تحذير أولي الأحلام من قرن الحديث بالرسومات تقرباللرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشرت بين من يشتغلبالدعوة من طريق كتابة الحديث أو آية من كتاب الله ونشره على ملأ في المجلاتوالمساجد
ونشرات الشبكات العنكبوتية بدعة تقربوا بها إلى الله بدعوى موافقةالأمر أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة لم يجري عمل النبي صلى الله عليهوسلم عليها والصحابة من بعده
والعلماء الراسخين من أهل الحديث أجمعين هرم عليهاالكبير ونشأ عليها الصغير واتخذوها سنة
وهي أن أحدهم إذا كتب الحديث للتعليموالدعوة قرنه برسومات جذابة موافقة لمعنى الحديث تارة
كما رسموا دجاجة مشويةعلى صحن أرز تمتد إليه الأيدي ثم كتبوا الحديث الذي خرجه الإمام أحمد في مسنده
قال حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَحَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُوأَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَيُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَىالْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍبِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءًكَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُفِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِوَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ
ورسمهم طائرات مقاتلة من فوق الناس وكتابتهقوله تعالى
: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًامِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }
وتارة أخرى يرسمون مناظرجذابة مطلقة كصورة جبال تشرق عليه الشمس وكل ذلك لجذب القراء والتأثير عليهم وزيادةوعظهم وذلك محدث كما أقره شيخنا صالح الفوزان في مقال لي في هذا عرضته عليه ورأىإغلاق الباب فإن السلف الذين رووا حديث خط خطا مستقيما ونحوه لم يرسموا هم أنفسهمأثناء رواية الحديث فذلك بدعة من عدة أوجه :
الوجه الأول / أن السلفرحمهم الله ورأسهم النبي صلى الله عليه وسلم عند كتابة الحديث ومع وجود رسامين لميفعلوا ذلك ولم يأمروا به أمر وجوب ولااستحباب وما كان كذلك من المخترعات إذا كانمن جنس العبادات فهو من المحدثات والسيئات لامن الحسنات المقربة لرب الأرضوالسموات
فوكان خيرا لسبقونا إليه
روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِعَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّىكَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ بُعِثْتُأَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِوَالْوُسْطَى وَيَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِوَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّبِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وفي حديث آخر عند النسائي صحيح وكل ضلالة في النار
وقالبن عمر كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة
فقد يرى المسلم أن بدعته حسنةبرأيه كجذب الناس في الدعوة إلى الله بالرسومات عند كتابة
الحديث وهي ضلالة لأنالسلف تركوا ذلك وكانوا قادرين عليه
الوجه الثاني / أن هذا منالتكلف المنهي عنه قال تعالى قل ماأسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين
وفيصحيح البخاري عن عمر نهينا عن الكلفة (وهو عام في كل شيء)
الوجه الثالث / أنذلك زيادة في التعبد لله سبحانه وتعالى بالدعوة إليه لادليل عليها وهي تعريف البدعةفالدعوة وكتابة الحديث لذلك عبادة كما أن الصلاة عبادة فلايحل الإحداث فيلابالتمثيل ولا النشيد المطرب بلحون الفساق ولاالرسومات الجذابة والتي لم يصنعهاالسلف رحمهم الله
الوجه الرابع / كان السلف يكتبون الحديث وينشرونه ساذجابغير رسومات يقرنونها به فلتكتبوا أيها الناس الحديث كذلك فيسعكم ماوسعهم فلاوسعالله على من لم يسعه دين السلف
الوجه الخامس/ كلامنا في الشيء الذي كانيقدر عليه السلف ولم يفعلوه مع قيام المقتضي وأما
مالم يقدروا عليه لمانعكالشريط والمكرفون مما يحقق مقصود الشارع كنشر العلم فلايدخل في كلامنا والله أعلم
كتبه الشيخ ماهر القحطاني