تفريغ ليس كل حديث يرد في كتب السيرة صحيح _ الشيخ صالح آل الشيخ : أيضا من الأخطاء في أنواع ما يورد في السير ان الناس انتشرت فيهم احاديث ضعيفة لا يصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم بل واحاديث من كرة وباطلة لأنها أوردت في السير وقد قدمت لك قول الحافظ العراقي بان السير تجمع ما صح وما قد انكر وليعلم الطالب ان السير تجمع ما صح وما قد انكره ففي ما ورد في السير منكرات واشياء من كرة وقد علم اهل العلم كثيرا من هذه الاخبار بان بانها ليست بصحيحة ولا يصح الاعتماد على السير فيها فمن ذلك مثلا كثير من الحكايات في قصة بحيرة الراهب فان اصل القصة صحيح لكن يعني من حيث الاسناد ومن حيث الرواية لكن ما جاء في كتب السير منها فان فيه تفصيلات لا تثبت وانما تروى هكذا بلاغا بلا اسنان وبعض جملها صحيح فاصل القصة الصحيح وكثير من المحاورات التي فيها ينقلها بعض الدعاة وينقلها بعض الخطباء وينقلها بعض الموجهين على انها صحيحة وهي ليست بصحيحة وعليها اتكأ بعض أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم في قولهم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ كثيرا من العلوم عن بحيرة الراهب وهي التي أوردها او ذكرها عليه الصلاة والسلام لأصحابه وهذا باطل قطعا ومن الأمثلة أيضا على ذلك القصة المشهورة في ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يطوف هم رجل بقتله فكلمه عليه الصلاة والسلام قال له ما قال في اخباره بما في نفسه من نية قتله عليه الصلاة والسلام وهذه قد ضعفها عدد من اهل العلم وهذا النوع من الغلط اخذ الاحاديث التي ترد في السيرة على انها صحيحة هناك عدد من اهل العلم نبهوا عليه ومن المعاصرين منهم العلامة الالباني في كتابه الدفاع عن الحديث النبوي والسيرة وهو كتاب جيد في ذكر كثير من ما يرد في السير مما لا يصح ومناقشة البوطي فيما أورده في كتابه فقه السيرة كذلك فيما علقه على كتاب فقه السيرة للغزالي المعاصر اورد كثيرا من الاحكام حقق عددا من الاحاديث وغيره من الشباب طلبة العلم كتبوا أيضا كتابات في تحقيق بعظ الاحاديث في السيرة المقصود من هذا التنبيه على انه لا يعني ورود الحديث في كتاب من كتب السيرة انه في نفس الامر صحيح وان تداوله العلماء بالقبول فانهم يتداولونه في الاجمال لكن اذا كان المقام مقام استدلال او مقام احتجاج فانهم لا يريدون وانما يحدثون به هكذا على ما جرى عليه العلماء الاولون.