إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

(سلسلة) نصائح مهداة إلى طالب العلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (سلسلة) نصائح مهداة إلى طالب العلم

    نصائح مهداة إلى طالب العلم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

    فهذه مجموعة من البحوث المختصرة المتعلقة بطلب العلم وجدتها متناثرة فجمعتها في هذه السلسلة المتواضعة وليس لي فيها إلا النقل مع بعض التصرف أحيانا

    أبو جهاد الجزائري

    الحلقة
    (1)


    طرق دراسة الفقه


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    مما لا شك فيه، أن دراسة الفقه من أهم العلوم التي يحتاجها المسلم عامة، و طالب العلم خاصة، لما له من تعلق بكل شئون الحياة العملية في حياة الإنسان. ولكن كيف تبدأ في دراسة الفقه؟

    نستعرض سويا طريقتين لدراسة الفقه و ما فيهما من سلبيات و إيجابيات،

    الأولى، دراسة و حفظ متن حديثي مرتب على أبواب الفقه، مثل عمدة الأحكام، ثم الارتقاء بعد ذلك إلى بلوغ المرام وشروحه ومنتقى الأخبار وشرح صحيح مسلم وهكذا.

    الثانية، دراسة وحفظ متن فقهي، والارتقاء في هذا السبيل من العمدة أو دليل الطالب، إلى منار السبيل والكافي وصولا إلى المغني على سبيل المثال في المذهب الحنبلي.

    مميزات الطريقة الأولى:

    1-أنها علمية تربوية، فأنت تتعلم الأحكام الفقهية من حلال و حرام من خلال النص الذي يطرق ذهنك وقلبك فيحدث أثراً وثمرة من ثمرات التزكية والإيمان، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

    2-الارتباط بنص معصوم من الخطأ والزلل لأنه وحي من الله بخلاف المتون الفقهية، فلا تخلو من أخطاء لأن هذا هو مقتضى البشرية فعلى سبيل المثال، في المذهب الحنفي قتل المسلم بالكافر، ووجوب الزكاة في قليل الزرع وكثيره، وعند المالكية كراهة صيام ستٍ من شوال وكراهة أكل لحوم الحمر الأهلية مع صراحة الحديث بالتحريم، وعند الشافعية يتزوج الرجل ابنته من الزنى إلى غير ذلك من الأقوال التي تخالف الأدلة الصحيحة، مما يؤدى إلى أن يتلقى طالب العلم ذلك ولا يعرف الخطأ إلا بعد حين وربما لم يعرفه أصلا.

    3-تنمية ملكة الاستنباط وفهم الأدلة عندما يقرأ النص ثم بتدارسه يعلم أنه استخرج منه كذا وكذا.. واستدل به على كذا وكذا.. يتدرب على الاستنباط والفهم.

    4-نبذ التعصب والتقليد، حيث لم يحفظ كلام أحد من العلماء، وإنما هي النصوص الشرعية والوحي المنزل.

    5-بركة حفظ النصوص الشرعية وقراءتها وتداولها، لما لها من سلطان على النفوس وأثر في القلوب وهذا هو العلم، معرفة الحق بدليله.

    6-لين القلب بذكر الله، والصلاة والسلام على رسوله -صلي الله عليه وسلم- كلما ذكر.

    7-الارتباط بالجيل الأول، حيث تنقل لك كتب السنة في كثير من الأحيان ملابسات الحكم وسببه وتفاعل الصحابة معه.

    هذه الطريقة المباركة أخرجت لنا الأئمة الأوائل الأعلام المجتهدين الصحابة -رضي الله عنهم- ثم مَن بعدهم أمثال عبد الله بن المبارك و الزهري وعطاء والحسن وبن سيرين ومالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، فلم يكن في هذا الوقت متن يحفظ لأحد ولا مذهب يتبع وإنما هي الأدلة والنصوص.

    أما الطريقة الثانية فلها مميزات وهي:

    1- تسهيل وتقريب طلب العلم.

    2- حسن ترتيب المسائل والأبواب.

    3- الاستيعاب في عرض أغلب المسائل.

    لكن ربما كان لها سلبيات -خاصة على من يقتصر عليها-، منها:

    - الارتباط بالمذهب وبالتالي

    1- تنمية روح التقليد وربما (المحاماة) عن المذهب.

    2- حفظ نصوص غير معصومة وأقوال لا دليل عليها أو مخالفة للدليل.

    3- وجود تفريعات غير واقعية أو لا حاجة لها.

    هذه الطريقة أخرجت لنا علماء كباراً، ولكن -لا شك- دون الأئمة الأوائل .

    - وربما أدت إلى سد باب الاجتهاد، وفهم الأدلة والتفاعل معها.

    فالنصيحة لطالب العلم أن يجمع بين الطريقتين لما فيهما من فوائد،ولكن لا يقدم على حفظ النصوص شيء، فينبغي أن يكون جل اهتمامك بحفظ الأدلة من الكتاب و السنة، و معرفة مواطن الإجماع، ثم أقوال واجتهادات الصحابة رضي الله عنهم.

    فعلى سبيل المثال:

    اعتني أولاً بكتاب عمدة الأحكام لعبد الغنى المقدسي، واحرص على حفظ أحاديثه وقراءة ومدارسة شرحه، كشرح تيسير العلام للبسام -حفظه الله- ومعه كتاب منار السبيل فيجتمع لك الخيران.

    مع علمك أنه إذا صح الدليل و جاء النص طاشت كل عبارة، وبطل كل اجتهادٍ في خلافه و الله المستعان.

  • #2
    الحلقة
    (2)

    صور من إنصاف العلماء


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فإن الناظر في تاريخ أمتنا المجيد وسير علمائها الربانيين يجد صورًا رائعة من إنصاف السلف والعلماء، ورجوعهم إلى الحق إذا تبين لهم، بل يترك أحدهم مذهبه إذا رأى أنه خلاف الدليل، بل يرجح أحدهم خلاف مذهبه، وهاك أمثلة على ذلك:

    1- في البخاري أن أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- سُئل عن: ابْنَةٍ وَابْنَةِ ابْنٍ وَأُخْتٍ؟ فَقَالَ: "لِلاِبْنَةِ النِّصْفُ، وَلِلأُخْتِ النِّصْفُ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي"، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى فَقَالَ: "لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لِلاِبْنَةِ النِّصْفُ، وَلاِبْنَةِ ابْنٍ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيََ فَلِلأُخْتِ". فَأَتَوا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: "لاَ تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ".

    انظر إلى الإنصاف والرجوع إلى الحق، فلم يتعلـَّل أو يتأول لإثبات مذهبه، وإنما يقف عند الدليل، عند حدود الله.

    2- وهذا سائل يسأل عليًّا -رضي الله عنه- عن صلاة الليل، فيدله على عائشة -رضي الله عنها- ويقول: "هي أعلم الناس بوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وعائشة تـُسأل عن المسح على الخفين؛ فتدل السائل على علي -رضي الله عنه-، وتقول: "إنه كان يصحبه في السفر".

    3- وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يخالف أباه في التمتع بالعمرة إلى الحج حيث كان ينهى عنها عمر -رضي الله عنه- اجتهادًا منه، فخالفه ابنه.

    4- وعمر يفرق في ديات الأسنان، ولما بلغه الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجع عن اجتهاده.

    5- روى الشافعي بسنده أن عمر بن عبد العزيز قضى برد غلام به عيب ورد غلته، فلما بلغه الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال أو قضى: الخراج بالضمان، قال عمر: "فما أيسر هذا علي... فأرد قضاء عمر، وأنفذ سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

    6- وأيضًا قضى سعد بن إبراهيم على رجل في قضية برأي ربيعة بن عبد الرحمن، قال ابن أبي ذئب: فأخبرته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بخلاف ما قضى به، فقال سعد لربيعة: "هذا ابن أبي ذئب -وهو عندي ثقة- يخبرني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بخلاف ما قضيت به"، فقال ربيعة: "قد اجتهدت ومضى حكمك"، فقال سعد: "واعجبًا! أنفذ قضاء سعد ابن أم سعد، وأرد قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! بل أرد قضاء سعد ابن أم سعد، وأنفذ قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، فدعا سعد بكتاب القضية فشقه للمقضي عليه، وهذا في غاية الإنصاف من النفس.

    7- قال عبد الواحد بن زياد لزفر: "صرتم في الناس ضحكة! قلتم: إن الحدود تدرأ بالشبهات، ثم جئتم إلى أشدها فقلتم تـُقام"، قال زفر: "وكيف ذلك؟!"، قال: "قلتم: يُقتل المسلم بالكافر، وقد جاء الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا يقتل مسلم بكافر"، قال: "نعم، اشهد أني راجع عن ذلك الآن".

    8- والإمام محمد بن الحسن: يترك ما يقارب ثلثي مذهب إمامه أبي حنيفة؛ لأنه ترجح عنده خلافه.

    9- وهذا الإمام القرطبي: يخالف إمامه مالك في كثير من المسائل، منها: في تغريم السارق يرجح قول الشافعي خلافـًا لمالك، وفي أقل المهر وأنه لا حد لأقله رجح قول الشافعي خلافـًا لإمامه، وأيضًا في إثبات خيار المجلس في البيع يرجح قول الشافعي وأحمد خلافـًا لإمامه مالك، وهذا يدل على إنصافه -رحمه الله-.

    10- ورجح ابن عبد البر في التمهيد جواز الصلاة على الجنازة في المسجد خلافـًا لإمامه مالك؛ لأن الدليل يدل على ذلك.

    11- والنووي -رحمه الله- يقول في مسألة الوضوء من لحم الإبل أنه أقوى دليلاً مع أنه خلاف مذهب الشافعي -رحمه الله-.

    12- وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- كثيرًا ما كانا يخالفان المذهب الحنبلي لأدلة ترجحت لديهم كما في مسائل بيع المواشي، وطلاق الثلاث أنه واحدة، والقصاص من اللطمة، وغير ذلك كثير.

    13- قال العلامة الألباني -رحمه الله-: أخرج الطبراني في مسند الشاميين بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قدم العراق، فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود -رضي الله عنه-، فتذاكروا الإيمان، قال أبو مسلم: فقلت: "أنا مؤمن"، فقال ابن مسعود: "أتشهد أنك في الجنة؟"، فقلت: "لا أدري مما يحدث الليل والنهار".

    فقال ابن مسعود: "لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة".

    فقال أبو مسلم: "يا ابن مسعود، ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ثلاثة أصناف: مؤمن السريرة مؤمن العلانية، كافر السريرة كافر العلانية، مؤمن العلانية كافر السريرة؟".

    قال: "نعم".

    قلت: "فمن أيهم أنت؟"، قال: "أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية".

    قال أبو مسلم: قلت: "وقد أنزل الله -عز وجل-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) (التغابن:2)، فمن أي الصنفين أنت؟".

    قال: "أنا مؤمن".

    قلت: "صلى الله على معاذ"، قال: "وماله؟"، قلت: "كان يقول: اتقوا زلة الحكيم، وهذا منك زلة يا ابن مسعود".

    فقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "أستغفر الله".

    يقول الألباني: "رضي الله عن ابن مسعود، ما أجمل إنصافه وأشد تواضعه، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة، فأحدهما نظر إلى المآل، والآخر نظر إلى الحال" انتهى بتصرف.

    فهكذا يكون أهل العلم يعظمون الدليل، وينقادون للحق وإن خالف آراءهم أو مذاهبهم وأقوال أئمتهم؛ لأن الحق أحق أن يتبع، وهو أحب إلينا من كل شيء، وما أحسن ما قيل: "الشافعي حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه"، فهكذا ينبغي أن يكون أهل العلم.

    بل إن العالم لا يصير عالمًا إلا بمعرفته بالأدلة، وتعظيمه لها، وتقديمها على كل قول؛ فإن هذا يدل على علم وخشية وتقوى لله -تعالى-، وهذا هو العالم الذي ينبغي أن يؤخذ عنه العلم، والله ولي التوفيق.

    تعليق


    • #3
      الحلقة
      (3)


      عشرون نصيحة لزائر معرض الكتاب

      (منقول بتصرف يسير)
      أبو جهاد الجزائري

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
      لما كان الكثير قد يذهب إلى المعرض دون أن تكون له خطة، وقد تكون أولى الزيارات، وحتى لا تضيع زيارة المعرض دون فائدة؛ كانت هذه النصائح لزائر معرض الكتاب:
      1- أخلِص نيتك لله -تبارك وتعالى-، واسأل نفسك: لماذا أرغبُ في الذهاب لمعرض الكتاب؟ فإن الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، والله لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصًا وابتـُغي به وجهه.
      وإن كان أصل السفر مباحًا، فإنك تستطيع أن تجعل هذا العمل المباح طاعة وقربة إلى الله -عز وجل-؛ فالنية الصالحة ترفع الأعمال من درجة المباحات إلى درجة الطاعات والقربات، وكما قال أحد السلف: والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
      2- احذر من آفة عشق حيازة الكتب؛ فاقتناء الكتب في حد ذاته ليس بغاية، وإنما وسيلة لغاية، وهذه الغاية هي تحصيل العلم النافع الذي تعبَّدنا الله -عز وجل- بطلبه، أما أن يصير همُّ الطالب هو حيازة الكتب، والتلذذ برؤيتها متراصة مزينة جدار بيته؛ فالحذرَ فالحَذرَ!
      قال الشيخ حافظ حكمي -رحمه الله-:
      ببَيتِ الشيخِ كُتب قد شراها وجـمـَّعـهـا ولـكـنْ مـا قراهـا
      وطابتْ نفسُه منها بسـلوى إذا فَـتـحَ المـكـانَ بأن يـراها
      وينظرُ في قطائعها ويمضي وهل تدري القطائعُ ما وراها
      3- تعلـُم أحكام السفر فإن (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاحرص على تعلُّم ما تحتاجه ولو بسؤال أهل العلم عن مسائل بعينها تكثر إليها الحاجة، كجمع الصلاة وقصرها، وحكم الجمعة في السفر، ومدة القصر، والمسح على الخفين، ونحو ذلك.
      4- اختر الرفقة؛ فإن الرفقة الصالحة تعينك على الطاعة، وتذكرك بالله، وتزجرك عن معصيته، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني، واحرص على ألا تصحب البطـَّالين الذين يعطلونك عن تحقيق أهدافك.
      5- احرص على اصطحاب مفكرة صغيرة وقلم لتدوين ما تريد تدوينه، من مكان كتاب، أو طبعة، أو اسم كتاب تودُّ السؤالَ عن مؤلفه، ونحو ذلك.
      6- يُفضَّل أن تحضر معك طعامك؛ لارتفاع أسعار المأكولات والمشروبات داخل المعرض، والتي ما يُنفق فيها أولى به الكتب.
      7- حدد نوع زيارتك للمعرض، فمن الناس من يزور المعرض من أجل شراء كتب بعينها، ومنهم من يهتم بمعرفة جديد ما أصدرته دور النشر، ومنهم من يعتبر رحلة المعرض مجرد نزهة! وتحديد الهدف يعينك على أن تبصر مواضع قدميك.
      8- من كان هدفه شراء كتب بعينها فعليه أن يحدد ما يريد شراءه قبل السفر؛ لأن كثرة المعروض قد تلهيه عما ذهب من أجله.
      9- أثناء تحديد الكتب يفضل ترتيب أولويات الشراء من خلال استشارة المختصين وأهل العلم.
      10- استفصل عن أفضل الطبعات للكتب التي تود شراءها قبل السفر؛ فإن المسألة ليست مجرد كتاب يُقتنى، وإلا فإن من الكتب ما رخص ثمنه، ولكن لا قيمة له لكثرة التحريفات والأخطاء المطبعية.
      11- لا تنخدع بألوان الأغلفة وجودة الورق ونحو ذلك؛ فإن جودة الكتاب ليست في ذلك، وإنما اهتم بمعرفة الطبعات المعتمدة المحققة.
      12- اسأل من سبقك بزيارة المعرض عن أماكن الكتب التي تود شراءها وعن أسعارها، ودوِّن ذلك، ويمكن أن يكون ذلك من خلال المنتديات التي تـُعنى بذلك، هذا خاصة إذا كانت زيارتك للمعرض يومًا واحدًا؛ حيث إن زيارة اليوم الواحد لا تتحمل جولتين: إحداهما لمعرفة أماكن الكتب وأسعارها في كل مكان، والأخرى للشراء.
      13- معرض الكتاب كبير المساحة، ويحتاج إلى عدة أيام، فإذا كانت زيارتك قصيرة فلا تضيِّع وقتك في التوقف عند كل مكتبة.
      14- من زادت زيارته للمعرض عن يوم فالأفضل في حقه ألا يشتري في اليوم الأول؛ حتى يكون على دراية بالأسعار وأفضل الأماكن للشراء، وذلك من خلال تسجيل نتائج جولته في اليوم الأول في المفكرة، ويُستثنى من ذلك الكتب النادرة والكتب التي تنفد سريعًا.
      15- من كان له هدف في شراء الكتب فإنه لا يشتري كل ما يعجبه، فإذا أعجبك شيء لم تضع في خطتك أن تشتريه فدونه في مفكرتك مع اسم المكتبة وسعر الكتاب، وأخِّره إلى بعد ما ذهبت من أجله.
      16- ينصح أن يُجعل جزءٌ من المال احتياطيًّا للكتب القيمة التي لم تكن في خطتك، فإذا كان معك مبلغ من المال للشراء فليكن ما تود شراءه لا يتجاوز 75% مثلاً من المبلغ، وتجعل الباقي لما لم تضعه في خطتك.
      17- يكثر في المعرض مروِّجو السلع الذين يستوقفون زوار المعرض لعرض منتجاتهم، فإن لم يكن لك رغبة في شراء السلعة المعروضة فلا تخجل أن تعتذر برفق؛ فإن الوقت في المعرض أغلى من أن تضيعه.
      18- يوجد بالمعرض مكتبات للنصارى تـُعنى بنشر كتبهم، فلا تشغل نفسك بالوقوف عندها والنظر فيها؛ فقد أتى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيٍء فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي) رواه أحمد وحسنه الألباني.
      ونفس الكلام ينطبق على مكتبات الشيعة، والصوفية، وغيرهم من أهل البدع والأهواء.
      19- الداعية لا ينسى وظيفته أينما حلَّ، فلا تنس فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنت في معرض الكتاب، ولا تقف مكتوف اليدين، هذا مع مراعاة الضوابط الشرعية والمصالح والمفاسد، والحرص على الرفق في النصح: (إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيء إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيء إِلاَّ شَانَهُ) رواه مسلم، واصبر على جهل المنصوح إن جهل عليك (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)(الأعراف:199)، (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)(لقمان:17)، وليكن معك بعض الرسائل الدعوية في قضايا متنوعة كالحجاب والتدخين؛ لاستخدامها في الدعوة.
      20- يحضر معرض الكتاب عدد من العلماء وأهل العلم والمشايخ الذين إذا رؤوا ذُكر الله، فاحرص على لقياهم، مع عدم الإثقال عليهم بالأسئلة.
      نسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح.

      تعليق


      • #4
        الحلقة
        (4)


        من آداب طالب العلم


        (منقول بتصرف)
        أبو جهاد الجزائري

        الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

        فإن تعلمَ الأدبِ وحسنَ السمتِ مطلبٌ شرعيٌ قلّ في الناس الآن من يلتفت إليه، بل البلايا العظائم لم تتوالَ علينا إلا يوم هجر الناسَ السمتَ الحسنَ، وأقبلوا على العلم، ولم يزينوه بحليته الواجبة، فظهرت الأقوال الشاذة، وكثرت الصراعات والخلافات، فلم نجن للعلم ثمرة، وندُر في الناس أهل العلم والفضل.

        قال ابن المبارك -رحمه الله-: "طلبت العلم فأصبت منه شيئاً، وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا".

        ولما تغافل الناس عن الاهتمام بالآداب الشرعية ظهر الالتزام الهش، وصار الإقبال على المفضول، وترك الفاضل.

        قال الحجاوي: "مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمسة حصون: الأول: من ذهب، والثاني: من فضة، والثالث: من حديد، والرابع: من آجر، والخامس: من لَبِن.

        فمازال أهل الحصن متعاهدين حصن الَّلبِن لا يطمع العدو في الثاني، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني، ثم الثالث، حتى تخرب الحصون كلها".

        فكذلك الإيمان في خمسة حصون: اليقين، ثم الإخلاص، ثم أداء الفرائض، ثم السنن، ثم حفظ الآداب، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها، فالشيطان لا يطمع فيه، فإذا ترك الآداب طمع الشيطان في السنن، ثم في الفرائض، ثم في الإخلاص، ثم في اليقين.

        عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الهدي الصالح والسمت والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزء من النبوة) رواه أبو داود، وصححه الألباني.

        فيا عبد الله تأدَّب قبل أن تتعلم، فإنك لن تنال من العلم طرفاً إذا لم تنل من الأدب أطرافه. وإن تهذيب النفس وإصلاح خللِها ليس بالأمر اليسير، إلا من وفـَّقه الله -تعالى-. فأصلح ما بينك وبين الله يستقم حالك.

        وهذه بعض الآداب:

        أولاً:
        طهارة القلب من الأدناس؛ ليصلح لقبول العلم واستثماره، ففي الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).

        وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل أن يأتيه فراث عليه حتى اشتد على رسول -صلى الله عليه وسلم- فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه فقال: إِنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلاَ كَلْبٌ) متفق عليه.

        فإذا كانت الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، فكيف ينزلون قلباً مليئاً بالأنجاسِ والخبائثِ ومذمومِ الصفات مثل: الغضب، والشهوة، والحقد، والحسد، والكبر، والعجب، ونحوها؟!!

        وهذه الصفات كالكلاب النابحات في الباطن، فكيف يمكن أن تتفق هذه الصفات مع ملائكة الرحمة؟؟!!

        قال بعضهم:

        شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

        وأخــبرنــي بـأن الــعلـم نــور ونــور الله لا يُهدى لـعاصـي

        فعلى طالب العلم أن يطهر ظاهره بمجانبة البدعة، والتحلي بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحواله كلها، والمحافظة على الوضوء، ونظافة الجسم من غير تكلف وعلى قدر المستطاع.
        وعليه أن يطهر قلبَه من كل غش ودنس، وغل وحسد، وسوء عقيدة وخُلق، ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه، والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه.

        ثانياً:
        الرضا باليسير من القوت، والصبر على ضيق العيش:

        قال الإمام مالك -رحمه الله-: "لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح".

        وقال أيضاً: "لا يُدرك العلم إلا بالصبر على الذل".

        وقال -رحمه الله-: "لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس، فقيل: ولا الغني المكفيُّ؟!! فقال: ولا الغني المكفيّ".

        وقال ابن جماعة: "من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملال، أكل اليسير من الحلال، ذلك لأن كثرة الأكل جلبة لكثرة الشرب، وكثرته جالبة لكثرة النوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس وكل الجسم".

        ثالثاً:
        التواضع للعلم والعلماء:

        العلم حرب للفتى المتعالــــي كالسيل حرب للمكان العالي

        1- فينبغي لطالب العلم أن ينقاد لمعلمه، ويشاوره في أموره كما ينقاد المريض لطبيب حاذق ناصح.

        قال الشافعي -رحمه الله-:

        أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ولن تكرم النفس التي لا تهينها

        2- وينبغي أن ينظر لمعلمه بعين الاحترام، ويعتقد كمال أهليته، وقد كان بعض السلف: إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني".

        قال الشافعي: "كنت أصفح الورق بين يدي مالك -رحمه الله- صفحا رفيقاً، هيبة له لئلا يسمع وقعها".

        وقال أحمد بن حنبل -رحمه الله- لخلف الأحمر: "لا أقعد إلا بين يديك، أُمِرْنا أن نتواضع لمن نتعلم منه".

        وقال الربيع: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له".

        وفي وصية جامعة للإمام علي -رضي الله عنه- قال:

        "من حق العالم عليك: أن تسلِّم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشير عنده بيدك، ولا تغتابن عنده أحد، ولا تسارَّ في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تشبع من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء".

        رابعاً:
        أداء حقوق معلمك عليك:

        1- على طالب العلم أن يتحرى رضا المعلم وإن خالف رأي نفسه، فإنما هو يرضي ربه برضا معلمه.

        2- وعليه ألا يفشي سر معلمه، وألا يغتاب عنده أحداً، وأن يرد غيبته إذا سمعها، فإن عجز فارق ذلك المجلس.

        وآهٍ ممن ينقل السوء ويسعى بالنميمة بين أهل العلم، فيقطع رحمهم الموصولة، وقد ابتلينا في هذا الزمان بأمثال هؤلاء، فكم من خلافات نشبت بسبب هؤلاء النمامين؟! وليته صمت فنجا، وليته أمسك لسانه، ولكن ذهب الأدب!!

        3- ومن الأدب كذلك ألا يدخل عليه بغير إذن، وإذا دخلوا عليه جماعة قدموا أفضلهم وأسنهم.

        4- وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه، ولا يناديه من بعد، ولا يسميه في غيبة باسمه إلا مقروناً بما يشعر بتعظيمه.

        5- وعليه أن يصبر، فلن ينال العلم إلا بذل النفس، فيصبر على شدة معلمه به، فإنما يريد به الخير من حيث لا يدري.

        خامساً:
        التحلي بآداب مجلس العلم:

        1- ينبغي لطالب العلم أن يدخل على معلمه وهو كامل الهيئة، فارغ القلب من الشواغل متطهراً متنظفاً.

        2- ولا يتخطى رقاب الناس، بل يجلس حيث انتهى به المجلس، إلا أن يصرح له الشيخ بالتقدم والتخطي، أو يعلم من حالهم إيثار ذلك.

        3- أن يسلم على الحاضرين كلهم بصوت يسمعهم إسماعاً محققاً، ويخص الشيخ بزيادة إكرام، وكذلك يسلم إذا انصرف.

        4- لا يقيم أحداً من مجلسه، فإن آثره غيره بمجلسه لم يأخذه إلا أن يكون في ذلك مصلحة للحاضرين، بأن يقرب من الشيخ ويذاكره مذاكرة ينفع بها الحاضرون.

        5- لا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة، ولا بين صاحبين إلا برضاهما، وإذا فسح له قعد وضم نفسه.

        6- ينبغي أن يبكر للمجلس، ويحرص على القرب من الشيخ -المعلم- ليفهم كلامه فهماً كاملاً بلا مشقة، وهذا بشرط أن لا يرتفع في المجلس على أفضل منه.

        7- يتأدب مع رفقته وحاضري المجلس، فإن تأدبه معهم تأدب مع المعلم واحترام لمجلسه.

        8- لا يرفع صوته رفعاً بليغاً من غير حاجة، ولا يضحك ولا يكثر الكلام بلا حاجة، ولا يعبث بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت بلا حاجة، بل يقبل على المعلم مصغياً إليه.

        9- إذا سمع المعلم يقول مسألة أو يحكي حكاية وهو يحفظها فعليه أن يصغي لها إصغاء من لم يحفظها.

        10- إذا جاء مجلس المعلم فلم يجده انتظره، ولا يفوت درسه.

        سادساً:
        أدب سؤال العالم:

        1- ينبغي لطالب العلم أن يغتنم سؤال معلمه عند طيب نفسه وفراغه.

        2- عليه أن يتلطف في سؤاله ويحسن خطابه.

        3- لا يستحي من السؤال عما أشكل عليه، بل يستوضحه أكمل استيضاح، فمن رق وجهه رق علمه، ومن رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال.

        سابعاً:
        عدم التسويف واغتنام الأوقات:

        فلا يسوف في اشتغاله ولا يؤخر تحصيل فائدة، فللتأخير آفات، فإنه يضيع عليه من الفوائد ما كان يمكنه الإلمام بها لولا تقصيره وكسله.

        قال الربيع: "لم أر الشافعي آكلاً بنهار، ولا نائماً بليل"، لاهتمامه بالتصنيف، فينبغي أن يغتنم التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وحال الشباب وقوة البدن ونباهة الخاطر وقلة الشواغل.

        وقال عمر -رضي الله عنه-: "تفقهوا قبل أن تسودوا".

        ولعل الباعث على توقير معلمك واحترامه وأداء حقه ينبع من معرفة شأن العلماء ومنزلتهم في شريعة الإسلام، فأنت حين توقر معلمك فإنما تطيع الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتلتزم بشريعة الإسلام التي أوجبت عليك ذلك، فطاعتهم ليست مقصودة لذاتها، بل هي تبع لطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء:59).

        قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يعني أهل الفقه والدين"، وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم، ويأمروهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر، فأوجب الله -سبحانه وتعالى- طاعتهم على عباده.

        فطاعة العلماء تبع لطاعة الله -تعالى- فالعلماء بمثابة الأدلاء، بهم نعرف حكم الله ويستعان بهم لفهم مراد الله -تعالى- ومراد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا أن طاعتهم مقصودة لذاتها.

        قال -تعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(آل عمران:1.

        فإذا تقرر هذا الأمر ينبغي أن نعلم:

        أولاً:
        أن الناس في شأن توقير العلم والعلماء بين طرفين ووسط:

        - فقوم غلاة قد جعلوا للعلماء قداسة بحيث لا يُسألون عما يفعلون، فمثل هؤلاء كاليهود الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، أو كالرافضة الذين جعلوا لأئمتهم منزلة لا يصلها ملك مقرب ولا نبي مرسل.

        - وقوم أهدروا مكانة العلماء، فاستخفوا بأقدارهم.

        - وأهل الحق بين هذين الطرفين، فحفظوا لأهل العلم أقدارهم، وعرفوا أنهم أدلاء على حكم الله.

        ثانياً:
        أن الأخذ عن العلماء لا يقتصر على مجرد العلم ومسائله:

        بل يؤخذ عنهم الهديُ الظاهر والسمت، وهذا لا يتأتى دون ملازمتهم والجلوس إليهم.

        قال ابن سيرين -رحمه الله-: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم".

        ثالثاً:
        أن هذا القدر الواجب من التوقير والتقدير والاحترام والطاعة للعالم:

        لا يكون، إلا بالشرع، فمتى ما خالف العالم الشريعة، أو قام بخارم لدينه، فإنه لا طاعة له.

        تعليق

        يعمل...
        X