بسم الله الرحمن الرحيم
أولها وأعظمها أصل أمرهم الذي فارقوا به الناس ودعو إليه حق الله والبراءة من الظلم العظيم وهو الشرك , بخلاف الخوارج فإن صلح أمرهم أتو بشيء من حق لا إله إلا الله وليس لا إله إلا الله , وهذا لما في قلوبهم من الهوى .
ثانيها حرص الموحدين على هداية الناس ودلالتهم على الحق قدر طاقتهم , بخلاف الخوارج فإن جلّ دعوتهم التحريض على القتال .
الأمر الثالث عقيدة وعمل الموحد تأتي بعد العلم وتدور حول أصل الدين , بخلاف الخوارج فهي سابقة وهي المحكمة في أخذ العلم , ولا تدور حول أصل الدين وإنما حول مصالح معتقده لهذا تجدهم يتولون الذين كفروا ويداهنون في أصل الدين .
والرابع الموحدين يحبون أن يُأمر عيلهم ولا يُأمروا فتجدهم أبعد الناس عن موضع الرياسة وأحب شيء إليهم هداية الناس وأن لايعرفوا , بخلاف الخوارج فهو مطلبهم .
والخامس تكفير الموحدين إنما هو أمتثال لما أمر الله به من اتباع ما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو تكفير أصناف الكفرة الذين بينهم الله في كتابه منهم من اتخذ الشفعاء أو كذب الرسل أو أنكر البعث أو أعرض عن الوحي , وهذا التكفير لا يفرقون فيه بين رئيس ومرؤوس , بخلاف الخوارج فتكفيرهم اتباعا لكبرئهم وساداتهم و جلّ تكفيرهم منصب على الحكام أما الرعية فإن كانوا عى طريقهم لم يكفروهم وإن كانوا واقعين في الشرك وإن لم يعتقدوا معتقدهم كفروهم .
السادس السيف عند الموحدين يكون معه البيان ودعوة الخلق بخلاف الخوارج فهو إزهاق للنفس وقتل بلا دعوة والغالب عليه التشفي والإنتقام .
السابع الموحدين لا يضنون بالنصحة عن أحد ويسعون في نصيحة الأمير وإصلاح الناس وجمع الكلمة قدر المستطاع , أما الخوارج فيفرحون بالمعصية ويتمنونها لكي يحققوا أهدافهم .
الثامن الموحدين منذرين مبشرين للناس بالجنة والنار مذكرين لهم بالحساب والجزاء , بخلاف الخوارج فلا ينذرون ولا يبشرون وإنما ينتهزون الفرص لتحقيق مطلبهم .
التاسع جهاد الموحدين براية وأمير وقدرة وإلا اتبعوا حال المستضعفين من الرسل الذين لم يجاهدوا بالسيف وإنما البلاغ للأمر الله وبيان كفر وضلال قومهم دون مقاتلتهم ولو ضربوا وأذوا حتى يخرجوا كما أخرج الرسل أو يقتلوا كما قتل الرسل أو يهدي الله قومهم , أو يقيض الله لهم من ينصرهم بالسيف فيصير حالهم كحال الرسول صلى الله عليه وسلم حين نصره وآواه الأنصار, أما الخوارج فلا تجد عندهم شيء من هذا .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد