قال فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله ومن اتبع هداه ، أما بعد : أيها الأحبة طلاب العلم - طلاب الشيخ مقبل في اليمن ؛ وفي كل مكان - : أشكروا الله - تبارك وتعالى - على ما أنعم به عليكم ؛ من معرفة مذهب السلف الصالح المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أحمدوا الله على هذا ؛ وعلى دعوتكم العظيمة التي أضاءت اليمن ، وبددت ظلمات الجهل والشرك والخرافات والرفض ؛ فأنتم - والله - في نعمة عظيمة يحسدكم الأعداء أشد الحسد ويتربصون بكم الدوائر ، ويحبون مثل هذا الخلاف ومثل هذه الفتنة ؛ فمن كان يحترم هذه الدعوة ومخلصًا لله فيها ؛ فليحاول أن يحافظ على هذه الدعوة ، وذلك بإجتماع الكلمة ونبذ الفرقة ؛ فإن الخلاف شر : ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ . ( الريح : القوة ) .
دعوتكم قوية ؛ لكن بهذا الخلاف ستضعف وتفشل ! والفتنة كما يقال : قال سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب : أنهم كانوا عند الفتن يتمثلون بهذه الأبيات :
الحربُ أول ما تكون فتيةً ... تسعى بزينتها لكل جهولٍ
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... ولت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتنكرت ... مكروهة للشم والتقبيل
الحرب أول ما تكون - ما شاء الله - يزخرف الشيطان - وشياطين الإنس - للجهلاء ؛ فيقعون فيها ، فإذا اشتعلت وشب ضرامها تبين لهم بعدئذ العواقب الوخيمة لهذه الفتنة ، فالعاقل يدرك الفتن عند إقبالها ، والجاهل لا يعرف الفتنة إلا بعد إدبارها ، وأرجوا أن تكونوا - هنا وفي اليمن - جميعًا عقلاء ، ومن أفضل العقلاء ، أرجوا أن تكونوا على هذا المستوى العالي ، ما تتسارعون إلى الفتنة وتشعلونها ؛ وتصبون عليها البنزين - كما يُقال - ، النار تحتاج إلى ماء يطفئها ، أما البنزين فيشعلها - والله - الكلام ، والله بنزين ووقود هذه الفتنة .
فأنا أنصحكم : بحفظ ألسنتكم عن الخوض في هذه الفتنة ، وأن تتآخوا فيما بينكم - بارك الله فيكم - ، ومن حصل بينهم شيء من التنافر ؛ فعليهم أن يؤوبوا إلى الحق ، الشيخ يحيى من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والشيخ عبد الرحمن من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والدعوة السلفية تحتاج إلى أكثر وأكثر من هذا العدد ، تحتاج إلى مراكز ودعوات ودعاة وإلى آخره ، اليمن فيه أكثر من عشرين مليون ؛ فيحتاجون - والله - إلى مئات وألوف من الدعاة - بارك الله فيكم - .
الآن إثنان يتناحران - لا ينبغي ! - والسبب في هذا : هو تدخل أهل الفتن لإشعال نيران هذه الفتنة ، أدركوا هذا - بارك الله فيكم - .
وقد اتصل عليَّ الشيخ مقبل مرةً ، قال : بلغني أنك تقول في حلقاتنا حزبيون ! فقلت : أنا ما أذكر أني قلت هذا ؛ لكن أقول لك الآن : نعم ! أؤكد لك هذا .
فإن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة ؛ فجعلوا للشيخ الألباني بطانة ، وللشيخ بن باز بطانة ، والرجال الأمراء بطانة ، وكل عالم جعلوا له بطانة ؛ ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات ، فلا نأمن الدَّس .
يا إخوة ! : أن يكون هناك ولو اثنان أو ثلاثة في كل جبهة - إثنان ... ثلاثة - من أهل الفتن مدسوسين ، أهل دماج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة ، وإخوانكم في الجنوب شرفاء وأهل سنة ، لكن لا نأمن أن يكون هناك من هو مدسوس من قِبَلِ الأعداء ، ولو كان عددهم قليلاً ، ولا نستبعد ، ولا يستبعد هذا إلا من لا يعرف تأريخ الإسلام .
فاندس المنافقون في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعدد قليل ! في غزوة أُحُد إنفصل عبد الله بن أُبَي بثلاثمائة من ألف ! دماج بما فيها : خمسة آلاف ستة آلاف تسلم كلها ! ما فيها دس ؟ فيهم مدسوسون - والله - يؤججون ويشعلون نار الفتنة ، وفي الجنوب - أيضًا - أناس مدسوسون ، خليهم إثنين ثلاثة ، ما نحكم على إخواننا كلهم - بارك الله فيكم - .
قد يكون فيهم مدسوسون من " الإخوان " ، من جماعة " أبي الحسن " - من غيرهم - من جماعة " الحكمة " ، من غيرهم - بارك الله فيكم - ؛ فتنبهوا لهذه الأشياء . في جيش علي بن أبي طالب كان فيه أناس مدسوسون - بارك الله فيكم - ، أشعلوا نار الفتنة ، وصارعوا بين الإخوة ، بين علي - رضي الله عنه - ومعه مجموعة من الصحابة من جهة ، وبين الزبير - بارك الله فيك - وطلحة من جهة أخرى . عرفتم ؟ في ذلك العهد الزاهر ! في أول الدعوة السلفية ! كيف الآن نأمن أن يدس الأعداء في صفوفنا من يفرقونا - بارك الله فيكم - !؟
يا إخوتاه ! : الذي يحب هذه الدعوة ويحترمها ، ويريد لها الظهور ويريد لها النجاح ؛ فعليه أن يلزم الصمت ، وأن ينصح من يتكلم ، ولا يجاري هذه الفتنة ، إخوانكم والشيخ يحيى من أفاضل العلماء ، ولهم ميزات - والله - لا توجد الآن في الدنيا ، يدرسون لا للشهادات ، ويدرِّسون لا لأجل الأموال ، يعني الآن في الإمارات ، في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف ، ثلاثين ألفًا ، وهؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها ، يدرسون لله ويعلِّمون لوجه الله - سبحانه وتعالى - ، فهذه - والله - ميزة لكم ، وميزة لدعوتكم ، فأحترموا هذه النعمة ، واحرصوا على أن تبقى قوية - بارك الله فيكم - ، ونحن سنطلب من مشايخ اليمن أن يجتهدوا ويجدُّوا في إطفاء هذه الفتنة ، وأوجه رجائي للأطراف جميعًا ، للشيخ يحيى وللشيخ عبد الرحمن ومن معهما ممن حصل بينهم خلاف ، أوجه لهم رجائي مع رجائكم : أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض ، وأن يحذفوا مقالاتهم من المواقع الفضائية " الإنترنت " ، أن يحذفوا كل المقالات ، وأن يكفوا ألسنتهم ، وأن يحرقوا النشرات التي تبودلت ، وأن تعود الأمور إلى مجاريها ، وعلى الأقل الخطوة الأولى - الآن - السكوت من الأطراف كلها ، وإبعاد هذه المقالات الموجودة التي تؤجج نيران الفتن في المواقع ، في موقع الشِّحر وموقع الشيخ يحيى ، وغيرها من المواقع ، أرجوا أن يتحقق هذا الأمل وهذا المطلب - بارك الله فيكم - .
والحمد لله هناك علماء عقلاء ساعين في إطفاء هذه الفتنة ، وما ينبغي للصغار أن يتصارعوا وأن يتناحروا ، هذا ينحاز لهذا وهذا ينحاز هذه طريقة أهل البدع - يا إخوة ! - الذين ما عندهم عقول وما عندهم تمييز ، ولا عندهم مبادئ ولا عندهم أصول ، أنتم عندكم مبادئ وعندكم أصول تستندون إليها خاصة في مواجهة هذه الفتن - بارك الله فيكم - .
أنا أوصيكم : بتقوى الله - عز وجل - ، والإخلاص لله - عز وجل - ، والجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : بعدم الخوض فيها .
ثانيًا : من عنده عقل ورأي ؛ فليدلي برأيه في إطفاء هذه الفتنة بالسكوت - بارك الله فيك - ، وتحقيق هذه المطالب التي نطلبها من إخواننا في اليمن .
أولاً : السكوت ما أحد يتكلم في أخيه ؛ لأنهم ليسوا أهل بدع ، - والله - لو كان أحد الطرفين مبتدعًا لرفعنا صوتنا عليه وبينا بدعته ، لكن ليس فيهم مبتدع ، ليس فيهم داعية إلى بدعة ، ليس فيهم شيء ، فيهم أغراض شخصية - والله أعلم - أشعلها كما قلت هؤلاء المدسوسون من هنا ومن هناك ؛ ولو كان عددهم قليل - بارك الله فيكم - كلهم سلفيون ، وكلهم أفاضل ، وكلهم - إن شاء الله - مجاهدون - بارك الله فيكم - .
والشيطان ما يفرح بشيء مثل الخلاف ، ما يفرح بشيء مثل الخلاف : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِينًا ﴾ .
فأرجوكم يا إخوة ! : إذا كان بينكم خلافات ؛ فتصافحوا الآن - من الآن - وأن تعاهدوا الله أنكم ما تسهمون في هذه الفتنة إلا بمايطفئها ويقضي عليها ، هذا واجبهم يا إخوة .
هل تظنون أن هناك بدع موجودة يتصارعون عليها ؟! هذا مبتدع - وهذا - أبدًا ، يعني قد كتب بعض الناس أشياء رأينا أنها غلط - بارك الله فيكم - ، فلا ننجرف وننجر وراء قيل وقال وما شاكل ذلك ؛ فنخسر هذه الدعوة العظيمة التي ميزكم الله - تبارك وتعالى - بها ، أحمدوا الله على هذه النعمة ، واشكروه ، وحافظوا على هذه النعمة ، ودوركم في هذا هو الجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : أنتم هنا في المملكة ما أحد يختلف مع أحد ، وإخوانكم في اليمن ، نرجوا من المشايخ الكبار أن يسعوا في إطفاء هذه الفتنة ، نرجوا من أطراف الخلاف أن يسكتوا ، وأن ينهوا هذا الكلام المتبادل في المواقع الذي يشمت بكم الأعداء وبدعوتكم وبدعوتنا جميعًا ، والحمد لله هذه دعوة الجميع ، ويفرحهم - والله ما يفرحون بشيء - مثل هذا الصراع الداخلي ، هم لا يستطيعون أن يشقوا الصفوف ، لا يستطيعون إلا بالدس فقط ، بدس بعض المجرمين - بارك الله فيكم - ، أما أن يأتوا ويفرقوا هكذا ويضربوا الدعوة السلفية لا يستطيعون ، لكن لما يكون الضرب من الداخل هذا والله أخطر شيء .
فأنا يا إخوة : أعيد وأكرر رجائي للجميع بالجد في إطفاء هذه الفتنة ، والتآخي والتلاحم فيما بينكم - هنا وفي اليمن - ، ومن سبق إلى أخيه منه إساءة ؛ فليتحلل من أخيه ، ولا يمنعه الحياء ولا غيره من أن يتحلل ، فإنه والله لمن الشرف العظيم ومن التواضع ومن الأدلة والبرهنة على أن هذا الذي وقع في الخطأ أنه محب للحق ، وأنه سلفي حقًا وحقيقةً .
أسأل الله أن ينهي هذه الفتنة ، وتضرعوا إلى الله بالدعاء أن ينهي هذه الفتنة ، وساهموا يا إخوة وأسهموا في إطفائها بما ذكرت لكم ، سدد الله خطاكم وبارك فيكم ، وألَّف بين قلوب الجميع ، إن ربنا لسميع الدعاء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم - الله يبارك فيكم ويحفظنا وإياكم - .
قال أحد الحضور : هل يوجد من عنده إشكال ؟
الشيخ : ولا إشكال وخوض ولا سؤال ، أطفئوا لا أسئلة ولا أجوبة الآن خلوا هدفكم وشغلكم وغايتكم هو إطفاء هذه الفتنة بس ، الكلام يؤججها ، لا تتكلموا - بارك الله فيكم - ، ولا تتعصبوا لا لهذا الطرف ولا لذاك الطرف ، كلهم إخوانكم ، كلهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد ولله الحمد ، ولهم آثار كبيرة ولله الحمد في نصرة هذه الدعوة ونشرها ، وفق الله الجميع .
أنا قلت للشيخ مقبل في مناسبة غير هذه : كان جاء تهديد من دول الخليج أننا سنسعى للتفرقة بين الشيخ ربيع والشيخ مقبل ، بلغني هذا الكلام فاتصلت على الشيخ مقبل ، فقلت : بلغني أنه هناك من يريد أن يفرق بيننا وبينكم ، قال لي : لو تناطحت الجبال لا يضرنا هذا شيء ، ولا يكون شيء من هذا .
فأنا أريد لكم مثل هذا ، مثل هذا الجبل الذي يقول مثل هذا الكلام ! الذي يرخي أذنه للكلام - والله - يدخل في الفتنة ، يدخل في الفتنة - بارك الله فيكم - ، الذي يرسل لكم بكلام من اليمن أنه كذا وكذا وكذا ـ قولوا له : يا أخي نرجوا أن تكف لسانك في اليمن وهنا ، - بارك الله فيكم - وفق الله الجميع .
إذا أردتم الصواب والطريق الصحيح لحل هذه المشكلة ، هذا في رأيي هو الطريق السديد لإنهاء هذه الخلافات وإطفاء هذه الفتنة ، والمشايخ - إن شاء الله - يبذلون جهودهم في إطفائها - إن شاء الله - .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
إذا كان عندكم أسئلة في غير هذه المسائل ، خلوا حتى لا يُساء فيما بينكم بهذه الأشياء ، وأفشوا السلام بينكم قلبا وقالبًا ، والتراحم والتعاطف - بارك الله فيكم
منقول
أحمدوا الله على هذا ؛ وعلى دعوتكم العظيمة التي أضاءت اليمن ، وبددت ظلمات الجهل والشرك والخرافات والرفض ؛ فأنتم - والله - في نعمة عظيمة يحسدكم الأعداء أشد الحسد ويتربصون بكم الدوائر ، ويحبون مثل هذا الخلاف ومثل هذه الفتنة ؛ فمن كان يحترم هذه الدعوة ومخلصًا لله فيها ؛ فليحاول أن يحافظ على هذه الدعوة ، وذلك بإجتماع الكلمة ونبذ الفرقة ؛ فإن الخلاف شر : ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ . ( الريح : القوة ) .
دعوتكم قوية ؛ لكن بهذا الخلاف ستضعف وتفشل ! والفتنة كما يقال : قال سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب : أنهم كانوا عند الفتن يتمثلون بهذه الأبيات :
الحربُ أول ما تكون فتيةً ... تسعى بزينتها لكل جهولٍ
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... ولت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتنكرت ... مكروهة للشم والتقبيل
الحرب أول ما تكون - ما شاء الله - يزخرف الشيطان - وشياطين الإنس - للجهلاء ؛ فيقعون فيها ، فإذا اشتعلت وشب ضرامها تبين لهم بعدئذ العواقب الوخيمة لهذه الفتنة ، فالعاقل يدرك الفتن عند إقبالها ، والجاهل لا يعرف الفتنة إلا بعد إدبارها ، وأرجوا أن تكونوا - هنا وفي اليمن - جميعًا عقلاء ، ومن أفضل العقلاء ، أرجوا أن تكونوا على هذا المستوى العالي ، ما تتسارعون إلى الفتنة وتشعلونها ؛ وتصبون عليها البنزين - كما يُقال - ، النار تحتاج إلى ماء يطفئها ، أما البنزين فيشعلها - والله - الكلام ، والله بنزين ووقود هذه الفتنة .
فأنا أنصحكم : بحفظ ألسنتكم عن الخوض في هذه الفتنة ، وأن تتآخوا فيما بينكم - بارك الله فيكم - ، ومن حصل بينهم شيء من التنافر ؛ فعليهم أن يؤوبوا إلى الحق ، الشيخ يحيى من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والشيخ عبد الرحمن من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والدعوة السلفية تحتاج إلى أكثر وأكثر من هذا العدد ، تحتاج إلى مراكز ودعوات ودعاة وإلى آخره ، اليمن فيه أكثر من عشرين مليون ؛ فيحتاجون - والله - إلى مئات وألوف من الدعاة - بارك الله فيكم - .
الآن إثنان يتناحران - لا ينبغي ! - والسبب في هذا : هو تدخل أهل الفتن لإشعال نيران هذه الفتنة ، أدركوا هذا - بارك الله فيكم - .
وقد اتصل عليَّ الشيخ مقبل مرةً ، قال : بلغني أنك تقول في حلقاتنا حزبيون ! فقلت : أنا ما أذكر أني قلت هذا ؛ لكن أقول لك الآن : نعم ! أؤكد لك هذا .
فإن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة ؛ فجعلوا للشيخ الألباني بطانة ، وللشيخ بن باز بطانة ، والرجال الأمراء بطانة ، وكل عالم جعلوا له بطانة ؛ ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات ، فلا نأمن الدَّس .
يا إخوة ! : أن يكون هناك ولو اثنان أو ثلاثة في كل جبهة - إثنان ... ثلاثة - من أهل الفتن مدسوسين ، أهل دماج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة ، وإخوانكم في الجنوب شرفاء وأهل سنة ، لكن لا نأمن أن يكون هناك من هو مدسوس من قِبَلِ الأعداء ، ولو كان عددهم قليلاً ، ولا نستبعد ، ولا يستبعد هذا إلا من لا يعرف تأريخ الإسلام .
فاندس المنافقون في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعدد قليل ! في غزوة أُحُد إنفصل عبد الله بن أُبَي بثلاثمائة من ألف ! دماج بما فيها : خمسة آلاف ستة آلاف تسلم كلها ! ما فيها دس ؟ فيهم مدسوسون - والله - يؤججون ويشعلون نار الفتنة ، وفي الجنوب - أيضًا - أناس مدسوسون ، خليهم إثنين ثلاثة ، ما نحكم على إخواننا كلهم - بارك الله فيكم - .
قد يكون فيهم مدسوسون من " الإخوان " ، من جماعة " أبي الحسن " - من غيرهم - من جماعة " الحكمة " ، من غيرهم - بارك الله فيكم - ؛ فتنبهوا لهذه الأشياء . في جيش علي بن أبي طالب كان فيه أناس مدسوسون - بارك الله فيكم - ، أشعلوا نار الفتنة ، وصارعوا بين الإخوة ، بين علي - رضي الله عنه - ومعه مجموعة من الصحابة من جهة ، وبين الزبير - بارك الله فيك - وطلحة من جهة أخرى . عرفتم ؟ في ذلك العهد الزاهر ! في أول الدعوة السلفية ! كيف الآن نأمن أن يدس الأعداء في صفوفنا من يفرقونا - بارك الله فيكم - !؟
يا إخوتاه ! : الذي يحب هذه الدعوة ويحترمها ، ويريد لها الظهور ويريد لها النجاح ؛ فعليه أن يلزم الصمت ، وأن ينصح من يتكلم ، ولا يجاري هذه الفتنة ، إخوانكم والشيخ يحيى من أفاضل العلماء ، ولهم ميزات - والله - لا توجد الآن في الدنيا ، يدرسون لا للشهادات ، ويدرِّسون لا لأجل الأموال ، يعني الآن في الإمارات ، في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف ، ثلاثين ألفًا ، وهؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها ، يدرسون لله ويعلِّمون لوجه الله - سبحانه وتعالى - ، فهذه - والله - ميزة لكم ، وميزة لدعوتكم ، فأحترموا هذه النعمة ، واحرصوا على أن تبقى قوية - بارك الله فيكم - ، ونحن سنطلب من مشايخ اليمن أن يجتهدوا ويجدُّوا في إطفاء هذه الفتنة ، وأوجه رجائي للأطراف جميعًا ، للشيخ يحيى وللشيخ عبد الرحمن ومن معهما ممن حصل بينهم خلاف ، أوجه لهم رجائي مع رجائكم : أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض ، وأن يحذفوا مقالاتهم من المواقع الفضائية " الإنترنت " ، أن يحذفوا كل المقالات ، وأن يكفوا ألسنتهم ، وأن يحرقوا النشرات التي تبودلت ، وأن تعود الأمور إلى مجاريها ، وعلى الأقل الخطوة الأولى - الآن - السكوت من الأطراف كلها ، وإبعاد هذه المقالات الموجودة التي تؤجج نيران الفتن في المواقع ، في موقع الشِّحر وموقع الشيخ يحيى ، وغيرها من المواقع ، أرجوا أن يتحقق هذا الأمل وهذا المطلب - بارك الله فيكم - .
والحمد لله هناك علماء عقلاء ساعين في إطفاء هذه الفتنة ، وما ينبغي للصغار أن يتصارعوا وأن يتناحروا ، هذا ينحاز لهذا وهذا ينحاز هذه طريقة أهل البدع - يا إخوة ! - الذين ما عندهم عقول وما عندهم تمييز ، ولا عندهم مبادئ ولا عندهم أصول ، أنتم عندكم مبادئ وعندكم أصول تستندون إليها خاصة في مواجهة هذه الفتن - بارك الله فيكم - .
أنا أوصيكم : بتقوى الله - عز وجل - ، والإخلاص لله - عز وجل - ، والجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : بعدم الخوض فيها .
ثانيًا : من عنده عقل ورأي ؛ فليدلي برأيه في إطفاء هذه الفتنة بالسكوت - بارك الله فيك - ، وتحقيق هذه المطالب التي نطلبها من إخواننا في اليمن .
أولاً : السكوت ما أحد يتكلم في أخيه ؛ لأنهم ليسوا أهل بدع ، - والله - لو كان أحد الطرفين مبتدعًا لرفعنا صوتنا عليه وبينا بدعته ، لكن ليس فيهم مبتدع ، ليس فيهم داعية إلى بدعة ، ليس فيهم شيء ، فيهم أغراض شخصية - والله أعلم - أشعلها كما قلت هؤلاء المدسوسون من هنا ومن هناك ؛ ولو كان عددهم قليل - بارك الله فيكم - كلهم سلفيون ، وكلهم أفاضل ، وكلهم - إن شاء الله - مجاهدون - بارك الله فيكم - .
والشيطان ما يفرح بشيء مثل الخلاف ، ما يفرح بشيء مثل الخلاف : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِينًا ﴾ .
فأرجوكم يا إخوة ! : إذا كان بينكم خلافات ؛ فتصافحوا الآن - من الآن - وأن تعاهدوا الله أنكم ما تسهمون في هذه الفتنة إلا بمايطفئها ويقضي عليها ، هذا واجبهم يا إخوة .
هل تظنون أن هناك بدع موجودة يتصارعون عليها ؟! هذا مبتدع - وهذا - أبدًا ، يعني قد كتب بعض الناس أشياء رأينا أنها غلط - بارك الله فيكم - ، فلا ننجرف وننجر وراء قيل وقال وما شاكل ذلك ؛ فنخسر هذه الدعوة العظيمة التي ميزكم الله - تبارك وتعالى - بها ، أحمدوا الله على هذه النعمة ، واشكروه ، وحافظوا على هذه النعمة ، ودوركم في هذا هو الجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : أنتم هنا في المملكة ما أحد يختلف مع أحد ، وإخوانكم في اليمن ، نرجوا من المشايخ الكبار أن يسعوا في إطفاء هذه الفتنة ، نرجوا من أطراف الخلاف أن يسكتوا ، وأن ينهوا هذا الكلام المتبادل في المواقع الذي يشمت بكم الأعداء وبدعوتكم وبدعوتنا جميعًا ، والحمد لله هذه دعوة الجميع ، ويفرحهم - والله ما يفرحون بشيء - مثل هذا الصراع الداخلي ، هم لا يستطيعون أن يشقوا الصفوف ، لا يستطيعون إلا بالدس فقط ، بدس بعض المجرمين - بارك الله فيكم - ، أما أن يأتوا ويفرقوا هكذا ويضربوا الدعوة السلفية لا يستطيعون ، لكن لما يكون الضرب من الداخل هذا والله أخطر شيء .
فأنا يا إخوة : أعيد وأكرر رجائي للجميع بالجد في إطفاء هذه الفتنة ، والتآخي والتلاحم فيما بينكم - هنا وفي اليمن - ، ومن سبق إلى أخيه منه إساءة ؛ فليتحلل من أخيه ، ولا يمنعه الحياء ولا غيره من أن يتحلل ، فإنه والله لمن الشرف العظيم ومن التواضع ومن الأدلة والبرهنة على أن هذا الذي وقع في الخطأ أنه محب للحق ، وأنه سلفي حقًا وحقيقةً .
أسأل الله أن ينهي هذه الفتنة ، وتضرعوا إلى الله بالدعاء أن ينهي هذه الفتنة ، وساهموا يا إخوة وأسهموا في إطفائها بما ذكرت لكم ، سدد الله خطاكم وبارك فيكم ، وألَّف بين قلوب الجميع ، إن ربنا لسميع الدعاء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم - الله يبارك فيكم ويحفظنا وإياكم - .
قال أحد الحضور : هل يوجد من عنده إشكال ؟
الشيخ : ولا إشكال وخوض ولا سؤال ، أطفئوا لا أسئلة ولا أجوبة الآن خلوا هدفكم وشغلكم وغايتكم هو إطفاء هذه الفتنة بس ، الكلام يؤججها ، لا تتكلموا - بارك الله فيكم - ، ولا تتعصبوا لا لهذا الطرف ولا لذاك الطرف ، كلهم إخوانكم ، كلهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد ولله الحمد ، ولهم آثار كبيرة ولله الحمد في نصرة هذه الدعوة ونشرها ، وفق الله الجميع .
أنا قلت للشيخ مقبل في مناسبة غير هذه : كان جاء تهديد من دول الخليج أننا سنسعى للتفرقة بين الشيخ ربيع والشيخ مقبل ، بلغني هذا الكلام فاتصلت على الشيخ مقبل ، فقلت : بلغني أنه هناك من يريد أن يفرق بيننا وبينكم ، قال لي : لو تناطحت الجبال لا يضرنا هذا شيء ، ولا يكون شيء من هذا .
فأنا أريد لكم مثل هذا ، مثل هذا الجبل الذي يقول مثل هذا الكلام ! الذي يرخي أذنه للكلام - والله - يدخل في الفتنة ، يدخل في الفتنة - بارك الله فيكم - ، الذي يرسل لكم بكلام من اليمن أنه كذا وكذا وكذا ـ قولوا له : يا أخي نرجوا أن تكف لسانك في اليمن وهنا ، - بارك الله فيكم - وفق الله الجميع .
إذا أردتم الصواب والطريق الصحيح لحل هذه المشكلة ، هذا في رأيي هو الطريق السديد لإنهاء هذه الخلافات وإطفاء هذه الفتنة ، والمشايخ - إن شاء الله - يبذلون جهودهم في إطفائها - إن شاء الله - .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
إذا كان عندكم أسئلة في غير هذه المسائل ، خلوا حتى لا يُساء فيما بينكم بهذه الأشياء ، وأفشوا السلام بينكم قلبا وقالبًا ، والتراحم والتعاطف - بارك الله فيكم
منقول
تعليق