ترجمة المحدث العلاَّمة أحمد شاكر رحمه الله
1309هـ ـ 1892م
|
26 من ذي القعدة 1377هـ ـ 14 حزيران (يونيو) 1958م
1309هـ ـ 1892م
|
26 من ذي القعدة 1377هـ ـ 14 حزيران (يونيو) 1958م
الشيخ العلاَّمة، محدث الديار المصرية وعالمها، أحد أعلام الحديث النبوي في العصر الحديث، الشيخ أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من آل أبي علياء، ولد سنة 1309هـ ـ 1892م بالقاهرة في أسرة علمية ووسط ديني نقي، فأبوه هو الشيخ العلامة «محمد شاكر» وكيل الجامع الأزهر وأمين الفتوى، والذي عمل في منصب قاضي قضاة السودان، وقد انتقل الشيخ أحد معه حيث تلقى علومه الأولى بكلية جوردون، فلما عاد أبوه من السودان تولى مشيخة علماء الإسكندرية سنة 1321هـ ـ 1904م، بدأ الشيخ أحمد في دراسة علم الحديث بهمة لا تعرف الكلل منذ سنة 1327هـ ـ 1909م، وكان أبوه من أكبر شيوخه حيث كان يعقد مجلس علم يوميًا له ولباقي إخوته وكلهم علماء نجباء، وفي هذا المجلس قرأ عليهم تفسير البغوي والنسفي وصحيح مسلم وسنن الترمذي والبخاري، وفي الأصول: جمع الجوامع وشرح الإسنوي على المنهاج، وفي الفقه الحنفي الهداية على طريقة السلف في استقلال الرأي وحرية الفكر، وهذه الدراسة الصحيحة للعلم أخرجت لنا عالمًا فذًا في الحديث والفقه.
التقى أحمد شاكر مع علماء زمانه وأخذ عنهم علمهم، فالتقى مع الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي محدث المغرب وعالمها وأخذ عنه الكتب الستة، والشيخ الأمين الشنقيطي وأخذ عنه بلوغ المرام والكتب الستة، والشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي عالم المرابطين وأخذ عنه مروياته كلها، والشيخ شاكر العراقي والشيخ طاهر الجزائري وغيرهم كثير.
أما عن إنتاجه العلمي فيتسم بالغزارة وإن كان يؤخذ عليه عدم إتمامه لكتبه الكبيرة، ومن أهم مصنفاته تحقيقه لمسند الإمام أحمد وذلك خلال 32 سنة من العمل والتحقيق والدراسة وقد أخرج منه 16 جزءًا، وحقق جزءين من سنن الترمذي، وجزءًا من ابن حبان، والرسالة وجماع العلم للشافعي والمحلى لابن حزم، وتفسير الطبري مع أخيه محمود شاكر، وسنن أبي داود مع زميله حامد الفقي، كما اهتم بتحقيق كتب اللغة والشعر مثل إصلاح المنطق والمفضليات والأصمعيات.
ونتيجة لدراسته المستفيضة للحديث والفقه كان لا يتقيد بمذهب عند الإفتاء، بل ينظر في الأدلة والبراهين ثم يفتي، وهذا الأمر قاده لمخالفة القدماء والمعاصرين وجلب عليه كثيرًا من المساجلات والردود على ما يفتي ويؤلف خاصة في كتابه الشهير «أحكام الطلاق»، الذي تبنى فيه آراء ابن تيمية، فتعصب عليه المتفقهة وأتباع المذاهب وأفاضوا في القدح في هذا الكتاب الذي صار مرجعية القضاء المصري والإسلامي كله عند الإفتاء في الطلاق.
كما كان الشيخ أحمد شاكر من دعاة العقيدة السلفية ومن ضمن المجموعة المؤسسة للدعوة السلفية في مصر، مع الشيخ حامد الفقي والشيخ محب الدين الخطيب وغيرهم، وله مشاركات في الصحف والمجلات، كما كان الشيخ أحمد شاكر من أوائل العلماء إثارة لقضية الشريعة ووجوب التحاكم إليها وخطورة القوانين الوضعية.
وقد توفي رحمه الله في 26 من ذي القعدة سنة 1377هـ ـ 14 حزيران(يونيو) 1958م.
المصدر (بتصرف)