فوائد منثورة وحكم مأثورة
بسم الله الرحمن الرحيم
1- َعَنْ مُطَرِّفٍ: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ:
يَا أَبَا فُلاَنٍ، إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ، فَلاَ تُكَلِّمْنِي،وَاكْتُبْهَا فِي رُقْعَةٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى فِي وَجْهِكَذُلَّ السُّؤَالِ.
2-قال رجل للأعمش: هؤلاء الغلمان (طلبة العلم الصغار) حولك، كأنه ينكر عليه تضييع وقته معهم، قال: اسكت! هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك.
3- روي أَنَّ عِيْسَى بنَ طَلْحَةَ جَاءَ إِلَى عُرْوَةَ حِيْنَ قَدِمَ،فَقَالَ عُرْوَةُ لِبَعْضِ بَنِيْهِ: اكْشِفْ لِعَمِّكَ رِجْلِي.( وذلكليرى ما أصابها ) فَفَعَلَ، فَقَالَ عِيْسَى: إِنَّا - وَاللهِ يَا أَبَاعَبْدِ اللهِ - مَا أَعْدَدْنَاكَ لِلصِّرَاعِ، وَلاَ لِلسِّبَاقِ،وَلَقَدْ أَبْقَى اللهُ مِنْكَ لَنَا مَا كُنَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؛رَأْيَكَ وَعِلْمَكَ.
فَقَالَ: مَا عَزَّانِي أَحَدٌ مِثْلَكَ.
4- قال حذيفة : لو كان قتل عثمان هدي لاحتلبت به الأمة لبناً ولكنَّه كان ضلالة فاحتلبت به الأمة دماً.
5- سَمِعْتُ ابْنَ المُنْكَدِرِ يَقُوْلُ: نِعْمَ العَوْنُ عَلَى تَقْوَى اللهِ الغِنَى [ السير]
6- قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.
7- عن أحمد بن حرب قال: يا عجبًا لمن يعرف أن الجنة تُزيَّن فوقه والنار تُسَعَّرُ تحته كيف ينام بينهما؟
8-قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: "يحرم عليه ـ أي على المفتيـ إذا جاءته مسألة فيها تحايل على إسقاط واجب أو تحليل محرم أو مكر أوخداع أن يعين المستفتي فيها، ويرشده إلى مطلوبه أو يفتيه بالظاهر الذييتوصل به إلى مقصوده؛ بل ينبغي له أن يكون بصيراً بمكر الناس وخداعهموأحوالهم، ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم، بل يكون حذراً فطناً فقيهاًبأحوال الناس وأمورهم، يؤازره فقهه في الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ وأزاع،وكم من مسألة ظاهرها جميل وباطنها مكر وخداع وظلم! فالغر يـنـظــــر إلىظاهرها ويقضي بجوازه، وذو البصيرة ينفذ إلى مقصدها وباطنها، فالأول يروجعليه زغل المسائل كما يروج على الجاهل بالنقد زغل الدراهم، والثاني يخرجزيفها كما يخرج الناقــد زيــف النقوذ، وكم من باطل يخرجه الرجل بحسن لفظهوتنميقه وإبرازه في صورة حق! وكــــم من حق يخرجه بتهجينه وسوء تعبيره فيصورة باطل! ومن له أدنى فطنة وخبرة لا يخفى عليه ذلك"
9- يقول الشاطبي ـ رحمه الله تعالـى ـ: "المقصد الشرعي مِن وضْع الشريعةهو إخراج المكلف عـن داعـيــــة هـــــواه حـتـى يـكـــون عـبـداً للهاختياراً كما هو عبد الله اضطراراً")
10- قال عمرو بن العاص : لاَ أَمَلُّ ثَوْبِي مَا وَسِعَنِي، وَلاَأَمَلُّ زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي، وَلاَ أَمَلُّ دَابَّتِي مَاحَمَلَتْنِي، إِنَّ المَلاَلَ مِنْ سَيِّئِ الأَخْلاَقِ
. 11-شُعْبَةُ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: حَدِّثْ.
قَالَ: أُحَدِّثُ وَأَنْتَ هَا هُنَا؟!
قَالَ: أَوَلَيْسَ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ أَنْ تُحِدِّثَ وَأَنَاشَاهِدٌ، فَإِنْ أَصَبْتَ فَذَاكَ، وَإِنْ أَخْطَأْتَ عَلَّمْتُكَ
12- قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: قَالَ أَبُو العَالِيَةِ:
لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي لَشَابٌّ،القِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُبِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُم، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَىطَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، وَإِذَاهَلَّلَ هَؤُلاَءِ، هَلَّلَ هَؤُلاَءِ، فَرَاجَعْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: أَيُّ الفَرِيْقَيْنِ أُنَزِّلُهُ كَافِراً؟ وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَىهَذَا؟
قَالَ: فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ، وَتَرَكْتُهُم.
13- كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيْرَةَ أَيَّامٍ لأَسْمَعَمِنْهُ، فَأَتَفَقَّدُ صَلاَتَهُ، فَإِنْ وَجَدْتُهُ يُحْسِنُهَا،أَقَمْتُ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضِيِّعُهَا، رَحَلْتُ وَلَمْأَسْمَعْ مِنْهُ، وَقُلْتُ: هُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ.
14- قال: " لا يضرهم"، ولم يقل: لا يؤذيهم، في وصف الطائفة المنصورة لأن الأذية قد تحصل، لكن لا تضر، وفرق بين الضرر والأذي،
15- قال الجنيد: سيروا مع الهمم العالية.
16- قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه (إذا سكت العالِم تقية، والجاهل لايعلم، فمتى يظهر الحق ؟
17- روى الخطيب البغدادي بإسناده عن إسحق بن عبدالله قال (أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم وأهل الجهاد،
قال: فأما أهل العلم فدلّوا الناس علي ماجاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا على ماجاءت به الرسل) أهـ
18- لَمَّا بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ يَزِيْدَ إِلَىالمَدِيْنَةِ، كَتَبَ إِلَيْهِم: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُم أَمِيْرٌ،فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيَّ، فَلْيَفْعَلْ.
قَالَ: فَخَرَجَ عَمْرٌو وَعُمَارَةُ ابْنَا حَزْمٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِعَمْرٌو، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ! إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِمَنْ قَبْلَكَبَنُوْنُ، فَلَمْ يَصْنَعُوا كَمَا صَنَعتَ، وَإِنَّمَا ابْنُكَ فَتَىًمِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ...
فَنَالَ مِنْهُ، فَبَكَى مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ عَرِقَ فَأَرْوَحَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ قُلْتَ بِرَأْيِكَ بِالِغاً مَا بَلَغَ،وَإِنَّمَا هُوَ ابْنِي وَأَبنَاؤُهُم، فَابْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْأَبْنَائِهِم، ارْفَعْ حَاجَتَكَ.
قَالَ: مَا لِيَ حَاجَةٌ.
فَلَقِيَهُ أَخُوْهُ عُمَارَةُ، فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَقَالَعُمَارَةُ: إِنَّا للهِ، أَلِهَذَا جِئْنَا نَضرِبُ أَكْبَادَهَا مِنَالمَدِيْنَةِ؟!
قَالَ: فَأْتِهِ.
قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُكَلِّمُهُ، إِذْ جَاءَ رَسُوْلُ مُعَاوِيَةَ إِلَى عُمَارَةَ: ارْفَعْ حَاجَتَكَ وَحَاجَةَ أَخِيْكَ.
قَالَ: فَفَعَلَ، فَقَضَاهَا. ( سير أعلام النبلاء)
19-قال المروذي سمعت فتح بن أبي الفتح يقول لأبي عبد الله ـ في مرضه الذيمات فيه ـ ادع الله أن يحسن الخلافة علينا بعدك ، وقال له: من نسأل بعدك ؟فقال: سل عبد الوهاب [الوراق ] وأخبرني من كان حاضرا أنه قال له: إنه ليسله اتساع في العلم . فقال أبو عبد الله: إنه رجل صالح مثله يوفق لإصابةالحق. ( الورع )
20-قال الذهبي : هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهَا: هَلْ طَلَبُالعِلْمِ أَفْضَلُ، أَوْ صَلاَةُ النَّافِلَةِ وَالتِّلاَوَةُ وَالذِّكرُ؟فَأَمَّا مَنْ كَانَ مُخلِصاً للهِ فِي طَلَبِ العِلمِ، وَذِهنُه جَيِّدٌ،فَالعِلْمُ أَوْلَى، وَلَكِنْ مَعَ حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتَعَبُّدٍ،فَإِنْ رَأَيتَه مُجِدّاً فِي طَلَبِ العِلْمِ لاَ حظَّ لَهُ فِيالقُرُبَاتِ، فَهَذَا كَسلاَنُ مَهِيْنٌ، وَلَيْسَ هُوَ بِصَادِقٍ فِيحُسنِ نِيَّتِه، وَأَمَّا مَنْ كَانَ طَلَبُه الحَدِيْثَ وَالفِقْهَغِيَّةً وَمَحبَّةً نَفْسَانِيَّةً، فَالعِبَادَةُ فِي حَقِّه أَفْضَلُ،بَلْ مَا بَيْنَهُمَا أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ، وَهَذَا تَقسِيْمٌ فِيالجُمْلَةِ، فَقَلَّ -وَاللهِ- مَنْ رَأَيتُه مُخلِصاً فِي طَلَبِالعِلْمِ.
21- قال رسول الله[مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ تُفِيئُهَاالرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَوَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَالَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً] رواه البخاري ومسلم.
22-أُثر عن الإمام أحمد أنه حين احتضر جعل يُكثر أن يقول: لا بعْدُ، لابعدُ، فقال ابنه عبد الله: يا أبتِ ما هذه اللفظة التي تلهج بها في هذهالساعة ؟ فقال: يا بني إن إبليس واقف في زاوية البيت وهو عاضٌّ على أصبعه،وهو يقول: فتَّني يا أحمد، فأقول: لا بعدُ، لا بعد؛ يعني لا يفوته حتىتخرج نفسه من جسده على التوحيد!!
23- قال الإمام أحمد: «إذا خطب رَجُلٌ امرأة، سأل عن جَمَالها أوّلاً. فإنحُمِدَ، سأل عن دِينِها. فإن حُمِدَ، تَزوّج. وإن لم يُحْمَدَ، يكونرَدَّهُ لأجْلِ الدِّين. ولا يَسألُ أوّلاً عن الدِّين، فإن حُمِدَ سأل عنالجمال، فإن لم يُحمَد، ردّها. فيكون ردَّه للجمال لا للدِّين
24- ورد في صفة التعوذ من شر الرؤيا أثر صحيح أخرجه سعيد بن منصور وابنأبي شيبة وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة عن إبراهيم النخعي قال: " إذا رأىأحدكم في منامه ما يكره فليقل إذا استيقظ: أعوذ بما عاذت به ملائكة اللهورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني فيها ما أكره في ديني ودنياي"
25-جْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍبِمَكَّةَ، فَقَالَ الثَّوْرِيُّ لِلأَوْزَاعِيِّ: حَدِّثْنَا يَا أَبَاعَمْرٍو حَدِيْثَكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ؟
قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ، وَقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ، جَلَسَيَوْماً عَلَى سَرِيْرِه، وَعَبَّأَ أَصْحَابَهُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مَعَهُمُ السُّيُوفُ المُسَلَّلَةُ، وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الجَزَرَةُ - أَظُنُّهَا الأَطبَارَ - وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الأَعمِدَةُ، وَصِنْفٌمَعَهُمُ الكَافِركُوبُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ.فَلَمَّا صِرْتُ بِالبَابِ،أَنْزَلُونِي، وَأَخَذَ اثْنَانِ بَعْضُدَيَّ، وَأَدخَلُونِي بَيْنَالصُّفُوفِ، حَتَّى أَقَامُوْنِي مُقَاماً يُسْمَعُ كَلاَمِي، فَسَلَّمتُ،
فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟
فَسَأَلَ مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيْدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُم عُهُودٌ.
فَقَالَ: وَيْحَكَ! اجْعَلْنِي وَإِيَّاهُم لاَ عَهْدَ بَيْنَنَا.
فَأَجْهَشَتْ نَفْسِي، وَكَرِهَتِ القَتْلَ، فَذَكَرتُ مُقَامِي بَيْنَيَدَيِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلَفَظْتُهَا، فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُمعَلَيْكَ حَرَامٌ.
فَغَضِبَ، وَانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! وَلِمَ؟!
قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَيَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ،وَنَفْسٍ بِنَفْسٍ، وَتَارِكٍ لِدِيْنِهِ).
قَالَ: وَيْحَكَ! أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟!
قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟
قَالَ: أَلَيْسَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟
قُلْتُ: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ، مَا حَكَّمَ الحَكَمَيْنِ.
فَسَكَتَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ غَضَباً، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي تَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ.
فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - أَوْمَأَ أَنْ أَخْرِجُوْهُ -.
فَخَرَجتُ، فَرَكِبتُ دَابَّتِي، فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ بَعِيْدٍ، إِذَافَارِسٌ يَتْلُوْنِي، فَنَزَلتُ إِلَى الأَرْضِ، فَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَلِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَكَبَّرْتُ، فَجَاءَ - وَأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي - فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ قَدْبَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيْرِ، فَخُذْهَا. فَأَخَذتُهَا،فَفَرَّقتُهَ ا قَبْلَ أَنْ أَدخُلَ مَنْزِلِي.
فَقَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أُرِدْكَ أَنْ تَحِيْدَ حِيْنَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ.
قال الذهبي: قَدْ كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ مَلِكاً جَبَّاراً،سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، صَعبَ المِرَاسِ، وَمَعَ هَذَا فَالإِمَامُالأَوزَاعِيُّ يَصْدَعُهُ بِمُرِّ الحَقِّ كَمَا تَرَى، لاَ كَخَلْقٍ مِنْعُلَمَاءِ السُّوءِ الَّذِيْنَ يُحَسِّنُوْنَ لِلأُمَرَاءِ مَايَقْتَحِمُوْنَ بِهِ مِنَ الظُّلمِ وَالعَسْفِ، وَيَقلِبُوْنَ لَهُمُالبَاطِلَ حَقّاًقَاتَلَهُمُ اللهُ - أَوْ يَسكُتُوْنَ مَعَ القُدْرَةِعَلَى بَيَانِ الحَقِّ.
26- في الصحيحعن النبيأنه قال: "لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها ومابطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرينومنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه"
27- تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: (إنما نزل أول ما نزل منالقرآن الكريم سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناسإلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمرلقالوا: لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزناأبداً)
28- قال ابن القيم: “ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي وما هو مستعد له منالأعمال، ومهيأ له منها، فيعلم أنه مخلوق له، فلا يحمله على غير ما كانمأذوناً فيه شرعاً، فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له لم يفلح فيه،وفاته ما هو مهيأ له، فإذا رآه حسن الفهم، صحيح الإدراك، جيد الحفظواعياً، فهذه من علامات قبوله للعلم، لينقشه في لوح قلبه ما دام خالياً،فإنه يتمكن منه، ويستقر، ويزكو معه، وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه، وهومستعد للفروسية وأسبابها من الركوب، والرمي، واللعب بالرمح، وأنه لا نفاذله في العلم، ولم يخلق له، مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها، فإنهأنفع له وللمسلمين، وإن رآه بخلاف ذلك، وأنه لم يخلق لذلك، ورأى عينهمفتوحة على صنعة من الصنائع، مستعداً لها، قابلاً لها، وهي صناعة مباحةنافعة للناس، فليمكنه منها، هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في أموردينه، فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد، فإن له علىعباده الحجة البالغة، كما له عليهم النعمة السابغة، والله أعلم”
29- قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
30- عن ابن ثور عن معمر عن رجل من أهل الشأم ممن كان يحرس عمر بن عبدالعزيز ، وهو من بني أسد ، قال : ما رأيت عمر رحمه الله قتل أسيراً إلاواحداً من الترك كان جيء بأسارى من الترك ، فأمر بهم أن يسترقوا فقال رجلممن جاء بهم : يا أمير المؤمنين ، لو كنت رأيت هذا لأحدهم وهو يقتلالمسلمين لكثر بكاؤك عليهم ، فقال عمر : فدونك فاقتله ، فقام إليه فقتله
بسم الله الرحمن الرحيم
1- َعَنْ مُطَرِّفٍ: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ:
يَا أَبَا فُلاَنٍ، إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ، فَلاَ تُكَلِّمْنِي،وَاكْتُبْهَا فِي رُقْعَةٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى فِي وَجْهِكَذُلَّ السُّؤَالِ.
2-قال رجل للأعمش: هؤلاء الغلمان (طلبة العلم الصغار) حولك، كأنه ينكر عليه تضييع وقته معهم، قال: اسكت! هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك.
3- روي أَنَّ عِيْسَى بنَ طَلْحَةَ جَاءَ إِلَى عُرْوَةَ حِيْنَ قَدِمَ،فَقَالَ عُرْوَةُ لِبَعْضِ بَنِيْهِ: اكْشِفْ لِعَمِّكَ رِجْلِي.( وذلكليرى ما أصابها ) فَفَعَلَ، فَقَالَ عِيْسَى: إِنَّا - وَاللهِ يَا أَبَاعَبْدِ اللهِ - مَا أَعْدَدْنَاكَ لِلصِّرَاعِ، وَلاَ لِلسِّبَاقِ،وَلَقَدْ أَبْقَى اللهُ مِنْكَ لَنَا مَا كُنَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؛رَأْيَكَ وَعِلْمَكَ.
فَقَالَ: مَا عَزَّانِي أَحَدٌ مِثْلَكَ.
4- قال حذيفة : لو كان قتل عثمان هدي لاحتلبت به الأمة لبناً ولكنَّه كان ضلالة فاحتلبت به الأمة دماً.
5- سَمِعْتُ ابْنَ المُنْكَدِرِ يَقُوْلُ: نِعْمَ العَوْنُ عَلَى تَقْوَى اللهِ الغِنَى [ السير]
6- قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.
7- عن أحمد بن حرب قال: يا عجبًا لمن يعرف أن الجنة تُزيَّن فوقه والنار تُسَعَّرُ تحته كيف ينام بينهما؟
8-قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: "يحرم عليه ـ أي على المفتيـ إذا جاءته مسألة فيها تحايل على إسقاط واجب أو تحليل محرم أو مكر أوخداع أن يعين المستفتي فيها، ويرشده إلى مطلوبه أو يفتيه بالظاهر الذييتوصل به إلى مقصوده؛ بل ينبغي له أن يكون بصيراً بمكر الناس وخداعهموأحوالهم، ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم، بل يكون حذراً فطناً فقيهاًبأحوال الناس وأمورهم، يؤازره فقهه في الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ وأزاع،وكم من مسألة ظاهرها جميل وباطنها مكر وخداع وظلم! فالغر يـنـظــــر إلىظاهرها ويقضي بجوازه، وذو البصيرة ينفذ إلى مقصدها وباطنها، فالأول يروجعليه زغل المسائل كما يروج على الجاهل بالنقد زغل الدراهم، والثاني يخرجزيفها كما يخرج الناقــد زيــف النقوذ، وكم من باطل يخرجه الرجل بحسن لفظهوتنميقه وإبرازه في صورة حق! وكــــم من حق يخرجه بتهجينه وسوء تعبيره فيصورة باطل! ومن له أدنى فطنة وخبرة لا يخفى عليه ذلك"
9- يقول الشاطبي ـ رحمه الله تعالـى ـ: "المقصد الشرعي مِن وضْع الشريعةهو إخراج المكلف عـن داعـيــــة هـــــواه حـتـى يـكـــون عـبـداً للهاختياراً كما هو عبد الله اضطراراً")
10- قال عمرو بن العاص : لاَ أَمَلُّ ثَوْبِي مَا وَسِعَنِي، وَلاَأَمَلُّ زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي، وَلاَ أَمَلُّ دَابَّتِي مَاحَمَلَتْنِي، إِنَّ المَلاَلَ مِنْ سَيِّئِ الأَخْلاَقِ
. 11-شُعْبَةُ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: حَدِّثْ.
قَالَ: أُحَدِّثُ وَأَنْتَ هَا هُنَا؟!
قَالَ: أَوَلَيْسَ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ أَنْ تُحِدِّثَ وَأَنَاشَاهِدٌ، فَإِنْ أَصَبْتَ فَذَاكَ، وَإِنْ أَخْطَأْتَ عَلَّمْتُكَ
12- قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: قَالَ أَبُو العَالِيَةِ:
لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي لَشَابٌّ،القِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُبِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُم، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَىطَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، وَإِذَاهَلَّلَ هَؤُلاَءِ، هَلَّلَ هَؤُلاَءِ، فَرَاجَعْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: أَيُّ الفَرِيْقَيْنِ أُنَزِّلُهُ كَافِراً؟ وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَىهَذَا؟
قَالَ: فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ، وَتَرَكْتُهُم.
13- كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيْرَةَ أَيَّامٍ لأَسْمَعَمِنْهُ، فَأَتَفَقَّدُ صَلاَتَهُ، فَإِنْ وَجَدْتُهُ يُحْسِنُهَا،أَقَمْتُ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضِيِّعُهَا، رَحَلْتُ وَلَمْأَسْمَعْ مِنْهُ، وَقُلْتُ: هُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ.
14- قال: " لا يضرهم"، ولم يقل: لا يؤذيهم، في وصف الطائفة المنصورة لأن الأذية قد تحصل، لكن لا تضر، وفرق بين الضرر والأذي،
15- قال الجنيد: سيروا مع الهمم العالية.
16- قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه (إذا سكت العالِم تقية، والجاهل لايعلم، فمتى يظهر الحق ؟
17- روى الخطيب البغدادي بإسناده عن إسحق بن عبدالله قال (أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم وأهل الجهاد،
قال: فأما أهل العلم فدلّوا الناس علي ماجاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا على ماجاءت به الرسل) أهـ
18- لَمَّا بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ يَزِيْدَ إِلَىالمَدِيْنَةِ، كَتَبَ إِلَيْهِم: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُم أَمِيْرٌ،فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيَّ، فَلْيَفْعَلْ.
قَالَ: فَخَرَجَ عَمْرٌو وَعُمَارَةُ ابْنَا حَزْمٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِعَمْرٌو، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ! إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِمَنْ قَبْلَكَبَنُوْنُ، فَلَمْ يَصْنَعُوا كَمَا صَنَعتَ، وَإِنَّمَا ابْنُكَ فَتَىًمِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ...
فَنَالَ مِنْهُ، فَبَكَى مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ عَرِقَ فَأَرْوَحَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ قُلْتَ بِرَأْيِكَ بِالِغاً مَا بَلَغَ،وَإِنَّمَا هُوَ ابْنِي وَأَبنَاؤُهُم، فَابْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْأَبْنَائِهِم، ارْفَعْ حَاجَتَكَ.
قَالَ: مَا لِيَ حَاجَةٌ.
فَلَقِيَهُ أَخُوْهُ عُمَارَةُ، فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَقَالَعُمَارَةُ: إِنَّا للهِ، أَلِهَذَا جِئْنَا نَضرِبُ أَكْبَادَهَا مِنَالمَدِيْنَةِ؟!
قَالَ: فَأْتِهِ.
قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُكَلِّمُهُ، إِذْ جَاءَ رَسُوْلُ مُعَاوِيَةَ إِلَى عُمَارَةَ: ارْفَعْ حَاجَتَكَ وَحَاجَةَ أَخِيْكَ.
قَالَ: فَفَعَلَ، فَقَضَاهَا. ( سير أعلام النبلاء)
19-قال المروذي سمعت فتح بن أبي الفتح يقول لأبي عبد الله ـ في مرضه الذيمات فيه ـ ادع الله أن يحسن الخلافة علينا بعدك ، وقال له: من نسأل بعدك ؟فقال: سل عبد الوهاب [الوراق ] وأخبرني من كان حاضرا أنه قال له: إنه ليسله اتساع في العلم . فقال أبو عبد الله: إنه رجل صالح مثله يوفق لإصابةالحق. ( الورع )
20-قال الذهبي : هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهَا: هَلْ طَلَبُالعِلْمِ أَفْضَلُ، أَوْ صَلاَةُ النَّافِلَةِ وَالتِّلاَوَةُ وَالذِّكرُ؟فَأَمَّا مَنْ كَانَ مُخلِصاً للهِ فِي طَلَبِ العِلمِ، وَذِهنُه جَيِّدٌ،فَالعِلْمُ أَوْلَى، وَلَكِنْ مَعَ حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتَعَبُّدٍ،فَإِنْ رَأَيتَه مُجِدّاً فِي طَلَبِ العِلْمِ لاَ حظَّ لَهُ فِيالقُرُبَاتِ، فَهَذَا كَسلاَنُ مَهِيْنٌ، وَلَيْسَ هُوَ بِصَادِقٍ فِيحُسنِ نِيَّتِه، وَأَمَّا مَنْ كَانَ طَلَبُه الحَدِيْثَ وَالفِقْهَغِيَّةً وَمَحبَّةً نَفْسَانِيَّةً، فَالعِبَادَةُ فِي حَقِّه أَفْضَلُ،بَلْ مَا بَيْنَهُمَا أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ، وَهَذَا تَقسِيْمٌ فِيالجُمْلَةِ، فَقَلَّ -وَاللهِ- مَنْ رَأَيتُه مُخلِصاً فِي طَلَبِالعِلْمِ.
21- قال رسول الله[مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ تُفِيئُهَاالرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَوَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَالَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً] رواه البخاري ومسلم.
22-أُثر عن الإمام أحمد أنه حين احتضر جعل يُكثر أن يقول: لا بعْدُ، لابعدُ، فقال ابنه عبد الله: يا أبتِ ما هذه اللفظة التي تلهج بها في هذهالساعة ؟ فقال: يا بني إن إبليس واقف في زاوية البيت وهو عاضٌّ على أصبعه،وهو يقول: فتَّني يا أحمد، فأقول: لا بعدُ، لا بعد؛ يعني لا يفوته حتىتخرج نفسه من جسده على التوحيد!!
23- قال الإمام أحمد: «إذا خطب رَجُلٌ امرأة، سأل عن جَمَالها أوّلاً. فإنحُمِدَ، سأل عن دِينِها. فإن حُمِدَ، تَزوّج. وإن لم يُحْمَدَ، يكونرَدَّهُ لأجْلِ الدِّين. ولا يَسألُ أوّلاً عن الدِّين، فإن حُمِدَ سأل عنالجمال، فإن لم يُحمَد، ردّها. فيكون ردَّه للجمال لا للدِّين
24- ورد في صفة التعوذ من شر الرؤيا أثر صحيح أخرجه سعيد بن منصور وابنأبي شيبة وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة عن إبراهيم النخعي قال: " إذا رأىأحدكم في منامه ما يكره فليقل إذا استيقظ: أعوذ بما عاذت به ملائكة اللهورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني فيها ما أكره في ديني ودنياي"
25-جْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍبِمَكَّةَ، فَقَالَ الثَّوْرِيُّ لِلأَوْزَاعِيِّ: حَدِّثْنَا يَا أَبَاعَمْرٍو حَدِيْثَكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ؟
قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ، وَقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ، جَلَسَيَوْماً عَلَى سَرِيْرِه، وَعَبَّأَ أَصْحَابَهُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مَعَهُمُ السُّيُوفُ المُسَلَّلَةُ، وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الجَزَرَةُ - أَظُنُّهَا الأَطبَارَ - وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الأَعمِدَةُ، وَصِنْفٌمَعَهُمُ الكَافِركُوبُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ.فَلَمَّا صِرْتُ بِالبَابِ،أَنْزَلُونِي، وَأَخَذَ اثْنَانِ بَعْضُدَيَّ، وَأَدخَلُونِي بَيْنَالصُّفُوفِ، حَتَّى أَقَامُوْنِي مُقَاماً يُسْمَعُ كَلاَمِي، فَسَلَّمتُ،
فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟
فَسَأَلَ مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيْدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُم عُهُودٌ.
فَقَالَ: وَيْحَكَ! اجْعَلْنِي وَإِيَّاهُم لاَ عَهْدَ بَيْنَنَا.
فَأَجْهَشَتْ نَفْسِي، وَكَرِهَتِ القَتْلَ، فَذَكَرتُ مُقَامِي بَيْنَيَدَيِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلَفَظْتُهَا، فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُمعَلَيْكَ حَرَامٌ.
فَغَضِبَ، وَانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! وَلِمَ؟!
قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَيَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ،وَنَفْسٍ بِنَفْسٍ، وَتَارِكٍ لِدِيْنِهِ).
قَالَ: وَيْحَكَ! أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟!
قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟
قَالَ: أَلَيْسَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟
قُلْتُ: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ، مَا حَكَّمَ الحَكَمَيْنِ.
فَسَكَتَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ غَضَباً، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي تَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ.
فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - أَوْمَأَ أَنْ أَخْرِجُوْهُ -.
فَخَرَجتُ، فَرَكِبتُ دَابَّتِي، فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ بَعِيْدٍ، إِذَافَارِسٌ يَتْلُوْنِي، فَنَزَلتُ إِلَى الأَرْضِ، فَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَلِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَكَبَّرْتُ، فَجَاءَ - وَأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي - فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ قَدْبَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيْرِ، فَخُذْهَا. فَأَخَذتُهَا،فَفَرَّقتُهَ ا قَبْلَ أَنْ أَدخُلَ مَنْزِلِي.
فَقَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أُرِدْكَ أَنْ تَحِيْدَ حِيْنَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ.
قال الذهبي: قَدْ كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ مَلِكاً جَبَّاراً،سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، صَعبَ المِرَاسِ، وَمَعَ هَذَا فَالإِمَامُالأَوزَاعِيُّ يَصْدَعُهُ بِمُرِّ الحَقِّ كَمَا تَرَى، لاَ كَخَلْقٍ مِنْعُلَمَاءِ السُّوءِ الَّذِيْنَ يُحَسِّنُوْنَ لِلأُمَرَاءِ مَايَقْتَحِمُوْنَ بِهِ مِنَ الظُّلمِ وَالعَسْفِ، وَيَقلِبُوْنَ لَهُمُالبَاطِلَ حَقّاًقَاتَلَهُمُ اللهُ - أَوْ يَسكُتُوْنَ مَعَ القُدْرَةِعَلَى بَيَانِ الحَقِّ.
26- في الصحيحعن النبيأنه قال: "لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها ومابطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرينومنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه"
27- تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: (إنما نزل أول ما نزل منالقرآن الكريم سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناسإلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمرلقالوا: لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزناأبداً)
28- قال ابن القيم: “ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي وما هو مستعد له منالأعمال، ومهيأ له منها، فيعلم أنه مخلوق له، فلا يحمله على غير ما كانمأذوناً فيه شرعاً، فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له لم يفلح فيه،وفاته ما هو مهيأ له، فإذا رآه حسن الفهم، صحيح الإدراك، جيد الحفظواعياً، فهذه من علامات قبوله للعلم، لينقشه في لوح قلبه ما دام خالياً،فإنه يتمكن منه، ويستقر، ويزكو معه، وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه، وهومستعد للفروسية وأسبابها من الركوب، والرمي، واللعب بالرمح، وأنه لا نفاذله في العلم، ولم يخلق له، مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها، فإنهأنفع له وللمسلمين، وإن رآه بخلاف ذلك، وأنه لم يخلق لذلك، ورأى عينهمفتوحة على صنعة من الصنائع، مستعداً لها، قابلاً لها، وهي صناعة مباحةنافعة للناس، فليمكنه منها، هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في أموردينه، فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد، فإن له علىعباده الحجة البالغة، كما له عليهم النعمة السابغة، والله أعلم”
29- قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
30- عن ابن ثور عن معمر عن رجل من أهل الشأم ممن كان يحرس عمر بن عبدالعزيز ، وهو من بني أسد ، قال : ما رأيت عمر رحمه الله قتل أسيراً إلاواحداً من الترك كان جيء بأسارى من الترك ، فأمر بهم أن يسترقوا فقال رجلممن جاء بهم : يا أمير المؤمنين ، لو كنت رأيت هذا لأحدهم وهو يقتلالمسلمين لكثر بكاؤك عليهم ، فقال عمر : فدونك فاقتله ، فقام إليه فقتله
تعليق