السلام عليكم
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الحوار : هو المجادلة بين طرفين مختلفين ، وكل منهما ينتصر لما هو عليه ، وهو على قسمين :
• القسم الأول : الحوار الدعوي الذي معناه عرض ما عند كل من الطرفين لمعرفة مدى ما فيه من الحق فيؤخذ به وما فيه من الخطأ فيترك ، وهذا حوار مطلوب شرعًا . قال تعالى : ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 64 ] .
وقد ذكر الله في القرآن الكريم الحق ببراهينه وحججه ، وذكر الباطل بشبهاته ومرتكزاته ورد عليها ، لأن الله سبحانه أنزل القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، وقال سبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ﴾ . [ النساء : 59 ] .
ولذلك فإن العاقل المنصف الذي يريد الحق بمجرد ما يسمع القرآن ، وهو يفهمه يسارع إلى قبول ما جاء به من مختلف الطوائف والديانات ، وهذا سر ظهور هذا الدين على الأديان كلها وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها في أدوار التاريخ ؛ فلا تجد مكانًا في الأرض اليوم إلا وفيه مسلمون ، ويكثر عددهم يوميًا - ولله الحمد - .
• القسم الثاني : من أقسام الحوار ما يراد به دمج الحق مع الباطل ، والتنازل عن أعز شيء من الحق ، وهو العقيدة لأجل إرضاء المخالفين ، وهذا هو لبس الحق بالباطل والتسوية بين المختلفات والجمع بين المتناقضات ، وهذا هو المداهنة التي حمى الله رسوله منها ؛ فقال : ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا . وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا . إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴾ . [ الإسراء : 73 - 75 ] .
وقال تعالى : ﴿ فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ . وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ . [ القلم : 8 ، 9 ] .
وقال تعالى : ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ . [ هود : 113 ] .
والعجيب أن المخالفين لنا لا يعترفون بما نحن عليه من الحق ، ويطلبون منا أن نعترف بما هم عليه من الباطل ، والواجب على المسلمين أن يتمسكوا بدينهم ، ولا يتنازلوا عن شيء منه ، وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ، قال الله تعالى : ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ . [ الزخرف : 43 ، 44 ] .
وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .ورحمة الله
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الحوار : هو المجادلة بين طرفين مختلفين ، وكل منهما ينتصر لما هو عليه ، وهو على قسمين :
• القسم الأول : الحوار الدعوي الذي معناه عرض ما عند كل من الطرفين لمعرفة مدى ما فيه من الحق فيؤخذ به وما فيه من الخطأ فيترك ، وهذا حوار مطلوب شرعًا . قال تعالى : ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 64 ] .
وقد ذكر الله في القرآن الكريم الحق ببراهينه وحججه ، وذكر الباطل بشبهاته ومرتكزاته ورد عليها ، لأن الله سبحانه أنزل القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، وقال سبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ﴾ . [ النساء : 59 ] .
ولذلك فإن العاقل المنصف الذي يريد الحق بمجرد ما يسمع القرآن ، وهو يفهمه يسارع إلى قبول ما جاء به من مختلف الطوائف والديانات ، وهذا سر ظهور هذا الدين على الأديان كلها وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها في أدوار التاريخ ؛ فلا تجد مكانًا في الأرض اليوم إلا وفيه مسلمون ، ويكثر عددهم يوميًا - ولله الحمد - .
• القسم الثاني : من أقسام الحوار ما يراد به دمج الحق مع الباطل ، والتنازل عن أعز شيء من الحق ، وهو العقيدة لأجل إرضاء المخالفين ، وهذا هو لبس الحق بالباطل والتسوية بين المختلفات والجمع بين المتناقضات ، وهذا هو المداهنة التي حمى الله رسوله منها ؛ فقال : ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا . وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا . إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴾ . [ الإسراء : 73 - 75 ] .
وقال تعالى : ﴿ فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ . وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ . [ القلم : 8 ، 9 ] .
وقال تعالى : ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ . [ هود : 113 ] .
والعجيب أن المخالفين لنا لا يعترفون بما نحن عليه من الحق ، ويطلبون منا أن نعترف بما هم عليه من الباطل ، والواجب على المسلمين أن يتمسكوا بدينهم ، ولا يتنازلوا عن شيء منه ، وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ، قال الله تعالى : ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ . [ الزخرف : 43 ، 44 ] .
وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .ورحمة الله