الهجر في الاسلام
قال الشيخ الالباني- رحمه الله- :
بعد هذا التوضيح و البيان أقول بعض الكلمات متوكلا على المولى الرحمان سبحانه وتعالى،
الهجر في الإسلام هجران : الهجر، هجر المسلم لأخيه المسلم في شرع الله على نوعين :
الأول : أن يهجره لأمر دنيويّ مَحْض ٍ، وليس من المُهِم أن يكون هذا الأمر الدنيَويّ مَاديّ أو ذَوْقي معنويّ، كما جاء في التفصيل آنفا, إنّما هو دنيويّ مَحْض، فهذا الهجر مُحرَّم في الإسلام، مُرخَص في مِثله ثلاثة أيام فقط، فإذا استمرّ وزاد على ثلاثة أيّام يكون حراما، وذلك قوله u}لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يَلتقيانفيُدبرهذا عن هذا وهذا عن هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ،{لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام |,معناه : يجوز ثلاثة أيام، هذه رخصة من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين من باب ..[ كلمة غير واضحة] في الخلق، لأن الإنسان ضيّق في الخُلق فيُجَلِّ غليله في مقاطعة أخيه المسلم يوم يومين ثلاثة أيام، ما زاد على ذلك فهو حرام لا يَحلُّ، لذلك وَصَف الرسول e هذه المقاطعة بقوله: } لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال أو ثلاث أيام { يلتقيان - يعني: واحد رائح واحد جاء فبدل أن يُلقيَّ أحدهما السلام على الآخر ويرد هذا الآخر، يقول عليه الصلاة و السلام } يلتقيان فيعرض هذا عن هذا و هذا عن هذا { يعني: يتجاهل أخاه الذي مَرَّ به، لا يَحِلُّ هذا العمل بعد ثلاثة أيام } وخيرهما الذي يبدأ أخاه بالسلام { هذه الجملة الأخيرة من الحديث تعطينا شيئين اثنين:
الشيء الأول: أن هذا الهجر المحرَّم يزُول بمجرد أن يُسلِّم عليه، وهذا سياسة شرعية حديثة جدا، لأنه من الصعب تأليف القلوب المتهاجرة المتباغضة فَجْأة ً لكنّ الشارع الحكيم قدم المفتاح السهل وهو :أنت خاصمت أخاك في أمر دنيوي إن مَرَّ على ذلك فوق ثلاثة أيام فهذا حرام عليك وعليك أن تَقـْطع المُقاطعة و أن تقطع المهاجرة وذلك ليس من الضروري أن تذهب إلى بيته، هذا حسن هذا جميل وأن تعتذر إليه لكن هذا يَحتاج إلى إيمان قويّ جِدًا، لهذا قَلَّ مَا يُوجد في الناس، فـَسَهل الشارع الحكيم سبيلَ الخَلاص من هذه المهاجرة والمقاطعة، لأنك إذا لـَقِيتَه في الطريق بَادرتَه بالسلام ( السلام عليكم ) فقد ارتفع الإثم، هذا يؤخذ من قوله } وخيرهما الذي يبدأ بالسلام { ، لاشك أن أفضلهما هذا الذي ابتَدَأ السلام، وهذا الذي ابتدأ السلام انتقل من مرحلة ارتكابه الحرام إلى مرحلة دخوله في طريق الإسلام في مؤاخاته لأخيه المسلم، الآخر بلا شك هو أيضا مبادر ومهاجر لأخيه الآخر الذي أُلـْقِيَ عليه السلام من الأول، وإن لم يرد السلام أَثِمَ هَذَا ونَجَى ذَاك من الإثم، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، فإذا زَالَ إثم المُهاجرة والمُقاطعة بِإلقَاءِ السَلاَم فتكون هذه العادة تنتقل الأولى في التلاقي مرة ثانية ولو بالسلام ثم ربما بالمصافحة التي تعتبر من أقوى الأسباب في نيل المغفرة من الله تبارك و تعالى حيث قال e} ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجر في الخريف { تعرفون الشجر في الخريف الورق يصفر و يتساقط و تسمع صوتا له حينما يتساقط، كذلك تتساقط ذنوب المسلمين حين يلتقيان فيتصافحان، تتساقط عنهما ذنوبهما كما يتساقط الورق عن الشجر في الخريف هذا إذا كانت المهاجرة في سبيل الدنيا سواء كان مادةً أو معنـًا .
قال الشيخ الالباني- رحمه الله- :
بعد هذا التوضيح و البيان أقول بعض الكلمات متوكلا على المولى الرحمان سبحانه وتعالى،
الهجر في الإسلام هجران : الهجر، هجر المسلم لأخيه المسلم في شرع الله على نوعين :
الأول : أن يهجره لأمر دنيويّ مَحْض ٍ، وليس من المُهِم أن يكون هذا الأمر الدنيَويّ مَاديّ أو ذَوْقي معنويّ، كما جاء في التفصيل آنفا, إنّما هو دنيويّ مَحْض، فهذا الهجر مُحرَّم في الإسلام، مُرخَص في مِثله ثلاثة أيام فقط، فإذا استمرّ وزاد على ثلاثة أيّام يكون حراما، وذلك قوله u}لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يَلتقيانفيُدبرهذا عن هذا وهذا عن هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ،{لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام |,معناه : يجوز ثلاثة أيام، هذه رخصة من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين من باب ..[ كلمة غير واضحة] في الخلق، لأن الإنسان ضيّق في الخُلق فيُجَلِّ غليله في مقاطعة أخيه المسلم يوم يومين ثلاثة أيام، ما زاد على ذلك فهو حرام لا يَحلُّ، لذلك وَصَف الرسول e هذه المقاطعة بقوله: } لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال أو ثلاث أيام { يلتقيان - يعني: واحد رائح واحد جاء فبدل أن يُلقيَّ أحدهما السلام على الآخر ويرد هذا الآخر، يقول عليه الصلاة و السلام } يلتقيان فيعرض هذا عن هذا و هذا عن هذا { يعني: يتجاهل أخاه الذي مَرَّ به، لا يَحِلُّ هذا العمل بعد ثلاثة أيام } وخيرهما الذي يبدأ أخاه بالسلام { هذه الجملة الأخيرة من الحديث تعطينا شيئين اثنين:
الشيء الأول: أن هذا الهجر المحرَّم يزُول بمجرد أن يُسلِّم عليه، وهذا سياسة شرعية حديثة جدا، لأنه من الصعب تأليف القلوب المتهاجرة المتباغضة فَجْأة ً لكنّ الشارع الحكيم قدم المفتاح السهل وهو :أنت خاصمت أخاك في أمر دنيوي إن مَرَّ على ذلك فوق ثلاثة أيام فهذا حرام عليك وعليك أن تَقـْطع المُقاطعة و أن تقطع المهاجرة وذلك ليس من الضروري أن تذهب إلى بيته، هذا حسن هذا جميل وأن تعتذر إليه لكن هذا يَحتاج إلى إيمان قويّ جِدًا، لهذا قَلَّ مَا يُوجد في الناس، فـَسَهل الشارع الحكيم سبيلَ الخَلاص من هذه المهاجرة والمقاطعة، لأنك إذا لـَقِيتَه في الطريق بَادرتَه بالسلام ( السلام عليكم ) فقد ارتفع الإثم، هذا يؤخذ من قوله } وخيرهما الذي يبدأ بالسلام { ، لاشك أن أفضلهما هذا الذي ابتَدَأ السلام، وهذا الذي ابتدأ السلام انتقل من مرحلة ارتكابه الحرام إلى مرحلة دخوله في طريق الإسلام في مؤاخاته لأخيه المسلم، الآخر بلا شك هو أيضا مبادر ومهاجر لأخيه الآخر الذي أُلـْقِيَ عليه السلام من الأول، وإن لم يرد السلام أَثِمَ هَذَا ونَجَى ذَاك من الإثم، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، فإذا زَالَ إثم المُهاجرة والمُقاطعة بِإلقَاءِ السَلاَم فتكون هذه العادة تنتقل الأولى في التلاقي مرة ثانية ولو بالسلام ثم ربما بالمصافحة التي تعتبر من أقوى الأسباب في نيل المغفرة من الله تبارك و تعالى حيث قال e} ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجر في الخريف { تعرفون الشجر في الخريف الورق يصفر و يتساقط و تسمع صوتا له حينما يتساقط، كذلك تتساقط ذنوب المسلمين حين يلتقيان فيتصافحان، تتساقط عنهما ذنوبهما كما يتساقط الورق عن الشجر في الخريف هذا إذا كانت المهاجرة في سبيل الدنيا سواء كان مادةً أو معنـًا .
النوع الثاني: من المهاجرة والمقاطعة أن يقاطع المسلم أخاه المسلم تأديبا له وتأنيبًا وتربيةً هذا يَجوز في الإسلام بهذه النيَّة الحسنة، ليس من باب المبادرة و المقاطعة التي سبقَ ذكرها آنفا، وإنَّما تَأدِيبًا ولاَ يكون ذلك إلا حِينمَا يَكون المُـقاطَعُ مُرتـَكِبًا مُعلِنًا لِمَعصِيَة الله تعالى لاَ يُبَالي بِالنَاس لاَ يَخشَى الله تعالى
ولاَ يَستَحِيي من عِبَادِ الله ولَهُ أَخُ مُؤَاخٍ لَهُ مُصَادِقٌ لَهُ فَيُقـَاطِعُه حِينما يَرَاهُ قَد خَرَج عَن الجَادّة ولَم يَسْتقِم عَلى الصِرَاطِ المُستَقِيم ، وهذا دَليلُه قصة الثلاثة الذين خلفوا، قصة غزوة الرسول u في تََبُوك وتَخَلـُف بعض الصحابة ومنهم كعب بن مالك لم يخرج في الغزو مع الرسول u وهو ممن تخلف عن النبي هو وبعض الصحابة فلما رجع الرسول u من غزوة تَبُوك جَاء هَؤُلاَءِ وجَاء غَيرُهُم مِنَ المُتَخَلفِين من المُنَافقين فكان المنافقون يَعْتَذِرُونَ بِشَتَّى المَعَاذير الكَاذِبَة فَالرَسُول u يَقبَل عُذْرَهُم ويَكِلُ أَمْرَهُم إلى الله U، أما كعب بن مالك فصدق الرسول u وأخبرَهُ بالوَاقِع قال له: (( والله يا رسول الله ما بي أن أَكذِب عليك لأني أعلم أنني إن كذبت عليك فسَيَنزِل الوحي ويَكشِف الكذب، فأنا اشتغلت بما كنت فيه من الحَرث والزرع والضرع.. ونحو ذلك))، فأمر الرسول u الصحابة بمقاطعة هؤلاء الثلاثة الذين منهم كعب بن مالك y واستمرت المقاطعة مُدة طويلة ثم أمر زوجة كعب بن مالك أن تخرج من بيت كعب وتذهب إلى أهلها فبَقِيَ وحيدا خمسين يوما، أمر الرسول u الصحابة بأن يقاطعوهم فكان هذا من هؤلاء الثلاثة يَلقَى الرَجُل في الطريق فيُسلم عَليه فَلا َ يَرُدُ عَليه السلام، هذا ليس كذلك، هذا في سَبِيلِ تـَأدِيب هَؤلاء المُتَخلِفين عَنِ الجِهاد في سَبيل الله و مع رسول الله e ثم نَزلت التَوبَة من الله على رسول الله e بأنَّ الله قَد تـَابَ على هَؤلاء الثلاثة، فجاء كعب بن مالك إلى رسول اللهe حِينَمَا بُشِرَ مِن أَحدِ أَقَارِبِه بِأنَّهُ قَدْ نُزَل فِيك التَوْبَة مِن الله U فجاء ودخل إلى الرسول u فقام إليه طلحة واسْتَقبَلَه وهَنأهُ بِتَوْبة اللهِ عَليْه..، قصة طويلة جدا وفيها عبر عظيمة وهي في صحيح البخاري، فالشاهد هذه المقاطعة جائزة وهي داخلة في مبدأ الحُب في الله و البغض في الله، لَكِن هَذا الشَيء مَع الأَسَف اليوم أَصْبَح في خبر كان، نَادِرًا جِدًا جِدًا أن تَجِد أَحدًا يُقاطِع المُسلم لأنّه انـْحَرفَ عن الطريق، لكنه يُقاطعه لسبب مادي من الأسباب التي سبق الإشارة إلى بعضها، هذا النوع من المهاجرة لله فهو مأجور عليه صاحبه وهو غير مأزور وهذا الذي نحن اليوم بحاجة إليه أما المهاجرة للدنيا فهذا حرام لا يجوز إلا لمدة ثلاثة أيام فقط فإذا استمر في ذلك فهو حرام و الأمر كما قال u في الحديث السابق } وخيرهما الذي يبدأ أخاهُ بالسلام { هذا جواب ما سألت عنه
[ من بداية الوجه الأول من شريط: أقوال العلماء في هجر المتعصبين وأهل الأهواء لفضيلة المشايخ العلماء : الألباني / ابن باز / العثيمين / الراجحي / آل الشيخ / اللحيدان ] (( 90 د / تسجيلات مجالس الهدى ))
"
موقع : مجالس أهل الذكر
www.sahab.ws/3318
ولاَ يَستَحِيي من عِبَادِ الله ولَهُ أَخُ مُؤَاخٍ لَهُ مُصَادِقٌ لَهُ فَيُقـَاطِعُه حِينما يَرَاهُ قَد خَرَج عَن الجَادّة ولَم يَسْتقِم عَلى الصِرَاطِ المُستَقِيم ، وهذا دَليلُه قصة الثلاثة الذين خلفوا، قصة غزوة الرسول u في تََبُوك وتَخَلـُف بعض الصحابة ومنهم كعب بن مالك لم يخرج في الغزو مع الرسول u وهو ممن تخلف عن النبي هو وبعض الصحابة فلما رجع الرسول u من غزوة تَبُوك جَاء هَؤُلاَءِ وجَاء غَيرُهُم مِنَ المُتَخَلفِين من المُنَافقين فكان المنافقون يَعْتَذِرُونَ بِشَتَّى المَعَاذير الكَاذِبَة فَالرَسُول u يَقبَل عُذْرَهُم ويَكِلُ أَمْرَهُم إلى الله U، أما كعب بن مالك فصدق الرسول u وأخبرَهُ بالوَاقِع قال له: (( والله يا رسول الله ما بي أن أَكذِب عليك لأني أعلم أنني إن كذبت عليك فسَيَنزِل الوحي ويَكشِف الكذب، فأنا اشتغلت بما كنت فيه من الحَرث والزرع والضرع.. ونحو ذلك))، فأمر الرسول u الصحابة بمقاطعة هؤلاء الثلاثة الذين منهم كعب بن مالك y واستمرت المقاطعة مُدة طويلة ثم أمر زوجة كعب بن مالك أن تخرج من بيت كعب وتذهب إلى أهلها فبَقِيَ وحيدا خمسين يوما، أمر الرسول u الصحابة بأن يقاطعوهم فكان هذا من هؤلاء الثلاثة يَلقَى الرَجُل في الطريق فيُسلم عَليه فَلا َ يَرُدُ عَليه السلام، هذا ليس كذلك، هذا في سَبِيلِ تـَأدِيب هَؤلاء المُتَخلِفين عَنِ الجِهاد في سَبيل الله و مع رسول الله e ثم نَزلت التَوبَة من الله على رسول الله e بأنَّ الله قَد تـَابَ على هَؤلاء الثلاثة، فجاء كعب بن مالك إلى رسول اللهe حِينَمَا بُشِرَ مِن أَحدِ أَقَارِبِه بِأنَّهُ قَدْ نُزَل فِيك التَوْبَة مِن الله U فجاء ودخل إلى الرسول u فقام إليه طلحة واسْتَقبَلَه وهَنأهُ بِتَوْبة اللهِ عَليْه..، قصة طويلة جدا وفيها عبر عظيمة وهي في صحيح البخاري، فالشاهد هذه المقاطعة جائزة وهي داخلة في مبدأ الحُب في الله و البغض في الله، لَكِن هَذا الشَيء مَع الأَسَف اليوم أَصْبَح في خبر كان، نَادِرًا جِدًا جِدًا أن تَجِد أَحدًا يُقاطِع المُسلم لأنّه انـْحَرفَ عن الطريق، لكنه يُقاطعه لسبب مادي من الأسباب التي سبق الإشارة إلى بعضها، هذا النوع من المهاجرة لله فهو مأجور عليه صاحبه وهو غير مأزور وهذا الذي نحن اليوم بحاجة إليه أما المهاجرة للدنيا فهذا حرام لا يجوز إلا لمدة ثلاثة أيام فقط فإذا استمر في ذلك فهو حرام و الأمر كما قال u في الحديث السابق } وخيرهما الذي يبدأ أخاهُ بالسلام { هذا جواب ما سألت عنه
[ من بداية الوجه الأول من شريط: أقوال العلماء في هجر المتعصبين وأهل الأهواء لفضيلة المشايخ العلماء : الألباني / ابن باز / العثيمين / الراجحي / آل الشيخ / اللحيدان ] (( 90 د / تسجيلات مجالس الهدى ))
"
موقع : مجالس أهل الذكر
www.sahab.ws/3318
abdelkader_media@sahab.cc
تعليق