الفصل الثاني
التصفية والتربية أصل في الدعوة السلفية
أولاً: معنى التصفية
أخبر النبي إن هذه الأمة ستظهر فيها البدع والأهواء وكلما إنقضى قرن زادت هذه البدع في الدين حتى شوهت صفائه فظهرت البدع في العقيدة والعبادات والسلوك حتى أصبحت مناهج قائمة لها رؤوس ودعاة وإتباع بل ومدارس وجامعات وجمعيات وهيئات وأحزاب لذلك وجب على الدعاة تصفية هذا الدين مما علق به من البدع والشوائب وتصفيته كما يصفى الماء من الشوائب قال الشيخ الألباني رحمه الله:(ولكي ندلل على صحة ماندعو إليه في هذا المنهج نعود إلى آية في كتاب الله تدل على خطأ كثير ممن يخالفنا ونجزم به أن البداية تكون بالتصفية والتربية وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7). هذه هي الآية وهي التي اجمع المفسرون على أن معنى نصر الله فيها أنما هو العمل بأحكامه سبحانه وتعالى ومن ذلك الأيمان بالغيب الذي جعله سبحانه وتعالى شرط على المؤمنين الاوّل الذين امنوا بالغيب0 فلابد قبل الشروع بالجهاد من تصحيح العقيدة وتربية النفس وأني لأعلم أن الأمر لا يسلم من معارضة لمنهجنا في التصفية والتربية فثمة من سيقول إن القيام بالتصفية والتربية يحتاج إلى سنين طويلة ولكني أقول ليس هذا هو المهم في الأمر بل المهم أن نبدأ بمعرفة ديننا أولاً ولا يهم بعد ذلك يطول الطريق أو يقصر ولا تكاد تجد احد في المسلمين يقوم في هذا سوى دعاة الكتاب والسنة وأصحاب الحديث وأصحاب منهج ألسلف هم الذين يضعون النقط على الحروف فليس من طريق للخلاص من هذا الواقع ألأليم الذي تعيشه الأمة سوى الكتاب والسنة وانتهاج التصفية والتربية في سبيل الرجوع أليهما)"[1]"
أخبر النبي إن هذه الأمة ستظهر فيها البدع والأهواء وكلما إنقضى قرن زادت هذه البدع في الدين حتى شوهت صفائه فظهرت البدع في العقيدة والعبادات والسلوك حتى أصبحت مناهج قائمة لها رؤوس ودعاة وإتباع بل ومدارس وجامعات وجمعيات وهيئات وأحزاب لذلك وجب على الدعاة تصفية هذا الدين مما علق به من البدع والشوائب وتصفيته كما يصفى الماء من الشوائب قال الشيخ الألباني رحمه الله:(ولكي ندلل على صحة ماندعو إليه في هذا المنهج نعود إلى آية في كتاب الله تدل على خطأ كثير ممن يخالفنا ونجزم به أن البداية تكون بالتصفية والتربية وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7). هذه هي الآية وهي التي اجمع المفسرون على أن معنى نصر الله فيها أنما هو العمل بأحكامه سبحانه وتعالى ومن ذلك الأيمان بالغيب الذي جعله سبحانه وتعالى شرط على المؤمنين الاوّل الذين امنوا بالغيب0 فلابد قبل الشروع بالجهاد من تصحيح العقيدة وتربية النفس وأني لأعلم أن الأمر لا يسلم من معارضة لمنهجنا في التصفية والتربية فثمة من سيقول إن القيام بالتصفية والتربية يحتاج إلى سنين طويلة ولكني أقول ليس هذا هو المهم في الأمر بل المهم أن نبدأ بمعرفة ديننا أولاً ولا يهم بعد ذلك يطول الطريق أو يقصر ولا تكاد تجد احد في المسلمين يقوم في هذا سوى دعاة الكتاب والسنة وأصحاب الحديث وأصحاب منهج ألسلف هم الذين يضعون النقط على الحروف فليس من طريق للخلاص من هذا الواقع ألأليم الذي تعيشه الأمة سوى الكتاب والسنة وانتهاج التصفية والتربية في سبيل الرجوع أليهما)"[1]"
ثانياً: معنى التربية
قال الشيخ الألباني في معنى التربية:( تربية الجيل الناشئ على الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون التأثر بالتربية الغربية الفاجرة00)"[2]"
ثالثاً: ثمرة التصفية والتربية .
أيها المحب0الغيور على الأمة0الراغب في عزها و نصرها. تمكينها، أنظر إلى منهج النبي ق كيف صفى عقائد الناس من الشرك والوثنية وكيف ربى الصحابة على صفاء العقيدة. ثم انظر بعد ذلك إلى النتائج وكيف مكنهم الله في الأرض وهذا مصداقاً لقول الله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) فأن من المؤسف حقاً أن الكثير من أصحاب الدعوات ينظرون إلى الثمرة والنتائج لكن لايسلكون الوسائل والأسباب الشرعية لتحقيق تلك الثمرات.قال الشيخ الألباني(رحمه الله): (عندما يقوم المؤمنون بالتصفية والتربية فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)"[3]".
رابعاً: شمولية التصفية والتربية
ومعنى ذلك تصفية جميع شرائع الدين عقيدة وعبادة ومعاملات وتربية المسلمين على ذلك. قال العلامة السعدي في تفسير قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة أي في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئاً وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلههُ هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله وإن خالفه تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعاً للدين وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال ولا تتبعوا خطوات الشيطان . أي في العمل بمعاصي الله إنه لكم عدو مبين والعدوالمبين لا يأمرإلا بالسوء والفحشاء وما به الضرر عليكم ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل وزلل قال تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة209. وهذه الشمولية لاتجدها ألا عند أهل الأثر إتباع السلف الصالح فتجد الصفاء في عقائدهم وفي عبادتهم وفي سلوكهم وفي دعوتهم. على خلاف الدعوات الأخرى فالغالب عدم اهتمامهم بالعقيدة أما تصحيح الصلاة وغيرها من العبادات فهذه عندهم من القشور التي لايهتمون بها نعوذ بالله من الخذلان0
أيها الأخ المنصف من الذي نشر عقيدة التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها ؟ من الذي أحيا السنن وأمات البدع ؟؟؟
هل تجد أحدا غير السلفين يدعو لذلك؟
خامساً:إن الدعوة للتصفية والتربية مسؤولية الجميع كل حسب استطاعته0
فالرجل مسئول في بيته يعلم أبنائه العقيدة الصحيحة ويعلمهم صلاة الرسول ق ويعلمهم السنة في الملبس والمأكل وغير ذلك من تعاليم الشرع الكريم0
سادساً: الضوابط التي يجب أن ينضبط بها الداعية السلفي.
ولذلك يجب على الداعية أن يتصف بسمات وأحوال تجعله من المؤهلين لتحمُّل أمانة الله تعالى في الدعوة إليه سبحانه وأهمّها:
1. الإخلاص لله تعالى لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.
2. العلم والبصيرة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
3. ألبدء بالتوحيد وتصحيح عقيدة الناس لقوله ق لمعاذ: (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله)). (البخاري)
4. البيان والتفصيل من غير إبهام وإجمال قال تعالى {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55 .
5. اللين والرفق في القول والفعل من غير فظاظة ولا غلظة ولا شدة قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
6. الحرص على هداية الخلق.
7. الصدع بالحق من غير تردد, والإعراض عمن خالف الحق, وعدم الاكتراث به لقوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}.
8. التودد للمدعوين والتحبب إليهم عسى أن يسمعوا الحق (وهذا حال الرسل جميعاً).
9. إعذار من تاب وعدم التثريب عليه ولو آذاك من قبل كما قال يوسف لأخوته {قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ }.
10. أن لا تمّنْن على من هداه الله على يديك كما قال تعالى: { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}. انظر تفسير السعدي
11. يكون مَثُلُك في تحمل أذى الناس والصبر عليهم في سبيل الله كمثل النخلة: (تُلقى بالحجر وتلقي بالتمر) وذلك مثل المؤمن كما في حديث. عبد الله بن عمر أن رسول الله ق قال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم حدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البادية ووقع في نفسي أنها النخلة قال عبد الله فاستحييت فقالوا يا رسول الله أخبرنا بها فقال رسول الله ق هي النخلة."[4]"
12. أن تكون صادقاً أميناً في قولك وفعلك.
13. أن تكون حليماً متأنياً غير متعجل، كما قال ق لأشج عبد القيس(إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة) رواه مسلم.
14. أن تقول التي هي أحسن في حديثك مع غيرك لقوله تعالى { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ }.
15. أن تتجنب الوسائل والأسباب التي تشوه الدعوة وتصد الناس عنها كما قال النبي ق لما امتنع عن قتل المنافقين فعن جابر في الصحيحين والمسند (معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي).
16. أن تكون قدوة لغيرك في عمل الخير والدعوة إليه قال تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}, واجتناب أخلاق المنافقين.
17. التواضع وترك الكبْر، وقبول الحق والتسليم له، وإياك أن تكون ممن وقع بالكبرالذي هو (بطر الحق وغمط الناس)، كما قال النبي ق فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة . وبطر الحق: الزهد به. وغمط الناس احتقارهم وازدرائهم.
18. أن تدعو الناس ليلاً ونهاراً, سراً وجهاراً حسب استطاعتك, كما كان حال نوح عليه السلام
19. أن يربط الناس بالسلف الصالح ويحببهم إليهم0وأن لا يكون كالحزبين حيث ربطوا الناس وخصوصاً الشباب برموز ثورية حزبية وعقدوا عليهم الولاء والبراء0
قال الشيخ الألباني في معنى التربية:( تربية الجيل الناشئ على الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون التأثر بالتربية الغربية الفاجرة00)"[2]"
ثالثاً: ثمرة التصفية والتربية .
أيها المحب0الغيور على الأمة0الراغب في عزها و نصرها. تمكينها، أنظر إلى منهج النبي ق كيف صفى عقائد الناس من الشرك والوثنية وكيف ربى الصحابة على صفاء العقيدة. ثم انظر بعد ذلك إلى النتائج وكيف مكنهم الله في الأرض وهذا مصداقاً لقول الله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) فأن من المؤسف حقاً أن الكثير من أصحاب الدعوات ينظرون إلى الثمرة والنتائج لكن لايسلكون الوسائل والأسباب الشرعية لتحقيق تلك الثمرات.قال الشيخ الألباني(رحمه الله): (عندما يقوم المؤمنون بالتصفية والتربية فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)"[3]".
رابعاً: شمولية التصفية والتربية
ومعنى ذلك تصفية جميع شرائع الدين عقيدة وعبادة ومعاملات وتربية المسلمين على ذلك. قال العلامة السعدي في تفسير قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة أي في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئاً وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلههُ هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله وإن خالفه تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعاً للدين وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال ولا تتبعوا خطوات الشيطان . أي في العمل بمعاصي الله إنه لكم عدو مبين والعدوالمبين لا يأمرإلا بالسوء والفحشاء وما به الضرر عليكم ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل وزلل قال تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة209. وهذه الشمولية لاتجدها ألا عند أهل الأثر إتباع السلف الصالح فتجد الصفاء في عقائدهم وفي عبادتهم وفي سلوكهم وفي دعوتهم. على خلاف الدعوات الأخرى فالغالب عدم اهتمامهم بالعقيدة أما تصحيح الصلاة وغيرها من العبادات فهذه عندهم من القشور التي لايهتمون بها نعوذ بالله من الخذلان0
أيها الأخ المنصف من الذي نشر عقيدة التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها ؟ من الذي أحيا السنن وأمات البدع ؟؟؟
هل تجد أحدا غير السلفين يدعو لذلك؟
خامساً:إن الدعوة للتصفية والتربية مسؤولية الجميع كل حسب استطاعته0
فالرجل مسئول في بيته يعلم أبنائه العقيدة الصحيحة ويعلمهم صلاة الرسول ق ويعلمهم السنة في الملبس والمأكل وغير ذلك من تعاليم الشرع الكريم0
سادساً: الضوابط التي يجب أن ينضبط بها الداعية السلفي.
ولذلك يجب على الداعية أن يتصف بسمات وأحوال تجعله من المؤهلين لتحمُّل أمانة الله تعالى في الدعوة إليه سبحانه وأهمّها:
1. الإخلاص لله تعالى لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.
2. العلم والبصيرة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
3. ألبدء بالتوحيد وتصحيح عقيدة الناس لقوله ق لمعاذ: (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله)). (البخاري)
4. البيان والتفصيل من غير إبهام وإجمال قال تعالى {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55 .
5. اللين والرفق في القول والفعل من غير فظاظة ولا غلظة ولا شدة قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
6. الحرص على هداية الخلق.
7. الصدع بالحق من غير تردد, والإعراض عمن خالف الحق, وعدم الاكتراث به لقوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}.
8. التودد للمدعوين والتحبب إليهم عسى أن يسمعوا الحق (وهذا حال الرسل جميعاً).
9. إعذار من تاب وعدم التثريب عليه ولو آذاك من قبل كما قال يوسف لأخوته {قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ }.
10. أن لا تمّنْن على من هداه الله على يديك كما قال تعالى: { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}. انظر تفسير السعدي
11. يكون مَثُلُك في تحمل أذى الناس والصبر عليهم في سبيل الله كمثل النخلة: (تُلقى بالحجر وتلقي بالتمر) وذلك مثل المؤمن كما في حديث. عبد الله بن عمر أن رسول الله ق قال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم حدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البادية ووقع في نفسي أنها النخلة قال عبد الله فاستحييت فقالوا يا رسول الله أخبرنا بها فقال رسول الله ق هي النخلة."[4]"
12. أن تكون صادقاً أميناً في قولك وفعلك.
13. أن تكون حليماً متأنياً غير متعجل، كما قال ق لأشج عبد القيس(إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة) رواه مسلم.
14. أن تقول التي هي أحسن في حديثك مع غيرك لقوله تعالى { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ }.
15. أن تتجنب الوسائل والأسباب التي تشوه الدعوة وتصد الناس عنها كما قال النبي ق لما امتنع عن قتل المنافقين فعن جابر في الصحيحين والمسند (معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي).
16. أن تكون قدوة لغيرك في عمل الخير والدعوة إليه قال تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}, واجتناب أخلاق المنافقين.
17. التواضع وترك الكبْر، وقبول الحق والتسليم له، وإياك أن تكون ممن وقع بالكبرالذي هو (بطر الحق وغمط الناس)، كما قال النبي ق فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة . وبطر الحق: الزهد به. وغمط الناس احتقارهم وازدرائهم.
18. أن تدعو الناس ليلاً ونهاراً, سراً وجهاراً حسب استطاعتك, كما كان حال نوح عليه السلام
19. أن يربط الناس بالسلف الصالح ويحببهم إليهم0وأن لا يكون كالحزبين حيث ربطوا الناس وخصوصاً الشباب برموز ثورية حزبية وعقدوا عليهم الولاء والبراء0
ما المقصود بأسلوب المجادلة ؟"[5]"
الجدل : هو مقابلة الحجة بالحجة وكشف الشبه لدى الخصم وهذا واضح في قوله تعالى{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}النحل25 وهذا الكشف للشبه وبيان الأدلة على اطراحها والاحتجاج بالأدلة المقنعة للخصم هي مادة الجدل.
يقول الشيخ السعدي في تفسيره"[6]": {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125 ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة أي كل أحد على حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداية بالأهم فالأهم وبالأقرب إلى الأذهان والفهم وبما يكون قبوله أتم وبالرفق واللين فإن انقاد بالحكمة وإلا فينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها والنواهي من المضار وتعدادها وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق أو كان داعية إلى الباطل فيجادل بالتي هي أحسن وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً من ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها فإنه أقرب إلى حصول المقصود وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها، وقوله (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ) أي أعلم بالسبب الذي أداه إلى الضلال ويعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها، ( وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم من عليهم فاجتباهم {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126. {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }النحل127يقول تعالى مبيحاً للعدل ونادباً للفضل والإحسان وإن عاقبتم من أساء إليكم بالقول والفعل فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به من غير زيادة منكم على ما أجراه معكم ولئن صبرتم عن المعاقبة وعفوتم عن جرمهم لهوخير للصابرين.
ويقول ابن باز( رحمه الله)"[7]" فان كان عنده شبه ، جادلته بالتي هي أحسن ولا تغلظ عليه بل تصبر ولا تعجل ولا تعنف بل تجتهد في كشف الشبه وإيضاح الأدلة بالأسلوب الأحسن.
ما هو حكم المجادلة وما هو التفسير الصحيح للنصوص التي تنهى عن الجدل ؟
يقول ابن القيم في قوله تعالى {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15 وليس المراد في الاحتجاج من الطرفين كما بينه بعض من لا يدري ما يقول وان الدين لا احتجاج فيه كيف والقرآن من أوله إلى أخره حجج وبراهين على أهل الباطل."[8]"
هل يجوز ارتكاب المحرم من اجل التأليف؟
لايجوز فعل المحرم أو ترك الواجب من أجل التأليف لأن هذا فعل أهل البدع من الحزبين وغيرهم"[9]"
الجدل : هو مقابلة الحجة بالحجة وكشف الشبه لدى الخصم وهذا واضح في قوله تعالى{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}النحل25 وهذا الكشف للشبه وبيان الأدلة على اطراحها والاحتجاج بالأدلة المقنعة للخصم هي مادة الجدل.
يقول الشيخ السعدي في تفسيره"[6]": {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125 ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة أي كل أحد على حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداية بالأهم فالأهم وبالأقرب إلى الأذهان والفهم وبما يكون قبوله أتم وبالرفق واللين فإن انقاد بالحكمة وإلا فينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها والنواهي من المضار وتعدادها وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق أو كان داعية إلى الباطل فيجادل بالتي هي أحسن وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً من ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها فإنه أقرب إلى حصول المقصود وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها، وقوله (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ) أي أعلم بالسبب الذي أداه إلى الضلال ويعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها، ( وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم من عليهم فاجتباهم {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126. {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }النحل127يقول تعالى مبيحاً للعدل ونادباً للفضل والإحسان وإن عاقبتم من أساء إليكم بالقول والفعل فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به من غير زيادة منكم على ما أجراه معكم ولئن صبرتم عن المعاقبة وعفوتم عن جرمهم لهوخير للصابرين.
ويقول ابن باز( رحمه الله)"[7]" فان كان عنده شبه ، جادلته بالتي هي أحسن ولا تغلظ عليه بل تصبر ولا تعجل ولا تعنف بل تجتهد في كشف الشبه وإيضاح الأدلة بالأسلوب الأحسن.
ما هو حكم المجادلة وما هو التفسير الصحيح للنصوص التي تنهى عن الجدل ؟
يقول ابن القيم في قوله تعالى {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15 وليس المراد في الاحتجاج من الطرفين كما بينه بعض من لا يدري ما يقول وان الدين لا احتجاج فيه كيف والقرآن من أوله إلى أخره حجج وبراهين على أهل الباطل."[8]"
هل يجوز ارتكاب المحرم من اجل التأليف؟
لايجوز فعل المحرم أو ترك الواجب من أجل التأليف لأن هذا فعل أهل البدع من الحزبين وغيرهم"[9]"
[1] كتاب حياة الألباني /لمحمد إبراهيم الشيباني
[2] انظر مقدمة السلسلة الضعيفة (ج2)
[3] شريط788 سلسلة الهدى والنور
[4] أخرجه البخاري "باب من استحيا وأمر غيره بالسؤال"من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
[5] راجع كتاب أسس منهج السلف ( فوازبن هليل السحيمي)
[6] تفسير السعدي ج1/ص452
[7] في كتاب فضل الدعوة "ص 32 "
[8] مفتاح دار السعادة (2/241) لأبن القيم الجوزية0
[9] قال الشيخ صالح السحيمي "حفظه الله " تعليقا على هذه العبارة " بل هو شعار الكفار قبلهم دعو النبي ق إلى السكوت عن دعوته مقابل أن يعطوه كذا وكذا "