من ظن أنه يكفيه تعلما فليبك على نفسه !!!
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:
مرض أبو يوسف - وقد كان تلميذاً لأبي حنيفة - مرضاً شديداً ..
فعاده أستاذه الإمام أبو حنيفة مراراً .. فلما صار إليه آخر مرة رآه ثقيلاً .. فاسترجع ثم قال:
"لقد كنت أؤمله بعدي للمسلمين .. ولئن أصيب الناس به ليموتن علم كثير"
ثم رُزق أبو يوسف العافية وخرج من العلة .. فلما أخبر بقول أبى حنيفة فيه .. ارتفعت نفسه وانصرفت وجوه الناس إليه .. فعقد لنفسه مجلساً في الفقه وقصَّر عن لزوم مجلس أبي حنيفة.
وسأل أبو حنيفة عنه .. فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلساً بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه ..
فدعا أبو حنيفة رجلاً وقال له: صِر إلى مجلس أبي يوسف فقل له :
"ما تقول فى رجل دفع إلى قصَّار (محترف صبغ الثياب) ثوباً ليصبغه بدرهم .. فصار إليه بعد أيام فى طلب الثوب .. فقال له القصَّار: ما لك عندي شيء وأنكره .. ثم إن صاحب الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مصبوغاً .. أله أجرة؟؟ فإن قال أبو يوسف له أجرة .. فقل له أخطأت .. وإن قال لا أجر له .. فقل له أخطأت".
فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله ..
فقال أبو يوسف : له الأجرة ..
قال الرجل: أخطأت .. ففكر ساعة
ثم قال: لا أجرة له .. فقال له: أخطأت.
فقام أبو يوسف من ساعته فأتى أبا حنيفة ..
فقال له : ماجاء بك إلا مسألة القصَّار ..
قال: أجل. فقال أبو حنيفة: سبحان الله! من قعد يفتي الناس وعقد مجلساً يتكلم في دين الله .. لا يُحسن الإجابة في مسألة الإجارات؟!
فقال يا أبا حنيفة علمني.
فقال: إن صبغه القصَّار بعدما غصبه فلا أجرة له لأنه صبغ لنفسه .. وإن كان صبغه قبل أن يغصبه فله الأجرة لأن صبغه لصاحبه.
ثم قال: "من ظن أن يستغني عن التعلم فليبك على نفسه"
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:
مرض أبو يوسف - وقد كان تلميذاً لأبي حنيفة - مرضاً شديداً ..
فعاده أستاذه الإمام أبو حنيفة مراراً .. فلما صار إليه آخر مرة رآه ثقيلاً .. فاسترجع ثم قال:
"لقد كنت أؤمله بعدي للمسلمين .. ولئن أصيب الناس به ليموتن علم كثير"
ثم رُزق أبو يوسف العافية وخرج من العلة .. فلما أخبر بقول أبى حنيفة فيه .. ارتفعت نفسه وانصرفت وجوه الناس إليه .. فعقد لنفسه مجلساً في الفقه وقصَّر عن لزوم مجلس أبي حنيفة.
وسأل أبو حنيفة عنه .. فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلساً بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه ..
فدعا أبو حنيفة رجلاً وقال له: صِر إلى مجلس أبي يوسف فقل له :
"ما تقول فى رجل دفع إلى قصَّار (محترف صبغ الثياب) ثوباً ليصبغه بدرهم .. فصار إليه بعد أيام فى طلب الثوب .. فقال له القصَّار: ما لك عندي شيء وأنكره .. ثم إن صاحب الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مصبوغاً .. أله أجرة؟؟ فإن قال أبو يوسف له أجرة .. فقل له أخطأت .. وإن قال لا أجر له .. فقل له أخطأت".
فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله ..
فقال أبو يوسف : له الأجرة ..
قال الرجل: أخطأت .. ففكر ساعة
ثم قال: لا أجرة له .. فقال له: أخطأت.
فقام أبو يوسف من ساعته فأتى أبا حنيفة ..
فقال له : ماجاء بك إلا مسألة القصَّار ..
قال: أجل. فقال أبو حنيفة: سبحان الله! من قعد يفتي الناس وعقد مجلساً يتكلم في دين الله .. لا يُحسن الإجابة في مسألة الإجارات؟!
فقال يا أبا حنيفة علمني.
فقال: إن صبغه القصَّار بعدما غصبه فلا أجرة له لأنه صبغ لنفسه .. وإن كان صبغه قبل أن يغصبه فله الأجرة لأن صبغه لصاحبه.
ثم قال: "من ظن أن يستغني عن التعلم فليبك على نفسه"