أصول ومفهومات لابد من معرفتها
اولًا:تعريف المنهاج :
قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى ) لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً( قال سبيلاً وسنة"[1]" وقال مجاهد :الشرعة، السنة والمنهاج، السبيل "[2] " ، وقال الطبري في تفسيره (المنهاج هو الطريق المستمر وهو النهج والمنهج المبين)"[3]" .
وإذا كان المنهاج السنة والطريق بمعنى إتباع طريقة النبي في عقيدته وفي دعوته وفي تعامله مع الكفار. وهو سياسته في أوقات الضعف وفي زمن التمكين. وهكذا0
ثانيًا: تعريف ألسلف:
لغة:"[4]" قال ابن منظور في لسان العرب (والسلف أيضاً من تقدمك من أبائك وذوي قرابتك الذين الذين هم فوقك في السن والفضل ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح ولهذا قال النبي لأبنته فاطمة (فأنه نعم السلف أنا لك).
أصطلاحاً :أن لفظة السلف تطلق ابتدأ على الصحابة والتابعين وأتباعهم .
قال الشيخ الألباني رحمه الله: (السلف الصالح يشمل القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول ق بالخيرية في الحديث المتفق على صحته بل الذي وصل مبلغ التواتر بكثرة طرقه في الصحيحين وغيرهما عن جمع كثير من الصحابة أن النبي ق قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) فالقرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية هم المقصودون بالسلف الصالح0"[5]"
ثالثًا: لم ينكر العلماء قديمًا وحديثاً هذه التسمية0
قال البخاري رحمه الله: قال راشد بن سعد:( كان السلف يستحبون الفحولة من الجِمال لأنها أجرى بالسير) "[6]". أخرج مسلم في صحيحه عن أبن المبارك (كان يقول على رؤؤس الأشهاد دعوا عمرو بن ثابت فأنه كان يسب السلف) يعني الصحابة. وبوب البخاري في صحيحه ج5/ص2068( باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم) وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري ج9/ص545 في شرح لحديث العجوز في قصة العجوز التي كانت تصنع للصحابة أصول السلق في قدر يوم الجمعة قال: وفي الحديث ما كان السلف عليه من الاقتصاد والصبر على قلة الشيء إلى أن فتح الله تعالى لهم.
رابعاً: وجوب الانتساب لمنهج السلف 0
قال شيخ الإسلام :(ولاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب أليه واعتزى أليه بل يجب قبول ذلك منه بالأتفاق لأن مذهب السلف لايكون ألا حقاً)"[7]" .
قال الشيخ صالح الفوزان :(أن الجماعة السلفية هي التي على الحق وهي التي يجب الانتماء والعمل والانتساب إليها وماعداها من التجماعات يجب أن لاتعتبر من جماعات الدعوة)"[8]"0
خامساً: تلازم العقيدة والمنهج.
من الأخطاء التي لبّس بها الشيطان على بعض الناس (أنه يجوز أن يكون الرجل سلفي العقيدة أخواني المنهج)0
قال الشيخ الألباني"[9]" (لايفترقان ولايمكن أن يكون الرجل سلفياً أخواناً لكن سيكون سلفياً في بعض أخوانياً في بعض أو أخوانياً في بعض سلفياً في بعض أما أن يكون سلفياً على ماكان عليه الرسولق فهذا أمر مستحيل)"[10]".
سادساً: التسمي بالسلفية ضرورة شرعية للتمايز عن أهل البدع0
لمّا حدث الأفتراق في المسلمين تميّز أهل الحق عن أهل الأهواء بألقاب شرعية منها (أهل السنة والجماعة، وأهل الأثر، وأهل الحديث) فأصبحت هذه الألقاب والمسميات صفة لازمة لأهل الحق0وأما اليوم فأن كثيراً من أهل البدع يتسمى بأهل السنة والجماعة كالأشاعرة وغيرهم فأصبح التسمي بالسلفية ضرورة حتى يتميز أهل الحق عن غيرهم0
قال الشيخ الألباني :(أن الطوائف مهما كانت قريبة من الكتاب والسنة أوبعيدة ولكن بفضل الله عز وجل لا أحد يستطيع أن يقول أنا على على منهج السلف إلا الذين فعلا يتبنون منهج السلف الصالح دعوة ومنهاجا وسلوكا 000)"[11]".
قال الشيخ عبيد الجابري(حفظه الله ) :(فلا تجد خلفياً لاسيما المنتسبون إلى الجماعات الدعوية الحديثة إلا وهو يكره الانتساب إلى السلفية لأن السلفية ليست مجرد نسبة بل السلفية تجريد الإخلاص لله وتجريد المتابعة للنبي ق)"[12]" .
ولما سئل الشيخ الألباني رحمه الله لماذا لايترك السلفيون هذه التسمية ؟ قال:[أنخلعوا أنتم من الانتساب للحزب الفلاني والحزب الفلاني وانخلعوا من الانتساب للمذهب الفلاني حينئذ نقول نحن مسلمون أما هذه الاسامي تمثل تفرقاً في الأمة فكراً وواقعياً وتعصباً مذهبياً0 فما علينا نحن إذا قلنا نجمع الانتساب هذه كلها في لفظة واحدة لايستطيع أحداً من أولئك إذا كان عالماً بالحق أن يماري أن دعوة السلف هي دعوة الحق ونحن نستدل بقوله تعالى:(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)]"[13]".
سابعًا: التسمي بالسلفية لايعني التزكية للنفس
سئل الشيخ الألباني هل التسمي بالسلفية يعني تزكية للنفس ؟ فأجاب رحمه الله عن الذي يقول مثل ذلك:(هذا رجل لايفقه معنى السلفية حتى يقول إنها تزكية، السلفية يعني الإسلام الصحيح فالذي يقول أنا مسلم أو أنا ديني الإسلام كالذي يقول أنا سلفي)[14]0
ثامناً: أن منهج الطائفة المنصورة هوالمنهج السلفي 0
قال ابن المبارك :(هم عندي أصحاب الحديث وألاثر) ويقصد الفرقة الناجية. وقال الإمام احمد (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا ادري من هم) أخرجه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث.
تاسعًا: أن الدعوة السلفية وسط بين الغلو والجفاء وبينالإفراط والتفريط0
قال شيخ الإسلام :( فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به فى كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط فى فرقة الأمة كما أن الأمة هى الوسط فى الأمم فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهنمية وأهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفى باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفى أصحاب رسول الله بين الروافض والخوارج) "[15]"0
عاشرًا: المنهج السلفي في التلقي مستمد من الكتاب والسنة والإجماع والإجماع مبني على الكتاب والسنة0
والسلفيون لايستغنون عن العلماء في التلقي ولايستقلون بأنفسهم لفهم النصوص. وينضبطون بفهم السلف الصالح0
الحادي عشر: الدعوة السلفية تمتاز بالوضوح والبساطة والعلنية0
قال الشاطبي في الموافقات(هذه الشريعة أميّة لأن أهلها كذلك فهو أجرى على اعتبار المصالح ويدل على ذلك قوله تعالى{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة2) أ.هـ)فالدعوة السلفية تخاطب كل الناس الصغير والكبير والمرأة العجوز والشيخ الكبير بعيدة عن التعقيدات الكلامية والمصطلحات الفلسفية بعيدة عن الأسرار الحزبية0
الثاني عشر: السلفية كاملة لاتتقسم.
ومن الخطأ تقسيم السلفية إلى (جهادية، وواقعية، وحقيقية، وغير ذلك فهذا من صنيع أهل الأهواء حتى يلصقوا أنفسهم بالسلفية.
الثالث عشر: مناهج الدعوة إلى الله توقيفية.
قال الشيخ صالح الفوزان"[16]": (مناهج الدعوة توقيفية بينها الكتاب والسنة وسيرة الرسول ق لا نحدث فيه شيئاً من عند أنفسنا وهي موجودة في كتاب الله وفي سنة رسول اللهق وإذا أحدثنا ضعنا وضيعنا قال ق: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد)"[17]"
الرابع عشر: الاختلاف نوعان
1. إختلاف تنوع : وضابطه أن يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقاً مشروعاً كما في القراءات وكل واحد من المختلفين مصيب بلا تردد.
2. إختلاف التضاد: هو القولان المتنافيان في المسائل العلمية أو العملية عند الجمهور الذين يقولون المصيب واحد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية "[18]" :(أما أنواع الاختلاف فهي في الأصل قسمان(اختلاف تنوع واختلاف تضاد. واختلاف التنوع أنواع، منه ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حتماً مشروعاً كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة وكذلك كل واحد من المختلفين مصيب بلا تردد. وأما اختلاف التضاد فهو القولان المتنافيان، أما في الأصول وأما في الفروع عند الجمهور الذين يقولون (المصيب واحد) وإلا فمن كان عند كل مجتهد مصيب فعنده هو من باب اختلاف التنوع ).
الخامس عشر: من الخطأ تسمية الدعوة السلفية دعوة وهابية0
فالشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يأتي بدين جديد ولامذهب جديد بل هو مجدد لمذهب السلف. قال الملك عبد العزيز(نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أوعقيدة جديدة ولم يأت محمد عبد الوهاب بالجديد فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وماكان عليه السلف الصالح)"[19]". وعلى هذا من الخطأ أن يقول الرجل أنا وهابي, بل عليه أن يقول أنا سلفي. فالسلفيون لا يتعصبون لرجل ويقصرون الحق عليه بل دعوتهم للمنهج السلفي. فكل يأخذ منه ويرد ألا رسول الله ق ومن أصول هذا المنهج المعصوم أخذ العلم من العلماء كما سنعرفه في الفصل الرابع من هذا الكتاب0
السادس عشر: الجماعة التي جاءت في الأحاديث كوصف للفرقة الناجية المقصود بها الحق ولو كان أهله قليل0
وليس المقصود الكثرة قال تعالى(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف103) (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)(يوسف:106)،(وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ13)وعن أبن مسعود)أنه قال الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك("[20]"
السابع عشر: الشدة على أهل البدع منقبة وليست مذمّة"[21]"0
قال ابن القيم رحمه الله: كان ابن عباس شديداً على القدرية وكذلك الصحابة0"[22]" وقال الإمام أحمد(إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمه فاتهمه على الإسلام فانه كان شديداً على المبتدعة)"[23]". وكان الشافعي رحمه الله شديداً على أهل البدع"[24]".وقال الإمام البربهاري(رحمه الله): مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا مايريدون."[25]"
الثامن عشر: الطعن على أهل السنة من علامات أهل البدع0
قال أبو حاتم:(علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الاثر)"[26]". وقال الإمام أبو عثمان الصابوني(وعلامات أهل على أهلها بادية ظاهرة وأظهرعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبارالنبي ق استخفافهم بهم)."[27]"
وقال نعيم بن حماد(إذا رأيت العراقي يتكلم في احمد بن حنبل فاتهمه في دينه وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهّمه في دينه وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهّمه في دينه) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تفسير ابن كثير "2/426"
[2] تفسير مجاهد "1/ 127"
[3] تفسير الطبري"6/271 "
[4] أنظر مختار الصحاح "1/130 "
[5] شريط رقم 848/سلسلة الهدى والنور0
[6] فتح الباري 6/16
[7] مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام أبن تيمية "4/149 "
[8] كتاب الإجابات المهمة /ص55 للشيخ صالح الفوزان0
[9] شريط رقم 725سلسلة الهدى والنور0
[10] قال الشيخ عبيد الجابري "حفظه الله" : (لأن من كان على بدعة عنادا خرج من أهل السنة)0
[11] شريط رقم 848سلسلة الهدى والنور
[12] راجع شريط قواعد وأصول في المنهج السلفي للشيخ عبيد الجابري0 "تسجيلات ابن رجب /المدينة النبوية "
[13] شريط 848 "سلسلة الهدى والنور"
[14] من شريط رقم725 "سلسلة الهدى والنور
[15] راجع كتاب شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح العثيمين
[16] الإجابات المهمة ص175 للشيخ صالح الفوزان
[17] رواه البخاري في الصحيح رقم"2697".
[18] ذكره شيخ الإسلام 0في الاقتضاء ( ص98 )
[19] خطب الملك فيصل ص57
[20] الحديث صححه الشيخ الألباني في المشكاة
[21] انظر إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء"39" / لخالد الظفري
[22] شفاء العليل "ص60"
[23] ذكره الذهبي في ترجمة "أبو إسماعيل الأنصاري
[24] طبقات الحنابلة(2/44)
[25] السنة للا لكائي"1/179"
[26] عقيدة السلف "ص101"
[27] تاريخ بغداد 6/348"و"تاريخ دمشق 8/132"
اولًا:تعريف المنهاج :
قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى ) لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً( قال سبيلاً وسنة"[1]" وقال مجاهد :الشرعة، السنة والمنهاج، السبيل "[2] " ، وقال الطبري في تفسيره (المنهاج هو الطريق المستمر وهو النهج والمنهج المبين)"[3]" .
وإذا كان المنهاج السنة والطريق بمعنى إتباع طريقة النبي في عقيدته وفي دعوته وفي تعامله مع الكفار. وهو سياسته في أوقات الضعف وفي زمن التمكين. وهكذا0
ثانيًا: تعريف ألسلف:
لغة:"[4]" قال ابن منظور في لسان العرب (والسلف أيضاً من تقدمك من أبائك وذوي قرابتك الذين الذين هم فوقك في السن والفضل ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح ولهذا قال النبي لأبنته فاطمة (فأنه نعم السلف أنا لك).
أصطلاحاً :أن لفظة السلف تطلق ابتدأ على الصحابة والتابعين وأتباعهم .
قال الشيخ الألباني رحمه الله: (السلف الصالح يشمل القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول ق بالخيرية في الحديث المتفق على صحته بل الذي وصل مبلغ التواتر بكثرة طرقه في الصحيحين وغيرهما عن جمع كثير من الصحابة أن النبي ق قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) فالقرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية هم المقصودون بالسلف الصالح0"[5]"
ثالثًا: لم ينكر العلماء قديمًا وحديثاً هذه التسمية0
قال البخاري رحمه الله: قال راشد بن سعد:( كان السلف يستحبون الفحولة من الجِمال لأنها أجرى بالسير) "[6]". أخرج مسلم في صحيحه عن أبن المبارك (كان يقول على رؤؤس الأشهاد دعوا عمرو بن ثابت فأنه كان يسب السلف) يعني الصحابة. وبوب البخاري في صحيحه ج5/ص2068( باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم) وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري ج9/ص545 في شرح لحديث العجوز في قصة العجوز التي كانت تصنع للصحابة أصول السلق في قدر يوم الجمعة قال: وفي الحديث ما كان السلف عليه من الاقتصاد والصبر على قلة الشيء إلى أن فتح الله تعالى لهم.
رابعاً: وجوب الانتساب لمنهج السلف 0
قال شيخ الإسلام :(ولاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب أليه واعتزى أليه بل يجب قبول ذلك منه بالأتفاق لأن مذهب السلف لايكون ألا حقاً)"[7]" .
قال الشيخ صالح الفوزان :(أن الجماعة السلفية هي التي على الحق وهي التي يجب الانتماء والعمل والانتساب إليها وماعداها من التجماعات يجب أن لاتعتبر من جماعات الدعوة)"[8]"0
خامساً: تلازم العقيدة والمنهج.
من الأخطاء التي لبّس بها الشيطان على بعض الناس (أنه يجوز أن يكون الرجل سلفي العقيدة أخواني المنهج)0
قال الشيخ الألباني"[9]" (لايفترقان ولايمكن أن يكون الرجل سلفياً أخواناً لكن سيكون سلفياً في بعض أخوانياً في بعض أو أخوانياً في بعض سلفياً في بعض أما أن يكون سلفياً على ماكان عليه الرسولق فهذا أمر مستحيل)"[10]".
سادساً: التسمي بالسلفية ضرورة شرعية للتمايز عن أهل البدع0
لمّا حدث الأفتراق في المسلمين تميّز أهل الحق عن أهل الأهواء بألقاب شرعية منها (أهل السنة والجماعة، وأهل الأثر، وأهل الحديث) فأصبحت هذه الألقاب والمسميات صفة لازمة لأهل الحق0وأما اليوم فأن كثيراً من أهل البدع يتسمى بأهل السنة والجماعة كالأشاعرة وغيرهم فأصبح التسمي بالسلفية ضرورة حتى يتميز أهل الحق عن غيرهم0
قال الشيخ الألباني :(أن الطوائف مهما كانت قريبة من الكتاب والسنة أوبعيدة ولكن بفضل الله عز وجل لا أحد يستطيع أن يقول أنا على على منهج السلف إلا الذين فعلا يتبنون منهج السلف الصالح دعوة ومنهاجا وسلوكا 000)"[11]".
قال الشيخ عبيد الجابري(حفظه الله ) :(فلا تجد خلفياً لاسيما المنتسبون إلى الجماعات الدعوية الحديثة إلا وهو يكره الانتساب إلى السلفية لأن السلفية ليست مجرد نسبة بل السلفية تجريد الإخلاص لله وتجريد المتابعة للنبي ق)"[12]" .
ولما سئل الشيخ الألباني رحمه الله لماذا لايترك السلفيون هذه التسمية ؟ قال:[أنخلعوا أنتم من الانتساب للحزب الفلاني والحزب الفلاني وانخلعوا من الانتساب للمذهب الفلاني حينئذ نقول نحن مسلمون أما هذه الاسامي تمثل تفرقاً في الأمة فكراً وواقعياً وتعصباً مذهبياً0 فما علينا نحن إذا قلنا نجمع الانتساب هذه كلها في لفظة واحدة لايستطيع أحداً من أولئك إذا كان عالماً بالحق أن يماري أن دعوة السلف هي دعوة الحق ونحن نستدل بقوله تعالى:(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)]"[13]".
سابعًا: التسمي بالسلفية لايعني التزكية للنفس
سئل الشيخ الألباني هل التسمي بالسلفية يعني تزكية للنفس ؟ فأجاب رحمه الله عن الذي يقول مثل ذلك:(هذا رجل لايفقه معنى السلفية حتى يقول إنها تزكية، السلفية يعني الإسلام الصحيح فالذي يقول أنا مسلم أو أنا ديني الإسلام كالذي يقول أنا سلفي)[14]0
ثامناً: أن منهج الطائفة المنصورة هوالمنهج السلفي 0
قال ابن المبارك :(هم عندي أصحاب الحديث وألاثر) ويقصد الفرقة الناجية. وقال الإمام احمد (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا ادري من هم) أخرجه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث.
تاسعًا: أن الدعوة السلفية وسط بين الغلو والجفاء وبينالإفراط والتفريط0
قال شيخ الإسلام :( فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به فى كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط فى فرقة الأمة كما أن الأمة هى الوسط فى الأمم فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهنمية وأهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفى باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفى أصحاب رسول الله بين الروافض والخوارج) "[15]"0
عاشرًا: المنهج السلفي في التلقي مستمد من الكتاب والسنة والإجماع والإجماع مبني على الكتاب والسنة0
والسلفيون لايستغنون عن العلماء في التلقي ولايستقلون بأنفسهم لفهم النصوص. وينضبطون بفهم السلف الصالح0
الحادي عشر: الدعوة السلفية تمتاز بالوضوح والبساطة والعلنية0
قال الشاطبي في الموافقات(هذه الشريعة أميّة لأن أهلها كذلك فهو أجرى على اعتبار المصالح ويدل على ذلك قوله تعالى{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة2) أ.هـ)فالدعوة السلفية تخاطب كل الناس الصغير والكبير والمرأة العجوز والشيخ الكبير بعيدة عن التعقيدات الكلامية والمصطلحات الفلسفية بعيدة عن الأسرار الحزبية0
الثاني عشر: السلفية كاملة لاتتقسم.
ومن الخطأ تقسيم السلفية إلى (جهادية، وواقعية، وحقيقية، وغير ذلك فهذا من صنيع أهل الأهواء حتى يلصقوا أنفسهم بالسلفية.
الثالث عشر: مناهج الدعوة إلى الله توقيفية.
قال الشيخ صالح الفوزان"[16]": (مناهج الدعوة توقيفية بينها الكتاب والسنة وسيرة الرسول ق لا نحدث فيه شيئاً من عند أنفسنا وهي موجودة في كتاب الله وفي سنة رسول اللهق وإذا أحدثنا ضعنا وضيعنا قال ق: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد)"[17]"
الرابع عشر: الاختلاف نوعان
1. إختلاف تنوع : وضابطه أن يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقاً مشروعاً كما في القراءات وكل واحد من المختلفين مصيب بلا تردد.
2. إختلاف التضاد: هو القولان المتنافيان في المسائل العلمية أو العملية عند الجمهور الذين يقولون المصيب واحد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية "[18]" :(أما أنواع الاختلاف فهي في الأصل قسمان(اختلاف تنوع واختلاف تضاد. واختلاف التنوع أنواع، منه ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حتماً مشروعاً كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة وكذلك كل واحد من المختلفين مصيب بلا تردد. وأما اختلاف التضاد فهو القولان المتنافيان، أما في الأصول وأما في الفروع عند الجمهور الذين يقولون (المصيب واحد) وإلا فمن كان عند كل مجتهد مصيب فعنده هو من باب اختلاف التنوع ).
الخامس عشر: من الخطأ تسمية الدعوة السلفية دعوة وهابية0
فالشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يأتي بدين جديد ولامذهب جديد بل هو مجدد لمذهب السلف. قال الملك عبد العزيز(نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أوعقيدة جديدة ولم يأت محمد عبد الوهاب بالجديد فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وماكان عليه السلف الصالح)"[19]". وعلى هذا من الخطأ أن يقول الرجل أنا وهابي, بل عليه أن يقول أنا سلفي. فالسلفيون لا يتعصبون لرجل ويقصرون الحق عليه بل دعوتهم للمنهج السلفي. فكل يأخذ منه ويرد ألا رسول الله ق ومن أصول هذا المنهج المعصوم أخذ العلم من العلماء كما سنعرفه في الفصل الرابع من هذا الكتاب0
السادس عشر: الجماعة التي جاءت في الأحاديث كوصف للفرقة الناجية المقصود بها الحق ولو كان أهله قليل0
وليس المقصود الكثرة قال تعالى(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف103) (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)(يوسف:106)،(وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ13)وعن أبن مسعود)أنه قال الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك("[20]"
السابع عشر: الشدة على أهل البدع منقبة وليست مذمّة"[21]"0
قال ابن القيم رحمه الله: كان ابن عباس شديداً على القدرية وكذلك الصحابة0"[22]" وقال الإمام أحمد(إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمه فاتهمه على الإسلام فانه كان شديداً على المبتدعة)"[23]". وكان الشافعي رحمه الله شديداً على أهل البدع"[24]".وقال الإمام البربهاري(رحمه الله): مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا مايريدون."[25]"
الثامن عشر: الطعن على أهل السنة من علامات أهل البدع0
قال أبو حاتم:(علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الاثر)"[26]". وقال الإمام أبو عثمان الصابوني(وعلامات أهل على أهلها بادية ظاهرة وأظهرعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبارالنبي ق استخفافهم بهم)."[27]"
وقال نعيم بن حماد(إذا رأيت العراقي يتكلم في احمد بن حنبل فاتهمه في دينه وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهّمه في دينه وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهّمه في دينه) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تفسير ابن كثير "2/426"
[2] تفسير مجاهد "1/ 127"
[3] تفسير الطبري"6/271 "
[4] أنظر مختار الصحاح "1/130 "
[5] شريط رقم 848/سلسلة الهدى والنور0
[6] فتح الباري 6/16
[7] مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام أبن تيمية "4/149 "
[8] كتاب الإجابات المهمة /ص55 للشيخ صالح الفوزان0
[9] شريط رقم 725سلسلة الهدى والنور0
[10] قال الشيخ عبيد الجابري "حفظه الله" : (لأن من كان على بدعة عنادا خرج من أهل السنة)0
[11] شريط رقم 848سلسلة الهدى والنور
[12] راجع شريط قواعد وأصول في المنهج السلفي للشيخ عبيد الجابري0 "تسجيلات ابن رجب /المدينة النبوية "
[13] شريط 848 "سلسلة الهدى والنور"
[14] من شريط رقم725 "سلسلة الهدى والنور
[15] راجع كتاب شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح العثيمين
[16] الإجابات المهمة ص175 للشيخ صالح الفوزان
[17] رواه البخاري في الصحيح رقم"2697".
[18] ذكره شيخ الإسلام 0في الاقتضاء ( ص98 )
[19] خطب الملك فيصل ص57
[20] الحديث صححه الشيخ الألباني في المشكاة
[21] انظر إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء"39" / لخالد الظفري
[22] شفاء العليل "ص60"
[23] ذكره الذهبي في ترجمة "أبو إسماعيل الأنصاري
[24] طبقات الحنابلة(2/44)
[25] السنة للا لكائي"1/179"
[26] عقيدة السلف "ص101"
[27] تاريخ بغداد 6/348"و"تاريخ دمشق 8/132"