السنة أن يدب راكعا قبل الصف
روى الطبراني في " المعجم الأوسط " حدثنا محمد بن نصر حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا،وأخرجه الحاكم ( 1 / 214 ) وعنه البيهقي ( 3 / 106 ) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم أخبرني؛ (كلاهما: حرملة بن يحيى وسعيد بن الحكم بن أبي مريم)(عن) عبد الله بن وهب أخبرني ابن جريج عن عطاء أنه سمع ابن الزبير t على المنبر يقول: « إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع، فليركع، حين يدخل ثم يدب راكعاً حتى يدخل في الصف، فإن ذلك السنة ».قال عطاء: وقد رأيته يصنع ذلك، قال ابن جريج: وقد رأيت عطاء يصنع ذلك. قال الهيثمي (2 / 96): رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح.وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (229). ومما يشـهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النبي r، منهم: أبو بكر الصديق، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود.1 - روى البيهقي ( 2 / 90 ) عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أنأبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع، فركعا، ثم دنيا وهما راكعان حتى لحقا بالصف. ورجاله ثقات.2 - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف وهو راكع كبر فركع ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف. رواه البيهقي ( 2 / 90، 3 / 106 ) وسنده صحيح. 3 - عن زيد بن وهب قال: " خرجت مع عبد الله، يعني ابن مسعود - من داره إلى المسجد، فلما توسطنا المسجد ركع الإمام، فكبر عبد الله وركع، وركعت معه، ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسهم، فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك، فأخذ عبد الله بيدي وأجلسني ثم قال: إنك قد أدركت ".أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 99 / 1 - 2 ) والطحاوي في " شرح المعانى " ( 1 / 231 - 232 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 32 /1 ) والبيهقي في " سننه " ( 2 / 90 - 91 ) بسند صحيح. وله عند الطبراني طرق أخرى. و هذه الآثار تدل على شيء آخر غير ما دل الحديث عليه. وهو أن من أدرك الركوع مع الإمام فقد أدرك الركعة، وقد ثبت ذلك من قول ابن مسعود وابن عمر بإسنادين صحيحين عنهما، كما في " إرواء الغليل " ( رقم 119 ) وفيه حديث حسن مرفوع عن أبي هريرة أيضاً. فإن قيل: هناك حديث آخر صحيح يخالف بظاهره هذا الحديث وهو:" زادك الله حرصاً، ولا تعد ".فالحديث رواه أبو داود والطحاوي وأحمد والبيهقي وابن حزم من حديث أبي بكرة أنه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف ؟ فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأصله في " صحيح البخاري " كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 230 ) وإرواء الغليل ( رقم 684، 685 ).فقد يُظن أن ظاهره يدل على أنه لا يجوز الركوع دون الصف ثم المشي إليه، على خلاف ما دل عليه الحديث السابق، فكيف التوفيق بينهما ؟ فأقول:1) إن هذا الحديث لا يدل على ما ذكر، إلا بطريق الاستنباط لا النص، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تعد " يحتمل أنه نهاه عن كل ما ثبت أنه في هذه الحادثة، وقد تبين لأهل العلم بعد التتبع أنها تتضمن ثلاثة أمور:الأول: اعتداده بالركعة التي إنما أدرك منها ركوعها فقط.الثاني: إسراعه في المشي، كما في رواية لأحمد ( 5 / 42 ) من طريق أخرى عن أبي بكرة أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت نعل أبي بكرة وهو يحضر ( أي يعدو ) يريد أن يدرك الركعة، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن الساعي ؟ قال أبو بكرة: أنا. قال: فذكرهرواه ابن السكن في " صحيحه " نحوه وفيه قوله: " انطلقت أسعى... " وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من الساعي... " ويشهد لهذه الرواية رواية الطحاوي من الطريق الأولى بلفظ: " جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع، وقد حفزني النفس فركعت دون الصف.. " الحديث. وإسناده صحيح، فإن قوله " حفزني النفس " معناه اشتد، من الحفز وهو الحث والإعجال، وذلك كناية عن العدو.الثالث: ركوعه دون الصف ثم مشيه إليه.و إذا تبين لنا ما سبق، فهل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تعد " نهي عن هذه الأمور الثلاثة جميعها أم عن بعضها. ذلك ما بحث أهل العلم فيه وتحقيق الكلام عليه:أن الأمر الأول، الظاهر أنه لا يدخل في النهي، لأنه لو كان نهاه عنه لأمره بإعادة الصلاة لكونها خداجاً ناقصة الركعة، فإذ لم يأمره بذلك دل على صحتها، وعلى عدم شمول النهي الاعتداد بالركعة بإدراك ركوعها، وقول الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 23 ): " لعله صلى الله عليه وسلم لم يأمره لأنه كان جاهلا للحكم، والجهل عذر ".فبعيد جداً، إذ قد ثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة أمرُه صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته بإعادتها ثلاث مرات مع أنه كان جاهلاً أيضاً، فكيف يأمره بالإعادة وهو لم يفوت ركعة من صلاته وإنما الاطمئنان فيها، ولا يأمر أبا بكرة بإعادة الصلاة - وقد فوت على نفسه ركعة- لو كانت لا تدرك بالركوع، ثم كيف يعقل أن يكون ذلك منهياً وقد فعله كبار الصحابة، كما تقدم في الحديث الذي قبله ؟ ! فلذلك فإننا نقطع أن هذا الأمر الأول لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم " لا تعد ".
وأما الأمر الثاني؛ وهو الإسراع، فلاشك في دخوله في النهي لما سبق ذكره من الروايات ولأنه لا معارض له، بل هناك ما يشهد له، وهو حديث أبي هريرة مرفوعا: " إذا أتيم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينة والوقار " الحديث؛ متفق عليه.و أما الأمر الثالث، وهو الركوع دون الصف؛ فهو موضع نظر وتأمل، وذلك لأن ظاهر رواية أبي داود: "أيكم الذي ركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، مع قوله له: "لا تعد"، يدل بإطلاقه على أنه قد يشمل هذا الأمر، وإن كان ليس نصاً في ذلك لاحتمال أنه يعني شيئاً آخر غير هذا مما فعل، وليس يعني نهيه عن كل ما فعل، بدليل أنه لم يعن الأمر الأول كما سبق تقريره. فكذلك يحتمل أنه لم يعن هذا الأمر الثالث أيضاً. وهذا وإن كان خلاف الظاهر، فإن العلماء كثيراً ما يضطرون لترك ما دل عليه ظاهر النص لمخالفته لنص آخر هو في دلالته نص قاطع، مثل ترك مفهوم النص لمنطوق نص آخر، وترك العام للخاص، ونحو ذلك، وأنا أرى أن ما نحن فيه الآن من هذا القبيل، فإن ظاهر هذا الحديث من حيث شموله للركوع دون الصف مخالف لخصوص ما دل عليه حديث عبد الله بن الزبير دلالة صريحة قاطعة، وإذا كان الأمر كذلك فلابد حينئذ من ترجيح أحد الدليلين على الآخر، ولا يشك عالم أن النص الصريح أرجح عند التعارض من دلالة ظاهر نص ما، لأن هذا دلالته على وجه الاحتمال بخلاف الذي قبله، وقد ذكروا في وجوه الترجيح بين الأحاديث أن يكون الحكم الذي تضمنه أحد الحديثين منطوقاً به؛ وما تضمنه الحديث الآخر يكون محتملاً. ومما لا شك فيه أيضاً أن دلالة هذا الحديث في هذه المسألة ليست قاطعة بل محتملة، بخلاف دلالة حديث ابن الزبير المتقدم فإن دلالته عليها قاطعة، فكان ذلك من أسباب ترجيحه على هذا الحديث.و ثمة أسباب أخرى تؤكد الترجيح المذكور:أولاً: خطبة ابن الزبير بحديثه على المنبر في أكبر جمع يخطب عليهم في المسجد الحرام وإعلانه عليه أن ذلك من السنة دون أن يعارضه أحد.ثانياً: عمل كبار الصحابة به كأبي بكر وابن مسعود وزيد بن ثابت كما تقدم وغيرهم. فذلك من المرجحات المعروفة في علم الأصول. بخلاف هذا الحديث فإننا لا نعلم أن أحداً من الصحابة قال بما دل عليه ظاهره في هذه المسألة، فكان ذلك كله دليلاً قوياً على أن دلالته فيها مرجوحة، وأن حديث ابن الزبير هو الراجح في الدلالة عليها. والله أعلم.و قد قال الصنعاني بعد قول ابن جريج في عقب هذا الحديث:" وقد رأيت عطاء يصنع ذلك ". قال الصنعاني ( 2 / 24 ): " قلت. وكأنه مبني على أن لفظ " ولا تُعِد " بضم المثناة الفوقية، من الإعادة أي زادك الله حرصاً على طلب الخير ولا تعد صلاتك فإنها صحيحة وروي بسكون العين المهملة من العدو، وتؤيده رواية ابن السكن من حديث أبي بكرة ثم ساقها، و قد سبق نحوها من رواية أحمد مع الإشارة إلى رواية ابن السكن هذه، ثم قال: و الأقرب أن رواية ( لا تعد ) من العود أي لا تعد ساعيا إلى الدخول قبل وصولك الصف، فإنه ليس في الكلام ما يشير بفساد صلاته حتى يفتيه صلى الله عليه وسلم بأن لا يعيدها، بل قوله " زادك الله حرصاً " يشعر بإجزائها، أو " لا تَعدُ " من ( العدو ) ".قلت: لو صح هذا اللفظ لكانت دلالة الحديث حينئذ خاصة في النهي عن الإسراع ولما دخل فيه الركوع خارج الصف، ولم يوجد بالتالي أي تعارض بينه وبين حديث ابن الزبير، ولكن الظاهر أن هذا اللفظ لم يثبت، فقد وقع في " صحيح البخاري " و غيره باللفظ المشهور: " لا تَعُد ". قال الحافظ في " الفتح " ( 2 / 214 ): " ضبطناه في جميع الروايات بفتح أوله وضم العين من العود ". ثم ذكر هذا اللفظ، ولكنه رجح ما في البخاري فراجعه إن شئت.و يتلخص مما تقدم أن هذا النهي لا يشمل الاعتداد بالركعة ولا الركوع دون الصف، وإنما هو خاص بالإسراع لمنافاته للسكينة والوقار كما تقدم التصريح بذلك من حديث أبي هريرة، وبهذا فسره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " قوله: لا تعد. يشبه قوله: لا تأتوا الصلاة تسعون ". ذكره البيهقي في " سننه " ( 2 / 90 ).
الآثار من مصادرها:سنن البيهقي الكبرى ج2/ص90وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ إبراهيم بن محمد بن الحسن أنبأ أبو عامر ثنا الوليد بن مسلم أخبرني بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع فركعا ثم دَبَّـا وهما راكعان حتى لحقا بالصف.2417 أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك يونس بن يزيد وابن أبي ذئب عن بن شهاب قال أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف وهو راكع كبر فركع ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف2418 أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو الأحوص ثنا منصور عن زيد بن وهب قال خرجت مع عبد الله يعني بن مسعود من داره إلى المسجد فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله وركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى إنتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسهم فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك فأخذ عبد الله بيدي وأجلسني ثم قال إنك قد أدركت وروينا فيه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهماسنن البيهقي الكبرى ج2/ص91أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال كان زيد بن ثابت إذا دخل المسجد والناس ركوع استقبل القبلة فكبر ثم ركع ثم دب وهو راكع حتى يصل إلى الصف قال محمد أخبرني ذاك أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري عن زيد بن ثابت قال شعيب وقال هشام بن عروة بن الزبير: كان عروة يفعل ذلك.
مصنف ابن أبي شيبة ج1/ص229باب: في الرجل يدخل والقوم ركوع فيركع قبل أن يصل الصف: 2622 حدثنا أبو بكر قال نا أبو الأحوص عن منصور عن زيد بن وهب قال خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله ثم ركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حتى رفع القوم رؤسهم قال فلما قضى الإمام الصلاة قمت أنا وأنا أرى لم أدرك فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال إنك قد أدركت2623 حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن بن سيرين أن أبا عبيدة جاء والقوم ركوع فركع دون الصف ثم مشى حتى دخل في الصف ثم حدث عن أبيه بمثل ذلك2624 حدثنا بن عيينة عن الزهري عن أبي أمامة أن زيد بن ثابت ركع قبل أن يصل إلى الصف ثم مشى راكعا2625 حدثنا وكيع عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت أنه دخل والقوم ركوع فركع دون الصف ثم دخل الصف2626 حدثنا بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال رأيت بن جبير فعله2627 حدثنا وكيع عن هشام عن مغيرة قال كان أبي يدخل والإمام راكع فيركع دون الصف ثم يدخل الصف2628 حدثنا بن فضيل عن وقاء قال دخلت أنا وسعيد بن جبير وهم ركوع فركعت أنا وهو من الباب ثم جئنا حتى دخلنا في الصف2629 حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء عن سعيد بن أبي أيوب قال حدثني يزيد بن أبي حبيب أنه رأى أبا سلمة دخل المسجد والقوم ركوع فركع ثم دب راكعا2630 حدثنا عباد بن العوام عن عبد الملك عن عطاء في من دخل المسجد والإمام راكع قال إذا جاوز النساء كبر وركع ثم مضى حتى يدخل في الصف فإن أدركه السجود قبل ذلك سجد حيث أدرك2631- حدثنا عبيد الله عن عثمان بن الأسود قال دخلت أنا وعبد الله بن تميم المسجد فركع الإمام فركعت انا وهو ومشينا راكعين حتى دخلنا الصف فلما دخلنا الصف قال لي عمر والذي صنعت آنفا ممن سمعته قلت من مجاهد قال قد رأيت بن الزبير فعله2632 حدثنا بن إدريس عن عبيد الله عن القاسم وعن هشام عن الحسن قالا في الرجل يدخل المسجد والقوم قد ركعوا قالا ان كان يظن أنه يدرك القوم قبل أن يرفعوا رؤسهم فليركع ثم ليمش حتى يدخل الصف. مصنف عبد الرزاق - (2 / 282)باب من دخل والإمام راكع فركع قبل أن يصل إلى الصفوذكر بعض الآثار المتقدمة موطأ مالك ج1/ص165حدثني يحيى عن مالك عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال دخل زيد بن ثابت المسجد فوجد الناس ركوعا فركع ثم دب حتى وصل الصف. قال البيهقي في السنن الصغرى - (1 / 18548- قلت: روينا عن أبي بكر الصديق، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أنهم ركعوا دون الصف ثم دبوا إلى الصف والله أعلم فقد صح كما ترى عن جمع من الصحابة، وفعل الصحابي إذا شاع وانتشر من غير نكير فله حكم الرفع. فكيف إذا لم يكن لهم منهم مخالف ؟!!ويمكن أن يستدل بفعل أبي بكرة رضي الله تعالى عنه فالراجح في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – ولا تعد: أي السرعة لإدراك الركعة، والله أعلم. وعلى هذا فيمكن التنبيه على ثبوت هذا الفعل عن: أبي بكر الصديق وزيد بن ثابت وعبدالله بن مسعود وعبد الله بن الزبير وأبي بكرة رضي الله عنهم. وليس لهم مخالف.وعن جماعة من التابعين (14 تابعي): عطاء ومجاهد والقاسم والحسن وعثمان بن الأسود وعبد الله بن تميم وأبي سلمة ووقاء وسعيد بن جبير ووالد مغيرة وأبي عبيدة وزيد بن وهب وعروة وابن جريج.
وفسر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى حديث أبي بكرة: "قوله: لا تعد؛ يشبه قوله: لا تأتوا الصلاة تسعون ". ذكره البيهقي في " سننه " ( 2 / 90 ).روى الطبراني في " المعجم الأوسط " حدثنا محمد بن نصر حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا،وأخرجه الحاكم ( 1 / 214 ) وعنه البيهقي ( 3 / 106 ) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم أخبرني؛ (كلاهما: حرملة بن يحيى وسعيد بن الحكم بن أبي مريم)(عن) عبد الله بن وهب أخبرني ابن جريج عن عطاء أنه سمع ابن الزبير t على المنبر يقول: « إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع، فليركع، حين يدخل ثم يدب راكعاً حتى يدخل في الصف، فإن ذلك السنة ».قال عطاء: وقد رأيته يصنع ذلك، قال ابن جريج: وقد رأيت عطاء يصنع ذلك. قال الهيثمي (2 / 96): رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح.وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (229). ومما يشـهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النبي r، منهم: أبو بكر الصديق، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود.1 - روى البيهقي ( 2 / 90 ) عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أنأبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع، فركعا، ثم دنيا وهما راكعان حتى لحقا بالصف. ورجاله ثقات.2 - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف وهو راكع كبر فركع ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف. رواه البيهقي ( 2 / 90، 3 / 106 ) وسنده صحيح. 3 - عن زيد بن وهب قال: " خرجت مع عبد الله، يعني ابن مسعود - من داره إلى المسجد، فلما توسطنا المسجد ركع الإمام، فكبر عبد الله وركع، وركعت معه، ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسهم، فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك، فأخذ عبد الله بيدي وأجلسني ثم قال: إنك قد أدركت ".أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 99 / 1 - 2 ) والطحاوي في " شرح المعانى " ( 1 / 231 - 232 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 32 /1 ) والبيهقي في " سننه " ( 2 / 90 - 91 ) بسند صحيح. وله عند الطبراني طرق أخرى. و هذه الآثار تدل على شيء آخر غير ما دل الحديث عليه. وهو أن من أدرك الركوع مع الإمام فقد أدرك الركعة، وقد ثبت ذلك من قول ابن مسعود وابن عمر بإسنادين صحيحين عنهما، كما في " إرواء الغليل " ( رقم 119 ) وفيه حديث حسن مرفوع عن أبي هريرة أيضاً. فإن قيل: هناك حديث آخر صحيح يخالف بظاهره هذا الحديث وهو:" زادك الله حرصاً، ولا تعد ".فالحديث رواه أبو داود والطحاوي وأحمد والبيهقي وابن حزم من حديث أبي بكرة أنه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف ؟ فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأصله في " صحيح البخاري " كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 230 ) وإرواء الغليل ( رقم 684، 685 ).فقد يُظن أن ظاهره يدل على أنه لا يجوز الركوع دون الصف ثم المشي إليه، على خلاف ما دل عليه الحديث السابق، فكيف التوفيق بينهما ؟ فأقول:1) إن هذا الحديث لا يدل على ما ذكر، إلا بطريق الاستنباط لا النص، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تعد " يحتمل أنه نهاه عن كل ما ثبت أنه في هذه الحادثة، وقد تبين لأهل العلم بعد التتبع أنها تتضمن ثلاثة أمور:الأول: اعتداده بالركعة التي إنما أدرك منها ركوعها فقط.الثاني: إسراعه في المشي، كما في رواية لأحمد ( 5 / 42 ) من طريق أخرى عن أبي بكرة أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت نعل أبي بكرة وهو يحضر ( أي يعدو ) يريد أن يدرك الركعة، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن الساعي ؟ قال أبو بكرة: أنا. قال: فذكرهرواه ابن السكن في " صحيحه " نحوه وفيه قوله: " انطلقت أسعى... " وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من الساعي... " ويشهد لهذه الرواية رواية الطحاوي من الطريق الأولى بلفظ: " جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع، وقد حفزني النفس فركعت دون الصف.. " الحديث. وإسناده صحيح، فإن قوله " حفزني النفس " معناه اشتد، من الحفز وهو الحث والإعجال، وذلك كناية عن العدو.الثالث: ركوعه دون الصف ثم مشيه إليه.و إذا تبين لنا ما سبق، فهل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تعد " نهي عن هذه الأمور الثلاثة جميعها أم عن بعضها. ذلك ما بحث أهل العلم فيه وتحقيق الكلام عليه:أن الأمر الأول، الظاهر أنه لا يدخل في النهي، لأنه لو كان نهاه عنه لأمره بإعادة الصلاة لكونها خداجاً ناقصة الركعة، فإذ لم يأمره بذلك دل على صحتها، وعلى عدم شمول النهي الاعتداد بالركعة بإدراك ركوعها، وقول الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 23 ): " لعله صلى الله عليه وسلم لم يأمره لأنه كان جاهلا للحكم، والجهل عذر ".فبعيد جداً، إذ قد ثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة أمرُه صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته بإعادتها ثلاث مرات مع أنه كان جاهلاً أيضاً، فكيف يأمره بالإعادة وهو لم يفوت ركعة من صلاته وإنما الاطمئنان فيها، ولا يأمر أبا بكرة بإعادة الصلاة - وقد فوت على نفسه ركعة- لو كانت لا تدرك بالركوع، ثم كيف يعقل أن يكون ذلك منهياً وقد فعله كبار الصحابة، كما تقدم في الحديث الذي قبله ؟ ! فلذلك فإننا نقطع أن هذا الأمر الأول لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم " لا تعد ".
وأما الأمر الثاني؛ وهو الإسراع، فلاشك في دخوله في النهي لما سبق ذكره من الروايات ولأنه لا معارض له، بل هناك ما يشهد له، وهو حديث أبي هريرة مرفوعا: " إذا أتيم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينة والوقار " الحديث؛ متفق عليه.و أما الأمر الثالث، وهو الركوع دون الصف؛ فهو موضع نظر وتأمل، وذلك لأن ظاهر رواية أبي داود: "أيكم الذي ركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، مع قوله له: "لا تعد"، يدل بإطلاقه على أنه قد يشمل هذا الأمر، وإن كان ليس نصاً في ذلك لاحتمال أنه يعني شيئاً آخر غير هذا مما فعل، وليس يعني نهيه عن كل ما فعل، بدليل أنه لم يعن الأمر الأول كما سبق تقريره. فكذلك يحتمل أنه لم يعن هذا الأمر الثالث أيضاً. وهذا وإن كان خلاف الظاهر، فإن العلماء كثيراً ما يضطرون لترك ما دل عليه ظاهر النص لمخالفته لنص آخر هو في دلالته نص قاطع، مثل ترك مفهوم النص لمنطوق نص آخر، وترك العام للخاص، ونحو ذلك، وأنا أرى أن ما نحن فيه الآن من هذا القبيل، فإن ظاهر هذا الحديث من حيث شموله للركوع دون الصف مخالف لخصوص ما دل عليه حديث عبد الله بن الزبير دلالة صريحة قاطعة، وإذا كان الأمر كذلك فلابد حينئذ من ترجيح أحد الدليلين على الآخر، ولا يشك عالم أن النص الصريح أرجح عند التعارض من دلالة ظاهر نص ما، لأن هذا دلالته على وجه الاحتمال بخلاف الذي قبله، وقد ذكروا في وجوه الترجيح بين الأحاديث أن يكون الحكم الذي تضمنه أحد الحديثين منطوقاً به؛ وما تضمنه الحديث الآخر يكون محتملاً. ومما لا شك فيه أيضاً أن دلالة هذا الحديث في هذه المسألة ليست قاطعة بل محتملة، بخلاف دلالة حديث ابن الزبير المتقدم فإن دلالته عليها قاطعة، فكان ذلك من أسباب ترجيحه على هذا الحديث.و ثمة أسباب أخرى تؤكد الترجيح المذكور:أولاً: خطبة ابن الزبير بحديثه على المنبر في أكبر جمع يخطب عليهم في المسجد الحرام وإعلانه عليه أن ذلك من السنة دون أن يعارضه أحد.ثانياً: عمل كبار الصحابة به كأبي بكر وابن مسعود وزيد بن ثابت كما تقدم وغيرهم. فذلك من المرجحات المعروفة في علم الأصول. بخلاف هذا الحديث فإننا لا نعلم أن أحداً من الصحابة قال بما دل عليه ظاهره في هذه المسألة، فكان ذلك كله دليلاً قوياً على أن دلالته فيها مرجوحة، وأن حديث ابن الزبير هو الراجح في الدلالة عليها. والله أعلم.و قد قال الصنعاني بعد قول ابن جريج في عقب هذا الحديث:" وقد رأيت عطاء يصنع ذلك ". قال الصنعاني ( 2 / 24 ): " قلت. وكأنه مبني على أن لفظ " ولا تُعِد " بضم المثناة الفوقية، من الإعادة أي زادك الله حرصاً على طلب الخير ولا تعد صلاتك فإنها صحيحة وروي بسكون العين المهملة من العدو، وتؤيده رواية ابن السكن من حديث أبي بكرة ثم ساقها، و قد سبق نحوها من رواية أحمد مع الإشارة إلى رواية ابن السكن هذه، ثم قال: و الأقرب أن رواية ( لا تعد ) من العود أي لا تعد ساعيا إلى الدخول قبل وصولك الصف، فإنه ليس في الكلام ما يشير بفساد صلاته حتى يفتيه صلى الله عليه وسلم بأن لا يعيدها، بل قوله " زادك الله حرصاً " يشعر بإجزائها، أو " لا تَعدُ " من ( العدو ) ".قلت: لو صح هذا اللفظ لكانت دلالة الحديث حينئذ خاصة في النهي عن الإسراع ولما دخل فيه الركوع خارج الصف، ولم يوجد بالتالي أي تعارض بينه وبين حديث ابن الزبير، ولكن الظاهر أن هذا اللفظ لم يثبت، فقد وقع في " صحيح البخاري " و غيره باللفظ المشهور: " لا تَعُد ". قال الحافظ في " الفتح " ( 2 / 214 ): " ضبطناه في جميع الروايات بفتح أوله وضم العين من العود ". ثم ذكر هذا اللفظ، ولكنه رجح ما في البخاري فراجعه إن شئت.و يتلخص مما تقدم أن هذا النهي لا يشمل الاعتداد بالركعة ولا الركوع دون الصف، وإنما هو خاص بالإسراع لمنافاته للسكينة والوقار كما تقدم التصريح بذلك من حديث أبي هريرة، وبهذا فسره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " قوله: لا تعد. يشبه قوله: لا تأتوا الصلاة تسعون ". ذكره البيهقي في " سننه " ( 2 / 90 ).
الآثار من مصادرها:سنن البيهقي الكبرى ج2/ص90وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ إبراهيم بن محمد بن الحسن أنبأ أبو عامر ثنا الوليد بن مسلم أخبرني بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع فركعا ثم دَبَّـا وهما راكعان حتى لحقا بالصف.2417 أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك يونس بن يزيد وابن أبي ذئب عن بن شهاب قال أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف وهو راكع كبر فركع ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف2418 أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو الأحوص ثنا منصور عن زيد بن وهب قال خرجت مع عبد الله يعني بن مسعود من داره إلى المسجد فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله وركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى إنتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسهم فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك فأخذ عبد الله بيدي وأجلسني ثم قال إنك قد أدركت وروينا فيه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهماسنن البيهقي الكبرى ج2/ص91أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال كان زيد بن ثابت إذا دخل المسجد والناس ركوع استقبل القبلة فكبر ثم ركع ثم دب وهو راكع حتى يصل إلى الصف قال محمد أخبرني ذاك أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري عن زيد بن ثابت قال شعيب وقال هشام بن عروة بن الزبير: كان عروة يفعل ذلك.
مصنف ابن أبي شيبة ج1/ص229باب: في الرجل يدخل والقوم ركوع فيركع قبل أن يصل الصف: 2622 حدثنا أبو بكر قال نا أبو الأحوص عن منصور عن زيد بن وهب قال خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله ثم ركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حتى رفع القوم رؤسهم قال فلما قضى الإمام الصلاة قمت أنا وأنا أرى لم أدرك فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال إنك قد أدركت2623 حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن بن سيرين أن أبا عبيدة جاء والقوم ركوع فركع دون الصف ثم مشى حتى دخل في الصف ثم حدث عن أبيه بمثل ذلك2624 حدثنا بن عيينة عن الزهري عن أبي أمامة أن زيد بن ثابت ركع قبل أن يصل إلى الصف ثم مشى راكعا2625 حدثنا وكيع عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت أنه دخل والقوم ركوع فركع دون الصف ثم دخل الصف2626 حدثنا بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال رأيت بن جبير فعله2627 حدثنا وكيع عن هشام عن مغيرة قال كان أبي يدخل والإمام راكع فيركع دون الصف ثم يدخل الصف2628 حدثنا بن فضيل عن وقاء قال دخلت أنا وسعيد بن جبير وهم ركوع فركعت أنا وهو من الباب ثم جئنا حتى دخلنا في الصف2629 حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء عن سعيد بن أبي أيوب قال حدثني يزيد بن أبي حبيب أنه رأى أبا سلمة دخل المسجد والقوم ركوع فركع ثم دب راكعا2630 حدثنا عباد بن العوام عن عبد الملك عن عطاء في من دخل المسجد والإمام راكع قال إذا جاوز النساء كبر وركع ثم مضى حتى يدخل في الصف فإن أدركه السجود قبل ذلك سجد حيث أدرك2631- حدثنا عبيد الله عن عثمان بن الأسود قال دخلت أنا وعبد الله بن تميم المسجد فركع الإمام فركعت انا وهو ومشينا راكعين حتى دخلنا الصف فلما دخلنا الصف قال لي عمر والذي صنعت آنفا ممن سمعته قلت من مجاهد قال قد رأيت بن الزبير فعله2632 حدثنا بن إدريس عن عبيد الله عن القاسم وعن هشام عن الحسن قالا في الرجل يدخل المسجد والقوم قد ركعوا قالا ان كان يظن أنه يدرك القوم قبل أن يرفعوا رؤسهم فليركع ثم ليمش حتى يدخل الصف. مصنف عبد الرزاق - (2 / 282)باب من دخل والإمام راكع فركع قبل أن يصل إلى الصفوذكر بعض الآثار المتقدمة موطأ مالك ج1/ص165حدثني يحيى عن مالك عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال دخل زيد بن ثابت المسجد فوجد الناس ركوعا فركع ثم دب حتى وصل الصف. قال البيهقي في السنن الصغرى - (1 / 18548- قلت: روينا عن أبي بكر الصديق، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أنهم ركعوا دون الصف ثم دبوا إلى الصف والله أعلم فقد صح كما ترى عن جمع من الصحابة، وفعل الصحابي إذا شاع وانتشر من غير نكير فله حكم الرفع. فكيف إذا لم يكن لهم منهم مخالف ؟!!ويمكن أن يستدل بفعل أبي بكرة رضي الله تعالى عنه فالراجح في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – ولا تعد: أي السرعة لإدراك الركعة، والله أعلم. وعلى هذا فيمكن التنبيه على ثبوت هذا الفعل عن: أبي بكر الصديق وزيد بن ثابت وعبدالله بن مسعود وعبد الله بن الزبير وأبي بكرة رضي الله عنهم. وليس لهم مخالف.وعن جماعة من التابعين (14 تابعي): عطاء ومجاهد والقاسم والحسن وعثمان بن الأسود وعبد الله بن تميم وأبي سلمة ووقاء وسعيد بن جبير ووالد مغيرة وأبي عبيدة وزيد بن وهب وعروة وابن جريج.
وكذلك فسره الإمام أحمد بأنه عنى السعي لا عن الركوع، ففي بدائع الفوائد (4 / 89 لابن القيم: (الكوسج) قلت إذا دخل والإمام راكع يركع قبل أن يصل إلى الصف قال: إذا كان وحده وظن أنه يدرك فعل واحتج أبو حفص بحديث أبي بكرة فإن قيل فقد نهاه قيل: نهاه عن شدة السعي.مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه - (2 / 615)[263- ] قلت: إذا دخل رجل المسجد والإمام راكع يركع قبل أن يصل إلى الصف؟قال: إذا كان وحده وظن أنه يدرك فعل، وإذا كان مع غيره فيركع حيث ما أدركه الركوع(1).قال إسحاق: لا يركع أبداً إذا كان وحده، وإذا كان معه آخر ركعا، ثم مشيا حتى يلحقا الصف. [يلاحظ أنه لم يقف عند قضية الركوع قبل الصف وإنما عند الصلاة منفرداً]__________1) نقل عنه نحو هذه المسألة ابن هانئ في مسائله 1/46، 86 (221، 432)، وقال أبو داود: (سمعت أحمد سئل عن رجل ركع دون الصف ثم مشى حتى دخل الصف، وقد رفع الإمام قبل أن ينتهي إلى الصف ؟ قال: تجزئه ركعة، وإن صلى خلف الصف وحده أعاد الصلاة ). المسائل ص35.
مسائل أحمد وإسحاق (2 / 803)[440- ] قلت لأحمد: إذا ركع دون الصف ثم مشى؟قال: في حديث أبي بكرة "زادك الله تعالى حرصاً" [لاحظ أنه توقف ولم يقل: ولا تعد][441- ] قلت: لم يدرك الصف حتى رفع الإمام رأسه؟قال: يروى عن ابن مسعود، وعن زيد بن ثابت، كأنه لم ير أن يعيد على هذه الحال. المالكية: الذخيرة - (2 / 273)قال في الكتاب إذا جاء والإمام راكع فليركع إن كان قريباً وخشي رفع رأسه من الركوع ويدب إلى الصف وقال في العتبية القرب نحو ثلاثة صفوف وقال الشافعي إن دب ثلاث خطوات بطلت صلاته [فتأمل كيف أجاز الخطوتين؟!! ولا دليل له على إبطالها بالثلاثة] قال صاحب الطراز: وظاهر قوله إن كان قريبا أنه ان بعد لا يركع وإن خشي فوات الركعة حتى يأتي الصف وقد نص عليه في المجموعة وروي عنه خلافه قال ويحتمل أن يكون خلافا أو يحمل الأول على أول الصلاة لأن ادراك فضيلة الجماعة ممكن والثاني على آخر ركعة قال أبو الطاهر وقيل لا يركع مطلقا حتى يدخل الصف وإذا قلنا يدب فهل وهو راكع حتى يرفع وهو في الصف أو حتى يرفع لأن فعله ذلك في الركوع فشاق قولان شرح زاد المستقنع للشنقيطي - (58 / 7)أصح أقوال العلماء -وهو مذهب الجمهور- أن من أدرك الإمام راكعاً وركع معه فإنه يعتبر مدركاً للركعة وتسقط عنه الفاتحة.وهناك حديث في ذلك صحيح قوي، وهو حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أنه انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( زادك الله حرصاً ولا تَعُدْ )، فروي بلفظ: ( ولا تَعْدُو )، ولفظ: ( ولا تُعِد )، وأصحها: ( ولا تَعُد ) أي: لا تعد إلى التأخر عن الجماعة حتى تضطر إلى هذا الفعل.وقيل: (لا تَعُد) بتكبير دون الصف والمشي؛ لأنه حركة في أثناء الصلاة، وأما رواية: ( لا تعْدُ ) فلأن المساجد القديمة المفروشة بالحصى إذا أسرع الإنسان فيها شوش بصوت الحصى، وهذا موجود إلى الآن، فقال: ( لا تعدُ )؛ لأن الصلاة تحتاج إلى سكينة.وأما رواية: ( ولا تُعِد ) أي: لا تعد الركعة فقد أجزأتك، والروايتان الأخيرتان أضعف من الرواية الأولى، وهي: ( ولا تَعُد )، أي: لا تعد إلى هذا التأخير الموجب لفوات الفضل عليك. ابن عبد البر في الاستذكار - (2 / 314)باب ما يفعل من جاء والإمام راكع ) 364 - ذكر فيه مالك عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال دخل زيد بن ثابت المسجد فوجد الناس ركوعا فركع ثم دب حتى وصل إلى الصف 365 - مالك أنه بلغه أن عبد الله بن مسعود كان يدب راكعا قال أبو عمر حديث زيد بن ثابت في هذا الباب متصل صحيح وحديث ابن مسعود وإن كان بلاغاً منقطعاً عند مالك فإنه متصل صحيح أيضاً من رواية أئمة أهل الحديث روى سفيان بن عيينة عن منصور بن المعتمر عن زيد بن وهب قال دخلت مع بن مسعود المسجد فوجدنا الناس ركوعاً فركعنا جميعاً قبل أن نصل إلى الصف ثم مشينا راكعين حتى دخلنا في الصف فلما سلم الإمام قمت لأقضي الركعة فأخذ بن مسعود بيدي فقال اجلس فقد أدركت وروى سفيان أيضاً عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال رأيت زيد بن ثابت دخل المسجد والناس ركوع فركع ثم دب راكعاً حتى وصل إلى الصفالاستذكار - (2 / 315)وسفيان عن عبيد الله بن يزيد قال رأيت سعيد بن جبير ركع قبل أن يصل إلى الصف ثم مشى راكعا حتى وصل إلى الصف قال ابن عبد البر: لا أعلم لزيد وابن مسعود مخالفاً من الصحابة.مذهب الشافعي أنه يستحب ألا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف فإن فعل فلا شيء عليه وقال مالك والليث لا بأس أن يركع الرجل وحده دون الصف ويمشي إلى الصف إذا كان قريبا قدر ما يلحق، وقال أبو حنيفة أكره للواحد أن يركع دون الصف ثم يمشي ولا أكره ذلك للجماعة وهو قول الثوري [فتوقفوا عند موضوع المنفرد خلف الصف وليس الركوع فإنهم سلموا به]الاستذكار - (2 / 316)قال إسماعيل بن إسحاق من دخل المسجد فوجد الناس ركوعا فلا يركع دون الصف إلا أن يطمع أن يصل إلى الصف راكعا قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركعة وهو معنى ما رواه بن القاسم عن مالك في ذلك وقال غيره له أن يركع دون الصف ويعقد ركعته قبل أن يرفع الإمام رأسه كما له أن يصلي خلف الصف وحده قال وهو قول مالك وأصل مذهبه في ذلك وأما قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكرة حين ركع دون الصف زادك الله حرصا ولاتعد فمعناه عند أهل العلم زادك الله حرصا إلى الصلاة ولا تعد إلى الإبطاء عنها حتى يقوتك شيء منها ولم يأمره بإعادة ركوعه الصف ولا لسعيه إليه حدثنا يعيش بن سعيد وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسحاق بن الحسن الجويني قال حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن أبي بكرة أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس وهم ركوع فسعى إلى الصف فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من الساعي قال أبو بكرة أنا يا رسول الله قال زادك الله حرصا ولا تعد قال الشوكاني في نيل الأوطار (3 / 226): معناه لا تعد إلى إتيان الصلاة مسرعا واحتج بما رواه ابن السكن في صحيحه بلفظ: ( أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف فلما قضى الصلاة قال: من الساعي آنفا قال أبو بكرة: فقلت أنا فقال: زادك الله حرصا ولا تعد) قال في التلخيص: أيضا أنه روى الطبراني في الأوسط من حديث ابن الزبير ما يعارض هذا الحديث فأخرج من حديث ابن وهب عن ابن جريج عن عطاء سمع ابن الزبير على المنبر يقول: ( إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف فإن ذلك السنة ) قال عطاء: وقد رأيته يصنع ذلك. وعلى هذا يمكن القول إن الركوع قبل الصف قول جمهور الصحابة والتابعين والأئمة المتبعين، ولا يضر جهل من جهله في عصرنا مع شهرته في عصر السلف، وهم القوم لا يشقى متبعهم، ورحم الله من أحيا سنتهم.ومعنى حديث أبي بكرة عند مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من السلف بنص قولهم: النهي عن الإسراع، فلا معارضة أصلا.ومما ينفي كل احتمال في الحديث أن أبا بكرة نفسه كان يفعل ذلك بعد وفاة النبي r ورآه التابعون يفعل ذلك ونقلوه بصيغة تفيد أنه كان معتاداً على فعل ذلك فقد:
روى علي بن حجر في (حديثه) بسند صحيح عن القاسم بن ربيعة عن أبي بكرة أنه كان يخرج من بيته فيجد الناس قد ركعوا فيركع معهم ثم يدرج راكعاً حتى يدخل في الصف ثم يعتد بهامسائل أحمد وإسحاق (2 / 803)[440- ] قلت لأحمد: إذا ركع دون الصف ثم مشى؟قال: في حديث أبي بكرة "زادك الله تعالى حرصاً" [لاحظ أنه توقف ولم يقل: ولا تعد][441- ] قلت: لم يدرك الصف حتى رفع الإمام رأسه؟قال: يروى عن ابن مسعود، وعن زيد بن ثابت، كأنه لم ير أن يعيد على هذه الحال. المالكية: الذخيرة - (2 / 273)قال في الكتاب إذا جاء والإمام راكع فليركع إن كان قريباً وخشي رفع رأسه من الركوع ويدب إلى الصف وقال في العتبية القرب نحو ثلاثة صفوف وقال الشافعي إن دب ثلاث خطوات بطلت صلاته [فتأمل كيف أجاز الخطوتين؟!! ولا دليل له على إبطالها بالثلاثة] قال صاحب الطراز: وظاهر قوله إن كان قريبا أنه ان بعد لا يركع وإن خشي فوات الركعة حتى يأتي الصف وقد نص عليه في المجموعة وروي عنه خلافه قال ويحتمل أن يكون خلافا أو يحمل الأول على أول الصلاة لأن ادراك فضيلة الجماعة ممكن والثاني على آخر ركعة قال أبو الطاهر وقيل لا يركع مطلقا حتى يدخل الصف وإذا قلنا يدب فهل وهو راكع حتى يرفع وهو في الصف أو حتى يرفع لأن فعله ذلك في الركوع فشاق قولان شرح زاد المستقنع للشنقيطي - (58 / 7)أصح أقوال العلماء -وهو مذهب الجمهور- أن من أدرك الإمام راكعاً وركع معه فإنه يعتبر مدركاً للركعة وتسقط عنه الفاتحة.وهناك حديث في ذلك صحيح قوي، وهو حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أنه انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( زادك الله حرصاً ولا تَعُدْ )، فروي بلفظ: ( ولا تَعْدُو )، ولفظ: ( ولا تُعِد )، وأصحها: ( ولا تَعُد ) أي: لا تعد إلى التأخر عن الجماعة حتى تضطر إلى هذا الفعل.وقيل: (لا تَعُد) بتكبير دون الصف والمشي؛ لأنه حركة في أثناء الصلاة، وأما رواية: ( لا تعْدُ ) فلأن المساجد القديمة المفروشة بالحصى إذا أسرع الإنسان فيها شوش بصوت الحصى، وهذا موجود إلى الآن، فقال: ( لا تعدُ )؛ لأن الصلاة تحتاج إلى سكينة.وأما رواية: ( ولا تُعِد ) أي: لا تعد الركعة فقد أجزأتك، والروايتان الأخيرتان أضعف من الرواية الأولى، وهي: ( ولا تَعُد )، أي: لا تعد إلى هذا التأخير الموجب لفوات الفضل عليك. ابن عبد البر في الاستذكار - (2 / 314)باب ما يفعل من جاء والإمام راكع ) 364 - ذكر فيه مالك عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال دخل زيد بن ثابت المسجد فوجد الناس ركوعا فركع ثم دب حتى وصل إلى الصف 365 - مالك أنه بلغه أن عبد الله بن مسعود كان يدب راكعا قال أبو عمر حديث زيد بن ثابت في هذا الباب متصل صحيح وحديث ابن مسعود وإن كان بلاغاً منقطعاً عند مالك فإنه متصل صحيح أيضاً من رواية أئمة أهل الحديث روى سفيان بن عيينة عن منصور بن المعتمر عن زيد بن وهب قال دخلت مع بن مسعود المسجد فوجدنا الناس ركوعاً فركعنا جميعاً قبل أن نصل إلى الصف ثم مشينا راكعين حتى دخلنا في الصف فلما سلم الإمام قمت لأقضي الركعة فأخذ بن مسعود بيدي فقال اجلس فقد أدركت وروى سفيان أيضاً عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال رأيت زيد بن ثابت دخل المسجد والناس ركوع فركع ثم دب راكعاً حتى وصل إلى الصفالاستذكار - (2 / 315)وسفيان عن عبيد الله بن يزيد قال رأيت سعيد بن جبير ركع قبل أن يصل إلى الصف ثم مشى راكعا حتى وصل إلى الصف قال ابن عبد البر: لا أعلم لزيد وابن مسعود مخالفاً من الصحابة.مذهب الشافعي أنه يستحب ألا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف فإن فعل فلا شيء عليه وقال مالك والليث لا بأس أن يركع الرجل وحده دون الصف ويمشي إلى الصف إذا كان قريبا قدر ما يلحق، وقال أبو حنيفة أكره للواحد أن يركع دون الصف ثم يمشي ولا أكره ذلك للجماعة وهو قول الثوري [فتوقفوا عند موضوع المنفرد خلف الصف وليس الركوع فإنهم سلموا به]الاستذكار - (2 / 316)قال إسماعيل بن إسحاق من دخل المسجد فوجد الناس ركوعا فلا يركع دون الصف إلا أن يطمع أن يصل إلى الصف راكعا قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركعة وهو معنى ما رواه بن القاسم عن مالك في ذلك وقال غيره له أن يركع دون الصف ويعقد ركعته قبل أن يرفع الإمام رأسه كما له أن يصلي خلف الصف وحده قال وهو قول مالك وأصل مذهبه في ذلك وأما قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكرة حين ركع دون الصف زادك الله حرصا ولاتعد فمعناه عند أهل العلم زادك الله حرصا إلى الصلاة ولا تعد إلى الإبطاء عنها حتى يقوتك شيء منها ولم يأمره بإعادة ركوعه الصف ولا لسعيه إليه حدثنا يعيش بن سعيد وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسحاق بن الحسن الجويني قال حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن أبي بكرة أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس وهم ركوع فسعى إلى الصف فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من الساعي قال أبو بكرة أنا يا رسول الله قال زادك الله حرصا ولا تعد قال الشوكاني في نيل الأوطار (3 / 226): معناه لا تعد إلى إتيان الصلاة مسرعا واحتج بما رواه ابن السكن في صحيحه بلفظ: ( أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف فلما قضى الصلاة قال: من الساعي آنفا قال أبو بكرة: فقلت أنا فقال: زادك الله حرصا ولا تعد) قال في التلخيص: أيضا أنه روى الطبراني في الأوسط من حديث ابن الزبير ما يعارض هذا الحديث فأخرج من حديث ابن وهب عن ابن جريج عن عطاء سمع ابن الزبير على المنبر يقول: ( إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف فإن ذلك السنة ) قال عطاء: وقد رأيته يصنع ذلك. وعلى هذا يمكن القول إن الركوع قبل الصف قول جمهور الصحابة والتابعين والأئمة المتبعين، ولا يضر جهل من جهله في عصرنا مع شهرته في عصر السلف، وهم القوم لا يشقى متبعهم، ورحم الله من أحيا سنتهم.ومعنى حديث أبي بكرة عند مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من السلف بنص قولهم: النهي عن الإسراع، فلا معارضة أصلا.ومما ينفي كل احتمال في الحديث أن أبا بكرة نفسه كان يفعل ذلك بعد وفاة النبي r ورآه التابعون يفعل ذلك ونقلوه بصيغة تفيد أنه كان معتاداً على فعل ذلك فقد:
كاتب المقال : أبو بكر أسامة محمود الحريري
http://www.islamancient.com/articles...27fef2a83db24f