بسم الله الرحمن الرحيم
كتب بأعمار بني آدم
كتبه: الزواوي ملياني
مجلّة الإصلاح، العدد 17 (ذو القعدة/ ذو الحجة 1430 هـ)، سير الأعلام ص: 58-64
* "الموطّأ" للإمام مالك:
كتب بأعمار بني آدم
كتبه: الزواوي ملياني
مجلّة الإصلاح، العدد 17 (ذو القعدة/ ذو الحجة 1430 هـ)، سير الأعلام ص: 58-64
* "الموطّأ" للإمام مالك:
... أما مالك -رحمه الله- فأشهر من نار على عَلَم، كان عالمَ المدينة النبوية و فقيهها و محدِّثَها، و ظهر نبوغه وهو لا يزال صغيرًا، و رزقه الله تعالى قلبًا واعيًا و حافظة قويّة، و ذهنًا وقّادًا، و لم يزل صابرًا على طلب العلم - والحديث خصوصا - حتى صار من أعلم أهل الزّمان به.
قال الثوريّ -رحمه الله-: "لم يبق على وجه الأرض آمن على حديث رسول الله من مالك"
و قال أيضا: "ما أُقدِّم على وجه الأرض في صحة الحديث على مالك أحدًّا".
و كان الشافعي يقول: "إذا ذُكرَ العلماء، فمالك النّجم".
لقد كان مالك عالما صاحب أثر، و كثيرا ما يتمثل بقول الشّاعر:
قال ابن العربي عن الموطّأ: "هو الأصل الأول و اللباب، و كتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب، و عليه بنى الجميع كمسلم و التِّرمذي" (2).
قلت: و قيل قضى فيه الإمام -رحمه الله- أربعين سنة كاملة. و الله أعلم.
قال الثوريّ -رحمه الله-: "لم يبق على وجه الأرض آمن على حديث رسول الله من مالك"
و قال أيضا: "ما أُقدِّم على وجه الأرض في صحة الحديث على مالك أحدًّا".
و كان الشافعي يقول: "إذا ذُكرَ العلماء، فمالك النّجم".
لقد كان مالك عالما صاحب أثر، و كثيرا ما يتمثل بقول الشّاعر:
و خير أمور الدّين ما كان سُنّة *** و شرُّ الأمور المحدثات البدائع
و من درره -رحمه الله- قوله: "قُبض رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و قد تمّ هذا الأمر و استكمل، فينبغي أن تتَّبع آثار رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و أصحابه و لا يتبع الرأي، فإنه من اتَّبع الرَّأي جاءه رجل أقوى منه في الرَّأي فاتَّبعه، فكلما غلبه رجلٌ اتبعه، أرى أن هذا بعد لم يتمّ..." (1).قال ابن العربي عن الموطّأ: "هو الأصل الأول و اللباب، و كتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب، و عليه بنى الجميع كمسلم و التِّرمذي" (2).
لكن كم من الزّمن قضى مالك في تأليفه؟
قال أبو زهرة: "و يظهر ان مالكا أخذ وقتا طويلا في تدوينه و تمحيصه حتى استطاع أن ينشره على الناس، فإن طلب أبي جعفر تدوينه كان حوالي سنة (148 هـ)، و نشره على الناس كان حوالي (159 هـ)، أي أن الفترة بين الطلب و النشر كانت نحو إحدى عشرة سنة قضاها مالك في جمعه و تمحيصه، و لقد قالوا: إنّه استمرّ يمحِّص فيه إلى أن مات..." (3).قلت: و قيل قضى فيه الإمام -رحمه الله- أربعين سنة كاملة. و الله أعلم.
--- الحواشي ---
(1) "الموطّأ برواياته الثمانية" (98/1).
(2) المرجع نفسه.
(3) "مالك، حياته و عصره..." (ص22.
(2) المرجع نفسه.
(3) "مالك، حياته و عصره..." (ص22.
تعليق