السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
فإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة ، أن قيّض لها علماء ربانيون ، قاموا بالدفاع عن الإسلام والذب عنه ، ووقفوا ضد أعداءه وحذروا منهم ، ودعوا إلى اتّباع الكتاب والسنة ، وكان من أولئك العلماء الكبار ، شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن تيميّة - رحمه لله - فقد جاهد في سبيل الله بالبيان والسنان ، وكان لمؤلفاته ومصنفاته العظيمة ، أثر كبير ، ونفع كثير ، فكانت بحق : هداية للحيارى ، وإغاثة للغريق ، وإنارة للطريق ، ومرجعاً لكل متمسك بالكتاب والسنة ، ولهذا اهتمّ بها العلماء وطلابهم ، وعنوا بها أشد عناية ، - رحمهم الله تعالى بواسع رحمته - .
وقد أحببت أن أشارك في الأجر ونفع المسلمين بما تيسر من ( إجابات شيخ الإسلام ) فوضعت الأسئلة ونقلت جواب شيخ الإسلام بنصّه وبدون إضافة أو زيادة .
رحم الله شيخ الإسلام بن تيمية وغفر له ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وضاعف المثوبة لمن قام بطباعة ونشر كتبه وتوزيعها ابتغاء ثواب الله عز وجل .
س1- ما هو موقف أهل السنة من الصحابة - رضي الله عنهم - ؟
ج1- من أصول أهل السنة والجماعة : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى :
{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }.
[ شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 184 ]
س2 - ما هو موقف أهل السنة من آل البيت ؟
ج2 - يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم :
( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال أيضاً للعباس عنه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) .
[ شرح العقيدة الواسطية ص 195 ]
س3 - ما هو موقف أهل السنة من أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج3 - يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة ، خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية ، والصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :
( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .
[ شرح العقيدة الواسطية ص 198 ]
س4 - ما هو موقف أهل السنة من الروافض والنواصب ؟
ج4 - يتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل .[ شرح العقيدة الواسطية ص 201 ]
س5 - ما هو موقف أهل السنة مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم ؟
ج5 - يمسكون عما شجر بين الصحابة ، ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم ، منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص ، وغيّر عن وجهه ، والصحيح منه : هم فيه معذورون ، إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون ، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كلّ واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، حتى أنهم يغفر لهم من السيئات مالا يغفر لمن بعدهم ، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم ، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون ، وأن المدّ من أحدهم إذا تصدّق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم ، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه أو غُفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحقَقَة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا لهم أجر واحد والخطأ مغفور ، ثم القدر الذي ينكر من فعلهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله .
[شرح العقيدة الواسطية ص 201 - 202 ]
س6 - ما هو أصل قول الرافضة ؟
ج6 - أصل قول الرافضة : أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي نصاً قاطعاً للعذر ، وأنه إمام معصوم ومن خالفه كفر ، وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص وكفروا بالإمام المعصوم ، واتبعوا أهواءهم ، وبدلوا الدين ، وغيّروا الشريعة ، وظلموا واعتدوا ، بل كفروا إلا قليلاً : إما بضعة عشر أو أكثر ، ثم يقولون : إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين ، وقد يقولون : بل آمنوا ثم كفروا ، وأكثرهم يكفر من خالف قولهم ، ويسمون أنفسهم المؤمنين ، ومن خالفهم كفاراً .
[ مجموع فتاوى ج3 ص 356 ]
س7 - كيف يفعل الرافضة إذا تعارض عندهم قولان ؟
ج7 - رأيت طائفة من شيوخ الرافضة كابن العود الحلي يقول : إذا اختلفت الإمامية على قولين ، أحدهما يعرف قائله ، والآخر لا يعرف قائله ، كان القول الذي لا يعرف قائله هو الحق الذي يجب اتّباعه ، لأن المنتظر المعصوم في تلك الطائفة . وهذا غاية الجهل والضلال ، فإنه بتقدير وجود المنتظر المعصوم ، لا يعلم أنه قال ذلك القول ، إذ لم ينقله عنه أحد ، ولا عمّن نقله عنه ، فمن أين يجزم بأنه قوله ؟ ولم لا يجوز أن يكون القول الآخر هو قوله ، وهو لغيبته وخوفه من الظالمين لا يمكنه إظهار قوله ، كما يدّعون ذلك فيه ؟! فكان أصل دين هؤلاء الرافضة مبنياً على مجهول ومعدوم ، لا على موجود ولا معلوم ، يظنون أن إمامهم موجود معصوم ، وهو مفقود معدوم ، ولو كان موجوداً معصوماً ، فهم معترفون بأنهم لا يقدرون أن يعرفوا أمره ونهيه ، كما كانوا يعرفون أمر آبائه ونهيهم . [منهاج السنة ج1 ص 89 - 90 ]
س8 - ما هي حقيقة التوحيد ؟
ج8 - حقيقة التوحيد : أن نعبد الله وحده ، فلا يدعى إلا هو ، ولا يخشى ولا يتّقى إلا هو ، ولا يتوكل إلا عليه ، ولا يكون الدين إلا له ، لا لأحد من الخلق ، وأن لا نتخذ الملائكة والنبييّن أرباباً ، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم .
[ منهاج السنة ج 3 ص 490 ]
س9 - ماذا أحدث أهل الأهواء في يوم عاشوراء ؟
ج9 - أحدث بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من التعطش والتحزن والتجمع وغير ذلك من الأمور المحدثة التي لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف لا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من غيرهم ، لكن لما أكرم الله فيه سبط نبيه ، أحد سيدي شباب أهل الجنة ، وطائفة من أهل بيته ، بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله ، وكانت هذه مصيبة عند المسلمين ، يجب أن تتلقى بما يتلقى به المصائب ، من الاسترجاع المشروع ، فأحدث بعض أهل البدع ، في مثل هذا اليوم خلاف ما أمر الله به عند المصائب ، وضموا إلى ذلك من الكذب والوقيعة في الصحابة البرآء من فتنة الحسين رضي الله عنه ، وغيرها ، أموراً أخرى ، مما يكرهها الله ورسوله ، وقد روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعاً وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثلها يوم أصيب ) " رواه أحمد وابن ماجة " . فتدبر كيف روى مثل هذا الحديث الحسين رضي الله عنه ، وعنه بنته التي شهدت مصابه . وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتم فهذا ليس في دين المسلمين ، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب . ثم فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل .
وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها ، مثل : فضل الاغتسال فيه ، أو التكحل ، أو المصافحة ، وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة ، كلها مكروهة ، وإنما المستحب صومه . وقد روي في التوسيع على العيال في آثار معروفة ، أعلى ما فيها حديث إبراهيم ابن محمد بن المنتشر عن أبيه قال : ( بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ) رواه عنه ابن عيينه . وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله . والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة ، والرافضة ، فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتماً ، فوضع أولئك فيه آثاراً تقتضي التوسع فيه ، واتخاذه عيداً ، وكلاهما باطل .
[ اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص 624 - 625 - 626 - 627 ]
س10 - على ماذا يبنى الشرك والبدع ؟
ج10 - الشرك والبدع مبناها على الكذب والافتراء ، ولهذا : كلّ من كان عن التوحيد والسنة أبعد ، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب ، كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركاً ، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ، ولا أبعد عن التوحيد منهم ، حتى أنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها عن الجماعات والجمعات ، ويعمرون المشاهد التي على القبور ، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها ، والله سبحانه في كتابه إنما أمر بعمارة المساجد لا المشاهد .
[ اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص 759 - 760 ]
يتبع...
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
فإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة ، أن قيّض لها علماء ربانيون ، قاموا بالدفاع عن الإسلام والذب عنه ، ووقفوا ضد أعداءه وحذروا منهم ، ودعوا إلى اتّباع الكتاب والسنة ، وكان من أولئك العلماء الكبار ، شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن تيميّة - رحمه لله - فقد جاهد في سبيل الله بالبيان والسنان ، وكان لمؤلفاته ومصنفاته العظيمة ، أثر كبير ، ونفع كثير ، فكانت بحق : هداية للحيارى ، وإغاثة للغريق ، وإنارة للطريق ، ومرجعاً لكل متمسك بالكتاب والسنة ، ولهذا اهتمّ بها العلماء وطلابهم ، وعنوا بها أشد عناية ، - رحمهم الله تعالى بواسع رحمته - .
وقد أحببت أن أشارك في الأجر ونفع المسلمين بما تيسر من ( إجابات شيخ الإسلام ) فوضعت الأسئلة ونقلت جواب شيخ الإسلام بنصّه وبدون إضافة أو زيادة .
رحم الله شيخ الإسلام بن تيمية وغفر له ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وضاعف المثوبة لمن قام بطباعة ونشر كتبه وتوزيعها ابتغاء ثواب الله عز وجل .
س1- ما هو موقف أهل السنة من الصحابة - رضي الله عنهم - ؟
ج1- من أصول أهل السنة والجماعة : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى :
{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }.
[ شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 184 ]
س2 - ما هو موقف أهل السنة من آل البيت ؟
ج2 - يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم :
( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال أيضاً للعباس عنه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) .
[ شرح العقيدة الواسطية ص 195 ]
س3 - ما هو موقف أهل السنة من أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج3 - يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة ، خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية ، والصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :
( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .
[ شرح العقيدة الواسطية ص 198 ]
س4 - ما هو موقف أهل السنة من الروافض والنواصب ؟
ج4 - يتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل .[ شرح العقيدة الواسطية ص 201 ]
س5 - ما هو موقف أهل السنة مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم ؟
ج5 - يمسكون عما شجر بين الصحابة ، ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم ، منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص ، وغيّر عن وجهه ، والصحيح منه : هم فيه معذورون ، إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون ، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كلّ واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، حتى أنهم يغفر لهم من السيئات مالا يغفر لمن بعدهم ، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم ، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون ، وأن المدّ من أحدهم إذا تصدّق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم ، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه أو غُفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحقَقَة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا لهم أجر واحد والخطأ مغفور ، ثم القدر الذي ينكر من فعلهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله .
[شرح العقيدة الواسطية ص 201 - 202 ]
س6 - ما هو أصل قول الرافضة ؟
ج6 - أصل قول الرافضة : أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي نصاً قاطعاً للعذر ، وأنه إمام معصوم ومن خالفه كفر ، وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص وكفروا بالإمام المعصوم ، واتبعوا أهواءهم ، وبدلوا الدين ، وغيّروا الشريعة ، وظلموا واعتدوا ، بل كفروا إلا قليلاً : إما بضعة عشر أو أكثر ، ثم يقولون : إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين ، وقد يقولون : بل آمنوا ثم كفروا ، وأكثرهم يكفر من خالف قولهم ، ويسمون أنفسهم المؤمنين ، ومن خالفهم كفاراً .
[ مجموع فتاوى ج3 ص 356 ]
س7 - كيف يفعل الرافضة إذا تعارض عندهم قولان ؟
ج7 - رأيت طائفة من شيوخ الرافضة كابن العود الحلي يقول : إذا اختلفت الإمامية على قولين ، أحدهما يعرف قائله ، والآخر لا يعرف قائله ، كان القول الذي لا يعرف قائله هو الحق الذي يجب اتّباعه ، لأن المنتظر المعصوم في تلك الطائفة . وهذا غاية الجهل والضلال ، فإنه بتقدير وجود المنتظر المعصوم ، لا يعلم أنه قال ذلك القول ، إذ لم ينقله عنه أحد ، ولا عمّن نقله عنه ، فمن أين يجزم بأنه قوله ؟ ولم لا يجوز أن يكون القول الآخر هو قوله ، وهو لغيبته وخوفه من الظالمين لا يمكنه إظهار قوله ، كما يدّعون ذلك فيه ؟! فكان أصل دين هؤلاء الرافضة مبنياً على مجهول ومعدوم ، لا على موجود ولا معلوم ، يظنون أن إمامهم موجود معصوم ، وهو مفقود معدوم ، ولو كان موجوداً معصوماً ، فهم معترفون بأنهم لا يقدرون أن يعرفوا أمره ونهيه ، كما كانوا يعرفون أمر آبائه ونهيهم . [منهاج السنة ج1 ص 89 - 90 ]
س8 - ما هي حقيقة التوحيد ؟
ج8 - حقيقة التوحيد : أن نعبد الله وحده ، فلا يدعى إلا هو ، ولا يخشى ولا يتّقى إلا هو ، ولا يتوكل إلا عليه ، ولا يكون الدين إلا له ، لا لأحد من الخلق ، وأن لا نتخذ الملائكة والنبييّن أرباباً ، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم .
[ منهاج السنة ج 3 ص 490 ]
س9 - ماذا أحدث أهل الأهواء في يوم عاشوراء ؟
ج9 - أحدث بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من التعطش والتحزن والتجمع وغير ذلك من الأمور المحدثة التي لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف لا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من غيرهم ، لكن لما أكرم الله فيه سبط نبيه ، أحد سيدي شباب أهل الجنة ، وطائفة من أهل بيته ، بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله ، وكانت هذه مصيبة عند المسلمين ، يجب أن تتلقى بما يتلقى به المصائب ، من الاسترجاع المشروع ، فأحدث بعض أهل البدع ، في مثل هذا اليوم خلاف ما أمر الله به عند المصائب ، وضموا إلى ذلك من الكذب والوقيعة في الصحابة البرآء من فتنة الحسين رضي الله عنه ، وغيرها ، أموراً أخرى ، مما يكرهها الله ورسوله ، وقد روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعاً وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثلها يوم أصيب ) " رواه أحمد وابن ماجة " . فتدبر كيف روى مثل هذا الحديث الحسين رضي الله عنه ، وعنه بنته التي شهدت مصابه . وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتم فهذا ليس في دين المسلمين ، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب . ثم فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل .
وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها ، مثل : فضل الاغتسال فيه ، أو التكحل ، أو المصافحة ، وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة ، كلها مكروهة ، وإنما المستحب صومه . وقد روي في التوسيع على العيال في آثار معروفة ، أعلى ما فيها حديث إبراهيم ابن محمد بن المنتشر عن أبيه قال : ( بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ) رواه عنه ابن عيينه . وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله . والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة ، والرافضة ، فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتماً ، فوضع أولئك فيه آثاراً تقتضي التوسع فيه ، واتخاذه عيداً ، وكلاهما باطل .
[ اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص 624 - 625 - 626 - 627 ]
س10 - على ماذا يبنى الشرك والبدع ؟
ج10 - الشرك والبدع مبناها على الكذب والافتراء ، ولهذا : كلّ من كان عن التوحيد والسنة أبعد ، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب ، كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركاً ، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ، ولا أبعد عن التوحيد منهم ، حتى أنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها عن الجماعات والجمعات ، ويعمرون المشاهد التي على القبور ، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها ، والله سبحانه في كتابه إنما أمر بعمارة المساجد لا المشاهد .
[ اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص 759 - 760 ]
يتبع...
تعليق