجموع" 2/ 415 " لشيخ الإسلام أبن تيمية
[7] تفسير السعدي " ج1/ص530
[8] كتاب الأجوبة المهمة/ للشيخ صالح الفوزان " ص28دار المنهاج
[9] أخرجه مسلم "برقم 1715
[10] أنظر كتاب المورد العذب الزلال للشيخ احمدالنجمي" ص116 ط2" مكتبة المعرفة
[11] كتاب الأجوبة المهمة/ للشيخ صالح الفوزان" ص 112 " طبعة دار المنهاج
[12] كتاب منهج السلف في العقيدة.وأثرها في وحدة المسلمين0للشيخ صالح السحيمي0
[13] الأجوبة المفيدة/في الحاشية نقلا عن كتاب "فتاوى العلماء الأكابر"ص 97 "لعبد المالك 0رمضاني
[14] تفسير السعدي ج1/ص1901
[15] الحديث في صحيح مسلم" ج2/ص1105" تحت رقم ""14790
[16] راجع كتاب الأدلة الشرعية لكشف التلبيسات الحزبية/ حسين بن قاسم الحسني الريمي
[17] قال الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعليقاً على هذه العبارة:(الجمعيات الأصل فيها انها تجمّع بقصد "ولاسيما في بعض الدول" التي لاتسجل في أي مؤسسة دينية الاأذا أنطوت تحت لواء جمعية. فأن كان المقصود بها مجرد التنظيم ولم تتخذ مناهج حزبية معينة تخالف منهج الكتاب والسنة فلابأس من قيام هذه الجمعبات "ضرورة"0وأما إن تحولت إلى جماعات وأحزاب توالي وتعادي على مبادئ معينة وعلى أشخاص وبعضهم ربما لايمثل السلفية بأي وجه أو على مبادئ أو على أشياء تخالف منهج السلف فأنها حينئذ مردودة غيرمقبولة0
[18] انظر " المجموع "2/ 415" لشيخ الإسلام
[19] شريط 848سلسلة الهدى والنور