إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... كتبه أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي نقله أبو بكر يوسف لعويسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... كتبه أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي نقله أبو بكر يوسف لعويسي

    وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:


    فيقول الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}
    قال العلامة ابن كثير رحمه الله: « يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباد الله المؤمنين، أن يقولوا في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام، الأحسن والكلمة الطيبة؛ فإنه إذ لم يفعلوا ذلك، نزغ الشيطان بينهم، وأخرج الكلام إلى الفعال، ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة، فإن الشيطان عدو لآدم وذريته من حين امتنع من السجود لآدم، فعداوته ظاهرة بينة؛ ولهذا نهى أن يشير الرجل إلى أخيه المسلم بحديدة، فإن الشيطان ينزغ في يده، أي: فربما أصابه بها ».
    ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: « وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما.
    والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.
    وقوله: { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ } أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
    فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإنه يدعوهم { ليكونوا من أصحاب السعير }
    وأما إخوانهم فإنهم وإن نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة فإن الحزم كل الحزم السعي في ضد عدوهم وأن يقمعوا أنفسهم الأمارة بالسوء التي يدخل الشيطان من قبلها فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم ويهدون لرشدهم».
    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((والكلمة الطيبة صدقة)) .
    وديننا الحنيف يحثنا على حسن الخلق، ومكارم العادات، ومعالي الأمور، ويبغض إلينا سوء الخلق، ومنكرات العادات، وسفاسف الأمور.
    والدعوة السلفية دعوة إلى الحق والهدى، دعوة الرحمة والرأفة، دعوة العلم والحلم، دعوة الرفق واللين، دعوة الحكمة والموعظة الحسنة، دعوة الصدع بالحق ورد الباطل، دعوة الغلظة على الكافرين والمنافقين ورحمة المؤمنين .
    والشدة واللين : توجب الحكمة وضعهما في مكانهما الصحيح حسب المصلحة الشرعية.
    {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)) .
    وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله يحب الرفق في الأمر كله)) .
    فأدعو إخواني السلفيين إلى أن نرفق بأنفسنا، وأن نرفق بإخواننا الذين حصل منهم ما نقول بخلافه، ونرفق بالمسلمين الذين وقعوا في الغلط والظلم.
    إننا نرى إخواناً لنا يصيحون بأنهم سلفيون بملء أفواههم، ويحترمون العلماء الذين نحترمهم، وينادون بمنهج علمائنا السلفيين، ومع ذلك نرى من يعاملهم معاملة أهل البدع والضلال بسبب خلاف في فهم مسألة، أو حصول تنافس في تحصيلٍ، أو بسبب قصور أو تقصير في البحث والسؤال.

    لا سيما إذا وجد سوء الظن، وسوء الخلق، والتكبر على الخلق، والترفع على عباد الله، والرضى بالدون .
    فكيف مع الكذب وقصد الظلم وقصد الفضيحة، وتتبع عثرات العلماء السلفيين وطلبة العلم السلفيين.
    وكذلك كثير ممن انتسب إلى منهج السلف ووقع في مخالفة هذا المنهج المبارك، وحصلت منه أمور لا يرضاها أهل الإيمان، ونصوحوا من قبل جملة من علماء أهل السنة، وما زالوا على الخطأ والمخالفة، لا سيما فيما يتعلق بتزكية بعض أهل الفتن والتلون في الدين، وإحسان الظن ببعض رؤوس الحزبيين والقطبيين والحداديين، فنرجو من الله أن يوفقهم لمراجعة أنفسهم، وتصحيح مسارهم ومسلكهم، وأن يكونوا مع علماء السنة على قلب رجل واحد بعيداً عن المخالفة والمباعدة..
    ****
    إن من الموبقات المهلكات ما يقوم به بعض الناس من جمع زلات العلماء السلفيين، وطلاب العلم السلفيين بحجة الرد على تلك الأخطاء، وبيان الحق في تلك المسائل!

    إن جمع مثالب العلماء وزلاتهم وعرضها في مساق واحد لهو من أكبر أسباب الصد عن سبيل الله، ومن أعظم وسائل تشويه سمعة أهل العلم السلفيين، وهو من منهج الروافض وأهل الباطل.

    وتعلمون كلام الإمام أحمد في الكرابيسي لما صنف كتابه في المدلسين وذكر فيه أسماء أهل السنة وجمع عثراتهم في كتاب واحد ليكون عوناً لأهل الباطل للطعن في أهل السنة .

    مع أن الإمام أحمد قد رمى جماعة منهم بالتدليس، وحذر من أخطائهم لكن دون تتبع لزلاتهم، ولا جمع ذلك في مساق واحد ينفر عنهم، ويوغر الصدور عليهم.
    فمن منهج السلف بيان خطأ المخطئ، والرد على المخالف سواء كان سلفياً أو خلفياً، ولكن بسلوك المنهج السلفي في الرد والتفريق بين طريقة الرد على أهل السنة والرد على أهل الهوى والبدعة، مع وجوب مراعاة مكانة العالم حين الرد عليه وإلا وقع ما لا تحمد عقباه.
    ***
    إن كثيراً من الفتن الواقعة اليوم بين المنتسبين إلى منهج السلف من أسبابها: حظ النفس، والانتصار لها.

    فذلك له أثر كبير في اشتعال تلك الفتن، وزيادة انتشارها.

    وإن محاولة إخماد تلك الفتن أو التخفيف منها داخل في قوله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا))

    وإذا كان الصلح مع الكفار لمصلحة الإسلام والمسلمين بالضوابط الشرعية جائز، فكيف بالصلح مع المسلمين؟ فكيف بالصلح مع المنتسبين للسلفية التي ننتسب إليها؟

    وفي بادرة أبوية كريمة من شيخنا العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه طلب بحذف الردود التي بين شبكة سحاب السلفية (ومن كان معها كالبيضاء) وموقع كل السلفيين مع إبقاء رد الشيخ أحمد بازمول المتعلق بكتاب الشيخ علي الحلبي «منهج السلف الصالح..» بغية عرض الكتابين على العلماء لقول كلمة الفصل فيهما.

    [وهناك مشاورة حول الردود على كتاب الشيخ أحمد بازمول أسأل الله أن تكون إلى خير. فصبر جميل] .

    فاستجاب الإخوة في شبكة سحاب وفي البيضاء لطلب الشيخ ربيع، وحذفوا ما تنبهوا له من مقالات بين الطرفين، وكذلك فعل الإخوة في موقع كل السلفيين مع حاجة إلى استكمال الحذف لجميع المقالات التي في تلك المواقع مما يزيد في الفتنة أو يشغل الشباب عن طلب العلم والدعوة إلى الحق.

    وليس فيما سبق تنازل عن حق، ولا نصرة لباطل، بل تهيئة النفوس لسماع الحق واتباعه بعيداً عن التوتر والانفعال، وبعيداً عن الانتصار للنفس على حساب المنهج السلفي.
    وإن الواجب على الجميع مراجعة النفس، ومحاسبتها، والنظر فيما صدر مما سبق من قول أو فعل فيه تعد أو ظلم أو مخالفة للمنهج السلفي الذي ننتسب إليه فيتوب إلى الله منه، ويهذب نفسه ويزكيها { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (*) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
    والواجب على السلفيين عدم استغلال هذا الأمر للزعم بأن فلاناً انتصر، وفلاناً اندحر.
    والواجب على إخواني السلفيين التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، ولزوم غرز العلماء، وأن يعرفوا للعلماء وطلبة العلم منزلتهم .
    وفي ختام هذه الكلمة أشكر والدنا الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي على جهوده الظاهرة في نصرة السلفية، وعلى هذه المبادرة الكريمة.

    كما أشكر الشيخ علي حسن الحلبي على مساعيه للصلح، واستجابته لتلك المبادرة، وحرصه على العمل بها.
    وأسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، دعاة خير وهدى.
    وأسأل الله جل وعلا أن يوفق الجميع لنصرة السلفية، والرد على أهل الباطل والضلال.
    وأن يوفق الجميع للحق والصواب، وأن يكشف الغمة عن الأمة، وأن يؤلف بين قلوب السلفيين في كل مكان، وأن يهدي من ضل وانحرف إلى سواء السبيل.
    كما أرجو من كل من يقرأ هذه الكلمة أن يحمل كلامي على أحسن المحامل، وأن يترفع عن سوء الظن، وأن يعلم أني ما قمت بما قمت به من مصالحة لوأد الفتنة وتخفيف الشر إلا اتباعاً لمنهج السلف الصالح، وتحت رعاية شيخنا ووالدنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.
    أسأل الله أن يعفو عن كل من ظن بي سوءاً وأسأله سبحانه وتعالى أن يحييني ويميتني على السلفية، وأن يختم لي بخير، وأن يعفو عني، وأن يغفر لي، وأن يبصرني بالحق حيثما توجهت.

    كما أرجو من كل من رأى مني خطأ أو مخالفة أن يناصحني فرحم الله من أهدى إلي عيوبي.

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
    كتبه: الفقير إلى عفو ربه، المعترف بالتقصير
    أسامة بن عطايا العتيبي

    21/ 12/ 1430 هـ
    منقول من البيضاء

  • #2
    اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حمدا كثيرا والصلاة والسلام على سيد البشر كبيرا وصغيرا ، وعلى من اقتفى أثره تحريرا وتحبيرا ، فعظم في نفسه الأمر والنهي ووقره توقيرا ،فتصالح مع إخوانه تقريرا وتقديرا ، وعلى الصحابة الذين دمروا البغضاء والشحناء التي بينهم تدميرا ، حتى يئس الشيطان أن يعبد ورضي باليسير الحقيرا ، وسلم تسليما عظيما أولا وأخيرا .
    أما بعد :
    فقد أثلج صدورنا هذا الخبر العظيم ،وهو الدعوة إلى الصلح بين السلفيين ،وفرحنا كثيرا أن يستجيب كل الأطراف لهذا الصلح ، وأن يعظموا أمر الله بالصلح في نفوسهم ، ويتنادوا فيما بينهم هلموا إلى الوداد ، هلموا إلى تناسي الأحقاد ، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالصلح وترك الإفساد ، فقال جلت قدرته في نفوس المؤمنين من العباد : {{ اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم }} سورة الأنفال :[1] قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله [ج2/187]: عليكم إذا حكم الله ورسوله أن ترضوا بحكمهما ، وتسلموا الأمر لهما ، وذلك داخل في قوله :[ فاتقوا الله ]بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، [وأصلحوا ذات بينكم ] أي أصلحوا ما بينكم من التشاحن ، والتقاطع ، والتنابز ، بالتوادد ، والتحاب ، والتواصل ، فبذلك تجتمع كلمتكم ، ويزول ما يحصل – بسبب التقاطع – من التخاصم ، والتشاجر ، والتنازع ، ويدخل في إصلاح ذات البين تحسين الخلق لهم ، والعفو عن المسيئين منهم فإنه – بذلك – يزول كثير مما يكون في القلوب من البغضاء والتدابر . والأمر الجامع لذلك كله :قوله تعالى : {{ وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين }}.
    وقال ابن كثير رحمه الله [ج2/ 1260]اتقوا الله في أموركم ، وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا،ولا تخاصموا ولا تشاجروا فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما نختصمون بسببه .أ.هـ
    فلا شك أن المنهج الذي من الله به عليكم وهو سبيل المؤمنين على منهاج النبوة ، ومنهج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة المرضية خير مما تتخاصمون بسببه من حظوظ النفس ، والانتصار لها ، والتعصب ، والعناد والتناجي بالفساد ، مما يوجب الفرقة وتمزيق الصف – أيدي سبأ - مما ذمه الله تعالى وجعله كله شر وذلك في قوله سبحانه :{{ لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس }}قال : الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي [ج1/ 407]: [أو إصلاح بين الناس ] والإصلاح لايكون إلا بين متنازعين متخاصمين ، والنزاع والخصام ، والتغاضب ، يوجب من الشر والفرقة مالا يمكن حصره ،فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض ، بل وفي الأديان ، كما قال تعالى :{{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }}.
    قلت: أي في الدين ، فهو أفضل نعمة تفضل الله بها عليكم ، وأفضل رابط يؤلف بين قلوبكم :{{ واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ...}}.
    والاعتصام بحبل الله وعدم الاختلاف عليه والتفرق بسببه يوجب المودة والمحبة ، والأخوة ، فقد قال سبحانه : {{ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ،واتقوا الله لعلكم ترحمون}} فنظروا يرحكمك الله فحيثما أمر بالإصلاح بين ذات البين بين الإخوة المؤمنين عقب عليها بقوله تعالى :{{ واتقوا الله }}مما يفيد أن الإصلاح يورث التقوى التي تكون سببا لحصول الرحمة :{{ لعلكم ترحمون }}.
    واعلموا يرحمني الله وإياكم أن الصلح بين المسلمين واجب فيكف بأصحاب المنهج الحق ، والقول الصدق فهم أولى وبأصلاحهم ما بينهم يحصل خير عظيم لهذه الأمة فقد قال تعالى : {{ والصلح خير }} قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [شرح رياض الصالحين [ج2/161] : هذه جملة عامة في جميع الأمور ، وقل الله تعالى بعدها :{{ وأحضرت الأنفس الشح }} إشارة إلى أن الإنسان ينبغي له عند الإصلاح أن يتنازل عما في نفسه ، وأن لايتبع نفسه لأنه إذا اتبع نفسه فإن النفس شحيحة ، ربما يريد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملا فإن الصلح يتعذر لأنك إذا أردت أن تأخذ بحقك كاملا وأراد صاحبك أن يأخذ بحقه كاملا لم يكن إصلاحا .
    لكن إذا تنازل كل واحد من المتنازعين وغلب شح نفسه حصل الخير ، ويحصل بذلك الصلح، وقال تعالى : {{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }}فأمر الله عز وجل بالإصلاح بين المتقاتلين من المؤمنين .
    المهم أن الإصلاح كله خير ، والساعي في الإصلاح بين الناس ، أفضل من القانت بالصلاة ، والصيام ، والصدقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<< ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة ؟قالوا: بلى . قال: إصلاح ذات البين . قال : وفساد ذات البين هي الحالقة >> رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وهو في صحيح الترمذي [ح 2037] فماذا تريدون من الفضل بعد هذا الفضل؟ولماذا التغافل والتفريط في هذا الفضل العظيم والدرجة الرفيعة ؟ والمصلح لابد أن يصلح الله سعيه ، كما أن الساعي في الإفساد ، لايصلح الله عمله ، ولايتم له مقصوده كما قال تعالى :{{ إن الله لا يصلح عمل المفسدين }}.فمن كان سببا أو عائقا في طريق الإصلاح بين السلفيين فهو أحد رجلين :
    1- أن يكون متسترا مندسا بين صفوفهم لايريد أن تجتمع كلمتهم لأن في اجتماعها خير كبير وكثير لهذه الأمة ، بل إن عودة الدين وانتصاره متوقف على القوة التي تكمن في التراص والإتحاد بينهم ، فكل منقبة ثبتت لهذه الأمة من وسطية ، وعلم ، وجهاد ، ودعوة وأمر بمعروف ونهي عن المنكر فهو للطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي ينتسب إليها السلفيون ثابت من باب أولى ، فهذا الدين لايقوم إلا على أكتافهم ، لتمسكهم بالفهم الصحيح الذي كان عليه الرعيل الأول من السلف الصالح والأسباب التي تمكن بها الإسلام في عهده الأول .
    2 – جاهل حقود أحضرت نفسه الشح فهو شحيح النفس لا يريد الخير ، من الغوغاء والاتباع الرعاع النفعيين الذين يريدون ان تبقى دار لقمان على حالها لما لهم من مصالح ضيقة ، ونفع دنيوي والله المستعان .
    والمهم أن نتصالح من أنفسنا أولا ثم نسعى للصلح بين إخواننا ومن حولنا بصدق وإخلاص حتى يحصل الخير الكثير كما قال تعالى :{{ ومن يفعل ذلك أبتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما }} فكونوا رحمكم الله مفاتيح خير مغاليق شر ، وابشروا بعظيم الأجر .
    وأخيرا أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح بين المسلمين جميعا والسلفيين خصوصا ، كما أسأله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين.
    وكتب:
    أخوكم ومحبكم في الله
    أبو بكر يوسف لعويسي .

    تعليق


    • #3
      الحمد لله وبعد :
      فقد سرنا مابلغ مسامعنا وفرحنا بما يسره الله من بركة الرجوع للحق وإجتماع الصف السلفي، هذا وإذ تتفلت منا العبارات في مثل هذه الفرحة فماعسانا إلا أن نقول كما قال بشر بن الحارث رحمه الله :((الصبر هو الصمت والصمت من الصبر ولا يكون المتكلم أورع من الصامت إلا رجل عالم يتكلم في موضعه ويسكت في موضعه.( الحلية 8/341)
      نسأل الله أن يحفظ علينا صدق القول وسلامة اللسان وأن يرد كل منحرف عن الحق إليه إنه ولي ذلك والقادر .

      عن مرزوق الموصلي قال: قال لي خليد بن دعلج: دع من الكلام إلا ما لك منه بُد، فعسى إن فعلت ذلك تسلم ولا أراك. ( الصمت/430)

      أخوكم ومحبكم أبو صهيب نورالدين الجزائري

      تعليق

      يعمل...
      X