هل يجوز سلام النساء على الرجال في الطرقات وبالعكس ؟
وتنبيه الشيخ على قاعدة :
::كل نصٍ عام تضمن أجزاء لم يجر عمل السلف على أحدها لم يجز العمل به ::
الشريط العشرون من سلسلة الهدى و النور
وتنبيه الشيخ على قاعدة :
::كل نصٍ عام تضمن أجزاء لم يجر عمل السلف على أحدها لم يجز العمل به ::
الشريط العشرون من سلسلة الهدى و النور
السائل : السؤال عن إفشاء السلام ، هل إفشاء السلام مقيد للرجال فقط ؟ أم الرجال على النساء بعموم ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : أظنك أنك تعني بسؤالك أن يُسلم الرجال على النساء ؟
السائل : نعم ، والعكس .
الشيخ الألباني رحمه الله : وأن يُسلم النساء بعضهم على الرجال ، ولا تعني في سؤالك بالطبع أن يُسلم النساء بعضهن على بعض ؟
السائل : نعم .
الشيخ الألباني رحمه الله : فتعني أن جملة ما تعني ، أن الشاب المسلم إذا مر بشابة مسلمة ، يقول لها : السلام عليكم ؟
السائل : نعم .
الشيخ الألباني رحمه الله : ويكون خيرهما من الاثنين الذي يبدأ الآخر بالسلام ، فإذا هي لقيت شاباً فتبادره بالسلام مثل الشاب ! يصير في مسابقة ! هذا من مضمون السؤال بالطبع .
فأقول : لابد قبل أن أقول ( يجوز أو لا يجوز ) أن أذكر بقاعدة هامة جداً ، ليتمكن بها طالب العلم من التفقه في الدين ، هذه القاعدة هي :
( أن النصوص العامة التي جاءت في السنة فينبغي تطبيقها على النحو الذي طُبقت أو طُبق ذلك الحديث
في عهد النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، ولا ينبغي أن نأخذ من الحديث
معنىً جديداً لم يجر عليه عمل السلف الأول )
أنا أضرب لكم مثلاً ، من عادتي أن أذكره لبعض أخواني في مثل هذه المناسبة .في عهد النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، ولا ينبغي أن نأخذ من الحديث
معنىً جديداً لم يجر عليه عمل السلف الأول )
كل المصلين الذين أنعم الله عليهم بأن يأدوا فرائضهم في مساجد المسلمين ، حينما يأتون المسجد يدخل الواحد منهم ، ويصلي السنة القبلية وحده ، وتجد المسجد فيه العشرات من المسلمين ، واحد هنا وواحد هنا وواحد هنا ، هذا يركع ، وهذا ينهض وو إلخ .
أعني ( يُصلون فرادى ) لا يصلون جماعة .
فلو أن واحداً من هؤلاء قال لهالجماعة : يا جماعة تعالوا نصلي جماعة !! أحسن ما نصلي متفرقين ! تعالوا نصلي جماعة ! ، وقد قال عليه السلام ( يد الله على الجماعة ) حديث صحيح ، بل قال ما هو أصلح من ذلك بمثل هذه المناسبة ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ) وهكذا ، كلما كثر العدد كثُر الأجر .
فلو أن قائلاً استدل على ما أراده هذا ال
- انقطع الصوت -
يقول عليه السلام ، الجواب لا ، فهذه القاعدة يدخل تحتها مئات المسائل وهي :
( كل نص يتضمن أجزاء كثيرة ، بعض هذه الأجزاء التي تُأخذ من عموم النص
لم يجر عمل السلف عليه ، فلا يجوز العمل به ، وهو الإبتداع في الدين )
وبسبب غفلة جماهير المسلمين في القرون المتاخرة عن هذه القاعدة الهامة ، أحدثوا في الدين من البدع ما أضاعوا لها كثيراً من السنن ، مصداقاً لقول بعض السلف :لم يجر عمل السلف عليه ، فلا يجوز العمل به ، وهو الإبتداع في الدين )
ما أُحدثت بدعة إلا وأميتت سنة
أي شخص منكم سواء كان مقتنعاً بعموم قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار )- انقطاع في الصوت -
تنقسم إلى أقسام خمسة .
سواء كان أي واحد الآن من الحاضرين يقول بأن الحديث على عمومه أو من العام المخصوص ، فاليأتي بأي بدعة موجودة اليوم - إلا ما نذر – لها دليل عام ! فلماذا ننكر البدع ؟!!
لأن السلف لم يعملوا بتلك البدع ، ومعنى ذلك أن السلف لم يفهموا أن هذه الجزئيات التي نفهم أنها تدخل في النص العام ، ما فهم السلف أنها تدخل في النص العام ، لذلك لم يعملوا بهذا الجزء .
مثاله : صلاة السنن في الجماعة .
مثاله : سلام الشباب على الشابات .
فمادام أنه لم يجر العمل بذلك فلا يجوز السلام أن نعمل نحن به ، لذلك قال العلماء لا يجوز السلام على المرأة الشابة ، وإنما إذا كانت أمرأة مسنة عجوز – وأحلى أن تكون عجوز شمطاء !- فحينئذ يُسلم عليها ، ليه ؟! لأن امتناع السلف عن إلقاء السلام على النساء عموماً وفيهن الشابات هو من باب سد الذريعة .
ومثل ما قال شاعر مصر قديماً :
نظرة فإبتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء !!
فمن باب سد الذريعة قطع الشارع الحكيم دابر الافتتان ، افتتان الشباب بالشابات أو الشابات بالشباب ، فما سمح بإلقاء السلام من الشاب على الشابة والعكس بالعكس .لعلي أجبتك عن سؤالك .
السائل : بارك الله فيك .
لكن هناك ... ( كلمة غير واضحة ) ، هو أن يأتي رجل إلى بيت أخيه من المسلمين .
الشيخ الألباني رحمه الله : نعم .
السائل : فيطرق الباب فتسأل الزوجة من بالباب ؟ ، فيقول لها : السلام عليكم ، أنا فلان .
تسأل عن فلان ، هذا مشروع ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : هذا مشروع ، لأن هنا ما في فتنة .
السائل : نعم .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ الألباني رحمه الله : وإياكم .
--- انتهى---
تعليق