نصيحة الشيخ العثيمين لمن يطعن في العلماء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فيمن يتخذ من أخطاء العلماء طريقا للقدح فيهم ورميهم بالبهتان؟ وما النصيحة التي توجهونها لطلبة العلم في ذلك؟
فأجاب رحمه الله:
العلماء بلا شك يخطئون ويصيبون وليس أحد منهم معصوما، ولا ينبغي لنا بل ولا يجوز أن نتخذ من
خطئهم سلما للقدح فيهم فان علينا اذا سمعنا من عالم أو داعية أوامام مسجد شيئا أن نتصل به حتى يتبين لنا لأنه قد يحصل في ذلك خطأ في النقل عنه أو خطا في الفهم لما يقول أو سوء قصد في تشويه سمعة الذي نقل عنه هذا الشئ ، وعلى كل حال فمن سمع منكم عن عالم أو عن داعية أو عن
أمام مسجد أو أي انسان له ولاية أن يتصل به وأن يسأله هل وقع منه ذلك منه أم لا ، ثم اذا كان وقع
فليبين له ما يرى أنه خطأ، فاما أن يكون قد أخطأ فيرجع عن خطئه واما أن يكون هو المصيب فيبين
وجه قوله حتى تزول الفوضى التي قد نراها أحياناولا سيما بين الشباب وان الواجب على الشباب
وعلى غيرهم اذا سمعوا مثل ذلك أن يكفوا السنتهم وأن يسعوا بالنصح والاتصال بمن نقل عنه ما نقل
حتى يتبين الأمر.
وأما الكلام في المجالس ولا سيما مجالس العامة أن يقال: ما تقول في فلان؟ وما تقول في فلان الأخر
الذي يتكلم ضد الأخرين؟ فهذا أمر لا ينبغي بثه اطلاقا لأنه يثير الفتنة والفوضى فيجب حفظ اللسان
لقوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا
رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال : كف عليك هذا ، قلت يا رسول الله انا لمؤاخذون بما نتكلم به
قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم ) .
وأنصح طلبة العلم وغيرهم أن يتقوا الله وألا يجعلوا أعراض العلماء والامراء مطية يركبونها كيف شاءوا فاذا كانت الغيبة في سائر الناس من كبائر الذنوب فهي في العلماء والامراء أشد و أشد،
حمانا الله واياكم عما يغضبه و حمانا من العدوان على اخواننا انه جواد كريم .
( نقلا من كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين)
تعليق