محاضرة مفرَّغة بِعنوان:
ملامح الفرقة الناجية
لفضيلة الشـيخ الدكـتور:
صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى
موجِّه الدعاة بفرعِ وزارةِ الشُّؤون الإسلاميِّة
بالمدينةِ النبويِّة والمُدرِّس بالمسجدِ النبويِّ
فرغها:
أبو أنس محمد لعناصري الجزائري
غفر الله له ولوالديه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[1].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[2].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾[3].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أّصْدّقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وّكُلَّ مُحْدّثّةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:
أيُّهَا الإخْوَةُ في الله! إنها لفرصة طيبة، نسأل الله -تبارك وتعالىٰ- أن يجعل رائدنا وإياكم فيها؛ هو ابتغاء وجهه الكريم، وأنْ يرزقنا وإياكم التوفيق والسداد في القول والعمل، وأنْ يجعلنا مِمِّنْ يستمع القول فيتبع أحسنه.
أيُّها الإخْوَةُ في الله! هذا العنوان الذي استمعتم إليه من الْمُقدِّم -وفقه الله- أجِدُ نفسي لست في مقام من يوفيه حقه؛ لأنه لأهل العلم الكبار، ومشايخنا الأفاضل الذين هم فُرسَان مثل هذا الميدان؛ ولكننا بناءً على رغبة الإخوة أحببنا أن نزورهم ونتذاكر معهم بما يفتح الله -تبارك وتعالى- به علينا؛ ثم نترك الميدان لأهله، ونعطي القوس باريها.
فأقول وبالله التوفيق: أن هذا الموضوع الهام؛ -أعني: معالم الفرقة الناجية- من الموضوعات التي لابدَّ من تجليتها، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثر فيه الغبش، وكثُرت فيه التيارات، وكثر فيه الأدعياء، وكثر فيه الخوض والقيل والقال، وإنَّ تجلية هذه المعالم أو بعضها؛ لأننا مهما قلنا لن نوفيها حقها -كما قلت-.
ولعلِّي أتعرض لأبرز المعالم الهامة، التي هي معالم الفرقة الناجية، أو معالم المنهج السلفي، أو معالم منهج أهل السنة والجماعة؛ لأن كل هذه المسميات تؤدي معنىً واحدًا؛ فالفرقة الناجية؛ هي الطائفة المنصورة؛ هم السلفيون؛ هم أتباع السلف؛ هم أهل السنة والجماعة؛ هم أهل التقوى؛ هم أهل الحق؛ هم الطائفة المنصورة، الذين ينهلون من الكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح بلا إفراط ولا تفريط، هم الجماعة: كل هذه التسميات دلت عليها نصوص القرآن والسنة وهم الذين يتبعون منهج الأنبياء والمرسلين؛ لأنه المنهج الذي اختاره الله لرسله وهو العالم بما يصلح عباده، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[4]؛ ولأن الله -تبارك وتعالى- أمر رسوله عليه الصلاة والسلام أن يسلكه، {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}[5]؛ ولأنه المنهج الذي يعصم الله -تبارك وتعالىٰ- به من الزلل والشطح ذات اليمين وذات الشمال؛ ولأنه المنهج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ ولأنه سبب النصر والتمكين على الأعداء؛ ولأنه سبب وحدة الكلمة، واجتماع الأمة، وجمع الشمل، ولم الصف؛ ولأنه دين الله الحق الذي لا يقبل دينًا سواه ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[6]؛ لهذا كله فقد أردت أن أشارك بجهدِ الْمُقِلِّ، في هذا المخيم الموفق -إن شاء الله تعالىٰ-، ونسأل الله -تبارك وتعالىٰ- أن يجعل اجتماعنا فيه خالصًا لوجهه الكريم.
وإن من أبرز تلك المعالم: -لعلِّي أُلَخِّصَ بعض الأمور؛ ثم نتكلم عن كل فقرة بما يفتح الله علينا به بإيجاز-.
أولها: الاعتصام بالكتاب والسنة.
وثانيها: لُزومُ السُّنة النبويِّة.
وثالثها: لُزومُ الجماعة.
ورابعها: تقديم النقْلِ على العقلِ.
وخامسها: السير على منهج السلف الصالح في القرونِ المفضلةِ.
وسادسها: أخذ الدِّين كاملاً.
وسابعها: البدء بما بدأ الله به؛ وهو توحيد الله.
وثامنها: وسطية هذا المنهج بين أهلِ الإفراط وأهل والتفريط.
وتاسعها: الحبُّ في اللهِ والبغض في اللهِ.
وعاشرها: تقديمُ الحقّ، أنَّ الحقَّ أحقُّ بالاتباع؛ ولو خالف الهوى والأعراف والعادات.
الحادي عشر: أنَّ الحقَّ واحد لا يتعدد.
الثاني عشر: أنَّ الحقَّ لا يُعرف بكثرة الأتباع.
الثالث عشر: أنَّ الحقَّ لا يُعرف بالرجال؛ وإنما هم الذين يعرفون بالحقِّ.
الرابع عشر: توقير العلماء الربَّانين الذين يقولون بالحق وبه يعدلون.
وهذه الأمور أو هذه النقاط ليست علىٰ سبيل الحصر؛ وإنما هي من أبرز المعَالِم التي سأتحدث عنها، علمًا بأن كل مَعْلَمٍ يحتاج إلىٰ وقفاتٍ طويلة وإلىٰ محاضرةٍ خاصة؛ ولكن نتكلم بما ييسره الله -تبارك وتعالىٰ- في هذه الأمور.
فأولها وأساسها وقطب رُحاها؛ هو: الاعتصام بحبلِ الله المتين وصراطه المستقيم؛ ألا وهو: كتابُ ربنا -سبحانه وتعالىٰ- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأي عملٍ لا ينطلقُ ولا يُبنى على هٰذيْنِ الأساسين؛ فإنه عملٌ خاسِر، ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ﴾[7]، وقال -تبارك وتعالى-: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[8] ويقول -تبارك وتعالى-: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾[9]، ويقول -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾[10]، ويقول -جلَّ وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾[11]، ويقول -تبارك وتعالى-: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾[12]،والآيات في هذا الباب كثيرة.
ومن السُنَّة ما رواه مسلمٌ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ))[13]ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إني تاركٌ فيكم أمريْنِ لَنْ تَضِلُّوا بعدِي مَا تَمَسَّكْتُم بهما: كِتَابُ اللهِ وَسُنَّتِي))[14].
لذا فإن الاعتصام بحبل الله؛ وهو الإسلام، كما قال ابن عباس وغيره من السلف؛ أنَّ المقصود بحبل الله: الإسلام، وقال آخرون: القرآن، ولا فرق بين الأمرين؛ فإن أساس الإسلام هو القرآن والسنة، فهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، الذي من تمسك به نجا، ومن حاد عنه هلك، ولا صلاح لنا ولا فلاح؛ إلا بالتمسك بكتاب الله -تبارك وتعالىٰ- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وثانيًا: تطبيق السُّنة ولزومها في كافة نواحي الحياة؛ بأن يجعل المسلم هديَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق كل شيء، يقدمه على كل شيء؛ فيلزم السنة ويطبقها تطبيقًا عمليًا في نفسه في كافة تصرفاته إلىٰ أن يلقى الله -عزَّ وجل- في تعامله مع ربه، وفي تعامله مع نفسه، وفي تعامله مع الآخرين، يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو قدوتنا أولاً وآخرًا؛ قال الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[15], وقال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[16]، ويقول -تبارك وتعالىٰ-: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[17].
ومن الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم، في خطبة الحاجة التي كثيرًا ما كان يفتتح بها كلامه عليه الصلاة والسلام وخطبه ودروسه: ((إِنَّ أصْدّقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وّكُلَّ مُحْدّثّةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ))[18]وقوله عليه الصلاة والسلام: ((فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ [من بعدي] عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ))[19]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ))[20] والأحاديث كثيرة في هذا الباب.
ومن أقوال السلف في هذا الباب: قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "سيكون أقوامٌ يأتونكم فيتكلمون بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السُّنة هم أعلم الناس بالقرآن" أو كما قال -رضي الله عنه-، ويقول يوسف بن أسباط -رحمه الله تعالى-: "إذا سمعت بصاحب سنة في المشرق، فابعث إليه بالسلام، فقد قلَّ أصحاب السنة"[21]، ويقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-: "سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سُننًا الأخذ بها؛ تصديقٌ لكتاب الله واستكمال الطاعة لله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدي، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاَّهُ الله ما تَوَلىٰ وأصْلاَهُ جهنَّمَ وسَاءتْ مَصِيرًا".
فالله الله في اتباع السنة في كافة الأمور، وفي جميع الأحوال إلىٰ أن نلقى الله -تبارك وتعالىٰ-، وقال بعض السلف: "اقتصادٌ في سنَّة خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة"[22]
والسُّنة؛ هي: ما كان عليه النبي صلىٰ الله عليه وسلم وأصحابه بمعناه العام؛ ولذلك لما سُئِلَ الإمام مالك -رحمه الله تعالىٰ- عن أهل السنة قال: "هم الذين ليس لهم اسم سوى السُنَّة وليس لهم لقب لا جهميٌّ ولا معتزليٌّ ولا قدريّ"، وفي هذا المعنى يقول ابن القيم -رحمه الله-: "إذا سألوني عن شيخي؛ قلت لهم: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا سألوني عن فرقتي؛ قلتُ: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾[23]، وإذا سألوني عن رباطي قلتُ: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا﴾[24]، وهكذا استطرد -رحمه الله-؛ ليُبيِّنَ ويُؤكد على قاعدة هامة؛ وهي أن السنة هي التي يجب اتباعها والسير عليها ولو وجدت نفسك وحدك عليها، وإتباعها ليس بالدعاوى ولا بالشعارات، والدعاوى إن لم تقيموا عليها بيِّنات أبناؤها أدعياءُ؛ وإنما بالسير عليها قولاً وعملاً واعتقادًا وآدابًا وأخلاقًا وأحكامًا ومنهج حياة.
ومما يتعلق بذلك؛ ثالثًا: لزوم جماعة المسلمين، الذين يسيرون على هدي رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم، والذين هم الفرقة الناجية، والذين يقول فيهم النبي صلىٰ الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة منصورة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله))[25] وهي الجماعة؛ وهي الفرقة الناجية المنصورة؛ لذا فإن من يفرِّقُ بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؛ فإن هذا التفريق من البدع المحدثة التي أحدثها بعض الناس.
[1] [آل عمران: 102].
[2] [النساء: 1].
[3] [الأحزاب: 70-71].
[4] [الملك 14].
[5] [الأنعام 90].
[6] [آل عمران: 85].
[7] [التوبة: 109].
[8] [آل عمران: 103].
[9] [النساء: 59].
[10] [الشورى: 10].
[11] [الأنفال: 24].
[12] [الأعراف: 170].
[13] رواه مسلم: 3236.
[14] رواه مالك، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 2937.
[15] [الأحزاب: 21].
[16] [الحشر: 7].
[17] [النساء: 65].
[18] رواه النسائي: 1578، وصححه الألباني.
[19] رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني.
[20] رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني في المشكاة: ( 163 و4247 )
[21] [اللالكائي: (1/64رقم 50،49]
[22] [السنة لابن نصر: 30 واللاكائي: 1/88رقم 114، والغبانة: 1/320].
[23] [الأعراف: 26].
[24] [النور: 36].
[25] أخرجه مسلم ( 6 / 52 - 53 ).
لتحميل المادة المفرغة على ملف وورد و بيدي اف من هنا :
http://www.alsoheemy.net/play.php?catsmktba=2291