بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصّلاة و السّلام على رسوله الأمين ، و على آله و صحبه أجمعين ، و تابعيهم بإحسانٍ ؛ من أولياء الله السّلفيّين ؛ إلى يوم الدّين .
أمّا بعد :
فلقد اشتدّ بخالتكم ( الوالدة الحبيبة ) ( أمّ السّلفيّين ) المرض ؛ ثمّ كان أمر الله - سبحانه - ؛ فاستراحت - تغمّدها الله برحمته - من الدّنيا ، و لحقت روحها - حُسنَ ظنٍّ بربّنا - بالصّالحين .
فكم كانت - قدّس الله روحها و نوّر ضريحها - تدافع عنّي ، و عن دعوتي ، و تدعو لي بالنّصر ، و تؤزّني - جزاها الله خيرًا - بالكلمة و المال .
حتّى أنّ عُظم مكتبتي منها - أحسن الله إليها - .
و كانت - رحمها الله - تأنس بالاستماع إليّ حين أحدّثها عن مسائل الشّرع و الدّين ، و تقنع بما أعرضه عليها - و هي المثقّفة الواعية - من الأدلّة و البراهين ، و لا تعبد ربّها - سبحانه - على كثرة تبتّلها و عبادتها إلاّ بعد سؤالي عن السّنّة ؛ فتتّبعها .
لا سيّما في حجّنا هذا العام ، و في تسع عمراتٍ حظيتُ بخدمتها فيهنّ .
و في غير ذلك من النّوافل ، و الصّدقات ، و التّلاوة ، و صنوف الخير . . .
رحمها الله .
فلقد بكاها يتامى الحيّ ، و الأرامل ، و الضّعفاء .
فالله يتولاّها .
و لقد كان مرضها منّةً من الله - سبحانه - عليها ؛ عرفت به دنوّ الأجل ؛ فانقطعت للذّكر و العبادة ؛ مع الصّبر و الاحتساب ؛ على شديد الأوجاع ، و الألم .
غفر الله لها .
و لقد وافتها منيّتها ؛ فتوضّأت ، و صلّت ؛ فكان أن رفعت صوتها بالشّهادتين .
و رفعت إصبعها ؛ و هي مستقبلة .
ثمّ صلّت على النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - .
ثمّ لم تُسلّم . . .
حتّى خرجت روحها - رفع الله درجاتها - مع ندى الجبين ، و هدوء النّفس .
فالله يتولاّها ، و يُحسن إليها .
و ليس يجوز الجزم لأحدٍ بالجنّة بغير إجماعٍ أو دليل .
و لكنّ حسن الظّنّ بالله أنّها في فردوسها .
فلقد أجتمعت كلمة مشيّعيها على الثّناء عليها .
و رؤيت فيها - أكرمها الله - مناماتٌ حسنة .
فيا ليت أنّا نوفّق إلى حُسن ما خُِتم لها به .
و يا ليتنا نتوب كما تابت - قبل موتها - من كلّ ذنبٍ .
و يا ليتنا نصبر على البلاء كما صبرت .
فلقد سألتها شقيقتي الكبرى - حفظها الله - قبل صلاتها الّتي خُتم لها به الرّضا على أبنائها ؛ فرضيت عنّا - جزاها الله خيرًا - .
ثمّ خصّتني بالدّعاء .
ثمّ قالت :
أُشهد الله أنّي قد سامحت كلّ من ظلمني ، و كلّ من لي في ذمّته حقّ .
أستودعكم الله الّذي لا تضيع ودائعه . . .
ثمّ صلّت . . .
فماتت
- عفا الله عنها - .
و لقد كنت أرافقها أكثر وقتها منذ مرضت ؛ فأقصّ عليها من قصّص الجنّة و نعيم الصّالحين ما تأنس به ؛ ثمّ أخوّفها من عقاب الله ؛ فتحدث كلّ يومٍ توبةً من بعد توبة .
و كانت تغطّ في سكرات الموت . . .
فتفيق و تقول :
يا ويلها ؛ على ماذا أُقبل ؟
ثمّ تغطّ فتقول :
الحمد لله الّذي يسّر لي الحجّ ، و على السّنّة . . .
و أوصت حين أوصت : بالصّبر على فراقها ، و بتقوى الله ، و بأن يكون جهازها ، و دفنها ، و قبرها على السّنّة . . .
فقيل لها :
ما السّنّة ؟
خشية أن نختلف من بعدها في ذلك ؛ فيزعم كلٌّ السّنّة في عمله .
فقالت :
السّنّة : ما يراه معاذ .
و أستغفر الله .
فكانت جنازتها سنُيّةً .
و قبرها .
فالحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصّالحات .
غفر الله لها .
اللّهمّ فاغفر لها ، و للمؤمنين و المؤمنات .
و زد في حسناتهم .
و تجاوز عن سيّئاتهم .
و اغسلهم من الذّنوب و الخطايا بالماء و الثّلج و البرد .
و نقّهم من الذّنوب و الخطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيض من الدّنس .
و الله المستعان .
و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون .
و الحمد لله على كلّ حال .
و أرجو أولياء الله السّلفيّين ؛ الّذين طالما كانت تتابع قضاياهم ، و تنشغل بهمومهم ، و تحنو على من تعرف منهم من أصحابي و طلاّبي . . . ، و غيرهم . . .
أرجوهم : دعوةً صالحةً لها بظهر الغيب .
و الله المستعان .
و الحمد لله ربّ العالمين .
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصّلاة و السّلام على رسوله الأمين ، و على آله و صحبه أجمعين ، و تابعيهم بإحسانٍ ؛ من أولياء الله السّلفيّين ؛ إلى يوم الدّين .
أمّا بعد :
فلقد اشتدّ بخالتكم ( الوالدة الحبيبة ) ( أمّ السّلفيّين ) المرض ؛ ثمّ كان أمر الله - سبحانه - ؛ فاستراحت - تغمّدها الله برحمته - من الدّنيا ، و لحقت روحها - حُسنَ ظنٍّ بربّنا - بالصّالحين .
فكم كانت - قدّس الله روحها و نوّر ضريحها - تدافع عنّي ، و عن دعوتي ، و تدعو لي بالنّصر ، و تؤزّني - جزاها الله خيرًا - بالكلمة و المال .
حتّى أنّ عُظم مكتبتي منها - أحسن الله إليها - .
و كانت - رحمها الله - تأنس بالاستماع إليّ حين أحدّثها عن مسائل الشّرع و الدّين ، و تقنع بما أعرضه عليها - و هي المثقّفة الواعية - من الأدلّة و البراهين ، و لا تعبد ربّها - سبحانه - على كثرة تبتّلها و عبادتها إلاّ بعد سؤالي عن السّنّة ؛ فتتّبعها .
لا سيّما في حجّنا هذا العام ، و في تسع عمراتٍ حظيتُ بخدمتها فيهنّ .
و في غير ذلك من النّوافل ، و الصّدقات ، و التّلاوة ، و صنوف الخير . . .
رحمها الله .
فلقد بكاها يتامى الحيّ ، و الأرامل ، و الضّعفاء .
فالله يتولاّها .
و لقد كان مرضها منّةً من الله - سبحانه - عليها ؛ عرفت به دنوّ الأجل ؛ فانقطعت للذّكر و العبادة ؛ مع الصّبر و الاحتساب ؛ على شديد الأوجاع ، و الألم .
غفر الله لها .
و لقد وافتها منيّتها ؛ فتوضّأت ، و صلّت ؛ فكان أن رفعت صوتها بالشّهادتين .
و رفعت إصبعها ؛ و هي مستقبلة .
ثمّ صلّت على النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - .
ثمّ لم تُسلّم . . .
حتّى خرجت روحها - رفع الله درجاتها - مع ندى الجبين ، و هدوء النّفس .
فالله يتولاّها ، و يُحسن إليها .
و ليس يجوز الجزم لأحدٍ بالجنّة بغير إجماعٍ أو دليل .
و لكنّ حسن الظّنّ بالله أنّها في فردوسها .
فلقد أجتمعت كلمة مشيّعيها على الثّناء عليها .
و رؤيت فيها - أكرمها الله - مناماتٌ حسنة .
فيا ليت أنّا نوفّق إلى حُسن ما خُِتم لها به .
و يا ليتنا نتوب كما تابت - قبل موتها - من كلّ ذنبٍ .
و يا ليتنا نصبر على البلاء كما صبرت .
فلقد سألتها شقيقتي الكبرى - حفظها الله - قبل صلاتها الّتي خُتم لها به الرّضا على أبنائها ؛ فرضيت عنّا - جزاها الله خيرًا - .
ثمّ خصّتني بالدّعاء .
ثمّ قالت :
أُشهد الله أنّي قد سامحت كلّ من ظلمني ، و كلّ من لي في ذمّته حقّ .
أستودعكم الله الّذي لا تضيع ودائعه . . .
ثمّ صلّت . . .
فماتت
- عفا الله عنها - .
و لقد كنت أرافقها أكثر وقتها منذ مرضت ؛ فأقصّ عليها من قصّص الجنّة و نعيم الصّالحين ما تأنس به ؛ ثمّ أخوّفها من عقاب الله ؛ فتحدث كلّ يومٍ توبةً من بعد توبة .
و كانت تغطّ في سكرات الموت . . .
فتفيق و تقول :
يا ويلها ؛ على ماذا أُقبل ؟
ثمّ تغطّ فتقول :
الحمد لله الّذي يسّر لي الحجّ ، و على السّنّة . . .
و أوصت حين أوصت : بالصّبر على فراقها ، و بتقوى الله ، و بأن يكون جهازها ، و دفنها ، و قبرها على السّنّة . . .
فقيل لها :
ما السّنّة ؟
خشية أن نختلف من بعدها في ذلك ؛ فيزعم كلٌّ السّنّة في عمله .
فقالت :
السّنّة : ما يراه معاذ .
و أستغفر الله .
فكانت جنازتها سنُيّةً .
و قبرها .
فالحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصّالحات .
غفر الله لها .
اللّهمّ فاغفر لها ، و للمؤمنين و المؤمنات .
و زد في حسناتهم .
و تجاوز عن سيّئاتهم .
و اغسلهم من الذّنوب و الخطايا بالماء و الثّلج و البرد .
و نقّهم من الذّنوب و الخطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيض من الدّنس .
و الله المستعان .
و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون .
و الحمد لله على كلّ حال .
و أرجو أولياء الله السّلفيّين ؛ الّذين طالما كانت تتابع قضاياهم ، و تنشغل بهمومهم ، و تحنو على من تعرف منهم من أصحابي و طلاّبي . . . ، و غيرهم . . .
أرجوهم : دعوةً صالحةً لها بظهر الغيب .
و الله المستعان .
و الحمد لله ربّ العالمين .
تعليق